إسلاميات

اهوال يوم القيامة كما روتها الكتب السماوية

تعد اهوال يوم القيامة من المواضيع التي تشغل بال الكثيرين وتثير تساؤلات عميقة حول مستقبل البشرية وما يتوقع في نهاية الزمان. اهوال يوم القيامة تأتي بتفاصيل مذهلة تشرح التغيرات الكونية والجسيمة التي ستطرأ على العالم كما نعرفه الآن. من المعجزات السماوية إلى تبدل حال الأرض، تُعتبر هذه اللحظات ذات أهمية قصوى في العديد من الثقافات والديانات. تتحدث النصوص المختلفة عن زلازل عظيمة، وانشقاق السماء، وانطفاء النجوم كعلامات واضحة لاختتام الحياة الدنيا وبدء حياة جديدة في العالم الآتي. يفترن الإيمان بهذا اليوم بتعزيز المسؤولية تجاه الأفعال والأقوال ويحث الناس على التحلي بالأخلاق والفضيلة تحضيرًا لما هو قادم. في هذا السياق، نجد أن الأديان تقدم إرشادات ونصائح للنجاة من هذه الأهوال وتحقيق السلام الداخلي والنجاة في الحياة الأبدية. جعل الله عز وجل الدنيا دار اختبار وعمل ونهايتها الموت والحساب ويوم القيامة، حيث يحاسب الناس علي اعمالهم، وذلك اليوم هو اليوم الآخر، والتي تبدأعلاماته من لحظات فراقه للدنيا، فحينئذ يعلم العبد ما هو مقبل عليه من أمره، وقد أخبرنا الله تعالى وأخبرنا رسوله صل الله عليه وسلم عن اليوم الآخر بأخبار مليئة بالأحداث والمشاهد والصور المرعبه ، ولا شك أن ذلك كله حاصل ، وسيعقبه الجزاء الأخير على العمل، فأهل الصلاح إلى جنة النعيم والرضوان، وأهل الشقاء الى الجحيم والنيران، أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن أهوال يوم القيامة، فقال سبحانه وتعالى:” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ “، الحج/1-2، وهناك الكثير من الآيات التي تدلّ على شدّة الأمر وفظاعته، والمسلم في هذه الحالة لا يدري عن حاله على الصّراط، حيث ورد في الصّحيحين:” يضرب الصّراط بين ظهري جهنّم فأكون أنا وأمّتي أوّل من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ إلا الرّسل، ودعوى الرّسل يومئذ اللهم سلم سلم “.، وبعد الصراط يأتي القصاص بين الناس علي قنطرة المظالم، كما ورد في الحديث الشريف عن البخاري عن أبي سعيد الخدري، أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” إذا خلص المؤمنون من النّار، حبسوا بقنطرة بين الجنّة والنّار، فيتقاصّون مظالم كانت بينهم في الدّنيا، حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنّة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم بمسكنه في الجنّة أدلّ بمنزله كان في الدّنيا ويسعدنا أن نقدم لكم الآن بحث شامل عن اهوال يوم القيامة كما وردت في القرآن والسنة ، من خلال هذا الموضوع عبر موقع احلم وللمزيد من المعلومات الدينية المميزة يمكنكم زيارة قسم : إسلاميات .

مراحل يوم القيامة

  • قيام الساعة المرحلة الأولى لانتهاء الحياة الدنيا وبداية اليوم الآخر، وفي هذه الساعة يأمر الله عز وجل الملك إسرافيل عليه السلام بالنفخ في الصور النفخة الأولى، فتتشقق السماء وتتفتت الأرض وتزول الجبال وتتصادم النجوم فيضطرب نظام الكون وتفزع المخلوقات جميعها من أهوال المشاهد، ثمّ يأمر الله عز وجل الملك إسرافيل عليه السلام بالنفخ في الصور النفخة الثانية فتهلك جميع الأحياء.
  • البعث من القبور يأتي هذا المشهد بعد انتهاء الكون وموت جميع المخلوقات، فيأمر الله تبارك وتعالى الملك إسرافيل عليه السلام بالنفخ في الصور النفخة الثالثة، ويبعث الله تبارك وتعالى الموتى من القبور ويجمع جميع أجزاءهم بعدما تفرقت، ويعيد إليهم أرواحهم.
  • الحشر هو جمع الخلائق (الملائكة والإنس والجن والحيوانات) للحساب، فيحشرهم الله عز وجل على أرض مستوية حفاة عراة وكل مخلوق مشغول بأحواله، وهو موقف طويل يشتد على الناس حتى يتصبّب منهم العرق، ولكن الله عز وجل يخففه على عباده المؤمنين ويكون سهلاً عليهم.
  • العرض والسؤال وهو الوقوف بين يديّ الله تبارك وتعالى، فيعرض الناس على ربهم صفّاً صفّاً، ثم يسألهم الله عز وجل عن جميع أعمالهم ويحكم بينهم بالعدل.
  • أخذ كتب الأعمال بعد انتهاء العرض والسؤال، من الناس من يأخذ كتابه بيمينه وهو المؤمن الطائع الذي يفرح بأعماله الصالحة ويتباهى فيها، ومن الناس من يأخذ كتابه بشماله وهو الكافر الذي يحزن ويستاء لأعماله السيئة ويتمنى أنّه لم يرها.
  • الحساب والميزان في هذه المرحلة يبدأ حساب الله تعالى للعباد فيُعلمهم ما عملوا في الدنيا وتشهد عليهم أيديهم وأرجلهم وسمعهم وأبصارهم وألسنتهم وكافة جوارحهم، ثم ينصب الله تعالى ميزان ذو كفتان وتوضع الأعمال الصالحة في كفة والأعمال السيئة في الكفة الأخرى، ليكون الجزاء بمقدارها، فمن صلحت أعماله ثقلت موازينه وكان من الناجيين، ومن ساءت أعماله خفت موازينه وكان من الهالكين.
  • الصراط وهو جسر منصوب فوق جهنم يمر عنه جميع الناس، فالمؤمنون الصادقون يمرون عليه بسرعة البرق الخاطف، دون أن يصيبهم أي مكروه، أما الكافرون فلا يستطيعون تجاوزه فيقعون في جهنم.
  • الحوض مكان عظيم مليء بالماء الذي يأتي من نهر الكوثر في الجنة، يكرم الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليسقي منه المؤمنين بعد التعب الذي شهدوه من أهوال يوم القيامة، وأوّل من يشرب منه هو سيدنا محمد ثم تأتي أمته فيشربوا منه ما عدا الذين انحرفوا عن هَدْي نبينا محمد فإنّ الملائكة عليهم السلام يطردوهم، كما يتساءل الرسول الكريم عن سبب طرد الملائكة لهم فيجيبونه: (إنّك لا تدري ماذا أحدثوا من بعدك) فيقول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (سحقاً سحقاً لمن غيّر من بعدي).
  • الجنة والنار وهما آخر مراحل يوم القيامة فيدخل الجنة من آمن بالله عز وجل واتقاه وخاف مقامه وعمل الصالحات وابتعد عن المحرمات والمعاصي، وكانت الجنة جزاءه الأبدي، أما النّار فهي المكان الدائم للكفار والعصاة الذين عصوا الله وأنبياءه وكانوا يعملون المعاصي والسيئات والذنوب فكانت النار جزاء أعمالهم.

مفهوم أهوال يوم القيامة وكيفية الاستعداد لها

أهوال يوم القيامة تصف الأحداث الهائلة والمواقف الصعبة التي يواجهها الناس في ذلك اليوم العظيم. يجب على المؤمن أن يكون مدركًا لهذه الأهوال ويسعى للاستعداد لها بعمل الصالحات والابتعاد عن المعاصي. فمن وسائل الاستعداد لتلك الأهوال الالتزام بالعبادات الأساسية مثل الصلاة، والصيام، والتصدق، واستمرار الدعاء بالثبات عند السؤال، واتباع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم. على المؤمن أن يعيش حياته وعيه بأهمية هذه الأهوال، وأن يسعى جاهدًا لحماية نفسه من العذاب عبر الالتزام بالتقوى والعمل الصالح.

دور الملائكة في أهوال يوم القيامة

يتجلى دور الملائكة في يوم القيامة في مظاهر عديدة، منها النفخ في الصور بواسطة الملاك إسرافيل، وهو الحدث الذي يبدأ به وقوع أهوال يوم القيامة. كذلك، فإن الملائكة يوم القيامة حفاة مشيتهم حول العرش ويقومون بالشهادة على ما فعل البشر في حياتهم. إنهم ينقلون الكتب إلى أصحابها فيتناولها كل شخص بيمينه أو شماله. يعمل الملائكة أيضًا على تنفيذ حكم الله في عباده، فهم يعذبون الأقوام الضالين ويكرمون المؤمنين، ومنهم من يتواجد عند الحوض لاستقبال شافعي الأمة والمخلصين من العذاب. على المؤمن أن يعترف بعظمة دور الملائكة وأن يستعد لأهوال يوم القيامة عن طريق عمل الصالحات وما يرضي الله سبحانه وتعالى.

أثر التوبة والاستغفار في النجاة من أهوال يوم القيامة

أهوال يوم القيامة تحث المؤمنين على الاستقامة والتوبة النصوح، حيث تعد التوبة والاستغفار من الأسلحة المهمة لتخفيف الأهوال والشدة في ذلك اليوم. عندما يتوب العبد إلى الله بصدق، فإنه يغسل ذنوبه ويبعد عنه العذاب. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يفرح بتوبة عبده، فالتوبة تجب ما قبلها وتفتح للعبد طريقًا جديدًا للنجاة والخيرات. ولذلك، على كل مسلم أن يغتنم فرص الحياة للتوبة والاستغفار والعودة إلى الله بقلب صادق قبل أن يحين يوم الحساب حيث تواجه الأرواح مصيرها الأبدي.

radwa adel

تخرجت من كلية الألسن، ولدي خبرة 8 سنوات في كتابة وانشاء المحتوي العربي، عملت في أكثر من 20 موقع مختلف علي مدار السنين الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى