ادعية واذكار

أذكار دخول الخلاء والخروج منه وآدابه

أذكار دخول الخلاء

كان من عظمة هذا الدين أنه لم يدع شيئًا من الأمور إلا بيَّنها على وجهها، فالإسلام بيَّن ووضح لكل المسلمين كل أمور حياتهم، فالإسلام منهج حياة، إنه منهج الله تعالى السامي على كل مناهج الدنيا بأسرها، هذا المنهج الرباني الذي يعلِّم المؤمن كيف يتعامل كيف يصلي كيف يزكي كيف يحج كيف يأكل كيف يشرب كيف يتزوج كيف يحارب ويجاهد، فالإسلام دين شامل لكل معاني الحياة.

ومن تلك المعاني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدع حتى أمر قضاء الحاجة إلا وبيَّنه لأمته؛ لتكون الأمة على بينة من أمرها في أدق أدق الأمور مثل هذه الأمور، ونحن في هذا الموضوع نتعرض إلى بعض الأذكار التي ثبتت في قضاء الحاجة ودخول الخلاء والخروج منه، مع بعض الآداب التي ينبغي للمسلم أن يلتزم بها.

أذكار دخول الخلاء والخروج منه وآدابه:

  • الذكر الوارد عند دخول الخلاء: (بِسْمِ الله) اللّهُـمَّ إِنِّـي أَعـوذُ بِـكَ مِـنَ الْخُـبْثِ وَالْخَبائِث.
  • الذكر الوارد بعد الخروج من الخلاء: غُفْـرانَك.

آداب قضاء الحاجة:

  • عدم استقبال القبلة في وقت البول أو الغائط، وذلك لاحترام تلك القبلة العظيمة وتعظيم شعيرة الله تعالى، وفي الحديث: إذا جلس أحدكم على حاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها. رواه الإمام مسلم في صحيحه.
  • عدم مس الذكر باليد اليمنى في حال البول؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا بال أحدكم فلا يأخذنَّ ذَكَرَه بيمينه ولا يستنجي بيمينه ولا يتنفَّس في الإناء. رواه الإمام البخاري في صحيحه.
  • عدم إزالة النجاسة باليد اليمنى، بل تُستعمل اليد اليسرى في مباشرة النجاسة بإزالتها؛ لما جاء في الحديث المتقدم، ولما جاء في الحديث التي روته أم المؤمنين حفصة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجعل يمينه لأكله وشربه ووضوئه وثيابه وأخذه وعطائه ويجعل شماله لما سوى ذلك. رواه الإمام أحمد.

  • قضاء الحاجة قاعدًا وأن يدنو العبد من الأرض؛ لأن في ذلك ستر وأمان من أن يرتد رذاذ البول عليه وأن يتلوث به ثيابه، فإن أَمِنْ ذلك الأمر جاز له البول واقفًا.
  • الاستتار عن أعين الناس حال قضاء الحاجة.
  • عدم كشف العورة إلا بعد الدنو من الأرض؛ لأن ذلك أستَر للعبد، ففي الحديث الذي رواه أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض. رواه الترمذي.
  • الالتزام بالأذكار المتقدمة قبل دخول الخلاء وبعد الخروج منه.
  • العمل على العناية بإزالة النجاسة بعد أن يفرغ العبد من قضاء حاجته؛ لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر من مغبة التساهل في أمر التطهر: أكثر عذاب القبر من البول. رواه ابن ماجه، وفي حديث آخر مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما هذا فكان لا يستتر من بوله، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة. رواه البخاري في صحيحه.
  • تُغْسَل النجاسة أو تُمْسَح ثلاث مرات أو وترًا بعد هذه الثلاث حسبما تقتضيه الحاجة في التطهر؛ لما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا استجمر أحدكم فليستجمر وترًا. رواه الإمام أحمد.

كان هذا ختام موضوعنا حول أذكار دخول الخلاء والخروج منه وآدابه، ذكرنا خلال هذه المقالة أذكار دخول الخلاء والخروج منه، مع بعض الآداب العامة التي ينبغي أن ينتبه لها كل عبد مسلم، وكما ترى أيها القارئ الكريم فإن هذا الدين العظيم لم يدع شيئًا من الأشياء إلا بينها للأمة لتكون الأمة دائمة فاهمة واعية مدركة لأبسط الأمور وأدق الأشياء، وهذا من حرص الإسلام على النظافة العامة والطهارة التي لا توجد في كثير من دول المدنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى