شعر

شعر عمر بن ابي ربيعة وقصائده الغزلية وقصة توبته

شعر عمر بن ابي ربيعة شاعر الغزل العفيف، عمر بن أبي ربيعة (644-712 م) شاعر مخزومي قرشي، من أشهر شعراء الغزل في العصر الأموي. لقّب بـ”العاشق” و”المغيري” نسبة إلى جده. تميز شعره بالرقة والعذوبة والصدق في التعبير عن مشاعر الحب.

حياته:

ولد في مكة المكرمة لأب ثري من سادة قريش.
نشأ في بيئة مترفة وحظي بتعليم ممتاز.
تميز بجماله وذكائه وفصاحته.
عاش حياة عاطفية غنية، وتعددت علاقاته مع النساء.
واجه انتقادات بسبب جرأة شعره الغزلي.
توقف عن نظم الشعر في شيخوخته وتفرغ للعبادة.

أشهر قصائده:

“ألا يا عاذلَاتِى”: من أشهر قصائده الغزلية، يصف فيها جمال محبوبته وعذاب الحب.
“ألا ليتَ الشبابَ يعودُ يومًا”: يرثي فيها شبابه ويحكي عن ذكريات الحب والغرام.
“أَلاَ حَيَّ رَبعَ الدَّارِ فَاسْتَوْقِفَا”: يصف فيها رحلة عذراء جميلة إلى مكة.

خصائص شعره:

الصدق في التعبير عن مشاعر الحب: تميز شعر عمر بن أبي ربيعة بصدق مشاعره ووضوحها.
الرقة والعذوبة: تميز شعره بالرقة والعذوبة، واستخدامه للصور الجميلة والموسيقى اللفظية.
الموضوعات: ركز شعره على الغزل العفيف، ووصف جمال المرأة، وعذاب الحب، والاعتراف بالخطأ.
الأسلوب: تميز أسلوبه بالوضوح والبساطة، واستخدامه للكلمات البسيطة والصور الواضحة.

شعر عمر بن ابي ربيعة

أرسَلتْ خلَّتي إليَّ بأنَّا قد أتَينا ببعضِ ما قد كتَمْتَا
وبِهِجرانكَ الرَّبابَ حديثًا سَوءةٌ يا خليلُ ما قد فعلْتَا
وهجرتَ الرَّياب من حُبِّ سُعدى ونَسيتَ الذي لها كُنتَ قُلتَا
ولعَمري ليَحسُننَّ عزائي عنك إذ كنتَ غَيرَها قد ألِفتَا
وكأنِّي قد كنتُ أعلم أنِّي لستُ إلَّا كمَنْ به قد غَدرْتَا
غَير أن قد غَدرْتَني قَبل خُبرٍ فوَجدناك كاذبًا إذ خُبِرتَا
أين أيمانُك الغليظةُ عِندي ومواثيق كلُّها قد نَقضْتَا
لا تخون الرَّباب ما دمتَ حيًّا يا ابنَ عَمِّي فقد غَدرْتَ وخُنتَا
وأتيتَ الذي أتَيْتَ بِعمدٍ لم تَهبْنا لذاك ثُمَّ ظَلمْتَا
إنْ تَجِدَّ الوِصالَ مِنك فإنَّا قبَّحَ اللهُ بعدَها مَن خدَعْتَا
من كلامٍ تَهزُّهُ وبِحَلفٍ فلَعَمري فرُبَّما قد حَلَفْتا
ثُمَّ لم تُوفِ أو خلفتَ بعهدٍ بئسَ ذُو مَوضِعُ الأمانةِ أنْتَا

قصائد عمر بن أبي ربيعة في الغزل

الم تسال الأطلال والمتربعا
ببطن حليات دوارس بلقعا
إلى السرح من وادي المغمس
بدلت معالمه وبلاً ونكباء زعزعا
فيبخلن أو يخبرن بالعلم بعدما
نكأن فؤاد كان قدما مفجعا
بهندٍ وأتراب لهند إذ الهوى
جمع إذ لم نخش أن يتصدعا
وإذ نحن مثل المزن كان مزاجه
كما صفقا الساقي الرحيق المشعشعا
وإذ لا نطيع العاذلين ولا نرى
لواش لدينا يطلب الصرم موضعا
تنوعتن حتى عاد القلب سقمه
وحتى تذكرت الحديث المودعا
فقلت لمطريهن في الحسن إنما
ضررت فهل تستطيع نفعا فتنفعا
وأشريت فاستشرى فقد كان قد
صحا فؤاد بأمثال المها كان موزعا
وهيجت قلبا كان قد ودع الصبا
وأشياعه فاشفع عسا عن تشفعا
فقال أكتفل ثم التئم فأت باغيا
نسلم ولا تكثر بان تتورعا
فإني سأخفى العين عنك فلا ترى
مخافتا أن يفشو الحديث فتسمعا
فأقبلت اهو مثل ما قال صاحبي
لموعده أزجي قوعدا موقعا

قصيدة أَمِنْ آلِ نُعْمِ أَنْتَ غَادٍ فَمُبْكِرُ

أَمِن آلِ نُعمٍ أَنتَ غادٍ فَمُبكِرُ

غَداةَ غَدٍ أَم رائِحٌ فَمُهَجِّرُ

لِحاجَةِ نَفسٍ لَم تَقُل في جَوابِها

فَتُبلِغَ عُذراً وَالمَقالَةُ تُعذِرُ

تَهيمُ إِلى نُعمٍ فَلا الشَملُ جامِعٌ

وَلا الحَبلُ مَوصولٌ وَلا القَلبُ مُقصِرُ

وَلا قُربُ نُعمٍ إِن دَنَت

وَلا نَأيُها يُسلي وَلا أَنتَ تَصبِرُ

وَأُخرى أَتَت مِن دونِ نُعمٍ وَمِثلُها

نَهى ذا النُهى لَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ

إِذا زُرتُ نُعماً لَم يَزَل ذو قَرابَةٍ

لَها كُلَّما لاقَيتُها يَتَنَمَّرُ

عَزيزٌ عَلَيهِ أَن أُلِمَّ بِبَيتِها

يُسِرُّ لِيَ الشَحناءَ وَالبُغضُ مُظهَرُ

أَلِكني إِلَيها بِالسَلامِ فَإِنَّهُ

يُشَهَّرُ إِلمامي بِها وَيُنَكَّرُ

بِآيَةِ ما قالَت غَداةَ لَقيتُها

بِمَدفَعِ أَكنانٍ أَهَذا المُشَهَّرُ

قِفي فَاِنظُري أَسماءُ هَل تَعرِفينَهُ

أَهَذا المُغيريُّ الَّذي كانَ يُذكَرُ

أَهَذا الَّذي أَطرَيتِ نَعتاً فَلَم أَكُن

وَعَيشِكِ أَنساهُ إِلى يَومِ أُقبَرُ

فَقالَت نَعَم لا شَكَّ غَيَّرَ لَونَهُ

سُرى اللَيلِ يُحيِي نَصَّهُ وَالتَهَجُّرُ

لَئِن كانَ إِيّاهُ لَقَد حالَ بَعدَنا

عَنِ العَهدِ وَالإِنسانُ قَد يَتَغَيَّرُ

رَأَت رَجُلاً أَمّا إِذا الشَمسُ عارَضَت

فَيَضحى وَأَمّا بِالعَشيِّ فَيَخصَرُ

أَخا سَفَرٍ جَوّابَ أَرضٍ تَقاذَفَت

بِهِ فَلَواتٌ فَهوَ أَشعَثُ أَغبَرُ

قَليلاً عَلى ظَهرِ المَطِيَّةِ ظِلُّهُ

سِوى ما نَفى عَنهُ الرِداءُ المُحَبَّرُ

وَأَعجَبَها مِن عَيشِها ظِلُّ غُرفَةٍ

وَرَيّانُ مُلتَفُّ الحَدائِقِ أَخضَرُ

وَوالٍ كَفاها كُلَّ شَيءٍ يَهُمُّها

فَلَيسَت لِشَيءٍ آخِرَ اللَيلِ تَسهَرُ

وَلَيلَةَ ذي دَورانَ جَشَّمتِني السُرى

وَقَد يَجشَمُ الهَولَ المُحِبُّ المُغَرِّرُ

فَبِتُّ رَقيباً لِلرِفاقِ عَلى شَفا

أُحاذِرُ مِنهُم مَن يَطوفُ وَأَنظُرُ

إِلَيهِم مَتى يَستَمكِنُ النَومُ مِنهُمُ

وَلى مَجلِسٌ لَولا اللُبانَةُ أَوعَرُ

وَباتَت قَلوصي بِالعَراءِ وَرَحلُها

لِطارِقِ لَيلٍ أَو لِمَن جاءَ مُعوِرُ

وَبِتُّ أُناجي النَفسَ أَينَ خِباؤُها

وَكَيفَ لِما آتي مِنَ الأَمرِ مَصدَرُ

فَدَلَّ عَلَيها القَلبُ رَيّا عَرَفتُها

لَها وَهَوى النَفسِ الَّذي كادَ يَظهَرُ

فَلَمّا فَقَدتُ الصَوتَ مِنهُم وَأُطفِئَت

مَصابيحُ شُبَّت في العِشاءِ وَأَنوُرُ

وَغابَ قُمَيرٌ كُنتُ أَرجو غُيوبَهُ

وَرَوَّحَ رُعيانُ وَنَوَّمَ سُمَّرُ

وَخُفِّضَ عَنّي النَومُ أَقبَلتُ مِشيَةَ ال

حُبابِ وَرُكني خَشيَةَ الحَيِّ أَزوَرُ

فَحَيَّيتُ إِذ فاجَأتُها فَتَوَلَّهَت

وَكادَت بِمَخفوضِ التَحِيَّةِ تَجهَرُ

وَقالَت وَعَضَّت بِالبَنانِ فَضَحتَني

وَأَنتَ اِمرُؤٌ مَيسورُ أَمرِكَ أَعسَرُ

أَرَيتَكَ إِذ هُنّا عَلَيكَ أَلَم تَخَف

وُقيتَ وَحَولي مِن عَدُوِّكَ حُضَّرُ

فَوَ اللَهِ ما أَدري أَتَعجيلُ حاجَةٍ

سَرَت بِكَ أَم قَد نامَ مَن كُنتَ تَحذَرُ

فَقُلتُ لَها بَل قادَني الشَوقُ وَالهَوى

إِلَيكِ وَما عَينٌ مِنَ الناسِ تَنظُرُ

فَقالَت وَقَد لانَت وَأَفرَخَ رَوعُها

كَلاكَ بِحِفظٍ رَبُّكَ المُتَكَبِّرُ

فَأَنتَ أَبا الخَطّابِ غَيرُ مُدافَعٍ

عَلَيَّ أَميرٌ ما مَكُثتُ مُؤَمَّرُ

فَبِتُّ قَريرَ العَينِ أُعطيتُ حاجَتي

أُقَبِّلُ فاها في الخَلاءِ فَأُكثِرُ

فَيا لَكَ مِن لَيلٍ تَقاصَرَ طولُهُ

وَما كانَ لَيلى قَبلَ ذَلِكَ يَقصُرُ

وَيا لَكَ مِن مَلهىً هُناكَ وَمَجلِس

لَنا لَم يُكَدِّرهُ عَلَينا مُكَدِّرُ

يَمُجُّ ذَكِيَّ المِسكِ مِنها مُفَلَّجٌ

رَقيقُ الحَواشي ذو غُروبٍ مُؤَشَّرُ

تَراهُ إِذا تَفتَرُّ عَنهُ كَأَنَّهُ

حَصى بَرَدٍ أَو أُقحُوانٌ مُنَوِّرُ

وَتَرنو بِعَينَيها إِلَيَّ كَما رَنا

إِلى رَبرَبٍ وَسطَ الخَميلَةِ جُؤذَرُ

فَلَمّا تَقَضّى اللَيلُ إِلّا أَقَلَّهُ

وَكادَت تَوالي نَجمِهِ تَتَغَوَّرُ

أَشارَت بِأَنَّ الحَيَّ قَد حانَ مِنهُمُ

هُبوبٌ وَلَكِن مَوعِدٌ مِنكَ عَزوَرُ

فَما راعَني إِلّا مُنادٍ تَرَحَّلوا

وَقَد لاحَ مَعروفٌ مِنَ الصُبحِ أَشقَرُ

فَلَمّا رَأَت مَن قَد تَنَبَّهَ مِنهُمُ

وَأَيقاظَهُم قالَت أَشِر كَيفَ تَأمُرُ

فَقُلتُ أُباديهِم فَإِمّا أَفوتُهُم

وَإِمّا يَنالُ السَيفُ ثَأراً فَيَثأَرُ

توبة عمر بن أبي ربيعة

تُعدّ توبة عمر بن أبي ربيعة من أشهر قصص التوبة في التاريخ الإسلامي. فقد كان شاعرًا مشهورًا بجمال شعره الغزلي، عاش حياة عاطفية غنية، وتعددت علاقاته مع النساء.

رواية التوبة

تختلف الروايات حول قصة توبته، لكن أشهرها ما يلي:

  • روي أنه رأى في منامه جنازة عظيمة، فسأل من مات، فقيل له: “عمر بن أبي ربيعة”. ففزع من ذلك واستيقظ، وقرر التوبة من الغزل.
  • روي أنه رأى امرأة جميلة، فأراد التحدث إليها، فطلبت منه أن يتوب إلى الله، ففعل ذلك.
  • روي أنه سمع حديثًا نبويًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكى وتاب إلى الله.

أثر التوبة: ترك عمر بن أبي ربيعة نظم الشعر الغزلي، وتفرغ للعبادة. سافر إلى مكة المكرمة، وعاش هناك متعبدًا لله. لحق به بعض شعراء الغزل، وتابوا على يديه. أهمية التوبة: تُعدّ توبة عمر بن أبي ربيعة دليلًا على رحمة الله وعفوه. تُظهر قدرة الإنسان على التغيير والتوبة من ذنوبه. تُشجع الناس على التوبة من ذنوبهم والرجوع إلى الله. يعد عمر بن أبي ربيعة من أهم شعراء الغزل في العصر الأموي. أثر شعره على العديد من الشعراء الذين جاؤوا بعده. لا تزال قصائده تُقرأ وتُدرس حتى اليوم.

radwa adel

تخرجت من كلية الألسن، ولدي خبرة 8 سنوات في كتابة وانشاء المحتوي العربي، عملت في أكثر من 20 موقع مختلف علي مدار السنين الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى