إسلاميات

مفهوم الحق في القرآن الكريم وفي الفلسفة

مفهوم الحق في القرآن الكريم وفي الفلسفة ، حيث أن الحق يعد اسم من أسماء الله الحسنى ، حيث أتى في قول الله تعالى في القرآن الكريم : { ثُمَّ رُدّوا إِلَى اللَّـهِ مَولاهُمُ الحَقِّ } ، ومعناه الثابت بدون شك ، كما أن الحق عكس الباطل وجمعه حقاق أو حقوق ، واليوم سوف نتعرف على مفهوم الحق في القرآن الكريم وفي الفلسفة ، تابعوا معنا.

تعريف الحق في اللغة:

  1. يتم تعريف الحق في اللغة على أنه حق الأمر بمعنى ثبت وصدق وصح ، وحق الخبر بمعنى تيقن منه وصدقه ، وحق القانون بمعنى أثبته وأوجبه ، فيقول المرء من حقك أن تشارك بالمبارة مثلاً بمعنى يسوغ أو يسمح لك بهذا ، ويصح ويكون من حقك.
  2. وحق الطريق أي مشى بوسطه ، وحق عقدة الحبل بمعنى أحكم شدها ، وحق غريمه تقال بمعنى ضربه بحق كتفه ، ويقول المرء أيضاً حقيق بكذا بمعنى مستحق به ، وحقيق على كذا ، بمعنى حريص عليه.
  3. ويقال أيضاً حقت حاجة شخص ما بمعنى اشتدت ، وحق صغير الإبل بمعنى بلغ السنة الـ4 من حياته ، وحق شخاً غلبه بخصومته وحق عليه العذاب بمعنى وجب عليه وقوعه ، وفي قول الله عز وجل : { لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }

تعريف الحق في الاصطلاح:

  1. إن الحق في الاصطلاح يأتي بمعاني كثيرة جداً منها على سبيل المثال : الإذن بالشفاعة ، فقد قال الله عز وجل : { وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }.
  2. والحق هو اسم من أسماء الله عز وجل الحسنى ، والحق يعد الأمر الثابت الذي لا يعتريه أي شك ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم { إِنَّهُ لَحقٌّ مِثْلَ مَا أَنّكمْ تَنْطِقُونَ }.
  3. وهو أيضاً النصيب الواجب لشخص أو لجماعة ، ويأتي بمعنى البعث والحساب والجزاء ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم : { وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ } والحق هو عكس الباطل.

مفهوم الحق في الشريعة الإسلامية:

  1. إن الحق يعني الموجد لشيء حسب ما تقتضيه الحكمة ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم { ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ } ، إنه اسم من أسماء الله الحسنى.
  2. إن الحق يعني الموجد الذي يوجده الله عز وجل بمقتضى حكمته ، فكل فعل الله عز وجل حق ، ومثال على هذا الأمر الجنة والنار ، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم : { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ }
  3. إن الحق هو الظن للشيء ظن مطابق لما هو عليه ، ومثال على هذا الأمر أن يقال شخص يظن بالجنة والنار ظن حق ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم { فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ }
  4. إن الحق هو الفعل والقول وذلك بحسب وقدر ما يجب ، مثل أن نقول : إن قولك وفعلك حق ، فقد قال الله عز وجل في القرآن الكريم : { كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ }

مفهوم الحق بالفقه الإسلامي:

  1. إن معنى الحق في الدين الإسلامي معناه الملك ، وذلك الملك ليس مختصاً بملك النقود وحسب ، بل ينطبق على كل أنواع الملك من أعيان ومن منافع ومن حقوق مطلقة ومن ديون.
  2. فالأعيان هي الأمور المحددة المخصوصة مثل الكرسي والبيت ، والنقود هو الأمر المنقول أو غير المنقول الذي من الممكن أن يُدخر ويحاز وينتفع به ، والمنافه تعد الفوائد المترتبة على استخدام الشيء.
  3. فالشخص عندما يستأجر بيت ينتفع به من خلال الإقامة والسكن ، والديون وهي وصف ثابت بالذمة ، بمعنى مقدار محدد يكون في ذمة المرء ، والحقوق المطلقة وهي تقابل النقود والأعيان والمنافع وكلها مصالح اعتبارية شرعية ليس لها وجود إلا وفق ذلك الاعتبار مثل حق الكفاءة بالزواج وحق الشفعة.

النظريات الفلسفية في تعريف الحق:

لقد حاول أساتذة القانون أن يضعوا تعريف للحق بحسب انتماء كل منهم ، فقد اهتم بعض فقهاء القانون بالإنسان صاحب الحق ، ومنهم من قام بالاهتمام بمحل الحق أو بموضوعه ، وبعض أساتذة القانون جمع بين المذهب الموضوعي والمذهب الشخصي ، وبعدها ظهرت نواحي حديثة بتعريف الحق مهتمة بعنصري الاستئثار والتسلط ، ومن تلك النظريات التي عرفت الحق ما يلي :

  1. التعريف الموضوعي وهي نظرية المصلحة : ومن يقول بتلك النظرية يعرف الحق على أنه مصلحة يحميها القانون ، فالعنصر الجوهري في تلك النظرية هو المصلحة بغض النظر عن الإرادة ، واستناداً لذلك الرأي فإن الحق مكون من عنصرين ؛ أول عنصر منهما العنصر الموضوعي ويعني المصلحة التي ترجع على صاحبها بالفائدة ، أما العنصر الثاني فهو العنصر الشكلي والمتمثل في حماية القانون عن طريق الدعوى القضائي التي يدافع صاحب الحق عبرها عن حقوقه.
  2. التعريف الشخصي وهي نظرية الإرادة : وأصحاب تلك النظرية ينظرون لجوهر الحق على أنه سلطة إرادة مخولة لصاحب الحق وحسب ، فقد تم تعريف الحق في تلك النظرية على أنه سلطة إرادة أو إمكانية وقدرة يعترف بها القانون ، وتثبت لإنسان محدد من أجل فعل عمل ما ، وقد انتقدت تلك النظرية لأنها قامت بالربط ما بين الحق والإرادة بصورة خاطئة ، فليس ثمة ما يمنع القانون من أن يقر الحق لإنسان من غير إرادته ، إلا أنه يوجد أشياء تلزم فيها الإرادة باستخدام الحق ، وأشياء أخرى لا تلزم فيها الإرادة.

للمزيد يمكنك قراءة : ما معنى العدل في الإسلام

للمزيد يمكنك قراءة : الأمانة

للمزيد يمكنك قراءة : مفهوم التوحيد

اسلام عمر

أقوم بكتاب الشعر، واعمل كمحرر وكاتب محتوي ترفيهي في العديد من المنصات، احب الرياضة وخاصة رياضة جمال الأجسام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى