شعر حزين

اشعار حزينة عن الموت قصيرة في رثاء الحبيبة

اشعار حزينة عن الموت قصيرة

الحب الحقيقي لا يقل مهما طالت السنون، بل يزيد وتثقله العشرة فيصبح أصدق وأعمق وأكثر نضجاً، وهذا ما نشعر به عند مطالعتنا لقصيدة ناجيت قبرك للشاعر محمد مهدي الجواهري.

شعر حزين في رثاء الحبيبة
شعر حزين في رثاء الحبيبة

نبذه عن الشاعر:-

ولد الشاعر محمد مهدي الجواهري في 26 يوليو عام 1899 ، يعرف عنه أنه من أشهر الشعراء في العراق الذي يتبع المدرسة التقليدية في الشعر فهو يلتزم الشعر العمودي ويتقن صنعه ونسجه، عمل في بداياته بالتدريس ثم اتجه إلى الصحافة، وتوفي في 27 يوليو عام 1997.

شعر حزين في رثاء الحبيبة
شعر حزين في رثاء الحبيبة

قصيدة ناجيت قبرك:-

في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِدُ

أهذِهِ صَخرةٌ أمْ هذِه كبِدُ

قدْ يقتُلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُدوا

عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِدوا

تَجري على رِسْلِها الدُنيا ويتبَعُها

رأيٌ بتعليلِ مَجراها ومُعتقَد

أعيا الفلاسفةَ الأحرارَ جهلُهمُ

ماذا يخِّبي لهمْ في دَفَّتيهِ غد

طالَ التَمحْلُ واعتاصتْ حُلولُهم

ولا تزالُ على ما كانتِ العُقَد

ليتَ الحياةَ وليت الموتَ مرَحمَةٌ

فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لبَد

ولا الفتاةُ بريعانِ الصِبا قُصفَتْ

ولا العجوزُ على الكّفينِ تَعتمِد

وليتَ أنَّ النسورَ استُنزفَتْ نَصفاً

أعمارُهنَّ ولم يُخصصْ بها أحد

حُييَّتِ » أُمَّ فُراتٍ » إنَّ والدة

بمثلِ ما انجبَتْ تُكنى بما تَلِد

تحيَّةً لم أجِدْ من بثِّ لاعِجِها

بُدّاً ، وإنْ قامَ سدّاً بيننا اللَحد

ويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحدوا

مُدَّي إليَّ يَداً تُمْدَدْ إليكِ يدُ

لابُدَّ في العيشِ أو في الموتِ نتَّحِد

كُنَّا كشِقَّينِ وافي واحداً قدَرٌ

وأمرُ ثانيهما مِن أمرِهِ صَدَد

ناجيتُ قَبرَكِ استوحي غياهِبَهُ

عن ْحالِ ضيفٍ عليهُ مُعجَلا يفد

وردَّدَتْ قفرةٌ في القلبِ قاحِلةٌ

صَدى الذي يَبتغي وِرْداً فلا يجِد

ولَفَّني شَبَحٌ ما كانَ أشبَههُ

بجَعْدِ شَعركِ حولَ الوجهِ يَنعْقد

ألقيتُ رأسيَ في طيَّاتِه فَزِعاً

نظير صُنْعِيَ إذ آسى وأُفتأد

أيّامَ إنْ صناقَ صَدري أستريحُ إلى

صَدرٍ هو الدهرُ ما وفى وما يَعِد

لا يُوحشِ اللهُ رَبعاً تَنزِلينَ بهِ

أظُنُ قبرَكِ رَوضاً نورُه يَقِد

وأنَّ رَوْحكِ رُحٌ تأنَسِينَ بها

إذا تململَ مَيْتٌ رُوْحُهُ نَكَد

كُنَّا كنبَتةِ رَيحانٍ تخطَّمَها

صِرٌّ . فأوراقُها مَنزوعَةٌ بَددَ

غَّطى جناحاكِ أطفالي فكُنتِ لهُمْ

ثغراً إذا استيقَظوا ، عِيناً اذا رقَدوا

شّتى حقوقٍ لها ضاقَ الوفاءُ بها

فهلْ يكونُ وَفاءً أنني كمِد

لم يَلْقَ في قلبِها غِلٌّ ولا دَنَسٌ

لهُ محلاً ، ولا خُبْثٌ ولا حَسد

ولم تكُنْ ضرةً غَيرَى لجِارَتِها

تُلوى لخِيرٍ يُواتيها وتُضْطَهد

ولا تَذِلُّ لخطبٍ حُمَّ نازِلُهُ

ولا يُصَعِّرُ مِنها المالُ والولد

قالوا أتى البرقُ عَجلاناً فقلتُ لهمْ

واللهِ لو كانَ خيرٌ أبطأتْ بُرُد

ضاقَتْ مرابِعُ لُبنانٍ بما رَحُبَتْ

عليَّ والتفَّتِ الآكامُ والنُجُد

تلكَ التي رقَصَتْ للعينِ بَهْجَتُها

أيامَ كُنَّا وكانتْ عِيشةٌ رَغَد

سوداءُ تنفُخُ عن ذِكرى تُحرِّقُني

حتّى كأني على رَيعانِها حَرِد

واللهِ لم يحلُ لي مغدىً ومُنْتَقَلٌ

لما نُعيتِ ، ولا شخصٌ ، ولا بَلَد

أينَ المَفَرُّ وما فيها يُطاردُني

والذِكرياتُ ، طرُّيا عُودُها ، جُدُد

أألظلالُ التي كانتْ تُفَيِّئُنا

أمِ الِهضابُ أم الماء الذي نَرِد؟

أم أنتِ ماثِلةٌ ؟ مِن ثَمَّ مُطَّرَحٌ

لنا ومنْ ثَمَّ مُرتاحٌ ومُتَّسَد

سُرعانَ ما حالتِ الرؤيا وما اختلفَتْ

رُؤىً ، ولا طالَ – إلا ساعةٍ – أمَد

مررتُ بالحَورِ والأعراسُ تملؤهُ

وعُدتُ وهو كمثوى الجانِ يَرْتَعِد

مُنىً – وأتعِسْ بها – أنْ لا يكونَ على

توديعها وهيَ في تابُوتها رَصَد

لعلَّني قارئٌ في حُرِّ صَفْحَتِها

أيَّ العواطِفِ والأهواءِ تَحْتَشِد؟

وسامِعٌ لفظةً مِنها تُقَرِّظُني

أمْ أنَّها – ومعاذَ اللهِ – تَنْتَقِد

ولاقِطٌ نظرةً عَجلى يكونُ بها

ليْ في الحياةِ وما ألقى بِها ، سَند

شعر حزين في رثاء الحبيبة
شعر حزين في رثاء الحبيبة

مناسبة القصيدة:-

يظهر في هذه القصيدة مدى حزن الشاعر على فراق محبوبته وزوجته، التي عاشا سوياً عمراً مديداً، وقد تفاجأ بوفاتها حيث أنه تم إبلاغه بالخبر وهو في بيروت حيث كان ينوي حضور مؤتمر طبي، وحينما جاء هذا الخبر المفجع لغي حضوره للمؤتمر وعاد إلى بغداد وكان هذا في عام 1939، ونرى في القصيدة الإطناب والموسيقى بين الكلمات والتناغم هذا من حيث الشكل، وعن بناء القصيدة فنجد دقة في اختيار المعاني والألفاظ وهذا يرجع إلى إطلاع الشاعر على تراث الشعر العربي وحفظه للكثير منه، ومن حيث سبب القصيدة فندرك مدى شاعرية هذا الرجل، ووفائه لزوجته ونشعر بحزنه فيها، ونرى كمم كان محباً، فهو يذكر ويعدد محاسنها بعبارات غاية في الحزن والأسى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى