إسلاميات

ما علاقة العبادة بالإيمان وهل الإيمان ينقص بالمعصية

ما علاقة العبادة بالإيمان

لقد وضح الله سبحانه وتعالى لعباده أن طريق العبودية مليء بالصعوبات والعقوبات ، وذلك امتحان وابتلاء من الله سبحانه وتعالى ، وقد بين ووضح الله تعالى لعباده ذلك حتى يكونوا على دراية وبينة ، فيثبتوا على الصراط المستقيم ، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم : {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً ، إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كافورا) ، ومن ذلك الابتلاء يكشف الله تعالى مدى إصرار الشخص وثباته في سيره على طريق العبادة ، كما يسر الله عز وجل لعباده أدلة تعرفهم وتقودهم إليه ، أدلة تملئ هذا الكون ، فيزداد العبد يقين واطمئنان ، ويتعرف على أوامر الشرع فيحرص على أن يلتزم بها ، ويكون مطلق على ما سوف يواجهه من العقبات التي تثنيه عن العبادة ، فيقوم بالتعامل معها بحرص ، ويعمل جاهداً على التخلص منها ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على الغاية من خلق الإنسان ، وعلاقة العبادة بالإيمان ، وسنتعرف عما إن كان الإيمان يزيد بالعبادة وينقص بالمعصية ، فتابعوا معنا.

الغاية من خلق الإنسان:

  1. إن دعوات الأنبياء جميعاً عليهم السلام مشتركة في رسالة واحدة ألا وهي : توحيد الله سبحانه وتعالى ، وعبادته وحده لا شريك له ، قال الله عز وجل في القرآن الكريم : {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} ، وذلك هو أصل الدين ، وكل ما هو غيره يأتي تحته ويتفرع منه ويتبعه ، ومن تلك الرسالة يظهر الغرض من خلق الله تعالى للبشر ، فالله تعالى لم يخلق البشر عبثاً ، ولم يخلقهم من أجل عمارة الكون وليعيشوا فيه وحسب ، بل خلقهم كي يقومون بواجب العبادة.
  2. فلقد قال الله سبحانه وتعالى : {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} ، فغاية خلق البشر هي العبادة ، ثم إن الله عز وجل كلفهم بعمارة الأرض كي يحققوا مفهوم العبادة بأعمالهم وعلى أنفسهم ومع غيرهم ، وميزهم بالعقل حتى تكون عبادته عن رضى واختيار منه ، فإن قاموا بحق العبودية لله تعالى ، فإن الله عز وجل قد تكفل برزقهم ، وعليه فلو تحققت العبودية لله عز وجل فقد تحققت الوحدانية لما بينهما من الترابط والتلازم.

للمزيد يمكنك قراءة : تقوية الايمان بالله وترسيخه

علاقة العبادة بالإيمان:

  1. يتم تعريف الإيمان على أنه قول اللسان ، وتصديق القلب ، وعمل الجوارح ، وقول اللسان يشمل على النطق بالشهادتين ، وقراءة القرآن ، وذكر الله عز وجل ، وغيرها الكثير من العبادات التي يتم تحقيقها باللسان.
  2. وعمل القلب يشمل كل العبادات القلبية من : الخوف ، والمحبة ، والخشية ، والرجاء ، والتوكل ، وغيرها.
  3. أما عبادات الجوارح فتشمل كل ما يقوم به العبد بأعضائه وبجوارحه من : الصيام ، والصلاة ، والحج ، والزكاة ، وغيرها.

وبناءً عليه لو تم البحث عن مفهوم العبادة نجد أنها هي نفسها الإيمان وحقيقته ، وهذا لأن العبادة هي محبة الله عز وجل والخضوع له ، وهي الأعمال القلبية للإيمان بحد ذاتها ، وقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت ، صلح الجسد كله ، وإذا فسدت ، فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب) ، فكل العبادات الخالصة لله عز وجل تعتبر إيمان ، ومن لم يعبد الله سبحانه وتعالى لا يكون مؤمن ، ومما يدل على قوة الترابط والالتزام بين الإيمان والعبادة ، أن الله سبحانه وتعالى أطلق على عبادة الصلاة لفظ الإيمان ، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم : {وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم} ، والمقصود بالإيمان في الآية الكريمة هي الصلاة لبيت المقدس.

للمزيد يمكنك قراءة : كيف اترك المعاصي والذنوب

هل الإيمان يزيد بالعبادة وينقص بالمعصية:

  • لقد ذهب أهل العلم للقول بأن الإيمان يزيد وينقص ، فتقوى الله عز وجل تزيد بإيمان المسلم ، وقد قال أحمد بن حنبل ، والشافعي ، ومالك بن أنس ، وسفيان الثوري رحمهم الله جميعاً ، وكثير من الصحابة ومن التابعين ومن الفقهاء ، والغالبية من الأشاعرة ، أن الإيمان يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية وقلة الطاعة.
ما هي أنواع العبادات
ما هي أنواع العبادات
تعريف العبادة
تعريف العبادة
مفهوم العبادة في الإسلام
مفهوم العبادة في الإسلام

للمزيد يمكنك قراءة : شرح أركان الإيمان بالتفصيل

اسلام عمر

أقوم بكتاب الشعر، واعمل كمحرر وكاتب محتوي ترفيهي في العديد من المنصات، احب الرياضة وخاصة رياضة جمال الأجسام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى