صيام عاشوراء: 5 أسباب تجعله يوماً مميزاً
العناصر
يُعتبر صيام عاشوراء من العبادات المهمة في التقويم الإسلامي، حيث يحمل قيمة كبيرة للمسلمين عبر التاريخ. يُقام صيام عاشوراء في اليوم العاشر من شهر المحرم، وهو يُمثّل ذكرى لنجاة النبي موسى وقومه من فرعون وجنوده، كما هو مذكور في القصص الدينية. يغتنم المسلمون هذه الفرصة للتقرب إلى الله، مُحددين علاقة روحية خاصة تعزز الإيمان والتأمل. وفي الأحاديث النبوية، يُذكر فضل هذا الصيام ككفارة عن ذنوب السنة السابقة، مما يحفز المزيد من الأفراد على المشاركة في هذه الشعيرة. تُعد هذه الفريضة فرصة للتزكية الروحية والتنقية النفسية، حيث تمتزج الفوائد الروحية بالتاريخ العريق، مما يجذب القلوب للمشاركة والتذكير بأهمية الصبر والامتنان في حياة الإنسان. يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم، وهو أول الشهور الهجرية، وفي هذا اليوم نجى الله سبحانه وتعالي سيدنا موسى عليه السلام ومن آمن معه، وأغرق فرعون وقومه، ولذلك صام سيدنا موس عليه السلام في اليوم العاشر من شهر محرم حمداً لله عز وجل علي نعمته وفضله بأن نجاه من فرعون وقومه، وقد روى ابن عباس رضي الله عنهما: (ما هذا اليومُ الَّذي تصومونَهُ؟ فقالوا: هذا يومٌ عظيمٌ. أنجَى اللهُ فيه موسَى وقومَهُ. وغرَّقَ فرعونَ وقومَهُ. فصامَهُ موسَى شكرًا. فنحنُ نصومُهُ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فنحنُ أحقُّ وأوْلَى بموسَى منكمْ، فصامَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. وأمرَ بصيامِهِ) [صحيح]، ولما عُرف فضل صيام يوم عاشوراء ومكانته عند الله تعالى حرص السلف الصالح على صيامه، حتى أنّ بعضهم كان يصومه في السفر خشية فقدان أجره، وسنذكر في هذا المقال سبب صيام عاشوراء وفضله بشكل دقيق ومفصل، معلومات دينية قيمة ورائعة جداً نستعرضها معكم الآن في هذا الموضوع عبر موقع احلم من خلال قسم : إسلاميات .. تعرفوا معنا الآن علي سبب صيام عاشوراء وفضله بالاضافة الي الاحاديث النبوية الشريفة التي وردت عن صيام عاشوراء .
سبب صيام عاشوراء
لقد كان السّبب الرّئيسي وراء تشريع صيام يوم عاشوراء هو أنّ الله سبحانه وتعالى قد نجّى فيه سيّدنا موسى عليه السّلام وقومه بني إسرائيل من بطش فرعون وملئه، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قدم النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى – عند مسلم شكراً – فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يصومه، فلمّا قدم المدينة صامه، وأمر النّاس بصيامه، فلمّا فرض رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه) رواه البخاري ومسلم ، وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يقول: (إنّ هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم فمن شاء صام، ومن شاء فليفطر) رواه البخاري ومسلم .
فضل صيام عاشوراء
عن أبي قَتادة رضي الله تعالى عنه، عن الرّسول – صلّى الله عليه وسلّم – قال: (صوم عاشوراء يكفِّر السّنة الماضية، وصوم عرفة يكفِّر سنتين: الماضية والمستقبَلة) رواه النَّسائي في السّنن الكبرى ، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: (ما رأيت النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – يتحرّى صيام يومٍ فضَّله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشّهر، يعني شهر رمضان) رواه البخاري، ومسلم، والنَّسائي، وأحمد .
ويوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرّم على الصّحيح، وهذا هو ما ذهب إليه جمهور العلماء، وهو ليس اليوم التّاسع كما يقول البعض منهم، وذلك أنّ كلمة عاشوراء جاءت بمعنى اليوم العاشر، وهذا هو مقتضى الاشتقاق والتّسمية، وأنَّ اليوم التاسع يسمى تاسوعاء. وأمّا جزاء صيام يوم عاشوراء فإنّه نكفير لذنوب العام الماضي، وذلك لما جاء في صحيح مسلم: (أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلم – سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفّر السّنة الماضية).
أحاديث عن عاشوراء
- عن عبد الله بن أبي يزيد، أنّه سمع ابنَ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما، وسُئل عن صيامِ يومِ عاشوراءَ، فقال: (ما علمتُ أنَّ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – صام يومًا، يطلُبُ فضلُه على الأيّامِ، إلا هذا اليومَ. ولا شهرًا إلا هذا الشهرَ، يعني رمضانَ) رواه مسلم ، وفي لفظ: (ما رأيت النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – يتحرّى صيام يوم فضّله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء..) أخرجه البخاري، ومسلم، والنّسائي، وأحمد .
- قال النّووي: (يكفّر كلّ الذّنوب الصّغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر)، ثمّ قال: (صوم يوم عرفة كفارة سنتين، ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.. كلّ واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفّره، وإن لم يصادف صغيرةً ولا كبيرةً كتبت به حسنات، ورفعت له به درجات، وإن صادف كبيرةً أو كبائراً، ولم يصادف صغائراً، رجونا أن تخفّف من الكبائر) المجموع .
- عن الرُّبيع بنت معوِّذ رضي الله عنها قالت: (أرسل رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: من كان أصبح صائماً فليتمّ صومه، ومن كان مفطراً فليتمّ بقيّة يومه، فكنّا بعد ذلك نصومه، ونصوِّمه صبياننا الصّغار، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم أعطيناها إيّاه، حتى يكون الإفطار) أخرجه البخاري، ومسلم، وأحمد، وابن حبّان، والطبراني، والبيهقي .
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان عاشوراء يصام قبل رمضان، فلما نزل رمضان كان من شاء صام، ومن شاء أفطر)، وفي رواية: (كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يصومه في الجاهلية، فلمّا قدم المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلمّا فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه) أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وأحمد .
أثر صيام عاشوراء على النفس
صيام عاشوراء ليس مجرد عبادة دينية ذات أجر كبير، بل له أثر نفسي إيجابي على المسلم. يُعتبر صيام هذا اليوم فرصة لتحقيق التقوى والابتعاد عن الذنوب، مما يحقق راحة نفسية وطمأنينة قلبية. إن صيام يومًا مميزًا كهذا يعزز من ارتباط المسلم بالله سبحانه وتعالى، ويزيد من إيمانه وثقته في رحمة الله وغفرانه. أيضًا، يشعر الصائم بالتضامن مع النبي موسى عليه السلام والمسلمين الأوائل الذين صاموا عتاقًا لنجاتهم، مما يؤدي إلى تعميق ارتباط الفرد بتاريخ وتراث دينه. وعليه، فإن صيام عاشوراء يمتد أثره ليشمل البعد الروحي والشعور بالسكينة والارتباط العميق بالجانب الإيماني للنفس.
كيفية تحضير النفس لصيام عاشوراء
تحضير النفس لصيام عاشوراء يعتبر جزءًا من العبادات الموصى بها لتحقيق الفائدة المرجوة. يبدأ التحضير من خلال قراءة فضائل الصيام في هذا اليوم وتعزيز الجانب الروحي للفرد عبر الاستعداد الذهني والنفسي. من المستحسن أن يقوم الفرد بزيادة تدريبه على الصيام غير المفروض في الأيام التي تسبق عاشوراء، كتكميل للنية وتعزيز القدرة على التحمل. وأيضًا، يمكن للفرد أن يستغل أوقات الصيام في القراءة والتفكر في قصص الأنبياء وسيرهم لاستلهام العبرة والدروس. بالتخطيط المسبق ووضع نية قوية، يمكن للفرد أن يحقق أقصى استفادة روحانية من تجربة الصوم في هذا اليوم المميز.
أهمية صيام عاشوراء في التراث الإسلامي
صيام عاشوراء يحمل أهمية كبيرة في التراث الإسلامي وله جذور تعود إلى تاريخٍ عظيم. فهو يُذكر المسلمين بأهم الأحداث التي وقعت في تاريخ الإنسانية، مثل نجاة سيدنا موسى عليه السلام من ظلم فرعون. يمثل هذا اليوم أيضًا توطيدًا لروابط الأمة الإسلامية مع ماضيها، ويشجع المسلمين على استعادة الدروس والعبر من تاريخهم. إضافةً إلى ذلك، يُظهر صيام عاشوراء مدى اهتمام الإسلام بإحياء الذكرى العظيمة التي تعتبر درسًا في النصر والتوكّل على الله. من خلال تذكير المسلمين بهذه الأحداث، يعزز صيام عاشوراء من شعورهم بالانتماء والهوية المشتركة، ويوسع من إدراكهم للرحمة الإلهية والعطاء الذي يُقدمه الله لأمتهم.