إسلاميات

متى ينتهي وقت صلاة العشاء ؟

متى ينتهي وقت صلاة العشاء ؟ مع مرور الوقت وانقضاء غسق الشمس، يبدأ وقت صلاة العشاء، ويمتد هذا الوقت لحين طلوع فجر الصباح. تحير الكثيرين بين أن يؤدوا الصلاة على الفور (على وقتها) أو أن يؤخروها لوقت لاحق. الأفضلية في أداء الصلوات دائمًا هو أن تكون على أوقاتها، ولكنّ هناك مرونة في وقت صلاة العشاء.

بينما يفضل أداء الصلوات في أوقاتها، يمكن تأخير صلاة العشاء لفترة معينة قبل انتهاء الليل وقدوم وقت الفجر. يحمل هذا التأخير مردودًا إيجابيًا إذا لم يكن مبالغًا فيه، مما يسمح للأفراد بأداء الصلاة في وقت يتيح الاستقرار والتأمل، دون أن يتجاوز الوقت المحدد لهذه الصلاة في اليوم. لكن ما هو هذا الوقت المحدد ؟ أو بمعنى آخر، متى ينتهي وقت صلاة العشاء ؟

قد يهمك أيضًا: سنة صلاة العشاء

متى ينتهي وقت صلاة العشاء ؟

اختلف الفقهاء حول آخر وقت صلاة العشاء الرأي الأول يشير إلى أن وقت صلاة العشاء الاختيارية يستمر حتى منتصف الليل، بينما تمتد الصلاة الواجبة حتى طلوع الفجر. يعود هذا الرأي إلى الإمام أحمد ويدعم بأقوال الشافعي وابن حبيب وابن المواز من أتباع المالكية، واعتمده الشوكاني وابن قدامة. أما الرأي الثاني، فيشير إلى أن وقت صلاة العشاء يمتد حتى منتصف الليل، دون وجود تفريق بين الاختياري والضروري. يرجع هذا الرأي إلى ابن حزم الظاهري، ومن الممكن أن يكون متفقًا مع رأي الشافعي بحسب أبو سعيد الإصطخري من أتباع المذهب الشافعي.

دليل الرأي الأول:-

عن أبي قَتادةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: خطَبَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: «إنَّكم تَسيرُونَ عَشيَّتَكم ولَيلتَكم» وذكر الحديث، وفيه: «أمَا إنَّه ليس في النومِ تفريطٌ، إنَّما التفريطُ على مَن لم يُصلِّ الصَّلاةَ حتى يَجيءَ وقتُ الصَّلاةِ الأخرى». وعن عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو رَضِيَ اللهُ عَنْهما، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «وقتُ العِشاءِ إلى نِصفِ اللَّيلِ الأَوسطِ»، عن أنسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: «أخَّر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةَ العِشاء إلى نِصفِ اللَّيلِ، ثم صلَّى، ثم قال: قد صَلَّى الناسُ وناموا، أمَا إنَّكم في صلاةٍ ما انتظرتُموها».

دليل الرأي الثاني:-

  • أوَّلًا: من الكِتاب، قال الله تعالى: «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا»

  • ثانيًا: من السنة، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهما، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «وقتُ العِشاءِ إلى نِصفِ اللَّيلِ الأوسطِ»، وعن أنسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه قال: «أخَّر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةَ العِشاءِ إلى نِصف اللَّيلِ، ثم صلَّى، ثم قال: قد صلَّى الناسُ وناموا، أمَا إنَّكم في صلاةٍ ما انتظرتُموها».

قد يهمك أيضًا: هل يجوز تقديم صلاة العشاء

ما هو أفضل وقت لصلاة العشاء ؟

قد قسم الفقهاء وقت صلاة العشاء إلى خمس فترات مختلفة. الفترة الأولى تبدأ بعد انتهاء وقت المغرب مباشرة وهي ما يعرف بـ”غروب الشفق الأحمر”. الفترة الثانية تبدأ من أذان العشاء وتستمر لبعض الوقت، وتسمى “وقت الجواز” حيث يباح أداء العشاء. الفترة الثالثة تعرف بـ”وقت الوجوب”، وهي منتصف الليل، حيث يصبح الأداء واجبًا واجتنابه يتطلب عذراً شرعياً.

ومن ثم، تمتد الفترة الرابعة لتشمل الوقت الذي يسبق الفجر، حيث يمكن أداء العشاء قبل انتهاء هذه الفترة. تأخير أداء العشاء بعد منتصف الليل دون عذر يستوجب ملامةً شرعيةً، فالشخص الذي يؤجل الصلاة بعد الساعة الثانية عشرة منتصف الليل دون عذر يعتبر كمن يتجاهل الواجب.

يفضل تأخير صلاة العشاء إذا لم يمثل ذلك مشقةً على الناس، وهذا هو الرأي المعتمد لدى المذاهب الحنفية والحنابلة، فضلًا عن وجهة نظر مالك ومنهج الشافعي. هذا الرأي يحظى بتأييد العديد من أهل العلم وقد اعتمده ابن حزم والشوكاني أيضًا. وفي هذا وردت أدلة من السنة شملت الآتي:

عن سَيَّارِ بنِ سَلامةَ، قال: دخلتُ أنا وأَبي على أَبي بَرْزةَ الأسلميِّ، فقال له أَبي: كيفَ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي المكتوبةَ؟ فقال: «… وكان يَستحبُّ أنْ يُؤخِّرَ العِشاءَ، التي تَدْعونَها العَتَمةَ، وكان يَكرَهُ النَّومَ قَبلَها، والحديثَ بَعدَها…» وعن جابرِ بنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: «كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُؤخِّرُ صلاةَ العِشاءِ الآخِرةِ».

هل يجوز تأخير صلاة العشاء ؟

هل يسمح بتأجيل صلاة العشاء أم أن أداء الصلاة في وقتها المحدد أفضل ؟ هناك رأي يقول إنه لا ينبغي تأخير صلاة العشاء إلى منتصف الليل أو بعد ذلك إلا في حالة وجود عذر، فإذا لم يكن هناك عذر مقنع للتأخير، فيجب على المصلي أداء الصلاة في وقتها المحدد. يذكر أن صلاة ركعتين بعد صلاة العشاء تعتبر مشابهة لقيام الليل.

حكم صلاة العشاء بعد منتصف الليل

إذا قام شخص ما بتأخير صلاة العشاء بعد منتصف الليل دون وجود عذر، فقد يعتبر هذا التأخير خلافاً للشرعية. ينبغي على الفرد أداء الصلاة في الوقت المناسب لها، وتجنب تأجيلها بدون ضرورة شرعية، حيث يمكن أن ينظر إلى هذا التصرف باعتباره غير ملائم من الناحية الشرعية.

قد يهمك أيضًا: طريقة جمع صلاة المغرب والعشاء

في الختام عزيزي القارئ، يعتبر فهم أوقات صلاة العشاء جزءًا أساسيًا من طبيعة يوم أي مسلم. تأخير صلاة العشاء بعد وقتها المحدد دون عذر شرعي يمكن أن يعرض الفرد لملامة شرعية. بينما تسعى الشريعة إلى تسهيل العبادات وتيسيرها، إلا أن الالتزام بأوقات الصلاة يعكس الانضباط الديني والتقوى. بذلك، يعتبر الحرص على أداء صلاة العشاء في وقتها إحدى الخطوات المهمة نحو التقرب إلى الله.

محمد عز

طالب في كلية الهندسة ومهتم بالبحث وتزويد المواقع بالمحتوي المعرفي المعتمد علي المعلومات الدقيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى