نقدم لكم اليوم مجموعة من أدعية وآيات لطرد العين والحسد فورا من خلال ما هو قادم من سطور أدناه. يشير مفهوم الحسد إلى تمني زوال نعمة ما أو نجاح ما لدى شخص آخر. ويختلف الحسد عن الغبطة، حيث أن الأخير عبارة عن تمني الخير والنجاح للآخرين بدون أي شعور سلبي أو تمني زوال ما يمتلكونه. في الحقيقة، الغبطة تأتي من خلال السعادة بنجاحات الآخرين دون أي رغبة في التنافس أو الحصول على ما يمتلكونه.
قال الفيلسوف بيرتراند راسل أن الحسد يمكن أن يكون أحد أسباب الشعور بالتعاسة. لا يؤثر فقط على الشخص الذي يشعر به، ولكن قد يؤدي أيضًا إلى الرغبة في إلحاق الأذى بالآخرين. على الرغم من أن الحسد عادةً ما يعتبر سلبيًا، إلا أن راسل يرى فيه أيضًا قوة دافعة نحو تطوير نظام اجتماعي أكثر عدلًا. يشير علماء النفس أيضًا إلى وجود نوعين من الحسد، الضار والإيجابي، حيث يعتبر الأخير محفزًا إيجابيًا نحو التطور بدلاً من التأثير الضار.
قد يهمك أيضًا: علامات تدل علي الحسد
الحسد في الإسلام
هناك نوعين من الحسد في الإسلام، الحسد المحمود والحسد المذموم، إليك تفاصيل كل منهما أدناه:-
الحسد المحمود هو الغبطة، وجاء في ذلك قول المولى – عز وجل -:
﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ٢٦﴾
وورد عن الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم-:
عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار»
أما الحسد المذموم، فهو تمني زوال النعمة من الآخرين، وقد ورد الحسد (لفظًا) في القرآن 4 مرات:
-
﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ٥﴾ (سورة الفلق-5).
-
﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ٥٤﴾ (سورة النساء-54).
-
﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ١٠٩﴾ (سورة البقرة-109).
-
﴿سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا ١٥﴾ (سورة الفتح-15).
قد يهمك أيضًا: تجربتي مع بخور الشذاب
إزالة العين والحسد من البيت
نهى الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – من الحسد عدة مرات، وورد في ذلك:
-
وعن أبي هريرة قال أن النبي قال: «لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد» صحيح مسلم.
-
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تحاسدوا ولا تناجشوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا» صحيح مسلم بشرح النووي 254/35.
-
وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو قال العشب» أخرج أبو داود والبيهقي.
يوجد العديد من الطرق التي يمكن اتباعها للوقاية من الحسد، مثل:
- تجنب التعامل مع الأشخاص الذين يبدون مشاعر الحسد.
- طلب الحماية والتوكل على الله والاستعاذة من شر الحاسدين.
- الاهتمام بالأذكار والتأمل في الخلق في أوقات الصباح والمساء.
- الحفاظ على خصوصية الأمور الشخصية وعدم مشاركتها مع الآخرين.
عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود» الألباني في السلسلة الصحيحة 3/436.
قد يهمك أيضًا: طريقة الرقية الشرعية الصحيحة
آيات طرد العين والحسد
-
سورة الفاتحة: الْحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ * الرّحْمنِ الرّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدّينِ * إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضّآلّينَ.
-
آية الكرسي: اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.
-
سورة الإخلاص: قلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لم يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ سورة الفلق: قلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ من شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ.
-
سورة الناس: قلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ.
-
بسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيم: الَمَ * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لّلْمُتّقِين * الّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصّلاةَ وَممّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * والّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالاَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَىَ هُدًى مّن رّبّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.
-
خواتيم سورة البقرة: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ*اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.
الحسد، هذا الشعور البشري الطبيعي الذي يمكن أن يصيب أيًا منا، له تأثيراته السلبية على العلاقات والروح والحالة النفسية. يجدر بنا أن نتعلم كيف نتعامل معه وكيف نحمي أنفسنا من تأثيره الضار. على الرغم من كونه مظهرًا للرغبة في تحقيق النجاح أو الإنجازات، إلا أنه إذا تخطى حدوده يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية. فالتوازن والوعي بأهمية الثقة بالنفس والتقدير لما نملك يمكن أن يحمينا من تأثيراته الضارة. إن استغلال الحسد لدفعنا نحو التحسن يمكن أن يكون محفزًا إيجابيًا إذا تم التعامل معه بشكل صحيح وبتوجيهه نحو النمو والتطور.
