شعر حزين

أشعار قصيرة حزينة ومؤلمة جداً عن فقدان الحبيب

أشعار قصيرة حزينة ومؤلمة

إن الحزن من أصعب المشاعر الإنسانية التي يمكن للإنسان أن يعايشها، فقد يحزن الإنسان بسبب التعرض لفقد حبيب أو عزيز، وربما يحزن لضياع حلم طالما انتظره، كل هذا يولد مشاعر حزن، وهناك أشخاص قد أختصهم الله بالقدرة على التعبير عما يشعرون به، ويستطيعون أيضاً التعبير عما يشعر به الأخرين، فترى الشعراء ينظمون القصائد بكلمات قد تعبر عما بداخلك من مشاعر حزينة، وربما تكون هذه القصائد كتبت لسبب موقف معين عايشوه أو تعايشوا معه فاستطاعوا أن يخرجوا للنور شعر يظل خالداً ابد الدهر، مثلما نجد في قصائد المتنبي ومحمود درويش وغيرهم ، وسنتناول اليوم في مقالنا بعض من أشعار الحزن فهيا بنا.

أشعار قصيرة حزينة ومؤلمة
أشعار قصيرة حزينة ومؤلمة

قصيدة خالدة للمتنبي

الحُزنُ يُقلِقُ وَالتَجَمُّلُ يَردَعُ

وَالدَمعُ بَينَهُما عَصِيٌّ طَيِّعُ

يَتَنازَعانِ دُموعَ عَينِ مُسَهَّدٍ

هَذا يَجيءُ بِها وَهَذا يَرجِعُ

النَومُ بَعدَ أَبي شُجاعٍ نافِرٌ

وَاللَيلُ مُعيٍ وَالكَواكِبُ ظُلَّعُ

إِنّي لَأَجبُنُ مِن فِراقِ أَحِبَّتي

وَتُحِسُّ نَفسي بِالحِمامِ فَأَشجَعُ

وَيَزيدُني غَضَبُ الأَعادي قَسوَةً

وَيُلِمُّ بي عَتبُ الصَديقِ فَأَجزَعُ

تَصفو الحَياةُ لِجاهِلٍ أَو غافِلٍ

عَمّا مَضى فيها وَما يُتَوَقَّعُ

شعر اللواح في الحزن

هو الحزن حتى ما يماثله حزن

لفقدان عقل خانه الخبل والأفن

فيا عجباً حيا وأرثيه ميتاً

دفيناً وحاشا ما حوى جسمه دفن

هو السيف واليافوخ والقلب جفنه

متى يكسر القرضاب لم ينفع الجفن

إذا العقل فات الجسم فالجسم صورةٌ

جفاها النهي والسمع والنطق والذهن

تقول رجال أنت ذمر وعاقل

وضد الذي قالوا بوصف الذي يعنو

وهل عاقل مرتاد للذنب مثل ما

يرود دليل الحي مذ هطل المزن

إذا العقل لم يقتدك للعلم والتقى

هو الحجة العظوى عليك لما تجنو

أنا المجتري في اللَه بالذنب عامداً

وهيهات لا إنس كمثل ولا جن

اللواح قال أيضًا:

حرائق حزن في فؤادي تجدد

وواكف دمع في الخدود تخدد

ولي زفرة في إثر أخرى تصعدت

تكاد بروحي للخياشيم تصعد

ولي مقلة شكري وجسم معذب

كذاك فؤادي من لظى الحزن مفأد

وكادت ضلوعي أن تقد بزفرة

وطرفي بأطراف النجوم مسهد

لئن بكت الورقا هديلاً فإنني

لأبكي أَبا الخرصين لا أتفند

فما بعد درويش الأديب ابن سالم

سلو ولا عنه عزا وتجلد

أبو العلاء المعري واصفا حزنه:

أَودى السُرورُ بِدارٍ كُلُّها حَزَنُ

فَلا تُبالِ عَلى ما صابَتِ المُزُنُ

قَد غُلِّبَ المينُ حَتّى الصِدقُ مُستَتِرٌ

وَغُيِّبَ الرَشَدُ حَتّى خَفَّتِ الرُزُنُ

مَن لَم يَكُن خازِناً لِلمالِ مِن بُخُلٍ

فَلا يُخافُ عَلى نَحضٍ لَهُ خَزَنُ

أَكَذَّبَ القَومُ بِالميزانِ أَن سَمِعوا

أَنَّ القِيامَةَ فيها عادِلٌ يَزِنُ

وَقَد وَجَدنا مَقالَ الناسِ ذا زِنَةٍ

فَكَيفَ يُنكَرُ أَنَّ الفِعلَ يَتَّزِنُ

أشعار قصيرة حزينة ومؤلمة
أشعار قصيرة حزينة ومؤلمة

شعر حزين لقاسم حداد

وبختُ أخطائي ولذتُ بأقرب الأسماء
كانَ الماءُ قنديلَ المرايا وهي تنسى
كانتِ الأشجارُ تصغي
والدَّمُ المذعور يصقلني
ويسألني عن الباقي من الحشد الشهيد
أنا الفقيدُ،
ينالني سيفُ الخطايا
أفقدُ المعنى وتهربُ منيَ الأسماء
شخصٌ واحدٌ يكفي لتوبيخ المدينة
وهي تزدرد الحشود
كأنما ماءُ المرايا شاهدٌ
وكأنَّ ما يبقى لنا
يبقى لتفسير الخسارة
ساعةَ الأخطاء.

قصيدة حزن لمحمود درويش

الصوتُ في شفتيكَ لا يُطربْ
والنار في رئتيكَ لا تُغلبْ
وأبو أبيك على حذاء مهاجرٍ يُصلبْ
وشفاهُها تعطي سواكَ ’ ونهدُها يُحلبْ
فعلام لا تغضبْ ؟

أمسى التقينا في الليل , من حانٍ لحانِ شفتاكَ حاملتانِ
كلَّ أنين غابِ السنديانِ
ورويتَ لي للمرةِ الخمسين
حبَّ فلانةٍ ’ وهوى فلانِ
وزجاجة الكونياك
والخيّام , والسيف اليماني !
عبثاً تحذِّرُ جرحكَ المفتوحَ
عربدةُ القناني !
عبثاً تطوِّع يا كنارَ الليلِ جامحةَ الأماني !
الريح في شفتيكَ…تهدم ما بنتَ من الأغاني !
فعلام لا تغضبْ ؟

أشعار قصيرة حزينة ومؤلمة
أشعار قصيرة حزينة ومؤلمة

وبهذا نكون وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، حيث أننا قد استعرضنا العديد من القصائد المختلفة لشعراء مختلفين من عصور مختلفة، ولكن القاسم المشترك بينهم هو الشعور بالحزن والتمكن من اللغة العربية، فقد أخرجوا لنا قصائد عربية سليمة النظم، رصينة الكلمات، بها تشبيهات شعرية رائعة تصف حال الشاعر قائل الأبيات، وحال من يشعر بالحزن خير وصف، وهذا ما جعل هذه الأشعار حية حتى يومنا هذا، وستعيش حتى يراها الأجيال القادمة، وهذا بسبب أن شعر فن راقي، وإن حافظ الشاعر على فنه وأهتم به وبجودته فسيعيش حتى بعد موت صاحبه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى