دعاء المولود الجديد: أسرار ورقية وتيسير الولادة
العناصر
تعتبر فرحة قدوم مولود جديد من أعظم النعم التي يمكن أن ينعم بها الإنسان. ففي اللحظة التي يضيء فيها الصغير حياتنا بوجوده، تمتزج البهجة بالمسؤولية، ونجد نحن الآباء والأمهات أنفسنا مغمورين بالشكر والدعاء لله. لأجل ذلك، فإن ترديد دعاء المولود الجديد هو أحد أولى الخطوات التي نقوم بها لكل من هو ليساعد هذا الطفل في بداية رحلته في الحياة. إن دعاء المولود الجديد يعبر عن الأمل في أن يكون هذا الطفل نعمة مباركة، وأن ينمو بصحة وعافية، ويُرزق الحكمة والسعادة في كل دروب حياته. كما أن الدعاء يتضمن السلامة للمولود ولأهله ويوثق أواصر المحبة والامتنان لله على هذا الرزق الثمين. فالدعاء هو القلب النابض لكل مشاعرنا وسبيل لتوجيه أمنياتنا وأحلامنا للجيل القادم. الأطفال رزق من الله سبحانه وتعالي وهم زينة الحياة الدنيا التي وهبها الله عز وجل الي الانسان، وإنّه لمن السّنة أن يهنّئ المسلم أخيه المسلم عند حصول النّعمة بأي عبارة تقتضي ذلك، ولا يوجد ألفاظ معيّنة واردة عن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – كان يقولها عند التّهنئة بالمولود ولكن هناك ادعية جميلة يمكن أن تقال في هذه المناسبة بالاضافة الي بعض السنن التي تتم بعد ولادة المولود، فقد جاء في كتاب الأذكار للإمام النّووي رحمه الله: قال: يستحب تهنئة المولود له، قال أصحابنا: ويستحبّ أن يهنّأ بما جاء عن الحسن البصري رحمه الله، أنّه علّم إنساناً التهنئة فقال: قل:” بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشدّه، ورزقت برّه “. ويُستحبّ أن يردّ على المهنّئ فيقول: بارك الله لك، وبارك عليك، أو جزاك الله خيراً ورزقك مثله، أو أجزل ثوابك، ونحو هذا .. وهناك أدعية كثيرة وردت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في موضوع الدّعاء للأولاد وتحصينهم بها؛ ليحفظهم الله من عيون الحاسدين وشر الحاقدين، فلا يوجد أفضل من تحصين الطّفل بآيات الله وأسمائه الحسنى، واستخدام الدّعوات الجميلة حتى تنام أعين الأهل قريرةً ومطمئنّة على هذا المولود الذي سيملأ البيت فرحاً وسروراً وبهجة بالاضافة الي الرقية الشرعية ويسعدنا أن نقدم لكم الان في هذا المقال عبر موقع احلم نص دعاء المولود الجديد ورقيته الشرعية بالاضافة الي الاذان والاقامة في اذن المولود ودعاء تيسير الولادة، كل هذا نقدمه لكم عبر قسم : ادعية واذكار .
دعاء للمولود الجديد
- اللهمّ اجعلنا وإيّاهم من الموسع عليّهم الرّزق الحلال المعوذين من الذلّ بك، والمجازين من الظلم بعدلِك، والمعافين من البلاء برحمتك، المعصومين من الذ ُّنوب والزلَلَ والخطأ بتقواك، الموفّقين للخير والرّشد والصّواب بطاعتك، والمحال بينَهم وبين الذّنوب بقدرتك،التَّاركين لكلّ معصية.
- اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبهم، وشفاء صدورهم، ونور أبصارهم، اللهمّ افتح عليهم فتوح العارفين، اللهمّ ارزقهم الحكمة والعلم النافع، وزِّين أخلاقهم بالحلم، وأكرمهم بالتقوى، وجمّلهم بالعافية، واعف عنهم، اللهمّ ارزقهم المعلِّم الصّالح والصُحبة الطيبة، اللهمّ ارزقهم القناعة والرّضا،
- اللهمّ نزِّه قلوبهم عن التعلّق بمن دونك، واجعلهم ممّن تحبّهم ويحبّونك، اللهمّ ارزقهم حبّك وحبّ نبيّك محمّد صلّى الله عليه وسلم، وحبّ كلّ من يحبّك، وحبّ كلّ عمل يقرّبهم إلى حبّك.
- اللهمّ اجعلهم في حفظك وكنفك، وأمانك وجوارك، وعياذك وحزبك وحرزك، ولطفك وسترك من كلّ شيطان وإنس وجان وباغٍ وحاسد، ومن شرّ كلّ شيء أنت آخذ بناصيته إنّك على كلّ شيءٍ قدير.
- اللهمّ أوزعني أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليَّ وعلى والدي، وأن أعمل صالحاً ترضاه، وأصلح لي في ذريّتي إنّي تبت إليك وإنّي من المسلمين، وأعذني وذريّتي من الشّيطان الرّجيم. اللهمّ إنّك قلت وقولك الحق: ادعوني أستجب لكم ).
الأذان و الإقامة في أذن المولود
الأذان في أذن المولود اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى، وكلاهما مستحبّ عند بعض أهل العلم، وهذا قول الشّافعية، والحنابلة، والحنفيّة أيضاً، وقال النّووي وهو شافعيّ في المجموع:” السّنة أن يؤذّن في أذن المولود عند ولادته، ذكراً كان أو أنثى، ويكون الأذان بلفظ أذان الصّلاة، لحديث أبي رافع الذي ذكره المصنف، قال جماعة من أصحابنا:” يستحبّ أن يؤذّن في أذنه اليمنى، ويقيم الصّلاة في أذنه اليسرى “.
رقية المولود الجديد
- قوله صلّى الله عليه وسلّم:” أذهب البأس ربّ النّاس، واشف أنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً “، رواه البخاريّ ومسلم.
- قوله – صلّى الله عليه وسلّم – لعثمان بن أبي العاص لمّا اشتكى إليه وجعاً يجده في جسده، فقال له صلّى الله عليه وسلّم:” ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: بسم الله ثلاثاً … وقل سبع مرّات: أعوذ بالله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر “.
- ما رواه أبو داود عن أبي الدّرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” من اشتكى منكم شيئاً، أو اشتكاه أخ له، فليقل: ربّنا الله الذي في السّماء، تقدّس اسمك، أمرك في السّماء والأرض، كما رحمتك في السّماء، اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت ربّ الطّيبين، أنزل رحمةً من رحمتك، وشفاءً من شفائك على هذا الوجع، فيبرأ “.
دعاء تيسير الولادة
للمرأة أن تدعو قبل ولادتها، أو أثنائها، أو بعدها، بما أحبّت وممّا يناسب حالها، ولا يوجد دعاء خاصّ بكل حالة من تلك الحالات، كما أنّه ليس هناك دليل يثبت أنّ ساعة الولادة ساعة إجابة، إلا أنّه إذا تعسّرت الولادة فهي مضطرة، ودعوة المضطر مستجابة، كما قال تعالى:” أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ “، النّمل/62.
وليس هناك آية، أو حديث، أو دعاء معيّن، ييسّر عملية الإنجاب، وإنّما ييسر ذلك عموم الدّعاء، كما فعل زكريا، فاستجاب الله له دعاءه، ووهب له يحيى على كبر، قال الله تعالى:” وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ “، الأنبياء/89-90. وقال تعالى:” ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً “، مريم/2-9. فكون الله عزّ وجلّ يجعل العاقر تنجب هو أمر هيّن، ولكن يحتاج المسلم أن يبذل السّبب في ذلك، وهو الدّعاء، أو الذّهاب إلى الطّبيب، مع التّوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى.
دعاء المولود الجديد في الإسلام
إن استقبال مولود جديد هو نعمة وبركة من الله، ولذلك يرغب الكثيرون في تقديم الأدعية والتهاني للقريبين في هذه المناسبة السعيدة. يُعتبر **دعاء المولود الجديد** جزءاً من التقاليد الإسلامية التي تمنح المولود وأسرته دعماً روحياً وبركة. من الأدعية المشهورة في هذا السياق هو “بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره”. يُمثل هذا الدعاء تهنئة رائعة تحمل في طياتها الأمنيات بالبركة والحفاظ على النعمة التي وهبها الله. إن استخدام **دعاء المولود الجديد** هو دعاء بالبركة والأمنيات الطيبة للمولود والأسرة.
العادات المرتبطة بـ دعاء المولود الجديد
إلى جانب **دعاء المولود الجديد**، هناك عدة عادات مرتبطة بالمولود حديث الولادة. إحدى هذه العادات هي تحنيك المولود، والتي تعتبر سنة نبوية شريفة حيث يقوم أحد الصالحين أو العلماء بمضغ شيء من التمر ويوضع بعضاً من هذه المضغة في فم المولود. كما يُستحب إقامة عقيقة للمولود الذكر أو الأنثى، وهي عبارة عن ذبح شاة أو أكثر حسب ما يستطيع الفرد، تعبيراً عن شكر النعمة وتحقيقاً لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. إن هذه العادات تكمّل **دعاء المولود الجديد** من حيث تقديم البركة والتهاني للأسرة الجديدة.
فوائد دعاء المولود الجديد للأهل
**دعاء المولود الجديد** لا يمثل فقط دعاءً للمولود بحد ذاته، بل يعود أيضاً بالنفع والفائدة على الأهل الذين يقدمون هذا الدعاء. فالدعاء يعتبر وسيلة للتقرب إلى الله وشكره على نعمه، مما يجعل الأهل يشعرون بالراحة النفسية والسكينة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدعاء يخلق رابطة قوية بين العائلة وأفراد المجتمع الذين يشاركونهم في هذا الحدث المبارك. يمثل الدعاء أيضاً أداة لتحصين المولود والدعاء له بالحماية من كل شر أو حاسد، وهو ما يضمن للأسرة شعوراً بالطمأنينة والرضا. من خلال **دعاء المولود الجديد**، يعبر الأهل عن امتنانهم لله على هذه النعمة الضخمة ويطلبون له العون والرعاية.