إسلاميات

خير امة اخرجت للناس المقصود بها

خير امة اخرجت للناس

إن من ضمن سنن الله عز وجل في خلقه هي سنة التفضيل ، وقد أكرم الله تعالى المسلمين بأن جعلهم خير أمة أخرجت للناس ، ولم يكن ذلك التفضيل مطلقاً من دون قيد أو ضابط ، بل أنه أتى مقروناً بتكليف المسلمين بمهام جسيمة وأدوار عظيمة ، فأصبح الخيرية مقرونة بهذه القيود ، وفي ذلك دعوة لا تخفى على كل ذي لب لضرورة تحقيق ما يضمن الخيرية ويديمها ، وبالخصوص لو علم المسلم أن الله سبحانه وتعالى قد ختم بالإسلام الرسالات الإلهية ، فلا نبي بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا شرعة بعد شريعة الإسلام ، فقد قال الله تعالى : {اليوم أكملت لكم دينكم وأتمتت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} ، فيتساءل البعض منا عن الخيرية المرادة بقول الله عز وجل : {كنتم خير أمة أخرجت للناس} ، وما هي شروطها ومتطلباتها ، وهو ما سوف نتعرف عليه اليوم ، فتابعوا معنا.

المقصود بقوله كنتم خير أمة أخرجت للناس:

إن المقصود من هذا العنوان المبارك المأخوذ من آية مباركة من القرآن الكريم من سورة آل عمران ، وهي آية تحمل تكليف عظيم شريف للأمة الإسلامية ، وتفصيل الآية الكريمة ومقصودها على النحو التالي :

  • نص الآية : قول الله سبحانه وتعالى : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}.

للمزيد يمكنك قراءة : كيف نزل القران

تفسير الآية الكريمة:

  1. إن الله عز وجل يخاطب المسلمين جميعاً أنهم قد حازوا الخيرية والكرامة عند المولى من بين كل الأمم ، وأن تلك الخيرية مشروطة بفعلهم مهمة الأمر والمعروف والنهي عن المنكر ، والإيمان بالله تعالى ، فكانت تلك ميزة للمسلمين فاقت بها من سبقهم من الأمم على أنهم أنفع الناس للخلق.
  2. حيث جمع المسلمون من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله سبحانه وتعالى بين السعي بتكميل الخلق بحسب إمكانهم ، وبين تكميل ذاتهم بالإيمان بالله عز وجل ، وفعل حقوق الإيمان ، وقد أتت أحاديث نبوية تظهر خيرية الأمة وكرامتها عند المولى عز وجل وتؤكد عليها.
  3. وفي هذا يقول الصحابي معاوية بن حيدة رضي الله تعالى عنه ، سمعت النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول في قول الله تعالى : {كنتم خير أمة أخرجت للناس} (أنكم تتمون سبعين أمة ، أنتم خيرها وأكرمها على الله) ، ومن ضمن ما يؤكد ذلك المعنى أن المدح الإلهي للأمة الإسلامية قابله ذم لأهل الكتاب الذين قد تنكبوا لطريق الدعوة ، حيث ذمهم الله تعالى وقال فيهم : {كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}.

للمزيد يمكنك قراءة : ماهي صفات المنافقين في القران

الدلالات التربوية للآية الكريمة:

إن الآية تحمل دلالات تربوية عظيمة جداً تضع الأمة الإسلامية أمام مسئولية عظيمة ، ومن أبرز تلك الدلالات :

  1. يجب على المسلمين أن يدركون أنهم خير أمة أخرجت للناس ، وهذا الأمر يدعوها كي تعرف منزلتها وقيمتها ، وأن يعرف المسلمون أنهم أريد أن يكونوا طليعة بالأمم ، وأصحاب القيادة ، حيث إن الله سبحانه وتعالى يريد أن تكون الريادة والقيادة بالأرض للعناصر الخيرة فيها ، ومن هنا كان واجب ولزام على المسلمين أن يقدموا للبشرية التصور والاعتقاد الصحيح بعلم ومعرفة سليمة ، وأن يصبحوا أنموذج في الخلق القويم.
  2. في الآية الكريمة إظهار لمناط رفعة الأمة وسبب خيريتها ، متضمنة دعوة العباد إلى الله تعالى ، فكلما عظمت تلك السمة بالأمة زاد الخير بها ، وكلما ضعفت ضعف الخير بها وبالناس.
  3. إن الآية الكريمة قد أشارت لضرورة العناية بتحقيق الإيمان ، على اعتبار أنه القاعدة الأساس والميزان العدل للمبادئ والقيم ، وبواسطته يتضح التصور الثابت للفضيلة وللرذيلة ، بالإضافة إلى أن الإيمان يعد وقود روحاني للآمرين بالمعروف وللناهين عن المنكر بطريق الدعوة وتحمل تكاليفها.

للمزيد يمكنك قراءة : اسئله من ايات القران الكريم تعلمنا الكثير

حديث شريف
حديث شريف
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
تفسير القرآن
تفسير القرآن

للمزيد يمكنك قراءة : معلومات عامة عن القرآن الكريم

اسلام عمر

أقوم بكتاب الشعر، واعمل كمحرر وكاتب محتوي ترفيهي في العديد من المنصات، احب الرياضة وخاصة رياضة جمال الأجسام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى