قصص حب

اجمل قصص الحب الرومانسية| قصة قهوتي المالحة

كلنا نحب قراءة قصص الحب لما فيها من جاذبية خاصة، فهي تأخذنا لعالم من الرومانسية والغرام، تتجدد معها أحاسيسنا وعواطفنا، وترتقي أرواحنا وتسودها حالة من الحب والهيام، والجميل في قصص الحب المكتوبة أنها تجعلك تتخيل الأمكنة والأحداث ووصف الشخصيات، فتذهب بخيالك بعيدا لتتصور كيف ستنتهي أحداث القصة، وتتمتع قصص الحب برومانسية تختلف عن القصص الواقعية فهي تتميز بحبكة درامية مميزة، وأحداث وتفاصيل شيقة لما تتضمنه من معاني الرومانسية والحب تستطيع أن تجذب القارئ وتشده لمعرفة نهاية القصة وعبر موقع احلم نقدم لكم قصة قهوتي المالحة والتي تعد ضمن اجمل قصص الحب والرومانسية حيث تبرز معانى صادقة للحب الحقيقي والوفاء.

قصة قهوتي المالحة

هو شاب كأي شاب أنهى دراسته الجامعية وحلم بتحقيق أحلامه، في البداية كان يراقبها من بعيد أثناء ذهابها وعودتها لمنزلها، فكر أن يسير خلفها مرارا ولكن منعه خجله أن يحادثها، قام بالسؤال عنها وعن أهلها، وفرح حينما علم أن الجميع يشهد بأخلاقها، وعلى الفور تشجع للذهاب إلى أهلها حتى يطلبها لخطبته، وكم كانت سعادته حينما تحقق حلمه ووافق أهل فتاته على ارتباطهما، وتمت الخطبة، وبعدها بأيام استأذن الشاب والد خطيبته ليتنزه معها، فوافق الأب، خرجا معا ووصلا إلى أحد المطاعم الذي تمتع بالهدوء وبديكورات دافئة، ثم جلسا وحدهما لأول مرة، وهذا الأمر أربكه كثيرا وجعله قلقا حتى إنه لم يستطع أن يقول شيئا، وفشل في تجميع حبل أفكاره.
أحست الفتاة بارتباكه ولكنها لم تسأله عن سبب ارتباكه وتوتره حتى لاتحرجه، وبدلا من ذلك فجعلت تبتسم له برقة كلما التقت عيناهما على بعض.
ولكنه فجأة قرر أن يكسر ذلك الصمت، فنادى على الجرسون وطلب فنجانا من القهوة مع قليل من الملح.
فنظرت باستغراب شديد له دون أن تتكلم ثم تبسمت، وبعد لحظات حضر الجرسون ومعه القهوة والقليل من الملح، فماكان من الشاب إلا أن وضع الملح على القهوة ثم أخذ يشربها.
لم تستطع الفتاة أن تكتم شعورها بالفضول أكثر من ذلك فتشجعت لسؤاله: كيف تشرب قهوتك هكذا !!؟، لم يصادفني ذلك في حياتي أن أرى أحدا يشرب القهوة بالملح.
فأجابها بنفس اهتمامها: لقد أمضيت طفولتي كلها في مكان قريب من البحر، فقد كنت عاشقا للبحر بنسماته الرقيقة أشتم رائحة ملحه في كل شئ تماما مثل القهوة المالحة، فالقهوة المالحة هي ذكريات الطفولة بالنسبة لي. ففي كل مرة أشربها أشعر بالشوق والحنين لوالدي اللذان ضحيا كثيرا وواجها الكثير من الصعوبات لأصل لما أنا عليه الآن حتى توفاهما الله، رحمة الله عليهما.
ترقرقت الدموع في عينيه حينما تذكر أيام طفولته، وتأثرت خطيبته بكلامه الذي ينبع من قلبه وحبه ووفاءه لوالديه، فتلألأت دموعا في عينيها ولكنها كانت دموع الفرح، فقد فرحت كثيرا لأن الله استجاب دعاءها ومنّ عليها بذلك الزوج الحنون الوفي، حمدت ربها أن أهداها بهذا الشاب طيب القلب، فكم دعت الله في صلواتها وهي ساجدةأن يبعد عن حياتها الهم والنكد مع رجل لا يخاف الله.

أدركت أن نصيبها مع ذلك الرجل؛ طيب القلب، الحنون، الذي يراعي الله، فهاهي تشتاق للقائه كلما انشغل عنها .
تكلل حبهما واهتمامهما ببعضهما بأن تزوجا فعاشا أيام جميلة في حياتهما معاً في هناء وسعادة، وظلت تربط بينهما قصة القهوة المالحة، وكانت حينما يطلب أن يشرب فنجان قهوة، وضعت فيه ملحا.

مرت أربعون عاماً على زواجهما أنجبا فيهم خمسة أطفال، ولكن شاء القدر أن يتوفى الزوج الطيب الحنون مؤديا رسالته على أكمل وجه، بعد أن أدى رسالته في هذه الحياة على أكمل وجه، فقد أنجب الطبيب والمهندس والمحامي.

وقبل أن يتوفى بلحظات كتب رسالة إلى زوجته قال فيها: زوجتي الحبيبة، أريدك أن تسامحينني، خلال الأربعين عام التي عشتها معك فلقد كذبت عليك مرة واحدة.

كذبتي الوحيدة كانت القهوة المالحة،أتذكرين أول لقاء بيننا في المطعم، كنت مضطربا يومها للغاية وكنت أريد أن أطلب سكر لقهوتي وبسبب توتري قلت للجرسون ملحا بدلا من السكر، ولخجلي منك اضطررت للإستمرار.

الله على كلامي شهيد، فقد قررت كثيرا أن اخبرك بالحقيقة بعدها، ولكني خشيت أن تظني انني كاذب ومخادع وتفقدي ثقتك بي، لذلك نويت بعدها ألا أكذب عليك مهما كان، وبعد أن أحسست أن فرصتي في الحياة باتت معدودة، لذا قررت أن أطلعك على الحقيقة كاملة.

“أنا لم أحب القهوة المالحة قط، فطعمها غريب جداً !! لكنني استمريت على شربها طوال حياتي معك دون أن اشعر بالأسف على ذلك، لأن قلبك الطيب وحنانك طغوا على مرارة القهوة.
أردت أن أخبرك حقا أنه لو كان لي حياة أخرى في هذه الدنيا فما كنت اتردد في أن اعيشها معك، حتى وإن اضطررت لشرب القهوة المالحة طوال حياتي الثانية، ولأن ماعند الله خير وأبقى، لذلك اتمنى من الله أن يجمعني بك في جنات النعيم.
أجهشت بالبكاء فأغرقت ورقة الرسالة بدموعها وانهارت كالأطفال في البكاء.

وفي أحد الأيام، سألها ابنها: أمي كيف هو طعم القهوة المالحة؟
فأجابته: بالنسبة لي هي أطيب من السكر، فهي أجمل مامضى من ذكريات حياتي ومازلت تعيش بقلبي.

أميمة محمود

صحفية، وكاتبة مقالات وأخبار، وقصص قصيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى