العقيقة في الإسلام: حكمها وشروط توزيعها 2025
العناصر
تُعدُّ العقيقة من التقاليد الشائعة والمهمة في الثقافة الإسلامية، حيث تُعتبر وسيلة للتعبير عن الشكر لله على النعم والبركات. تحتل العقيقة مكانة خاصة عند المسلمين، فهي تُقام احتفالاً بقدوم مولود جديد إلى الأسرة. تمتاز شعائر العقيقة بذبح شاة أو أكثر وتوزيع لحمها على الفقراء والمحتاجين، مما يُعزز روح التعاون والتكافل الاجتماعي. تُعدّ هذه المناسبة فرصة لتقوية الروابط الأسرية والاجتماعية، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء للاحتفال والتهنئة. تقدم العقيقة أيضاً فرصة لتمرير القيم والتقاليد للأجيال الجديدة وتعزيز الفهم العميق للثقافة والديانة. يمثل كل جزء من هذه الطقوس دلالة رمزية تُثري الروح وتقوي الإيمان بالله، مما يجعلها دعامة أساسية في التراث الثقافي للكثير من الأسر المسلمة حول العالم. الأطفال نعمة جميلة من الله سبحانه وتعالي يرزق بها من يشاء من عباده، وذلك لقوله تعالي في كتابة العزيز : (يهب لمن يشاء إناثاً)، وقوله أيضاً: (ويهب لمن يشاء الذّكور) فالله عز وجل هو الرزاق والمسير لأمور العباد، والعقيقة هي سنة من السنن التي يفعلها الآباء عندما يرزقهم الله بمولود جديد وذلك شكراً لله عز وجل علي فضله ونعمته التي انعم بها عليهم، وحفظاً للمولود وحماية له من الامراض والمصائب والتزام بشرع الله وطاعة لأوامرة وقد روي ان رسول الله صلي الله عليه وسلم : (مع الغلامِ عقيقةٌ، فأهريقُوا عنهُ دمًا، وأميطُوا عنهُ الأذَى)، كما قال صلى الله عليه وسلم أيضاً: (الغلامُ مرتهنٌ بعقيقِته يُذبح عنه يومَ السابعِ، ويسمَّى، ويحلقُ رأسه) .. وقد ذكر بعض علماء الشافعية أنه يكره تسميتها العقيقة، وقالوا انه يستحب تسميتها الذبيحة او النسيكة، ويسعدنا ان نستعرض معكم الآن في هذا المقال عبر موقع احلم معلومات دينية مفيدة حول شروط العقيقة في الاسلام وكيفية توزيعها وحكمها ، وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : إسلاميات .
حكم العقيقة
- القول الأول : ذكر العلماء ان العقيقة هي سنة مؤكدة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو رأي جمهور أهل العلم، كما انه ايضاً قول المذهب الشافعي والملكي، وهو المشهور المعتمد في مذهب الحنابلة وهو قول شيخ الاسلام ابن تيمية .
- القول الثاني : العقيقة هي فرض واجب وهو قول الظاهرية وابن حزم، ونقل عن بريدة بن الحصيب الأسلمي من الصّحابة، وعن أبي الزّناد، وهو أيضاً قول الحسن البصري.
- القول الثالث : وهو قول الحنفيّة، وهناك اختلاف في الرّوايات في مذهبهم في حكم العقيقة.
- القول الرابع : واجبة في الايام السبع الاولي من ولادة الطفل، ولا يجب عملها بعد مرور السبع ايام، وهذا هو قول الليث بن سعد، كما حكاه عنه الحافظ ابن عبد البر .
- القول الخامس : العقيقة تكون علي الغلام فقط وليس علي الانثي، وهذا هو قول الحسن البصري .
شروط العقيقة
ذكر جمهور العلماء من المالكية والحنابلة والشافعية أن العقيقة يشترط فيها ما يشترط في الاضحية او اي ذبيحة يقصد منها التقرب الي الله سبحانه وتعالي والنذر والفداء وغير ذلك، حيث يجب ان تكون العقيقة من الانعام وان تبلغ السن الجائز للذبح، كما يجب ان تكون خالية من اي عيوب او امراض، حيث ذكر الامام مالك : (إنما هي بمنزلة النسك والضحايا لا يجوز فيها عوراء ولا عجفاء ولا مكسورة ولا مريضة)، ويقول الترمذي: (لا يُجزِئُ في العقيقة من الشاء إلا ما يجزئ في الأضحية). ويقول ابن رشد: (وأما سن هذا النسك وصفته فسن الضحايا وصفتها الجائزة). وقال النووي: (المجزئ في العقيقة هو المجزئ في الأضحية فلا تُجزِئ دون الجذعة من الضأن أو الثنية من المعز والإبل والبقر).
كيفية توزيع العقيقة
ذكر العلماء انه من المستحب ان يتم توزيعها بنفس طريقة تقسيم الاضحية، اي الي ثلاثة اثلاث، حيث قام الامام احمد بن حنبل : : (نحن نذهب إلى حديث عبد الله: يأكل هو الثّلث، ويطعم من أراد الثّلث، ويتصدّق على المساكين بالثّلث)، وأمّا بعض العلماء قالوا: (تجعل نصفين: يأكل نصفاً، ويتصدّق بنصف)، بينما روي ابن قدامه : (ولنا ما رُوي عن ابن عباس في صفة أضحية النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال: ويطعم أهل بيته الثّلث، ويطعم فقراء جيرانه الثّلث، ويتصدّق على السّؤال بالثّلث )، رواه الحافظ أبو موسى الأصفهاني في الوظائف، وقال: حديث حسن .
وفيم يخص العقيقة فيتم توزيعها كما ورد عن الخرقي : (وسبيلها على ما تقدّم، فلا يشترط أن توزّع على ثلاثة أقسام، بل يجوز أن يوزّعها أثلاثاً، أو نصفين، أو أن يأكلها كلها، أو أن يتصدّق بها كلها، أو أن يعمل عليها وليمةً، لكنّ الأفضل أن يأكل منها ويتصدّق).
فضل العقيقة في الإسلام
تُعتبر **العقيقة** من السنن التي تؤكد على شكر النعمة لله تعالى عند ولادة مولود جديد، ولها من الفوائد الروحية والاجتماعية ما يعزز من تماسك المجتمع الإسلامي. فضل **العقيقة** يشمل أولاً تحسين الارتباط بين العبد وربه عبر التزامه بتوصيات السنة النبوية، وثانياً فإنها تُظهِر مشاعر الامتنان والانتماء لقيم الإسلام. بالإضافة إلى ذلك، تعمل **العقيقة** على نشر المحبة والتعاون بين أفراد المجتمع من خلال توزيع لحم الذبيحة على المحتاجين والجيران، مما يعزز من الروابط الاجتماعية ويُظهر التكافل الاجتماعي بين المسلمين. يتضمن فضل **العقيقة** أيضاً تحصين المولود وحمايته من العين الشريرة والمخاطر المحيطة، وهو ما يُبيّن الأهمية الروحية لهذا التقليد الديني.
التوقيت المثالي لإقامة العقيقة
توقيت **العقيقة** يلعب دوراً مهماً في تحقيق أهدافها الروحية والاجتماعية. السنة النبوية تفضل أن تُقام **العقيقة** في اليوم السابع بعد ولادة المولود، ولكن إذا لم يكن ذلك ممكنًا، يمكن إقامتها في اليوم الرابع عشر، أو الحادي والعشرين. هذه المواعيد ليست إلزامية ولكنها تمثل الإرشاد النبوي لتختيم هذه السنة بطريقة جيدة. إقامة **العقيقة** في هذه الأوقات تسهم في إظهار الامتنان والشكر لله على النعمة بشكل منظم ومترتب، وهو ما يوضح أهمية هذا الحدث. في حال عدم القدرة على الذبح في الأيام المذكورة، يجوز تأخير **العقيقة** إلى وقت لاحق دون إسقاط السنّة، مما يُظهر الرفق والمرونة في الإسلام.
العقيقة والتكافل الاجتماعي
تُعَدُّ **العقيقة** وسيلة فعالة لتعزيز التكافل الاجتماعي بين المسلمين، حيث توسع من دائرة تأمل النعم المقدمة من الله وتدفع الأسر لمشاركة اللحوم مع الفقراء والمحتاجين. هذه المشاركة لا تعزز فقط من العلاقة مع الجيران والمجتمع، بل تحفز أيضًا شعور التضامن بين أفراد الأمة الإسلامية. من خلال **العقيقة**، تُزرع في قلوب الأطفال الصغار قيَم العطاء والإيثار منذ نعومة أظفارهم، وتعمل على تنشيط المجتمع في تقديم العون والمساعدة لبعضه البعض. يُشكّل هذا التقليد فرصة للأسر للالتقاء والتعرف على بعضهم في جو روحاني ودّي، مما يساهم في تقوية الروابط الأسرية والاجتماعية ويؤدي إلى بناء مجتمع مترابط ومتكاتف.
**العقيقة** تُعتبر سنة مؤكدة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، تُنفذ بإخلاص ونية صادقة تحقيقًا للشكر والمحبة.