تعتبر قصيدة “لست أدري” من أبرز القصائد التي كتبها الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي. تكشف هذه القصيدة عن مشاعر الشاعر المعقدة تجاه الحب والحياة، حيث يعبر فيها عن حالة من الحيرة والتساؤل الذي يعصف به. فمن خلال أسلوبه الفلسفي والشاعري، يبث إيليا أبو ماضي في هذه القصيدة أرقى معاني التشوق والبحث عن الحقيقة. القصيدة تُظهر مدى الصراع الداخلي بين الرغبة في الفهم والتأمل في المعاني المجهولة التي تحيط بالإنسان، في عالم يموج بالمفاجآت والشكوك.
لست أدري
إيليا أبو ماضي
لست أدري،
أأنت حلمٌ في حياتي؟
أم أنت سرابٌ؟
أم أنت سحرٌ فائقٌ؟
أم أنك في النهاية
حقيقةٌ في كل حال؟
لست أدري،
أأنت لحنٌ في قلبي؟
أم أنك في النهاية،
سحرٌ يغني الليل في دربي؟
أم أنك الفجر المضيء
الذي ينعش روحي بين يديك؟
لست أدري،
أأنت الحلم الذي كنت أبحث عنه؟
أم أنك سرابٌ ينفجر فجأة،
ويذوب في لحظات؟
أم أنك البحر العميق الذي أغرق فيه؟
أم أنت السحاب الذي يحمل الأمل
ويغني الحياة؟
لست أدري،
أأنت الأمل الذي كنت أبحث عنه؟
أم أنك في النهاية،
السراب الذي يذروه الرياح؟
أم أنك الحقيقة التي طالما انتظرتها؟
أم أنك الفكرة التي تمزج الأمل باليأس؟
لست أدري،
لكنني أسير في طريقك
كأنني أبحث عن سرٍ مجهول،
لكني في كل لحظة
أشعر أنك الأقرب إلي.
قصيدة “لست أدري” تمثل حالة من الارتباك والبحث المستمر عن المعنى في حياة الإنسان. الشاعر إيليا أبو ماضي يعبر عن هذا الشعور بصدق وبراعة، حيث يجسد التناقضات التي يشعر بها الشخص في رحلة الحياة. الأسئلة التي يطرحها الشاعر تظهر تضاربًا بين الحلم والحقيقة، وبين السعي للوصول إلى الأمل وبين التراجع أمام الواقع المجهول. رغم عدم إيجاد إجابة نهائية في القصيدة، فإن الشاعر يظل ملتزمًا بالسير في طريقه، متمسكًا بالأمل رغم كل الصعوبات.
من خلال هذه القصيدة، ينقل أبو ماضي لنا تجربة إنسانية عميقة تجسد الصراع الداخلي الذي يعيشه الفرد عندما يواجه أحلامه وحقيقته. تمثل هذه القصيدة من خلال أسلوبها العاطفي والشاعري الغني، واحدة من أروع إبداعات الشاعر في التعبير عن مشاعر الإحساس بالضياع والبحث المستمر عن معنى أسمى للحياة والحب.