توقيت أذكار المساء وآراء الفقهاء وعلماء الدين

إن أذكار الصباح والمساء لها وقت محدد يجب على المسلم الالتزام به، لأن خلق الله لكل شيء سبب ولم يخلق الأحداث عبثًا فهناك أوقات محدده للصلوات، وشهر في العام للصوم، وموسم للحج، وأيضًا فإن لأذكار الصباح والمساء أيضًا توقيت، ولكن قد يتداخل على البعض ما هو التوقيت السليم والمحدد لقراءة أذكار المساء، ويتداخل أيضًا موضع قراءتها، لذا عزيزي القارئ سنتناول هذا الموضوع في مقالنا اليوم حيث أنه  في غاية الأهمية، وسوف نقدم أدلة حول  ما هو التوقيت الأمثل لقراءة أذكار المساء، والتي تعد من أقوى الأسلحة التحصينية على الإطلاق.

أراء الفقهاء في خير أوقات الذكر:

ونذهب عزيزي القارئ إلى القول الأول فإنه ذهب الإمام ابن القيم رحمه الله وقال كما في “الوابل الصيب” ص127 في الفصل الأول في ذكر طرفي النهار وهما ما بين الصبح وطلوع الشمس وما بين العصر والغروب وقال الله سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكره وأصيلا )وفى الأصيل فنجد قول الجوهري إنه الوقت بعد العصر إلى صلاه المغرب وجمعه أصل وآصال وأصائل وقال تعالى “وسبح بحمد ربك بالعشى والإبكار “فالإبكار الوقت الأول من النهار والعشى آخره وقال تعالى “فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب “ونجد أن هذه الآيات الكريمة توضح في الأحاديث بأنه من قال كذا وكذا حين يصبح وحسن يمسى أن المراد هو قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ويتضح أن محل هذه الأذكار بعد الصبح وبعد العصر .

ونذهب إلى الفريق الثاني ذهب بعض أهل العلم وصدرت به فتوى من اللجنة الدائمة حينما وجه لها سؤال هل أذكار المساء يكون وقتها بعد صلاه العصر أو بعد غروب الشمس أي بعد صلاه المغرب .

فكانت الإجابة “أن أذكار المساء تبدأ من زوال الشمس إلى الغروب وفى أول الليل وأن أذكار الصباح تبتدئ من طلوع الفجر إلى زوال الشمس .قال الله تعالى “وسبج بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها “وقال سبحانه “واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفه ودون الجهر من القول بالغدو والآصال “والآصال جمع الأصيل وهو يكون وقته ما بين العصر والمغرب .

وقال سبحانه (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون )

أما عن القول الثالث للعلماء فذهب السيوطي رحمه الله كما نقول عنه ابن علان في (الفتوحات الربانية على الأذكار النواويه )وبهذا يتبين أيضًا الخلاف على وقت أذكار الصباح هل تكون في وقت طلوع الفجر إلى شروق الشمس أو إلى زوالها وهناك أقوال أخرى في المسألة ولكننا عزيزي القارئ اقتصرنا لك على المشهور منها .

دلائل السنة على وجوب الأذكار:

هناك دلائل من السنه الصحيحة على أنه وجب قراءه آية الكرسي في أذكار الصباح والمساء وذلك ورد عن النسك في عمل اليوم والليلة والإمام الطبراني في الكبير عن أبى كعب رضى الله عنه أنه كان له جرن من التمر فكان ينقص فحرسه ذات ليله فإذا هو بدا به شبه الغلام المحتلم فسلم عليه فرد عليه السلام فقال ما أنت جنى ام إنسي ؟قال جنى؟ قال فناولني يدك فناوله يده فإذا يده يد كلب قال هذا خلق جن قال قد علمت الجن أن ما فيهم رجل أشد من قال ما جاء بك قال بلغنا أنك تحب الصدقة فجئنا نصب من طعامك قال فما ينجينا منكم قال هذه الآية (الله لا اله إلا هو الحى القيوم )من قالها حين يمسى أحير منا حتى يصبح ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسى )فلما أصبح أتى رسول الله صل الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال صدق الخبيث .

وفى الختام نود أن نذكرك بأن الأذكار من الهدى النبوي هي وسيله لسلام صدرك من كل الشرور، والآثام وأن الله يحفظ عباده الذاكرين، وأن حرصك عزيزي على تناول الأذكار في وقتها المناسب أشبه بتناول المريض الدواء في ميعاده ،وهى بداية استفتاح ليوم مشرق بالعمل، والتفاؤل، وختام لجميع الهموم وأوجاع اليوم ، وتحصين من الأعين وبوابه فرج عظيمه، وكبيره لقضاء الحوائج فكم مديون فك كربه! وكم مهموم أستغاث بها وحصن قلبه ؟!  ومن كان عاشق لله وطلب أنسه وكانت وسيلته الأذكار، فهي معبر الجنة ورفيق الأرواح سبب تجمع المتحابين في الله على ذكره ونور هداه ومع ملائكته وفى رحابه