الحجر الأسود وقصته كاملة وهل هو حجر من الجنة ؟
الحجر الاسود والقرامطة
الحَجَر الأسود يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج ، وهو مبدأ الطواف ومنتهاه ، ويرتفع عن الأرض مترًا ونصفًا ، وهو أسود اللون ذو تجويف أشبه بطاس الشرب . وهو محاط بإطار من الفضة الخالصة صونًا له ، ويظهر مكان الحجر بيضاويًّا.
والسواد هو على الظاهر من الحجر ، أما بقية جرمه فهو على ما هو عليه من البياض .
وقد سطر بعض المؤرخين رؤيتهم ووصفهم للحجر الأسود عبر التاريخ . فممن رآه يوم قلعه القرامطة في القرن الرابع : محمد بن نافع الخزاعي ، فرأى السواد في رأسه فقط ، وسائره أبيض ، وطوله قدر ذراع . وممن رآه ابن علان أثناء بناء الكعبة زمن السلطان مراد عام 1040هـ . قال: ولون ما استتر من الحجر الأسود بالعمارة في جدر الكعبة أبيض بياض المقام –يعني مقام الخليل إبراهيم عليه السلام – وذرع طوله نصف ذراع بذراع العمل ، وعرضه ثلث ذراع ، ونقص منه قيراط في بعضه ، وسمكه أربعة قراريط.
ويروى أن القطع تبلغ خمس عشرة قطعة إلا أن القطع السبع الأخرى مغطاة بالمعجون البني الذي يراه كل مستلم للحجر ، وهو خليط من الشمع والمسك والعنبر موضوع على رأس الحجر الكريم . وقد أورد إبراهيم رفعت باشا في مرآة الحرمين رسمًا للحجر الأسود خمس عشرة قطعة ، فلعل هذا الرسم كان للحجر أثناء حجاته التي كان فيها أميرًا للحج ، وقد كانت آخر إمرة له للحج سنة 1325هـ.
سرقة الحجر الأسود
ناس كتير متعرفش إن الحجر الأسود اتسرق… ومش هزار، الحجر اتسرق بجد!
الحكاية بدأت في شهر ذو الحجة، سنة 317 هجريًا، لما جماعة متطرفة اسمها “القرامطة” قررت تنفذ هجوم مرعب على الحجاج في مكة!
أمير مكة وقتها، بن محارب، جمع رجاله وخرج وراهم! عرض عليهم كل فلوسه، وفلوس رجاله، أي حاجة علشان يرجّعوا الحجر! لكنهم رفضوا، وقتلوه هو ورجاله! ودي كانت أول محاولة لاسترجاع الحجر الأسود.. وفشلت! وبعدها بسنة، القرامطة قالوا يا جماعة احنا نقلنا الحج عندنا في “عين الكعيبة” في القطيف!
جريمة القرامطة دي واحدة من أبشع الجرائم اللي حصلت في التاريخ الإسلامي! مش بس قتلوا آلاف الحجاج، لكنهم سرقوا أعظم مقدسات المسلمين!
سبب الرغبة في لمس الحجر الاسود أو الاقتراب منه ؟
القصة بتبدأ من أيام سيدنا إبراهيم عليه السلام، لما كان بيبني الكعبة مع ابنه إسماعيل. كانوا بيجمعوا الحجارة من كل مكان،علشان يرفعوا قواعد البيت لكن فضل مكان في الكعبة فاضي، وكانوا محتاجين لحجر واحد . هنا جت اللحظة اللي فيها سيدنا جبريل نزل بالحجر الأسود من السماء. الحجر كان لونه أبيض ناصع، لكن مع مرور الزمن، وذنوب البشر اللي كانت بتمسحه، اتحول لونه للأسود، وده لحديث الرسول صلي الله عليه وسلم.
قال النبي ﷺ: “نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضًا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم”
بعد ما الكعبة تعرضت لبعض الأضرار بفعل سيل كبير في مكة، قررت قريش إنها تعيد بناء الكعبة، وده كان قبل بعثة النبي محمد ﷺ. لما جت اللحظة اللي كانوا فيها هيرجعوا الحجر الأسود لمكانه، حصل خلاف بين القبائل. كل قبيلة كانت عايزة شرف إنها تكون هي اللي تحط الحجر في مكانه، لأن ده كان شرف كبير في نظرهم. الخلاف ده كان هيكبر لدرجة ممكن يوصل لحرب بين القبائل.
في اللحظة دي، كبار قريش اتفقوا إن أول شخص يدخل الحرم هو اللي هيحكم بينهم في الخلاف. أول حد دخل الحرم كان النبي محمد ﷺ، وكان معروف عندهم بالصادق الأمين، فكلهم وثقوا في حكمه.
النبي ﷺ جاب حل حكيم جدًا، طلب منهم يجيبوا رداء كبير، وحط الحجر الأسود في وسط الرداء. بعد كده، كل زعيم قبيلة مسك طرف من أطراف الرداء، ورفعوه مع بعض لحد ما وصلوا مكانه في الكعبة. بعدها النبي ﷺ بنفسه مسك الحجر وحطه في مكانه بيده الشريفة.
الحل ده كان ذكي جدًا، لأنه حافظ على السلم بين القبائل، وكمان أعطى لكل قبيلة شرف المشاركة في رفع الحجر الأسود.
الموضوع مش مجرد حجر عادي، ده حجر من الجنة! علشان كده، بنشوف كل الحجاج والمعتمرين بيحاولوا يلمسوه أو حتى يقربوا منه، لكن علشان اللمس ده نوع من التعبير عن الحب والشوق للقاء الله، واتباع لسنة النبي ﷺ اللي كان بيحرص إنه يلمسه أو يُقبله.
يعني لما نقرب من الحجر الأسود، بنحس إننا بنلمس جزء من الجنة، وبنفتكر إننا كمان بنطلب المغفرة والتوبة من كل ذنوب