سورة البقرة: حقائق مذهلة وفضلها في 2025
العناصر
في عالم القرآن الكريم، تبرز العديد من السور التي تحمل معاني ودروسًا عميقة تتواصل مع القلب والعقل معًا، ومن بين هذه السور العظيمة، نجد **سورة البقرة** التي تعد أطول سور القرآن الكريم وأكثرها شمولاً واحتواءً على التشريعات والقصص القرآني. تحتل **سورة البقرة** مكانة كبيرة في قلوب المسلمين لما تحتويه من مقاصد شاملة تهدي المسلم في كل جوانب حياته. تتناول السورة مواضيع متعددة منها العقيدة، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق، وتستعرض حياة الأنبياء وأقوامهم كدرروس وعبر. إلى جانب عمق محتواها، تمتاز هذه السورة الكريمة بفضل عظيم ذكر في الأحاديث النبوية، إذ تعتبر حصنًا لمن يقرأها من الشيطان وسحره وضلالاته. إذا كنت تبحث عن نور يضيء قلبك ويرشد خطواتك، فإن الغوص في معاني **سورة البقرة** سيكون رحلة إيمانية رائعة تضيف لك الكثير من الحكمة والفهم لخفايا الدين والحياة. سورة البقرة هي أطول سورة في القرآن الكريم وتاني سورة في رتيب المصحف الشريف بعد سورة الفاتحه، وهي سورة مدنية، سميت بهذا الاسم نسبة الي قصة بقرة بني اسرائيل التي ذكرت فيها والتي أمرهم نبي الله موسي عليه السلام بذبحها، وعدد آيات سورة البقرة مئتان وستٍ وثمانون آية، تتخلّلُها آية الكرسي: أعظم آية في كتاب الله، وفيها أطول آية في القرآن الكريم وهي آية الدَّين .
وقد نزلت سورة البقرة في مُدَدٍ مُتفرّقةٍ، وهي أول سورةٍ نزلت في المدينة المُنوّرة في ما عدا قول الله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)، فهي آخر آيةٍ نزلت من السّماء في حجّة الوداع،الي جانب آيات الربا، وقد تم تلقيب سورة البقرة بفسطاط القرآن وذلك لفضلها وعظمتها ومكانتها وكثرة المواعظ والاحكام بها، وفيها أطول آية في القرآن الكريم وهي الآية المعروفة بآية الدَّين، قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ) .
ويسعدنا أن نقدم لكم الآن في هذا الموضوع المميز عبر موقع احلم معلومات دينية قيمة ورائعة جداً عن سورة البقرة وفضل قراءتها وفضل آية الكرسي وفضل آخر آيتين من سورة البقرة بالاضافة الي بعض الاحكام والقصص الواردة بها ايضاً .
فضل قراءة سورة البقرة
سورة البقرة لها فضل عظيم وكبير جداً أثبتته العديد من الاحاديث النبوية الشريفة التي وردت في هذا الشأن، وقد ذكرت بعض الاحاديث الموضوعه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ولكن هناك ايضاً بعض مما صح عن النبي صلي الله عليه وسلم في فضل سورة البقرة ومن بينها :
- إنَّ قراءة سورة البقرة تطردُ الشّياطين؛ فالشّياطين تنفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة، كما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله عليه الصّلاة والسّلام قال: (لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِى تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ).
- سورة البقرة تحفظ الانسان من الشرور وتقيه من السحره بأمر الله، كما أن في قراءتها فل وبركة تعم علي المؤمن، ومِصداق ذلك ما رُوي في صحيح مسلم عن أبي أُمامة الباهليّ -رضي الله عنه-، أنَّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلاَ تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ)، والمقصود بالغيايتين غيمتان تظلَّان قارئ البقرة، كناية عن حفظه وحمايته، وفرقان أي جماعتان، والبطلة هم السَّحرة.
- حافظ القرآن بوجه عام له ميزة وافضليه عن غيرة، ولكن حافظ سورة البقرة بوجه خالص له افضليه، وممَّا يدلِّل على ذلك ما حدث زمن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ: (رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعث بَعْثًا وَهُمْ ذُو عَدَدٍ فَاسْتَقْرَأَهُمْ ، فَاسْتَقْرَأَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَا مَعَهُ مِنَ القُرْآنِ ، فَأَتَى عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا ، فَقَالَ : مَا مَعَكَ يَا فُلاَنُ ؟ قَالَ : مَعِي كَذَا وَكَذَا وَسُورَةُ البَقَرَةِ قَالَ : أَمَعَكَ سُورَةُ البَقَرَةِ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَاذْهَبْ فَأَنْتَ أَمِيرُهُمْ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا مَنَعَنِي أَنْ أَتَعَلَّمَ سُورَةَ البَقَرَةِ إِلاَّ خَشْيَةَ أَلاَّ أَقُومَ بِهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَعَلَّمُوا القُرْآنَ فَاقْرَءُوهُ وَأَقْرِئُوهُ ، فَإِنَّ مَثَلَ القُرْآنِ لِمَنْ تَعَلَّمَهُ فَقَرَأَهُ وَقَامَ بِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ مَحْشُوٍّ مِسْكًا يَفُوحُ بِرِيحِهِ كُلُّ مَكَانٍ وَمَثَلُ مَنْ تَعَلَّمَهُ فَيَرْقُدُ وَهُوَ فِي جَوْفِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ أُ وكِئَ عَلَى مِسْكٍ)،[٧] فقد اختار النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- من يحفظ سورة البقرة أميراً على الجماعة من الصّحابة الذين بعثهم رغم أنَّه أصغرهم سنَّاً، لكنَّه أفضلهم بحفظه لسورة البقرة.
فضل آية الكرسي
آية الكرسي لها فضل عظيم مما ورد عن بعض الاحاديث النبوية الشريفة، وهي الآية مئتان وخمسٌ وخمسون من سورة البقرة، في قول الله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)،[٨] وممَّا ورد في فضلها ما يأتي:
- هي أعظم آية في كتاب الله عز وجل، فقد أورد مسلم في صحيحه ما رواه أُبيّ بن كعب -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنَّه قال: (يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِى أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: قُلْتُ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ، قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ: وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ).
- إنَّ في قراءة آية الكرسي قبل النَّوم حفظٌ وعصمةٌ من الشّيطان، كما جاء في صحيح البخاريّ: (إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ)،[١٠] فمن قرأ آية الكرسي قبل النَّوم كان في حفظ الله تعالى من الشّيطان حتى يستيقظ.
- المداومة علي قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة تكون سبب في دخول العبد الجنة بأمر الله تعالي، حيث روي أُمامة الباهليّ -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنَّه قال: (مَن قرَأ آيةَ الكُرسيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ لَمْ يمنَعْه مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا أنْ يموتَ).
أهمية سورة البقرة في حياة المسلم
سورة البقرة تعد أحد الأساسيات التي يعتمد عليها المسلمون في عباداتهم اليومية وطقوسهم الدينية. تحتوي السورة على العديد من الأيات المهمة التي تعزز من الإيمان وتعطي الحلول للمشاكل اليومية. أحد أبرز الأبواب التي تفتحها سورة البقرة هو باب الشفاء الروحي والنفسي، حيث يُستخدم جزء كبير منها في الرقية الشرعية. كما تُساعد آيات هذه السورة في الرد على الأقوال الباطلة ودحض الشبهات والتي يمكن أن تواجه المسلم في حياته. كما أن حفظ وفهم سورة البقرة يُمكن أن يُساعد من يسعى للارتقاء بمراتب عالية في علوم الدين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن سورة البقرة تمنح المجتمع الإسلامي وحدة قوة وشعوراً بالطمأنينة والأمان بفضل القيم والمواعظ التي تحتويها.
قصص الأنبياء في سورة البقرة
تحتوي سورة البقرة على قصص عديدة للأنبياء، والتي تُعتبر دروساً حياتية وأخلاقية للمؤمنين. ومن بين هذه القصص، قصة نبي الله موسى وبني إسرائيل وقصة بقرة بني إسرائيل التي سُميت السورة على أساسها. تُظهر هذه القصص الصبر، الإيمان، والتوكُّل على الله عند مواجهة الصعوبات. كما تُبرز سورة البقرة التحديات والأخطاء التي وقع فيها بنو إسرائيل كموعظة للأمة الإسلامية لتجنب نفس الأخطاء والسعي نحو الإخلاص في العبودية لله. هذا الأمر يعزز فهم الإجراء الحكيم والإصرار على اتباع الصراط المستقيم والمثابرة على الطاعات مهما كانت التحديات المحيطة.
التوجيهات الاجتماعية في سورة البقرة
سورة البقرة لا تقتصر فقط على الأمور الروحية، بل تتضمن توجيهات اجتماعية وقانونية تسهم في بناء مجتمع متماسك ومتفاهم. فهي تحتوي على أحكام تتعلق بالزواج والطلاق والمعاملات المالية مثل الدين والربا وتقديم الصدقة، مما يضمن تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين أفراد المجتمع. كما تركز سورة البقرة على أهمية الإصلاح بين الناس والسعي لنشر الخير، وتشجيع المؤمن على البذل من المال والوقت في سبيل مساعدة الآخرين. هذا التوجيه القرآني يعزز من التضامن الإنساني ويؤسس لقيم التسامح والتكافل والعطاء، التي هي من أساسيات المجتمع الإسلامي الراقي.