شعر

شعر للاخ .. ابيات شعر مختارة عن الأخ 

“شعر للاخ” .. في أعماق تاريخ الشعر، تلتقي كلماتنا بمشاعرنا وأحاسيسنا بطريقة تفوق حدود الزمان والمكان. فالشعر ليس مجرد تراص للألفاظ، بل هو نافذة تفتح أمامنا نحو عوالم لا حدود لها، حيث ينساب الإحساس والتعبير بحرية تامة. ومن بين العلاقات الإنسانية الرائعة التي يأخذنا الشعر في رحلة ممتعة إليها، تبرز العلاقة الأخوية كأحد أعمق المواضيع التي يستعرضها.

إن الأخ، ذلك الرفيق الدائم، هو المصاحب الذي يرافقنا طوال الحياة. يحمل في طياته لحظات السعادة والحزن، العطف والدعم، ويكون شاهداً على أعمق أسرارنا. فهو شمس في أيام الظلام، ومطرة الدافئ في أوقات الجفاف. قد يكون الأخ أكبر منا سناً، أو أصغر، وقد يكون أخاً بالدم أو أخاً روحياً، لكن المهم هو الروابط العميقة التي تربط قلوبنا وأرواحنا.

في هذه المقالة، سنستكشف عالم الشعر عن الأخ، لنعبر سوياً عن الشغف والعشق والعتاب والغيرة وكل الأحاسيس المتضاربة التي تحكم علاقتنا به. تعالوا معاً في هذه الرحلة الشعرية المميزة، لنتجول في عالم الأخوة ونستمتع بما تبوح به القصائد العذبة، ونفتح قلوبنا لأعمق العواطف وأجمل المشاعر. إنها فرصة لنعيش واحدة من أجمل الروابط الإنسانية، بمساعدة تلك الكلمات السحرية التي تصبغ الورقة بألوان الحب والتواصل.

شعر عن الأخ

ذكرْتُ أخي بعدَ نومِ الخَليّ

فانحَدَرَ الدّمعُ مني انحِدارا

وخيلٍ لَبِستَ لأبطالِها

شليلاً ودمَّرتُ قوماً دمارا

تصيَّدُ بالرُّمحِ ريعانها

وتهتصرُ الكبشَ منها اهتصارا

فألحَمْتَها القَوْمَ تحتَ الوَغَى

وَأرْسَلْتَ مُهْرَكَ فيها فَغارا

يقينَ وتحسبهُ قافلاً

إذا طابَقَتْ وغشينَ الحِرارا

فذلكَ في الجدِّ مكروههُ

وفي السّلم تَلهُو وترْخي الإزارا

وهاجِرَة حَرّها صاخِدٌ

جَعَلْتَ رِداءَكَ فيها خِمارا

لتُدْرِكَ شأواً على قُرْبِهِ

وتكسبَ حمداً وتحمي الذمارا

وتروي السّنانَ وتردي الكميَّ

كَمِرجَلِ طَبّاخَة حينَ فارا

وتغشي الخيولَ حياضَ النَّجيعِ

وتُعطي الجزيلَ وتُردي العِشارا

كأنَّ القتودَ إذا شدَّها

على ذي وسومٍ تباري صوارا

تمكّنُ في دفءِ أرطائهِ

هاجَ العَشِيُّ عَلَيْهِ فَثارا؟

فدارَ فلمَّا رأى سربها

أحسَّ قنيصاً قريباً فطارا

يشقّقُ سربالهُ هاجراً

منَ الشّدّ لمّا أجَدّ الفِرارا

فباتَ يقنّصُ أبطالهَا

وينعصرُ الماءُ منهُ انعصارَا.

قد يهمك ايضاً : شعر قوي

قصيدة عن الأخ

يقول ربيعة بن مقروم : 

أَخـوكَ أَخـوكَ مَـن يَـدنو وَتَرجو

مَــوَدَّتَهُ وَإِن دُعِــيَ اِسـتَـجـابـا

إِذا حـارَبـت حـاربَ مَـن تُعادي

وَزادَ سِـلاحُهُ مِـنـكَ اِقـتِـرابـا

يـواسـي فـي الكَـريهةِ كُلَّ يّومٍ

إِذا مـا مُـضلِعُ الحَدَثانِ نابا

وَكـنـتُ إِذا قَـريـنـي جـاذَبَـتـهُ

حِـبـالي ماتَ أَو تَبِعَ الجِذابا

يقول أبو العتاهية:

أَلا إِنَّما الإِخوانُ عِندَ الحَقائِقِ

وَلا خَيرَ في وُدِّ الصَديقِ المُماذِقِ

لَعَمرُكَ ما شَيءٌ مِنَ العَيشِ كُلِّهِ

أَقَرَّ لِعَيني مِن صَديقٍ مُوافِقِ

وَكُلُّ صَديقٍ لَيسَ في اللَهِ وُدُّهُ

فَإِنّي بِهِ في وُدِّهِ غَيرُ واثِقِ

أُحِبّو أَخي في اللَهِ ما صَحَّ دينُهُ

وَأَفرِشُهُ ما يَشتَهي مِن خَلائِقِ

وَأَرغَبُ عَمّا فيهِ ذُلٌّ وَريبَةٌ

وَأَعلَمُ أَنَّ اللَهَ ما عِشتُ رازِقي

صَفِيِّ مِنَ الإِخوانِ كُلُّ مُوافِقٍ

صَبورٍ عَلى ما نابَ عِندَ الحَقائِقِ

يقول علي بن أبي طالب:

إِنَّ أخاك الحَقّ مَن كانَ مَعَك

وَمَن يَضِرُّ نَفسَهُ لِيَنفَعَك

وَمَن إِذا ريبَ الزَمانُ صَدَعَك

شَتَّتَ فيكَ شَملَهُ لِيَجمَعَك

يقول أبو حفص الليبي:

وأخ الزّمان إذا ظفرت بمثله

فاشدد عليه يداً ولا تتردّد

ما جادت الأزمان مثل أخوة

لله تصفو دون أيّ مقصد

هموم رجال في أمورٍ كــثـيرة

وهمّي من الدّنيا صديقٌ مساعد

نكون كروحٍ بين جسمين قسمت

فجسمهما جسمان والرّوح واحد

ولا تحلو الإقامة بين قوم

قساة في شمائلهم شـداد

إذا ما شدت صرحهم بود

تدهور ذلك الصرح المشاد

وان أخفيت عنهم أي أمر

تحدّوا في العداوة ما أرادوا

فلا أدب يروق ولا اجتماع

يشوق ولا معارف تستفاد

قد يهمك ايضاً : بيت شعر قوي

ابيات شعر عن الأخ

قد كنت دوما حين يجمعنا الندى

خلا وفيا .. والجوانح شاكـره

واليـوم أشعر فى قرارة خاطري

أن الذي قد كان .. أصبح نادره

لا تحسبوا أن الأخوة لقْيـَــة بـين

الأحـبة أو ولائم عامره

إنَّ الاخوة أن تكون من الهوى

كالقلب للرئتين .. ينبض هادره

استلهـم الإيمـان من عتباتها

ويظلني كـرم الإله ونائــره

يا أيها الخــل الوفيُّ .. تلطفـا

قد كانت الألفاظ عنك .. لقاصره

وكبا جواد الشعر يخذل همتــي

ولربما خـذل الجوادُ مناصِـرَهْ

في نهاية هذه الرحلة الشعرية، نجد أنفسنا محاطين بأجمل الكلمات وأرق العبارات التي تصوغ عالم الأخ بأبهى صوره. إن الشعر عن الأخ هو نبض يتردد في قلوبنا، يجسد الروابط العميقة والمشاعر الصادقة التي تجمعنا مع أشخاص نعتبرهم جزءًا لا يتجزأ من حياتنا.

عبر القصائد الرائعة والمتألقة، استطاع الشعراء أن يصوروا أعظم معاني الأخوة، وينثروا في مساحات الورق أعمق الأحاسيس وأكثرها إلهامًا. إنهم قاموا بإلهامنا وتذكيرنا بأهمية تلك العلاقة القوية، التي تعطينا القوة والثقة للمضي قدمًا في هذه الحياة المليئة بالتحديات.

فعندما ننغمس في قراءة قصائد عن الأخ، نشعر بالانتعاش والحيوية، وكأنما نشم رائحة الورود ونرى العالم يتزين بأجمل الألوان. يعلو فينا الإحساس بالتلاحم والترابط، ويتغلغل في أعماقنا الشعور بالعطف والحنان.

في النهاية، لنتذكر أن الشعر عن الأخ هو ليس مجرد كلمات مرتبة على صفحات الكتب، بل هو عالمٌ مفعم بالحياة والإنسانية. إنها رسالة من الشعراء إلى أرواحنا، تحمل بين طياتها رموز الوفاء والعشق والتضحية.

لذلك، دعونا نحافظ على قيمة الشعر وقوة تأثيره في حياتنا، ولنستمر في تأمل عبق الكلمات وتذوقها، ولنستمر في كتابة شعرنا الخاص عن الأخوة وتعبيرنا عن مشاعرنا بأسلوبنا الفريد.

في عالم الشعر عن الأخ، تتجسد أعظم القيم الإنسانية وتنبثق أعمق المشاعر، لتصنع لنا لحظات لا تنسى وتربطنا بأرواحنا الشقيقة برباط لا ينقطع. فلنستمر في الغوص في بحر الشعر، ولنستمتع بجماله وسحره.

قد يهمك ايضاً : شعر المتنبي في العتاب

عبد العاطي سيد

تخرجت من كلية التجارة جامعة عين شمس عام وأعمل ككاتب مقالات مهتم بالكتابة في العديد من المجالات مثل الاقتصاد والترفيه والتكنولوجيا والصحة. لقد نشرت لي العديد من المقالات عبر المنصات الإلكترونية المختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى