شعر حزين

شعر حزن وفراق قصيدة لنزار قبانى عن وفاة ابنه توفيق قبانى

نقدم لكم هذه المقالة من موقع احلم تحت عنوان شعر حزن وفراق قصيدة لنزار قبانى عن وفاة ابنه توفيق قبانى ، فكلنا يعرف الشعر وانه من افضل الطرق في التعبير عن المشاعر سواء كان مشاعر سعادة ام مشاعر مؤلمة، وفي عصرنا الحاضر تربع نزار قبانى على عرش الشعر الرومانسي والغزل، وله العديد من الدواوين والقصائد التى تغنى بها المطربين العرب، ورغم شهرة نزار قبانى بشعر الفزل والحب الا انه كتب في الشعر السياسي حتى انه اواخر حياته اتجه كليا لكتابة الشعر السياسي، وكتب العديد من القصائد عن القدس والعرب وسوريا بعد النكسه واحتلال الجولان، وهناك قصيدة شهيرة لنزار قبانى يرثي فيها ابه توفيق وهى من اروع قصائد الفراق والحب والابوه في اسمى معانيها، والان نترككم مع القصيدة

 اشعار حزن وفراق

 

قصيده نظار قباني في رثائه عن فراق ابنه

مكسرة كجفون أبيك هي الكلمات..

ومقصوصة ، كجناح أبيك، هي المفردات

فكيف يغني المغني؟

وقد ملأ الدمع كل الدواه..

وماذا سأكتب يا بني؟

وموتك ألغى جميع اللغات..

لأي سماء نمد يدينا؟

ولا أحدا في شوارع لندن يبكي علينا..

يهاجمنا الموت من كل صوب..

ويقطعنا مثل صفصافتين

فأذكر، حين أراك، عليا

وتذكر حين تراني ، الحسين

أشيلك، يا ولدي ، فوق ظهري

كمئذنة كسرت قطعتين..

وشعرك حقل من القمح تحت المطر..

ورأسك في راحتي وردة دمشقية .. وبقايا قمر

أواجه موتك وحدي..

وأجمع كل ثيابك وحدي

وألثم قمصانك العاطرات..

ورسمك فوق جواز السفر

وأصرخ مثل المجانين وحدي

وكل الوجوه أمامي نحاس

وكل العيون أمامي حجر

فكيف أقاوم سيف الزمان؟

وسيفي انكسر..

سأخبركم عن أميري الجميل

سأخبركم عن أميري الجميل

عن المكان مثل المرايا نقاء، ومثل السنابل طولا..

ومثل النخيل..

وكان صديق الخراف الصغيرة، كان صديق العصافير

كان صديق الهديل..

سأخبركم عن بنفسج عينيه..

هل تعرفون زجاج الكنائس؟

هل تعرفون دموع الثريات حين تسيل..

وهل تعرفون نوافير روما؟

وحزن المراكب قبل الرحيل

سأخبركم عنه..

كان كيوسف حسنا.. وكنت أخاف عليه من الذئب

كنت أخاف على شعره الذهبي الطويل

… وأمس أتوا يحملون قميص حبيبي

وقد صبغته دماء الأصيل

فما حيلتي يا قصيدة عمري؟

إذا كنت أنت جميلا..

وحظي جميلا..

لماذا الجرائد تغتالني؟

وتشنقني كل يوم بحبل طويل من الذكريات

أحاول أن لا أصدق موتك، كل التقارير كذب،

وكل كلام الأطباء كذب.

وكل الأكاليل فوق ضريحك كذب..

وكل المدامع والحشرجات..

أحاول أن لا أصدق أن الأمير الخرافي توفيق مات..

وأن الجبين المسافر بين الكواكب مات..

وأن الذي كان يقطف من شجر الشمس مات..

وأن الذي كان يخزن ماء البحار بعينيه مات..

فموتك يا ولدي نكتة .. وقد يصبح الموت أقسى النكات

أحاول أن لا أصدق . ها أنت تعبر جسر الزمالك،

ها أنت تدخل كالرمح نادي الجزيرة، تلقي على الأصدقاء التحيه،

تمرق مثل الشعاع السماوي بين السحاب وبين المطر..

وها هي شفتك القاهرية، هذا سريرك، هذا مكان

جلوسك، ها هي لوحاتك الرائعات..

وأنت أمامي بدشداشة القطن، تصنع شاي الصباح،

وتسقي الزهور على الشرفات..

أحاول أن لا أصدق عيني..

هنا كتب الطب ما زال فيها بقية أنفاسك الطيبات

وها هو ثوب الطبيب المعلق يحلم بالمجد والأمنيات

فيا نخلة العمر .. كيف أصدق أنك ترحل كالأغنيات

وأن شهادتك الجامعية يوما .. ستصبح صك الوفاه!!

أتوفيق..

لو كان للموت طفل، لأدرك ما هو موت البنين

ولو كان للموت عقل..

سألناه كيف يفسر موت البلابل والياسمين

ولو كان للموت قلب .. تردد في ذبح أولادنا الطيبين.

أتوفيق يا ملكي الملامح.. يا قمري الجبين..

صديقات بيروت منتظرات..

رجوعك يا سيد العشق والعاشقين..

فكيف سأكسر أحلامهن؟

وأغرقهن ببحر الذهول

وماذا أقول لهن حبيبات عمرك، ماذا أقول؟

أتوفيق ..

إن جسور الزمالك ترقب كل صباح خطاك

وإن الحمام الدمشقي يحمل تحت جناحيه دفء هواك

فيا قرة العين .. كيف وجدت الحياة هناك؟

فهل ستفكر فينا قليلا؟

وترجع في آخر الصيف حتى نراك..

أتوفيق ..

إني جبان أمام رثائك..

فارحم أباك…

بعد ان انتهينا من تقديم وقراءة قصيدة نزار قباني فر رثائه وحزنه على فراق ابنه فاروق قبانى، لا يسعنا الا قول الله الهم الصبر والسلوان لقلب كل اب وام كلموا حزنا وكمدا بفقدان فلذات اكبادهم، والجدير بالذكر ان توفيق قبانى ثالث حادث وفاة اثر في حياة نزار قبانى فالحادث الاول هو انتحار اخته وهو صغير والحادث الثانى هو موت زوجته في عمليه تفجيرة بالعراق كانت امام السفارة التى هى مقر عملها والحادثة الثالثة هي وفاة توفيق قبانى، ويقول نزار عن وفاة توفيق “مات ابنى توفيق فى لندن توقف قلبه عن العمل كما يتوقف قلب طائر النورس عن الضرب، عمره اثنتان وعشرون سنة وشعره كلون حقول القمح فى تموز كان توفيق أميرا دمشقيا جميلا، كان طويلا كزرافة، وشفافاً كالدمعة، وعالى الرأس كصوارى المراكب.

إن رحيل توفيق المفاجئ أكد لى حقيقة لم أكن أعرفها، وهى أن الصغار أشجع منا وأكثر منا قدرة على فهم طبيعة رحلة الموت»

ويروي حوارا دار بينه وبين توفيق قبل وفاته “ذات يوم كنت أتمشى مع توفيق فى إكسفورد ستريت، ورأينا فى إحدى الواجهات قميصا أزرق من النوع الذى يُعجب توفيق فقلت له: ما رأيك فى أن نشتريه؟ قال ولماذا الاستعجال؟ إن القميص سيبقى لكن هل سأبقى أنا؟”

صبر الله كل من فقد فلذة كبده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى