شعر

صوت صفير البلبل مكتوبة كاملة قصة القصيدة ومناسبتها

ﺎﻷﺻﻤﻌﻲ : ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻷﺻﻤﻌﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺻﻤﻊ ﺍﻟﺒﺎﻫﻠﻲ، (121 ﻫـ – 216ﻫـ 740/ ﻡ – 831 ﻡ ) ﺭﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭﺃﺣﺪ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ . ﻧﺴﺒﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﺪﻩ ﺃﺻﻤﻊ. ﻭﻣﻮﻟﺪﻩ ﻭﻭﻓﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ . ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺍﺩﻱ، ﻳﻘﺘﺒﺲ ﻋﻠﻮﻣﻬﺎ ﻭﻳﺘﻠﻘﻰ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﺎ، ﻭﻳﺘﺤﻒ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ، ﻓﻴﻜﺎﻓﺄ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻟﻮﺍﻓﺮﺓ . ﺃﺧﺒﺎﺭﻩ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻳﺴﻤﻴﻪ ( ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ) . ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺧﻔﺶ : ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﺣﺪﺍً ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻤﻌﻲ . ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ : ﻛﺎﻥ ﺃﺗﻘﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻟﻠﻐﺔ، ﻭﺃﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ، ﻭﺃﺣﻀﺮﻫﻢ ﺣﻔﻈﺎً.

معلومات عن الأصمعي

الإمام الأصمعي هو حجة_الأدب ولسان العرب وأشهر_النحويين_واللغويين، وإمام_اللغة والأخبار والنوادر والملح والغرائب.
ويقول الدكتور أحمد عبده عوض، أستاذ الدراسات الإسلامية واللغة العربية بجامعة طنطا: ولد أبوسعيد عبدالملك بن قريب بن عبدالملك بن علي في سنة 123هـ، بالبصرة، وينتهي نسبه إلى بني أصمع، ونشأ محباً للعلم، وبدأ تلقى دروسه بحفظ القرآن الكريم، والتردد على حلقات العلماء في البصرة فدرس علوم اللغة والفقه والحديث والقراءات والتفسير وغيرها من علوم الشريعة على مشاهير عصره، وأخذ علوم القران واللغة والأدب عن عيسى بن عمر الثقفي، والخليل بن أحمد الفراهيدي، وسمع مسعر بن كدام، وشعبة بن الحجاج، ولازم أبا عمرو بن العلاء أحد القراء السبعة وأتقن عليه تجويد القرآن، وأخذ عنه سائر علوم اللغة والأدب. وشغف بالشعر وروايته عن فحول الشعراء كرؤبة وابن ميادة والحسين بن مطير الأسدي وابن هرمة وابن الدمينة وغيرهم، لاعتقاده أن العلم لا يصح إلا بالرواية والأخذ عن أفواه الرجال. وانكب على دراسة النحو واللغة، ودفعه حبه لعلوم العربية إلى الرحيل إلى أعماق البوادي يشافه أرباب الفصاحة والبيان من الأعراب الأقحاح ويكتب عنهم شيئاً كثيراً، ويقتبس علومها ويتلقى أخبارها، وظهر ذلك جلياً في مصنفاته التي لا تخلو من أخبار ومرويات عن الأعراب.
وكرس الأصمعي وقته لدراسة أسرار اللغة وعلومها والتبحر في أنساب العرب وأيامها، وعرف بالذكاء والورع وجلس للتدريس فذاع صيته وبلغت شهرته الآفاق فاستقدمه هارون الرشيد إلى بغداد واتخذه سميره وجعله مؤدِباً لنجله الأمين.
وكان الأصمعي خفيف الروح ظريف النادرة يحرك الرصين ويضحك الحزين ويمتلك رصيداً هائلاً من النوادر، يسعفه في ذلك حافظة وقادة، وعنه أنه قال:»حفظت ستة عشر ألف أرجوزة»، وذكرت كتب التراجم أن الأصمعي سمع أن الشعراء قد ضيق عليهم من قبل الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور فهو يحفظ كل قصيدة يقولونها ويدعي أنه سمعها من قبل وبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الخليفة بسرد القصيدة، ويقول له لا بل حتى الغلام عندي يحفظها فيأتي بالغلام، وكان يحفظ الشعر بعد تكراره القصيدة مرتين، فيسرد القصيدة مرة أخرى، ويقول الأمير ليس الأمر كذلك فحسب، بل إن عندي جارية أخرى تحفظها أيضاً، وكانت تحفظها بعد المرة الثالثة. ويعمل هذا مع كل الشعراء، فأصيب الشعراء بالخيبة والإحباط، حيث إنه كان يتوجب على الأمير دفع مبلغ من المال لكل قصيدة لم يسمعها، ويكون المقابل ذهباً. فسمع الأصمعي بذلك، فقال إن بالأمر مكراً، فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني.
فلبس لبس الأعراب وتنكر حيث إنه كان معروفاً لدى الخليفة، فدخل عليه، وقال إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الخليفة: هات ما عندك، فقال قصيدته المعروفة بـ«صوت صفير البلبل»، حينها أسقط في يد الخليفة فقال يا غلام يا جارية. فقالا: لم نسمع بها من قبل يا مولاي. فقال الخليفة أحضر ما كتبتها عليه فنزنه ونعطيك وزنه ذهباً. قال ورثت عمود رخام من أبي وقد كتبتها عليه، لا يحمله إلا عشرة من الجند، فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال الوزير يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي، فقال الأمير أمط لثامك يا أعرابي. فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي، فقال الخليفة أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟، قال يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الخليفة أعد المال يا أصمعي قال لا أعيده. قال الأمير أعده قال الأصمعي بشرط، قال الأمير فما هو؟ قال أن تعطي الشعراء على نقلهم ومقولهم، قال الأمير لك ما تريد. وأشاد به العلماء، قال عنه الشافعي: «ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي»، وقال إسحاق الموصلي: «لم أر الأصمعي يدعي شيئاً من العلم فيكون أحد أعلم به منه»، وقال أبو داود: «صدوق وكان يتقي أن يفسر القرآن».

قصيدة صوت صفير البلبل مكتوبة

صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلي
المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي
و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولي لي
فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي
قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلي
فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولي
والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذا الرجلي
فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي
فقلت لا تولولـــــــــي *** وبيني اللؤلؤ لــــــــــي
قالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلي
وفتية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهوة كالعسل لي
شممـــــــــــتها بأنافي *** أزكـــــــى من القرنفلي
في وســط بستان حلي *** بالزهر والســـــرور لي
والعـــود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي
شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلي
وغرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللي
ولــــــــــــو تراني راكبا *** علــــى حمار اهزلي
يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلي
والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي
والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي
لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلي
إلى لقاء مــــــــــــــــلك *** مــــــــــعظم مبجلي
يأمر لي بخـــــــــــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي
اجــــــــــــر فيها ماشيا *** مبغــــــــــددا للذيلي
انا الأديب الألمــعي من *** حي ارض الموصلي
نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبو لي
أقول في مطلعــــــــــها *** صوت صفير البلبلي

حكاية قصيدة صفير البلبل للأصمعى

كان في عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور ، وكان يعشق الشعر ، لكن يمسك على خزائن دولته ، ومن المعروف في ذلك الوقت أن الخليفة يسبغ الأموال على الشعراء إذا استساغ شعرهم ، ووقع منه موقع الإعجاب .
فلجأ أبو جعفر المنصور إلى حيلة بالغة الدهاء ، فقد كان يحفظ القصيدة من أول مرة يسمعها فيها ، ولديه غلام ، وجارية ، أما الغلام فيحفظ القصيدة من المرة الثانية التي تلقي على مسامعه ، وأما الفتاة فمن المرة الثالثة ، فأعلن الخليفة أنه إن سمع قصيدة نظمها جيد للمرة الأولي ، فسيعطي صاحبها وزن ما كتب عليه القصيدة ذهباً .
وحينما كان يتبارى الشعراء للوقف بين يدي الخليفة ، وإسماعه ما طاب من شعرهم ، كان هو يخبرهم بأن قصائدهم ليست من نظمهم ، وأنها قديمة سبق له سماعها ، وبالفعل يعيدها على مسامعهم ، ويأتي بالغلام فيعيدها مرة أخرى ، وتفعل مثله الجارية ، فيرجع الشعراء خاليين اليدين من قصر الخليفة .
وظل الحال على هذا حتى ضاق الحال بالشعراء ، وسمع الأصمعي بالقصة ، فعرف أن في الأمر حيلة ، ونظما قصيدة ، ليست كأي قصيدة بها من المواضيع والقواعد الإعرابية ، ما يجعل حفظها من المرة الأولى أمرًا شديد الصعوبة ، فتنكر الأصمعي في زي أعرابي ، وذهب للخليفة يلقي عليه ما كتب ، فلما سمعها الخليفة لم يستطع ترديدها ، فأحضر الغلام والفتاة ، ولكن كل منهما لم يستطع تذكر القصيدة .
فطلب الخليفة من الأصمعي أن يحضر الأوراق التي كتب عليها القصيدة ، ولكن الأصمعي أخبره أنه كتب القصيدة على عمود من الرخام ، لا يقدر على حمله إلا أربعة جنود ، واضطر الخليفة أن يمنح الأصمعي ما وعد .
وقد كان في مجلس الخليفة رجل استطاع أن يكشف ستر الأصمعي ، فطلب منه الخليفة أن يزيح اللثام عن وجهه ، فلما رآه طلب منه أن يرد المال إلى خزائن الدولة ، فوافق الأصمعي ، واشترط أن يرد الخليفة للشعراء حقهم ، ويعطيهم ما وعد .

 

خلف الأصمعي -رحمه الله- مصنفات في أنواع العلوم خاصة اللغة العربية والأدب والشعر والنوادر، وبلغت مؤلفاته 61 مؤلفاً وأغلبها لم يعرف مكانه، فهي ما بين المفقودة أو مجهولة المكان منها «خلق الإنسان»، و»الأجناس»، و»الأنواء»، و»الخيل»، و»الشاء»، و»الوحوش»، و»اشتقاق الأسماء»، و»الأضداد»، و»اللغات»، و»النوادر»، و»نوادر الأعراب»، و»فحولة الشعراء» وهو من أشهر كتبه ويحتوي على نظرات لطيفة في تقويم الشعر والشعراء.

ويعد كتابه «الأصمعيات» من أهم مصنفاته، فهو يضم اختيارات شعرية انتخبها من عيون الشعر العربي، تصور الحياة العربية والأدبية خاصة أدق تصوير، في عاداتها وأفكارها وتقاليدها، إذ حفظ لنا تراثاً لغوياً لا تخلو منه كتب اللغة والأدب. وبلغ الأصمعي منزلة جليلة في اللغة والرواية والأدب بسبب ما أسند إليه من أقاصيص وسير تداولها الناس كقصة عنترة وغيرها وامتاز في فصاحته وبيانه، وحسن إنشاد الشعر. وتوفي-رحمه الله- في خلافة المأمون بالبصرة سنة 216هـ، وقيل 215هـ .

radwa adel

تخرجت من كلية الألسن، ولدي خبرة 8 سنوات في كتابة وانشاء المحتوي العربي، عملت في أكثر من 20 موقع مختلف علي مدار السنين الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى