معلومات طبية

مرض السل: الاعراض والعلاج وطرق الوقاية الناجحة

يُعتبر مرض السل أحد الأمراض المُعدية التي ما زالت تشكل تحديًا كبيرًا للصحة العامة في العديد من دول العالم، على الرغم من التقدم الطبي والتكنولوجي الهائل. يتسبب مرض السل في تأثيرات صحية خطيرة تمتد من الجهاز التنفسي لتطال أجزاء أخرى من الجسم، وهو مرض ينتقل عن طريق الهواء عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب. تكمن خطورته في قدرته على التكيف والمقاومة للعلاج، مما يستدعي اهتمامًا خاصًا بالوقاية والعلاج المبكر. بفضل الجهود الدولية، يتم العمل على تقديم رعاية صحية شاملة تهدف إلى تقليص انتشاره وتحسين سبل العلاج والوقاية. إن زيادة الوعي المجتمعي بمخاطره وأعراضه تلعب دورًا حيويًا في مكافحة هذا المرض، وتفتح الباب أمام فرص أكبر للشفاء منه بفعالية. مرض السل هو واحد من اكثر الامراض المنتشرة في جميع انحاء العالم، ويصيب العديد من الاشخاص في مختلف الاعمار، خاصة من تتراوح اعمارهم بين 15 الي 40 عام، وهو من اكثر الامراض المعدية، ويمكن الشفاء منه ببعض الطرق الطبية، ويظهر مرض السل بسبب جرثومة المتفطرة السلية وهي عبارة عن مجموعة صغيرة جامدة غير متحركة ، تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون ، وتقوم هذه الخلايا بالانقسام كل 16-20 ساعة لتتكاثر ، وهي بطيئة الانتشار بالنسبة لغيرها من الأمراض ، ولهذه المتفطّرات غشاء مزدوج خارجي تغلفه طبقة دهنية ، والبكتيريا فقط تظهر في الطبيعة لدى الكائن الحي ، لكن المتفطّرة السلية تظهر في زرعها في المختبر للأبحاث، وهذه الجرثومة تصيب الرئة في اغلب الحالات او اجزاء اخري من الجسم، و مرض السل يتسبب في انتهاء حياة الانسان في الدول النامية بسبب عدم الوعي وانتشاره وعدم القدرة علي القضاء عليه في هذه الدول بسبب سوء التغذية، وسوف نتناول معكم الآن في هذا الموضوع عبر موقع احلم معلومات طبية هامة حول مرض السل وطريقة علاجه والوقاية منه .

كيفية الإصابة بمرض السل

إنّ انتقال هذا المرض من شخص إلى آخر يتم بواسطة الهواء، بخروج رذاذ من الشخص المصاب عند عطسه، أو سعاله، أو بضحكه، أو خلال الكلام، ويشار إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة كأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة والذين يتواجدون في محيط الشخص المريض، تزداد احتمالية إصابتهم بهذا المرض.

الأعراض

  • السعال المتكرر، ويصاحبه أحياناً خروج دم.
  • ألم حاد في الصدر.
  • الشعور بتعب شديد، وعدم القدرة على القيام بالمهام اليومية.
  • تناقص الوزن.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • الإحساس بالقشعريرة.
  • ازدياد العرق، وخصوصاً في الليل.

أعراضه على أجهزة الجسم

  • الجهاز الهضمي: تتسبب الإصابة به في حدوث تجّمع سوائل في البطنْ ممّا يؤدي إلى انتفاخه وقد يسبب الشعور بالألم عند المريض. ا
  • لجهازين البّولي والتّناسلي: الإصابة قد تصلْ إليه وتحدث آلاماً، أو تصلْ في بعض الحالات إلى التهاب قناة فالوب عند الإناث أو البربخ عند الذكور.
  • الجهاز العصبي المركزي: قد تظهر أعراض السلّ الرّئوي في البداية كأعراض التهاب السّحايا تماماً، والتي هي: ارتفاع في درجة حرارة الجسم، الشعور بآلام في الرّأس أو صداع شديد، الشعور بعدم الاتّزان، هزال عام وآلام في المفاصل، آلام في العضّلات المحيطة بالعين، وصعوبة في الرؤيّة.
  • الجهاز العظمي “الهيكلي”: يتسبب داء السلّ الرئوي في إحداث التهابات في المفاصل ويأتي المريض وهو يشكو منْ آلام حادّة فيها وصعوبة تحريكها واستخدامها وخاصّة عند كبار السّنْ.
  • الجلْد: تحصل التّهيجات على الجلْد ولها شكل مميّز خاص بها. يمكن أن يأتي مريض السلّ الرّئوي شاكياً فقط من آلام ومشاكل في العينين فقط. القلب: وذلك بأنْ يؤثر على الغشاء المحيط به والمسّمى بالتّامور.
  • الغدّة فوق الكلويّة أو “الكظريّة”: حيث قد تتسبب في إحداث مرض أديسون.
  • الغدد اللّيمفيّة في الجسم: وذلك على اختلاف أماكنها وعددها، لكنّ أكثرها تأثيراٌ هي المجموعات الموازيّة للقصبة الهوائية والرّئوية.

 

الوقاية من مرض السل

  • تطعيم الأطفال ضد مرض السل، وذلك في عمر ثلاثة أشهر. العناية بصحة الجسم، كممارسة الرياضة التي تزيد من قوة الجسم، ومناعته ضد الأمراض.
  • الحرص على تضمين الفواكه والخضار في النظام الغذائي.
  • مواجهة الرشح ونزلات البرد، بتناول الأعشاب الطبيّة التي تساعد على الشفاء وما شابه، من أجل إبقاء جهاز المناعة قويّاً وذا مناعة عالية.
  • ضرورة مراجعة الطبيب على الفور، في حال استمر السعال وبحدّة.

العلاج

عند تشخيص حالة المريض المصاب في السل، يعمل الطبيب على فحصه سريرياً، لتحديد مدى تأثير السل عليه، ويقوم بعمل فحوصات مخبرية لدم المصاب، وتصوير الرئتين لتحديد طبيعة تأثرهما، وأخذ عينة من البلغم لمعرفة نوع البكتيريا المسببة للسل، ويصرف للمريض أدوية، وحقن مضادة للبكتيريا، ومضادات حيوية فعالة في القضاء على مرض السل.

يمتد علاج المريض لفترة تسعة شهور حتى يشفى بشكل تام، ويجب أن يتم عزله عن جميع أفراد عائلته، وتخصيص أدوات طعام خاصة فيه، ومحاولة إيجاد دورة مياه يستخدمها وحده، لتجنب انتقال العدوى إلى الأشخاص الآخرين، ولعمر المصاب دور مهم في التصدي للسل، فالأطفال، والكبار في السن، تكون مناعتهم ضعيفة، مقارنة مع الأشخاص ذوي الأعمار المتوسطة، فأجسامهم تتمكن من محاربة مرض السل، بدعم من العلاجات الطبية التي تقدم لهم.

المضاعفات

هناك العديد من المضاعفات التي تظهر على المصاب بمرض السل، وخصوصاً في مراحله المرضية المتقدمة، ومنها:

  • ألم في المفاصل، والعمود الفقري، مما يؤدي إلى تلفها بالتدريج.
  • الإصابة بأمراض أخرى، كالتهاب السحايا، وهو نوع من أنواع الأورام التي تصيب الدماغ.
  • التأثير على عمل القلب، ومنعه من ضخ الدم بشكل طبيعي.

التحديات العالمية في مكافحة مرض السل

مرض السل لا يزال يشكل تحديًا عالميًا كبيرًا للصحة العامة، خاصة في المناطق النامية. وعلى الرغم من التقدم الكبير في الأبحاث والعلاجات، إلا أن مرض السل لا يزال ينتشر بكثافة في المناطق التي تعاني من الفقر وقلة الخدمات الصحية. يعود ذلك إلى عدة عوامل مثل الاقتصاد الضعيف، الأنظمة الصحية غير الفعّالة، وانتشار حالات سوء التغذية. بالإضافة إلى ذلك، عدم الوعي الكافي حول مرض السل وأساليب الوقاية منه يؤدي إلى استمرار الإصابات والوفيات بشكل كبير. المؤسسات العالمية تعمل جاهدة لتقديم الدعم والإمدادات الطبية، والتعليم حول أهمية الكشف والعلاج المبكر، ولكن يبقى التحدي قائماً في ظل نقص الموارد وضعف البنية التحتية الصحية في كثير من الدول.

الابتكارات الحديثة في علاج مرض السل

مع تطور التكنولوجيا الحيوية والبحث الطبي، ظهرت عدة ابتكارات حديثة في مجال علاج مرض السل. من أبرز هذه الابتكارات استخدام التقنيات الجزيئية الحديثة لتطوير عقاقير أكثر فعالية وأقل سمية. كما أن الابتكارات في تكنولوجيا التشخيص ساعدت في الكشف السريع عن حالات مرض السل، مما يسهل عملية العلاج المبكر والفعّال. هناك تركيز كبير أيضًا على تطوير لقاحات جديدة قادرة على تقديم حماية أكبر ضد الأنواع المختلفة من البكتيريا المسببة للسل. على الرغم من أن الحصول على علاج كامل وشامل لا يزال في طور الأبحاث، إلا أن هذه الابتكارات تمنح الأمل في إمكانية السيطرة على مرض السل والحد من انتشاره.

دور المجتمع في الوقاية من مرض السل

يلعب المجتمع دوراً محورياً في الوقاية من انتشار مرض السل، من خلال تعزيز الوعي والتثقيف الصحي بين أفراده. يمكن للمجتمع تعزيز ممارسة العادات الصحية وتوعية الناس بأهمية النظافة الشخصية وتجنب الممارسات المساهمة في انتشار العدوى، مثل التواجد في أماكن مزدحمة، وضرورة تغطية الفم عند العطس أو السعال. كما يُعتبر دعم المرضى وعزلهم في حالة الإصابة جزءاً من المسؤولية المجتمعية للحد من انتقال مرض السل. التعاون مع الجهات الصحية المحلية أيضًا يلعب دورًا مهمًا في متابعة الحالات المشتبه بها والتأكد من فحصها وعلاجها، وبالتالي تقليل حالات الإصابة بشكل ملحوظ وتحسين صحة المجتمع ككل.

radwa adel

تخرجت من كلية الألسن، ولدي خبرة 8 سنوات في كتابة وانشاء المحتوي العربي، عملت في أكثر من 20 موقع مختلف علي مدار السنين الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى