كم عدد الانبياء والرسل وما الفرق بينهما؟
العناصر
تعد الأديان السماوية جزءًا محوريًا من تاريخ البشرية، حيث بعث الله الأنبياء لهداية البشر وإرشادهم نحو الطريق المستقيم. يتساءل العديد من الناس حول العالم عن كم عدد الانبياء الذين أرسلهم الله، إذ إن هذه المعلومات تلقي الضوء على مدى اهتمام الدين الإلهي بالتواصل مع الإنسان في مختلف الأزمان والمناطق. تُعتبر قصص الأنبياء مصدرًا غنيًا بالعبر والدروس التي تنفعنا في حياتنا اليومية وتعزز فهمنا للعلاقة بين الخالق وعباده. إن معرفة كم عدد الانبياء تساهم في تعزيز الإيمان والتواصل الروحي، مما يفتح أبوابًا جديدة للتأمل والفهم. تحتل هذه المسألة مكانة مهمة في الدراسات الدينية والتاريخية، وترتبط بمعرفة أوسع حول الأحداث والتطورات التي شهدها العالم عبر العصور. يتسائل العديد من الاشخاص كم عدد الانبياء والمرسلين الذين ارسلهم الله سبحانه وتعالي الي البشر منذ بدء الخليفة، والاجابة ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد ذكرعدد الانبياء والمرسلين، وذلك في مسند الإمام أحمد، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (قلت يا رسول الله، كم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وبضعة عشر ، جمّاً غفيراً)، وفي رواية لأبي أمامة قال أبو ذر: (قلت يا رسول الله: كم وفاء عدّة الأنبياء؟ قال: مائة ألف، وأربعة وعشرون ألفاً، والرّسل من ذلك: ثلاثمائة وخمسة عشر، جمّاً غفيراً) صحّحه الألباني في مشكاة المصابيح، كما ذكر القرآن الكريم في آياته خمسة وعشرين نبياً ورسولاً، ثمانية عشر منهم في سورة الانعام والباقيين تم ذكرهم في سور متفرقة، ويسعدنا أن نقدم لكم الآن في هذا المقال عبر موقع احلم عدد الانبياء والرسل الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالي في القرآن والذين ذكرهم رسول الله صلي الله عليه وسلم في الاحاديث النبوية الشريفة واسمائهم بشكل مفصل والنصوص التي وردوا فيها بالاضافة الي شرح مختصر للفرق بين النبي والرسول لأن العديد من الناس يختلط عليهم هذا الامر ، وللمزيد من الاسئلة والاجابات المفيدة يمكنكم زيارة قسم : أسئلة وأجوبة .
الانبياء المذكورين في القرآن الكريم
كما ذكرنا من قبل فإن القرآن الكريم قد ورد فيه ذكر 25 نبياً ورسولاً من المرسلين، 18 منهم في سورة الانعام، والباقيين ورد ذكرهم في سور متفرقة، وهذه الآيات هي : قال الله سبحانه وتعالى: (إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً) سورة آل عمران،33 ، وقال سبحانه وتعالى: (وإلى عاد أخاهم هوداً ..) سورة هود، 65 ، وقال سبحانه وتعالى: (وإلى ثمود أخاهم صالحاً) سورة هود، 61 ، وقال تعالى: (وإلى مدين أخاهم شعيباً) سورة هود، 84 ، وقال تعالى: (وإسماعيل وإدريس وذا الكفل) سورة الأنبياء، 85 ، اما في سورة الانعام فقد ورد ذكر الانبياء والرسل في قوله تعالي : (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ) سورة الأنعام، 83-86 .
هذا وقد ذكر القرآن الكريم ايضاً العديد من الرسل باسمائهم في مواضع مختلفة، حيث قال سبحانه وتعالى: (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْل وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) سورة النساء، 164 ، وقال سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) سورة غافر، 78 .
ومن الجدير بالذكر أنه لا يمكن تحديد عمر جميع الرسل والانبياء لأن كثيراً منهم لم تردنا أخبارهم و قصصهم في الاصل، وبالتالي ليس لنا القدرة على تحديد أعمارهم، ودلالة ذلك قوله سبحانه وتعالى: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) سورة النساء .
الانبياء المذكورين في السنة
تجدر الاشارة الي ان عدد الانبياء والرسل كثر جداً لا يمكن احصائهم، ولكن بعض العلماء اجتهد في معرفة عددهم بشكل دقيق وكان دليلهم علي ذلك، الحديث الذي يرويه أبو ذر -رضي الله عنه- أنه قال: (قُلتُ : يا رسولَ الله، كَمٍ المرسلونَ؟ قالَ: ثلاثمائةٍ وَبِضعَةَ عشرَ جمّاً غفيراً ) وفي رواية أبي أمامة، قال أبو ذر: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمْ وَفَّى عِدَّةُ الْأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ: ” مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا )، فهذا الحديث يشير إلى أنّ عدد الأنبياء هو مائة وأربعةٌ وعشرون ألفاً علمنا منهم القليل جداً، والكثيرون يجهلون أسماءهم وأقوالهم والله تعالي اعلي واعلم .
الفرق بين النبي والرسول
النبي هو كل من نزل عليه الوحي من الله سبحانه وتعالي علي لسان ملك من الملائكة، وكان مؤيداً بالمعجزات والكرامات التي تناقض العادات والعقل والمنطق، ولكن ليس كل من اوحي إليه بشئ يعد نبياً وذلك لقول : (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْل) سورة النحل، 68 ، وقوله سبحانه وتعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أرْضِعِيهِ) سورة القصص، 7 ، وقوله سبحانه وتعالى: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي) سورة المائدة، 111 ، حيث ذكر ابن تيمية أن هؤلاء المحدثين الملهمين المخاطبين يوحي اليهم ولكنهم ليسوا بانبياء معصومين مصدقين في كل ما يقع لهم .
اما الرسول فهو انسان بعثه الله سبحانه وتعالي الي الخلق لتبيلغ الاكام، ولفظ الرّسول أخصّ من لفظ النّبي، قال كلّ من الْكَلْبِيُّ وَالْفَرَّاءُ: كُل رَسُولٍ نَبِيٌّ مِنْ غَيْرِ عَكْسٍ، اي ليس كل نبي رسول .
كم عدد الأنبياء في الكتب السماوية
الكتب السماوية، التي أنزلها الله على الأنبياء، تحوي العديد من أسمائهم وقصصهم. التوراة والإنجيل والقرآن الكريم تذكر عددًا من الأنبياء، وكل منها يضيف إلى الصورة الشاملة للأنبياء الذين بعثهم الله للبشرية. على سبيل المثال، التوراة تذكر قصص الأنبياء كما رفضهم بعض الأقوام، بينما الإنجيل يركّز على رسالة بعض الأنبياء، مثل يسوع المسيح الذي يعتبر نبياً في الإسلام ورسولاً في المسيحية. **كم عدد الأنبياء** في الكتب السماوية يمكن أن يكون موضوع بحث مثير للاهتمام لفهم الفرق بين الأديان في تصوّرها للأنبياء ورسائلهم المختلفة.
كم عدد الأنبياء في مختلف الثقافات
الأنبياء لم يُذكروا فقط في الأديان السماوية الثلاثة، بل تجاوت قصصهم إلى ثقافات وحضارات أخرى. ففي الزرادشتية، يُعتبر زرادشت نبيًا ومصلحًا دينياً، وهناك قصص عن شخصيات تشبه الأنبياء في الديانات الهندوسية والبوذية مثل بوذا الذي يُعتبر مبعوثاً لنشر فلسفته. بينما يُهدف في كثير من الثقافات الأخرى، إلى فهم الحكمة والتوجيه، كما هو الحال مع كونفوشيوس في الصين. لذلك، إذا بحثنا في مختلف الثقافات عن **كم عدد الأنبياء**، سنجد أن الفكرة تمتد إلى ما هو أبعد من الحدود المعروفة للأديان السماوية.
كم عدد الأنبياء وتأثيرهم على الحضارات
الأنبياء قد أثروا بشكل عميق في تطور الحضارات وقيام الإمبراطوريات وسقوطها. قصص الأنبياء لا تحرص فقط على الرسالة الدينية، بل تنتقل إلى جوانب اجتماعية وثقافية وأخلاقية أثرت في تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية للشعوب. على سبيل المثال، النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الثقافة الإسلامية، والنبي إبراهيم كأب للديانات الإبراهيمية قد أثروا في الملايين من الناس عبر القرون. لذا، فإن محاولة تقدير **كم عدد الأنبياء** لها أثر مباشر في كيفية بناء الهويات الثقافية والمعايير الأخلاقية للمجتمعات عبر الأزمنة. تأثير الأنبياء يظهر في تعزيز القيم الأخلاقية وتعليم الأجيال الأسس الأخلاقية التي تساهم في بناء حضارة مزدهرة.