القولون العصبي: تعرف على الاعراض والعلاج النفسي الفعال
العناصر
في عصرنا الحديث، ومع وتيرة الحياة المتسارعة والضغوط اليومية المتزايدة، نجد أن العديد من الأفراد يعانون من تحديات صحية مرتبطة بأسلوب حياتهم اليومي. من بين هذه التحديات الصحية يبرز **القولون العصبي** كواحد من أكثر المشكلات شيوعًا وانتشارًا. يتمثل **القولون العصبي** في مجموعة من الأعراض المزعجة التي تؤثر على الجهاز الهضمي وقد تعكر صفو حياة المصاب. يشعر الشخص المصاب بعدم الراحة والانتفاخ وآلام في البطن بالإضافة إلى تغيرات في العادات الغذائية، مما يجعله يفتش دائمًا عن الحلول والنصائح التي تساهم في تحسين حالته. يمكن أن يكون للإجهاد النفسي والنظام الغذائي غير السليم دور كبير في تفاقم الأعراض. لذا، فإن نشر الوعي والمعرفة حول هذه الحالة يمكن أن يكون له أثر عظيم في مساعدة الكثيرين على التعامل معها بشكل أكثر فاعلية والسعي نحو حياة صحية متوازنة. القولون العصبي من اكثر الامراض انتشاراً في هذا العصر، ويعاني منه الكثير من الناس، ويطلق عليه البعض متلازمة القولون المتهيج، وهو عبارة عن اضطراب الحركة العصبية للقولون، مما يؤدي الي سرعة او بطئ في حركة القولون تؤثر علي عمليات الامتصاص والهضم، ويشكل امثر من 12% من مرضي الجهاز الهضمي من مرضي القولون العصبي، تعتبر النّساء أكثر إصابةً بهذا المرض من الرّجال؛ فكلّ إصابة في الرّجل تقابلها ثلاث إصابات من النّساء، ولا توجد فوارق في الإصابة بهذا المرض بين الأجناس، ولا توجد أعمار محدّدة محصّنة من مرض القولون .. ومن أنواع القولون العصبي: القولون العصبي (إسهال فقط)، القولون العصبي (إمساك فقط)، القولون العصبي المتتالي أي يكون إسهال ثم إمساك والعكس، والقولون العصبي الممزوج أي إمساك وإسهال معاً. ومرض القولون العصبي له العديد من الاسباب والاعراض كما ان له طرق مختلفة للعلاج، ويسعدنا أن نستعرض معكم الآن من خلال هذا الموضوع عبر موقع احلم اعراض القولون العصبي وطرق فعاله وسهلة لعلاجه بالاضافة الي علاقة القولون بالحالة النفسية، وللمزيد من المعلومات المفيدة والمتنوعة يمكنكم زيارة قسم : معلومات طبية .
أعراض مرض القولون العصبي
- الألم المتكرّر والمزمن في منطقة أسفل البطن من الناحية اليمنى أو من الناحية اليسرى؛ حينها يشعر المريض بوجود حرقة أو تقلّصات في البطن تزول عند التبرز، ويعاني المريض من نوبات الألم هذه عندما يكون مستيقظاً، فلا تحدث مطلقاً أثناء نومه. من الأسباب التي تزيد من الشعور بالألم تعرّض المريض لضغوط نفسية، أو تناول أنواعٍ مُعيّنة من الطعام، إلا أنّه حين يتخلّص الجسم من الفضلات أو الغازات فإنّ الآلام تخفّ مباشرة.
- تقلّب في حركة الأمعاء من إسهال إلى إمساك، لكن في أغلب الأوقات تكون مائلة إلى الإسهال؛ فعلى سبيل المثال يتغوّط المريض أكثر من ثلاث مرّات يومياً، أو أقل من ثلاث مرات خلال الأسبوع.
- الانتفاخ وخروج الغازات من الجسم. يُسبّب الإمساك الإصابة بآلام القولون نتيجة تخمّر الطعام وعدم امتصاصه. عدم الإخراج الكامل وعدم الارتياح، وآلامٍ متواصلة في منطقة البطن. يصيب الإسهال أحياناً مريض القولون عند تناول بعض الأطعمة أو دون تناول الطّعام. حدوث بعض الأصوات في بطن المصاب بالقولون وذلك لوجود الغازات. تلازم خروج خيوط مخاطية مع البراز من أحد الأعراض الظاهرة لمريض القولون.
- يصاب مريض القولون كثيراً بالغثيان والتّعب الشّديد .
- تعد الحموضة التي تصيب المريء من أشدّ الأعراض إزعاجاً لمصاب القولون.
- يعمّ الألم في القدمين واليدين والكتفين والصّدر وصداع لمريض القولون.
- تصاحب هذه الأعراض بعض المشاكل النفسية من كآبة، وقلق زائد، وصعوبة في النوم، وأرق.
- مشاكل في العلاقة الزوجيّة لحدوث آلام مبرحة أثناء الجماع، أو قلة الرغبة فيها.
- حدوث عملية التجشّؤ: وهي عبارة عن خروج الهواء بكثرة من فم المصاب بمرض القولون، بالإضافة إلى إحساس بطعم غريب ومُزعج في الفم.
- من الممكن أن تصاحب بعض الأعراض البولية من تكرار وألم في المثانة أثناء التبوّل.
أسباب مرض القولون العصبي
- سوء استخدام الغذاء: وذلك من خلال الإفراط في تناول الطعام، وإهمال وجبة الإفطار، وجعل وجبة العشاء وجبةً رئيسيّةً، وتناول الوجبات الدسمة، والوجبات التي تحتوي على توابل كثيرة، والإكثار من الوجبات الحارة وبعض البقوليّات مثل: الحمّص، والعدس.
- العوامل البيئية: يعاني أغلب سكان دول الخليج من القولون العصبي، وذلك بسبب المناخ السيّئ بدرجات حرارته المرتفعة صيفاً، وشديدة البرودة في فصل الشتاء، وكل هذه العوامل ساعدت على الحدّ من نشاط السكان وقلّت حركتهم، بالإضافة إلى اعتمادهم الكامل على الوسائل المريحة التي يرافقها المكيّفات، والتي شاركت بنسبة ضئيلة في الإصابة بأمراض عديدة من بينها القولون العصبي.
- الضغوط النفسية: أشارت الكثير من الدراسات البحثية الحديثة إلى وجود رابط بين انتشار مرض القولون العصبيّ وبين الأشخاص المُعرّضين للضغوطات النفسيّة، فوجدوا أنّ القولون العصبي يكثر بين أصحاب المهن التي يزيد فيها الضغط والتوتر العصبيّ.
- الأدوية: إنّ الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية يؤثّر على البيئة البكتيرية الطبيعية الموجوة داخل القولون، ممّا يؤدي إلى اختلال في الوظيفة الطبيعيّة له، وبالتالي حدوث المشكلة.
- الوراثة: لا يزال العامل الوراثي تحت الدراسة، لكن هناك اقتراحات تُبيّن العلاقة الكبيرة بين الإصابة بالمرض والتاريخ العائلي للإصابة به، ممّا يدعم من فرضية أنّ الإصابة بالمرض لها استعدادات جينية.
- ممارسة العادات السيئة، كالتدخين، وتناول المُنبّهات بكثرة، مثل: القهوة، والشاي، إضافةً إلى قلة النوم.
علاج القولون العصبي
- إنّ التّوتر، والقلق والاضطرابات النّفسية، من العوامل الرّئيسة التي تسبّب تهيّجاً في القولون، فينصح بالابتعاد عنهم.
- الابتعاد عن الأغذية المضرة بالقولون أو الأطعمة الثّقيلة التي تتعب القولون وتؤدّي إلى الإمساك او الإسهال، فهي تؤثّر سلباً على عضلات القولون وتعيق حركتها الطّبيعيّة.
- الابتعاد عن الأغذية التي تسبّب الغازات؛ كالبقوليات، والملفوف، والبصل، والخسّ، وحتّى المشروبات الغازيّة، التي توتّر القولون وتخلّ من انتظام حركة عضلاته.
- مضغ الطّعام جيّداً لتسهيل عمليّة الهضم، والابتعاد التّام عن تناول العلك؛ وذلك لأنّها تعمل على تجميع الغازات في الجسم، وبالتّالي زيادة ألم القولون.
- تناول الخضروات والفواكه الغنيّة بالألياف، وذلك لأنّها تساعد عضلات القولون على الالتزام بالنَّسَق الطّبيعي لحركتها، وتساعدها على حلّ مشكلتيّ الإسهال والإمساك إن وجدتا.
- الاعتماد على الأعشاب الطّبيعية لحلّ مشاكل الهضم خاصّة، والمشاكل الأُخرى عامّة، فلا تأثير سلبيّ لها كالأدوية، وتعمل على تزويد الجسم بما يحتاجه لتسهيل عمليّة الهضم.
- تناول الأدوية المهدئة للأعصاب في حال تفاقمت مشكلة القولون، فاللّجوء إلى الأدوية عند استعصاء المشكلة أمرٌ مهمّ للتّخلص من الآلام، ويتمّ ذلك بعد مراجعة الطّبيب ليصف الدّواء المناسب لحالة المريض ودرجة مرضه.
أهمية النظام الغذائي في إدارة القولون العصبي
تُعد العناية بالنظام الغذائي الشخصي عاملًا حاسمًا في إدارة مرض القولون العصبي. يفضل تجنب الأطعمة التي تهيج القولون مثل الأطعة الدهنية، والأكلات الغنية بالتوابل. يجب تناول وجبات صغيرة ومتكررة لتحسين عملية الهضم ومنع الغازات. يفضل تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات الورقية والفاكهة التي تساعد في تنظيم حركة الأمعاء وتقليل الإمساك. قد يكون من المناسب أيضًا تناول اللبن الزبادي والمنتجات التي تحتوي على البروبيوتيك لتحسين توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء. استشر طبيبك أو مختص التغذية لوضع خطة غذائية تناسب حالتك الصحية الخاصة.
العلامات التحذيرية التي تستدعي استشارة الطبيب
رغم أن القولون العصبي ليس مرضًا خطيرًا في معظم الحالات، إلا أن هناك بعض العلامات التحذيرية التي تستوجب استشارة الطبيب فورًا. يمكن أن تشمل هذه العلامات فقدان الوزن غير المبرر، النزيف من المستقيم، فقر الدم، والمغص الحاد الذي يعرقل الأنشطة اليومية. إذا كنت تعاني من أعراض القولون العصبي جديدة أو تزداد سوءًا بمرور الوقت، يجب مراجعة الطبيب لاستبعاد الاحتمالات الأخرى مثل الأمراض المزمنة كالالتهابات المعوية أو سرطانات الجهاز الهضمي. التشخيص المبكر والدقيق يعدان أساسيين لوضع خطة علاجية فعالة وتحسين جودة الحياة.
الرعاية النفسية ودورها في تخفيف أعراض القولون العصبي
تلعب الصحة النفسية دورًا كبيرًا في تقليل الأعراض المرتبطة بالقولون العصبي. الإجهاد والقلق هما عاملان يمكنهما تصعيد الأعراض، وبالتالي من الضروري تبني استراتيجيات تخفيف التوتر مثل ممارسة الرياضة اليومية والتأمل واليوغا. كما أن الانخراط في هواياتك المفضلة يمكن أن يساعد في استرخاء العقل. قد يكون التواصل مع مستشار نفسي أو دعم جماعي مفيداً لمن يعانون من الضغوط النفسية المرتبطة بالقولون العصبي. يجب الاعتناء بالنوم الجيد والحفاظ على نمط حياة متوازن للتحكم بشكل أفضل في هذا المرض.