إسلاميات

التوكل على الله والفرق بين التوكل والتواكل و أمثلة على قصص التوكل على الله

مقدمة:

التوكل هو صدق اعتماد المسلم على الله في استجلاب الخير ودفع الضرر، والتوكل هوالاعتماد على الله والإيمان بأنه مسبب الأسباب وأن قدره نافذ وأنه قدر الأمور وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالي، ولا ينافي التوكل الأخذ بالأسباب بل أولى شروط التوكل على الله هي الأخذ بالأسباب، والتوكل من أفضل العبادات قال تعالى “وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”، فالمؤمن الحق هو من يتوكل على الله ويقدم الله في كل شأنه وأموره.

 

الفرق بين التوكل على الله والتواكل:

التوكل هو كما قلنا سابقا يجمع بين الاعتماد على الله و الأخذ بالأسباب، قال تعالى في سورة مريم يروي قصة مخاضها وولادتها لسيدنا عيسي بن مريم قال تعالى” وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا”، فالسيدة مريم حامل بل وفي لحظة المخاض وما أصعب تلك اللحظات على أي أنثي، لكن ماذا حدث أمرها الله سبحانه وتعالى أن تهز جزع النخلة !! لكي يتساقط على التمر والرطب، تهز ماذا؟؟ نعم  أخي الكريم وأختي الفاضل تهز جزع النخلة تلك النخلة التي إن قام أقوي الأقوياء بهزها لن تتحرك من مكانها قيد أنملة فضلا على أن تسقط ثمارها، ففي هذه القصة يعلمنا الله سبحانه وتعالى التوكل عليه ولكن نأخذ بالأسباب فهز النخلة أخذ بالأسباب واليقين بتساقط ثمرها توكل على الله.

على العكس والنقيض من التوكل يأتي التواكل وهو التقاعس وعدم الأخذ بالأسباب، فتعطيل الأسباب هنا ليس من شرع الله ولا يمت للعقل بصلة، ففي الحديث النبوي الشريف عَنْ عُمَرَ بن الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُوا خِمَاصاً وَتَرُوْحُ بِطَاناً” رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي المُسْنَدِ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ فِي السُّنَنِ، ففي الحديث الشريف بين الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه أن الطير تتوكل على الله حق التوكل،  ومع ذلك تغدوا وتروح بحثا  وسعيا وراء رزقها، ومعنا تغدو خماصا أي تخرج في أول النهار جائعة معدتها لا يوجد بها طعام، ومعني تروح بطانا أي ترجع أخر النهار شبعي مملوءة البطون، أرئيت أخي الكريم وأختي الفاضلة كيف تخرج الطيور أول النهار وتعود آخرة ولم تقل نحن نتوكل على الله بحق فلنبقي في أعشاشنا وسيرزقنا الله، فليكن لنا في الطيور عبرة و عظة.

 

الحث على التوكل على الله:

وردة عدة آيات قرءانية وأحاديث نبوية تحث المسلم على التوكل على الله منها ما ورد في القران الكريم، قال تعالى” وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا” ، وتكررت الآية الكريمة التي تحث المؤمنون على التوكل على الله نحو سبع مرات في القران الكريم قال تعالى ” وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون”، وقال تعالى حكاية على لسان سيدنا موسي عليه السلام ” وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ”.

ووردة عدة أحاديث في السنة المطهرة منها ما ورد في الصحيحين من دعاء النبي صل الله عليه وسلم  ” للهم لك أسلمت وبك أمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت”، وكان صل الله عليه وسلم يقول حين يخرج من بيته ” بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله” فيرد الملك على من قال هذا الدعاء “هديت ووقيت وكفيت”، وفي حديث السبعون ألف يدخلون الجنة بدون حساب روي ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” عرضت علي الأمم , فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان , والنبي ليس معه أحد , إذ رفع لي سواد عظيم  فظننت أنهم أمتي, فقيل لي: هذا موسى صلى الله عليه وسلم وقومه , ولكن انظر إلى الأفق , فنظرت , فإذا سواد عظيم , فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر, فإذا سواد عظيم, فقيل لي: هذه أمتك , ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب , ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل منزله ” , فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب , فقال بعضهم: لعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم: لعلهم الذين ولدوا في الإسلام , ولم يشركوا بالله شيئا , وذكروا أشياء , ” فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما الذي تخوضون فيه؟ ” , فأخبروه , فقال: ” هم الذين لا يرقون , ولا يسترقون ولا يتطيرون [ولا يكتوون] وعلى ربهم يتوكلون.

 

قصص التوكل على الله :

 

أولا: في قصة سيدنا موسي حين ألقته أمه في اليم بوحي من الله، قال تعالى ” وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ” فما كان منها إلى أن توكلت على الله وأخذت بالأسباب وألقت بسيدنا موسي في اليم وبعدما التقطه آل فرعون دعوها لتكون مرضعة له وردها الله إليها قال تعالى ” فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ”

ثانيا: في قصة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي قال الله له ” فتوكل على الحي الذي لا يموت” ،دعي قومه سرا وجهرا، كان لهم بشيرا ونذيرا، صبر عليهم وعلى إيذائهم ولكن توكله على الله واحتسابه للأجر وابتغائه طاعة الله ونشر دينه مكن له في هذه الأرض لتكون رسالته الرسالة الخاتمة وليعم دينه في أرجاء الأرض كلها مشارقها ومغاربها

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى