معلومات

علم الفراسة فوائده وكيفية تحليل الشخصية ولغة الجسد

ربما تساءلت يوما عن ماهية علم الفراسة، أو عن سبب إثارتها لفضول كثيرٍ من الناس، أو استغرقت بالتفكير عن حقيقة وجود قواعد تساعدك على تقييم سمات الأشخاص وفهمهم. إن علم الفراسة لا يقتصر على لون عينين أو طول حاجبين أو عرض أذنين وغيرها، بل أكثر من ذلك، في امتلاكه مفاتيحَ لاختراق أسوار الأشخاص واكتشاف أسرارهم المكنوزة خلف هذا الجدار.
إن حقيقة علم الفراسة أنه يسأل عن طريقة إقدامنا على شيء ما، فيقيس مشاعرنا وتصرفاتنا ودوافع توجهاتنا، وذلك استنادًا على طبيعتنا التي تحكمنا، فهو لا يقيس ما يكون تحت ظل التعلم واكتساب المعرفة، مثل مقدار الذكاء أو القيم أو الخبرة والمعرفة والمؤهلات التي نمتلكها، أي أنه يُجيب عن سؤال (كيف؟)، وليس (ماذا؟) أو (لماذا؟)، وهو يُعد بمثابة أداة لمعرفة الذات بشكل أفضل، وربما لإنشاء طريقٍ مُعبدٍ لاختراق الآخرين بالبصيرة.

ما هي الفراسة ؟

الفراسة من مصدر الفعل فَرَسَ في معجم اللغة العربية المعاصر، وهي تعني: “معرفة بواطن الأمور من ظواهرها، والحكم على شخصية الفرد من ملامح وجهه”، أما علم الفراسة فهو من علوم النفس ويبحث في العلاقة بين ملامح وجه الإنسان وطباعه. وبالتعرف على ظواهر الإنسان الخارجية، يمكن الاستدلال على شخصيته وصفاته الداخلية، مثل رغباته وردود أفعاله وتصرفاته الإيجابية أو السلبية، واكتشاف العلاقة بينها.

ما الفرق بين الفراسة ولغة الجسد؟

إن علم الفراسة يبحث في اكتشاف الأسرار المخفية خلف أشكال أعضاء الجسد، مثل شكل العين أو رسم الوجه، ويعتبر متقدمًا أكثر من لغة الجسد، حيث أن لغة الجسد تبحث في تحركات الجسد وانفعالاته، مثل حركات اليدين أو تعبيرات الوجه وغيرها، ولكنهما في النهاية متصلان ويصبو كل منهما إلى الآخر.
إن فكرة الربط بين السمات الجسدية للإنسان وشخصيته لاقت صدًى واسعًا منذ القدم، حيث ظهرت أول مرة قبل 2700 عام عند الصينيين القدماء، وأطلقوا عليه اسم ميان شانغ – معرفة السحنة – والذي يعني علم قراءة الوجوه. كما ظهرت كتابات عن الفراسة على ورق البردى لدى المصريين القدامى في القرن العشرين قبل الميلاد. ويُعد اليونانيون من أوائل من درسوا الفراسة بصورة حقيقية، ومن أبرزهم الفيلسوف أرسطو (384 ق.م)، ويعتبر أول من كتب كتابًا في علم الفراسة يستند على دراسة الوجوه وقراءتها وتحليلها، وقام بالربط بين صفات الإنسان وتشابهها مع شكل أوجه الحيوان؛ كقوة الثور، ومكر الثعلب، وشجاعة الأسد. ثم جاء أبو قراط (400 ق.م) بنظريته عن فراسة الأمزجة الأربعة، بحيث يعتمد كل منها على مقدار ونسبة سوائل الجسم، وهي الدم، والبلغم، والصفراء، والسوداء، باعتقاده أن تغلُّب أحدها على البعض الآخر هو الذي يُحدد خصائص شخصية الفرد. ونموذجًا آخر يسوقه لنا أفلاطون (427 ق.م) في فراسة الشعوب وخصالهم بناء على تأثير الأرض والمكان الذي يسكنونه، مثل أثر المناخ والغذاء والجغرافيا. وأما عالم الرياضيات فيثاغورس (550 ق.م) قام بكتابة عدة قواعد لقراءة الوجه، وكان يستخدمها في مقابلاته لقبول تلاميذ جدد في مدرسته.
ولقد لقي علم الفراسة اهتمام العديد من العلماء العرب، حيث تناقلوها ودرسوها بلا كتب، ومنهم الإمام الشافعي، وابن سينا، والإمام الرازي، وابن خلدون، ويقول ابن القيم الجوزية: “فراسة المتفرس تتعلق بثلاثة أشياء: بعينه وأذنه وقلبه..”، وبرع الكثير منهم في وصف علم الفراسة وعرضه في الكتب، مثل كتاب السياسة في علم الفراسة لشمس الدين محمد بن أبي طالب، والبهجة الإنسية في الفراسة الإنسانية لمؤلفه زين العابدين محمد العمري. وفي الإسلام وردت العديد من النصوص والآيات الدالة عليه، قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} الحجر: (75)، والمتوسمون هم المتفرسون الآخذون بالسيما، أي العلامة وهي السمات الخلقية، وقال تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ} محمد: (30)، وقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: “إِنَّ لله عبادًا يَعْرِفُونَ النَّاسَ بِالتَّوَسُّمِ” رواه الطبراني.
ومازال علم الفراسة يستقطب اهتمام الكثير من العلماء، ومع قفزة إلى القرن العشرين نجد آباءً جدد أبدعوا في هذا المجال، ومنهم إدوارد جونز الذي يعتبر مؤسس أحدث اتجاه في علم قراءة الوجه. واتخذ الدكتور السويسري كارل غوستاف يونغ طريقًا جديدًا في تقسيم البشر إلى أنماط تُلخص شخصياتهم كأفضل ما يمكن، وذلك حسب مفتاحين وهما: الموقف والرأي والتي تُصنَّف إلى العالم الداخلي (انطوائي) والعالم الخارجي (منفتح)؛ حيث أن الانطوائي يستنبط إلهامه من مشاعره وأفكاره وقيمه الداخلية، فمثلا رضاه بمهمة ما تنبني على توافقها مع قيمه ومبادئه، أما المنفتح فيوجّه جلّ طاقته نحو العالم الخارجي، كالحصول على إعجاب وتقدير الآخرين من حوله، والمفتاح الآخر حسب الأفعال الأساسية، وهي التفكير والشعور والإحساس والحدس.

أولاً: فوائد علم الفراسة



– يُساعد علم الفراسة على تنمية قدرات الإنسان لينجح في اكتشاف الشخص الذي أمامه.

– الإفصاح عن مواهب الإنسان المدفونة والتي تساعدُ في حمايتهِ من الوقوع في الممارسات الخاطئة.

– حماية الإنسان من الوقوع بالمشاكل.

– يُساعد هذا العلم على تطوير ذات الإنسان وتنمية قدراته المعرفيّة.

– يستطيع الإنسان الذي يُتقن فن الفراسة أن يقرأ الوجوه وكأنها كتابٌ مفتوح.

ثانيّاً: كيف تستخدم علم الفراسة لتحليل الشخصيات؟

تحليل الشخصيّة من خلال شكل الوجه:



الوجه المربع:
يمتاز صاحب هذا الوجه بالإصرار، قوة الشخصية، وامتلاكه فن الإبداع والقدرة على

الإقناع. الوجه الرفيع:
يتميز صاحب هذا الوجه بإحساسهِ العالي والشفاف، وحب الاستقلال والانتماء، الثقة العاليّة بالنفس، وعدم الاستسلام، ويقول العلماء بأنّ أغلب الملوك يتميزون بهذا النوع من الوجوه.

الوجه الدائري:
يستطيع صاحب هذا الوجه أن يتأقلم مع مختلف الظروف التي قد تحيطُ بهِ، يمتلك مهارة كبيرة في الإقناع، يتميزُ أيضاً بأنهُ شخصٌ إنفعالي وعصبي.

الوجه البيضاوي:
يمتلك صاحب هذا الوجه جمالاً كبيراً، وجاذبيّةً لا تُقاوم، ويتميّز بطيبته التي تجعله يفشل في مختلف علاقاتهِ العاطفيّة، وهو شخصٌ متسامح لدرجةٍ كبيرة.

تحليل الشخصية من خلال لون العيون:



العيون الزرقاء:
يتميز صاحب العيون الزرقاء بضبط النفس، التفاؤل، النشاط والحيوية، المنطقيّة، وبذاكرتهِ الضعيفة نوعاً ما.

العيون الرمادية:
يتميز صاحب العيون الرمادية بأنه شخص نظامي، يتحكم بضبط نفسه، واقعي، نظامي في العمل، بالإضافة لتميزهُ بالبرودة والصرامة التي يستطيع من خلالها أن يُحقق المزيد من النجاح.

العيون الخضراء:
يتميّز صاحب العيون الخضراء برجاحة العقل، وبامتلاكهِ للكثير من المواهب والطاقات الكبيرة، كما ويتميزُ بمزاجيته الشديدة.

العيون البُنيّة:
يتميز صاحب العيون البنيّة بعاطفتهِ الشديدة وطيبتهِ وبعشقهِ للفنون المختلفة، وبفشلهِ في التحكّم بعواطفهِ، لذلك فهو سريع التأثر بكل الظروف التي تحيط به.

العيون السوداء:
يتميز صاحب العيون السوداء بإخلاصه الشديد في علاقاته العامة والعاطفيّة بشكلٍ خاص، كما ويتميز بشيئٍ من الحسد والغيرة.

تحليل الشخصيّة من خلال شكل الأنف:

الأنف الروماني:
يتميّز هذا النوع باستواء عظمة الأنف، وأغلب أصحاب هذا الأنف من أصحاب المناصب العليا، وعادةً ما يدل على القوة.

الأنف اليوناني:
وهو الأنف المستوي لدرجةٍ يُوازي الجبين، ويتميّز صاحب هذا الأنف بذوقهِ الرفيع، ميلهِ إلى حب الفنون، وعشقهِ لكل الاشياء الفاخرة والمجوهرات الثمينة.

الأنف الفسطاء:
وهو الأنف الذي يميل إلى الداخل، ويتميّز صاحبه بالهمهمة وكثرة الحديث في العديد من الأشياء التي لا تقدم الفائدة أي بكثرة الثرثرة، كما ويميل إلى اللعب واللهو.

الأنف البارز:
وهو الذي يكون بارزاً عن الوجه بشكلٍ مبالغ فيهِ، و يتميّز صاحب هذا الأنف بالقوة، والقدرة في الدفاع عن نفسهِ وعن أهلهِ بكل شراسة بعيداً عن الاستسلام.

الفراسة في الإسلام

قد قسم العلماء الفراسة إلى ثلاثة أنواع :
1 – فراسة إيمانية: وسببها نورٌ يقذفه الله تعالى في قلب عبده ، يفرق به بين الحق والباطل، والصادق والكاذب، والأمين والخائن، والمخلص والمُرائي، وتتحق الفراسة بحسب قوة الإيمان والتقوى، وقد وقع من هذا النوع شيئ كثير في التاريخ الإسلامي، قال عمرو بن نجيد: كان شاه الكرماني حادَّ الفراسة لا يُخطئ، وكان يقول: ( من غضَّ بصره عن المحارم، وأمسكَ نفسه عن الشهوات، وعمَّرَ باطنَه بالمراقبة، وظاهره باتباع السنة، وتعوَّدّ أكلَ الحلال، لم تُخطِئ فراسته)، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: ( أفرَسَ الناس ثلاثةٌ: العزيزُ في يُوسُفَ، حيث قال لامرأته: {أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا} يوسف:21، وابنةُ شُعيب حين قالت لأبيها في موسى :{ يا أبتِ استأجرهُ إنَّ خيرَ من استأجرتَ القويُّ الأمينُ} القصص:26، وأبو بكر الصديق في عمر رضي الله عنهما حيث استخلفه، – وفي رواية – وامرأة فرعون، حين قالت: { قُرَّتُ عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا} القصص:9 ).
وكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه أعظمَ الأمةِ فٍراسَةً، ومن بعده عمرُبن الخطاب رضي الله عنه الذي اشتهرت فراسته وأنه ما قال لشيئ: (أظنه كذا) إلا كان كما قال، ومن أعظم فراسته أنَّ الله تعالى أنزل آياتٍ عديدةً جاءت موافقة لما نطق به عمر رضي الله عنه، وهكذا كان عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد ورد أن أنس بن مالك رضي الله عنه دخل عليه – وكان قد مرَّ بالسوقِ فنظر إلى امرأةٍ، فلما نظر إليه عثمانُ قال: يدخلُ أحدُكُم عليَّ وفي عينيهِ أثرُ الزنا؟، فقال له أنس: أوحياً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقال عثمانُ: لا، ولكن برهان وفِراسةٌ وصِدقٌ، وكان سيدنا عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه ذا نظر ثاقب وفراسة ثاقبة، وهي كثيرة ومنها: ما ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق: أن رجلاً أكثرَ من الثناء على علي رضي الله عنه بلسان لا يوافقه القلب، فقال له: (أنا دونَ ما تقولُ، وفوقَ ما في نفسِكَ).
وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: ما سألني أحدٌ عن شيئٍ إلا عرفتُ : أفقيهٌ هو أو غيرُ فقيهٍ ،وعن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه أنه قال:( اتقوا فراسة العلماء ، فإنهم ينظرون بنور اللَّه ، إنه شيء يقذفه اللَّه في قلوبهم ، وعلى ألسنتهم(، وعن أنس رضي اللَّه عنه رفعه ):إن للَّه عبادا ، يعرفون الناس بالتوسم ( ، وكان إياسُ بن معاوية مشهودا له بقوة الفِراسَة، وله وقائع كثيرة مشهودة، وكذالك كان الإمامُ الشافعي رحمه الله تعالى ، وقيل كانت له تآليف في الفراسة، وللإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله تعالى فِراساتٌ لا تحصى.
2 – فراسة ترويضيةٌ : وهي فراسةٌ تعتمد على ترويض النفس البشرية وحرمانها كثيراً من ملذاتها، وذلك يكون بالجوع والسهر واعتزال الناس وقوة الخُبرة في الأشياء والأحداث والعلوم، حتى يجد الإنسانُ في نفسه صفاء يكشف به كثيرا من الأمور وتكون له فراسةٌ جزئية قد تكون صدقا وحقا وقد تكون كذبا وباطلا، وهذه الفراسة تكون للمؤمن وغيره وللتقي والفاجر، ولا تدل على ولايةٍ ولا صلاحٍ ولا استقامة، فلا ينبغي أنْ يغتر بها الجهالُ الذين لا يعرفون أنواع الفراسة، ومثالها فراسةُ الحُكام والولاة، والأطباء والأغنياء، وأصحاب تعبير الرؤيا.
3 – فراسةٌ خَلْقِيَّةٌ: – بفتح الخاء – أي الصورة التي خلق اللهُ الإنسانَ عليها، فقد استدلَّ بها الأطباء والحُكماء وغيرهم على نوعية الخُلُقِ – بضم الخاء – كفراستهم بصغر الرأس صغرا خارجا عن المألوف على صغر عقله، وعلى كبر الرأس بسعة الصدر، وهكذا تفرسوا في بالعين والأذن والقلب والصوت واللون؛لأن اعتدال الخِلقة يدل على اعتدال الأخلاق والأفعال،
تنبيــه هـــامٌ: ينبغي الحذرُ من أُناسٍ يدَّعون الفِراسَةَ والعلمَ بالأشياء، مع أنهم لا يتقون الله، بل هم أهل حيلٍ ومكرٍ، ولهم اتصالٌ بمردةِ الجنِّ، ليمارسوا على الناس أنواعا من الدجل والخرافة، بقصد جمع الأموال واستغلال البسطاء من الناس.

radwa adel

تخرجت من كلية الألسن، ولدي خبرة 8 سنوات في كتابة وانشاء المحتوي العربي، عملت في أكثر من 20 موقع مختلف علي مدار السنين الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى