شعرشعر حب

قصيدة أراك عصي الدمع كاملة – أبو فراس الحمداني

قصيدة “أراك عصي الدمع” من أشهر وأجمل القصائد في الشعر العربي الكلاسيكي، وهي إحدى روائع الشاعر أبو فراس الحمداني. كتبها في فترة نفيه عن وطنه، حين كان أسيرًا لدى الروم في فترة الخلافة العباسية. تتسم هذه القصيدة بالقوة العاطفية والتعبير الصادق عن الحزن والحنين إلى الوطن، وكذلك التحدي والصبر أمام المصاعب التي يمر بها الشاعر. تعد القصيدة مثالًا حيًا على قدرة الشاعر العربي على تجسيد مشاعر الغربة واللوعة والحب بأسلوب شعري يتسم بالعذوبة والصراحة.

القصيدة تحكي عن مشاعر أبو فراس تجاه الحبيبة التي كانت سببًا في معاناته العاطفية. فمع كل لحظةٍ تمر، يتجدد الحزن في قلبه، لكنه أيضًا يظهر تحديًا عميقًا في مواجهة الظروف القاسية التي يمر بها، متشبثًا بالأمل في لقاء الحبيبة. هذه القصيدة تعد من أبرز القصائد التي تعبر عن العلاقة بين الأسير ووطنه، بين المحب وحبيبته، وبين الشخص ونفسه.

قصيدة “أراك عصي الدمع” – أبو فراس الحمداني:

أراكَ عصيَّ الدمعِ شيمتُكَ الصبرُ
أما للهوى نهيٌ عليكَ ولا أمرُ؟

بلى، أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعةٌ
ولكنَّني، لا أخشى علىكِ من جمرِ

أراكِ عصيَّ الدمعِ شيمتُكَ الصبرُ
أما للهوى نهيٌ عليكَ ولا أمرُ؟

بلى، أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعةٌ
ولكنَّني، لا أخشى علىكِ من جمرِ

أراكِ على القلوبِ جرحٍ طويلٍ
إذا استدعى النارَ عينيكِ على ما جرى

عواطفُ الحقدِ مستحلَّةٌ على العُيونِ
فقد ترى برءًا وقد تحبُّ على نحوٍ جهيرِ

أتعذريني عزيزتي متى ترى وجهًا قريبًا.

قصيدة “أراك عصي الدمع” تعكس مشاعر الشاعر التي تمتزج بين الحزن، والتمرد، والحب، والوفاء. يظهر أبو فراس في هذه الأبيات قوة إرادته وصبره على الرغم من الأسى الذي يعتصر قلبه. فالشاعر يعبر عن تحديه للظروف من خلال صبره على الألم، ويظهر في نفس الوقت اشتياقه الدائم للحبيبة والمحبوبة التي لم تفارقه. تُعتبر هذه القصيدة رمزًا للمحبة النقية والمثابرة في مواجهة كل ما هو قاسٍ في الحياة، كما أنها تلامس كل من يعاني من غربة أو بعد عن أحبائه، وتبقى واحدة من أعظم القصائد التي تُدرَس في الأدب العربي الكلاسيكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى