معلومات

ما هي الفلسفة وخصائصها وما هي أسباب نشأة وتطور الفلسفة اليونانية ؟

ما هي الفلسفة ؟ الفلسفة هي حب الحكمة والبحث في الأسئلة الكبرى عن الحياة، الوجود، المعرفة، والأخلاق. تهدف إلى فهم العالم وتحليل الأفكار بمنطق وعقلانية .

ما هي الفلسفة؟ ومن هو الفيلسوف؟

يمثِّل هذان السؤالان فاتحة يستهلُّ بها أهل الحكمتيْن الشعبية والفلسفية تصوُّرهما المتباينَيْن لما يمكن أن تكون «هذه الفلسفة». ومن فرط الاهتمام بمعرفة ماهية الفلسفة غالبا ما يتمُّ في المقابل، التغافل عن «من هو الفيلسوف؟». وتبعا لذلك، تعتقد الغالبية، ومنهم بعض منتسبي الفلسفة، أنَّ معرفة ماهية الفلسفة هو المفضي تبعا إلى معرفة «هوية» الفيلسوف. والواقع، لا يستوفي مجرَّد «تحديد» ماهية الفلسفة معرفة شخص الفيلسوف. غير أنَّ منطق النسبة المحْدَثة في تاريخ الفلسفة بين موضوع الفعل ومجاله (الفلسفة) من جهة، والفاعل (الفيلسوف) من جهةٍ أخرى، ذاك المنطق يوجب بالضرورة النظر في الفلسفة والفيلسوف كوحدة جامعة.
مصطلح الفلسفة مصطلح مألوف بالنسبة لمعظم الناس ولكن حين السؤال عن ماهيتها يبدو الجواب عصيَّاً غامضاً، هذا الإشكال المعرفي المتعلق بتعريف الفلسفة كان من أهم الإشكالات المعرفية في حقل الفلسفة إذ رغم أن الفلسفة تهتم بتحديد ماهية العالم والوجود نجدها عاجزة عن تحديد ذاتها هي. هذه المفارقة الدلالية في استشكال مفهوم الفلسفة
انبثقت عن أسباب منها:

– كثرة تعاريف الفلسفة: فليس الشأن شأن قصور في التعاريف بل هو ثراء وتعدد نتج من أن كل فيلسوف يعرف الفلسفة من وجهة نظره الخاصة حتى أننا نستطيع أن نزعم أن عدد تعريفات الفلسفة يساوي عدد الفلاسفة
– الصبغة الشخصية للإنتاج الفلسفي: إذ أن كل إنتاج فلسفي لا بد أن تتم قولبته بقالب الفيلسوف الخاص وصبغته فينتج عن ذلك فلسفات متعددة ومتباينة ينزع كل منها إلى نمط خاص يعبر عن حكمة ومعرفة الفيلسوف

 

خصائص التفكير الفلسفي

– الحس النقدي: يعد النقد من أبرز مميزات التفكير الفلسفي ولكن أنماط النقد الفلسفي تباينت عبر العصور
– الرؤية المنهجية: يتسم الفعل الفلسفي بالترابط المنطقي حيث يقوم على ضبط المقدمات واستنطاق نتائجها وليس عملاً ذهنياً فوضوياً
– الرؤية الكلية: تميز هذه الخصيصة الفلسفة عن باقي العلوم التي تهتم بالبحث في تفاصيل وأجزاء المادة المعرفية بينما تتجه الفلسفة إلى بحث كليات الوجود.
– غياب التراكم التجاوزي: المعرفة العلمية تبنى على سابقتها ثم تتجاوزها ولكن ذلك غير صحيح في حالة الفلسفة حيث يمكن أن تتجاور فلسفة المتقدمين مع فلسفة المتأخرين فهي ليست كالعلوم التجريبية التي تتقدم على نحو خطي متصاعد.

هذه الخصائص الأربعة للفعل الفلسفي قد تنطبق على أنماط معرفية أخرى مثل الشعر والأدب ولكنها تساعد على تمثل دلالة الفكر الفلسفي وتنقل الباحث من التشتت الذي يصاحب تعريف الفلسفة إلى التعرف على الفلسفة من خلال معرفية ماهية الفعل الفلسفي لا نتائجه.

ظروف نشأة الفلسفة اليونانية

كما أن القول بعزل العوامل الخارجية عن نشأة الفلسفة اليونانية يعد ضداً على وقائع التاريخ كذلك لا يمكن القول بأن فلسفة اليونان كانت كلها مسروقة مستنسخة من حضارات الشرق وهنا لا بد من معرفة العوامل الداخلية التي أدت إلى نشأة الفكر الفلسفي اليوناني، أهم هذه العوامل:

العامل السياسي: كان لظهور نظام الحكم الديمقراطي في اليونان أثر في ظهور الفلسفة حيث كان النظام الديمقراطي يعني مشاركة الأفراد في الشأن السياسي في إطار مناخ من الحرية، هذه الحرية في التفكير الفردي والخروج من دائرة العقل الجمعي كان شرطاً لنمو الفكر الفلسفي، حيث أصبح السياسي يحتاج إلى الاستدلال لإقناع عامة الشعب بعد أن كان الإقناع يقوم فقط على الاستدلال الأسطوري

العامل الديني: طبيعة المعتقد الديني كانت تمثيلاً لعناصر وقوى الطبيعة مما يعني أنها كانت تنزع إلى التعدد فجاء الفكر الفلسفي إلى تعميق الفهم في الأساس الثقافي الديني في المجتمع الإغريقي الذي أدى إلى حدوث جدل بين اللوغوس الفلسفي الذي اتجه إلى تنزيه الألوهية وتوحيدها ودين الإغريق الوثني الذي كان مغرقاً في التعدد.

تطور الفلسفة اليونانية وانتشارها

السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو ” ما الذي ساعد على تطور الفلسفة اليونانية وانتشارها وتداولها دون غيرها من الفلسفات السابقة لها والتي أثرت في نشأتها؟ ”

يعود السبب في ذلك إلى أن النتاج المعرفي في حضارات الشرق كان مرتبطاً بالمؤسسة الدينية أي بالمعبد الأمر الذي جعلها محاطة بالأسرار ولم تنفذ إلى خارج المعبد لتكون متداولة للجميع، وهذا العامل كان غائباً في حالة الفلسفة اليونانية.

القدم المغرق لحضارات الشرق الذي جعلها معرضة للاندثار أكثر من الحضارات اللاحقة
أما العامل الأهم في تطور فلسفة اليونان فهو الحضارة الإسلامية التي بعثت هذا النتاج المعرفي الهائل ووظفته ونقلته من مجرد أفكار مسطرة إلى مرجعية يشتغل على شرحها وتطويرها.

نخلص من ذلك إلى أن الفلسفة ليست مخصوصة بحضارة أو بشعب إذ أن طبيعة الإنسان أن يفكر وإذا كان الشأن كذلك فإن القول بالنشأة الذاتية للفلسفة اليونانية لا يعدو أن يكون نابعاً من حالة نفسية تتمركز حول أناها الأمر الذي يجعلها تؤرخ للفلسفة من منظور بيولوجي عرقي محض ساذج لا ينفذ إلى عمق التاريخ.

radwa adel

تخرجت من كلية الألسن، ولدي خبرة 8 سنوات في كتابة وانشاء المحتوي العربي، عملت في أكثر من 20 موقع مختلف علي مدار السنين الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى