إسلاميات

آيات عن الظلم من القرآن الكريم وأشد أنواع الظلم في الاسلام

الظلم هو أحد أسوأ الأفعال التي يمكن أن يرتكبها الإنسان، فهو يتعدى على حقوق الآخرين ويترك أثراً سلبياً عميقاً في نفوسهم. من يتعرض للظلم يشعر بالمرارة والحزن، وقد يفقد الثقة في العدالة والإنصاف. إن مقاومة الظلم واجب على كل فرد، فالصمت أمام الظلم يعزز من قوته ويجعله يستمر. يجب أن نتذكر دائماً أن الظلم لا يدوم، وأن العدالة ستنتصر في النهاية. علينا أن نكون عادلين في تعاملاتنا مع الآخرين، وأن نرفض الظلم بكل أشكاله، لأن الظلم ظلمات يوم القيامة.

ما اقسى الظُّلم وأصعبه لان الظالم يسير عكس اتجاه الكون ، فالكون كله قام على الحق ( خلق السموات والأرض بالحق )
ولذلك فالظلم ظلمات يوم القيامة ، وما ادراك بيوم القيامة وظلماتها ( اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ) .

آيات عن الظلم

♦ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ﴾ [النساء: 168].

 

♦ ﴿ أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [التوبة: 70].

 

♦ ﴿ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [يونس: 13].

 

♦ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [يونس: 44].

 

♦ ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ﴾ [إبراهيم: 13].

 

♦ ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ [إبراهيم: 42].

 

♦ ﴿ وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ﴾ [الكهف: 59].

 

♦ ﴿ أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [مريم: 38].

 

♦ ﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴾ [طه: 111].

 

♦ ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴾ [طه: 112].

 

♦ ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].

 

♦ ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [النمل: 14].

♦ ﴿ وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ ﴾ [النمل: 85].

 

♦ ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ﴾ [القصص: 59].

 

♦ ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40].

 

♦ ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 14].

 

♦ ﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [الروم: 9].

 

♦ ﴿ فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ﴾ [الروم: 57].

 

♦ ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46].

 

♦ ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [الشورى: 40].

 

♦ ﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [الشورى: 41].

 

احاديث نبوية عن الظلم

-قال صلى الله عليه وسلم: (اتَّقوا الظُّلمَ، فإنَّ الظُّلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ، واتَّقوا الشُّحَّ فإنَّ الشُّحَّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءَهم واستحلُّوا محارمَهم).

-قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ” الظلم ثلاثة : فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره، وظلم لا يتركه فأما الظلم الذي لا يغفره الله : فالشرك ، وقال الله “إن الشرك لظلم عظيم”، وأما الظلم الذي يغفره : فظلم العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم، وأما الظلم الذي لا يتركه : فظلم العباد بعضهم بعضا “، وقال صلى الله عليه وسلم : “اتَّقوا الظُّلمَ فإنَّ الظُّلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ، واتَّقوا الشُّحَّ فإنَّ الشُّحَّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءَهم واستحلُّوا محارمَهم).

-في رواية أنس بن مالك عنه -عليه الصلَّاة والسَّلام- أنَّه قال: (اتَّقوا دعوةَ المظلومِ، و إن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجابٌ).

-عن أبي بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اثنتان يعجلهما الله في الدنيا : البغي وعقوق الوالدين).

-عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا : البغي، والعقوق”.

-قوله -عليه الصَّلاة والسَّلام-: (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، أنصرُه إذا كان مظلومًا، أفرأيتَ إذا كان ظالمًا كيف أنصرُه ؟ قال: تحجِزُه، أو تمنعُه من الظلمِ فإنَّ ذلك نصرُه)

-عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: (قال اللهُ: ثلاثةٌ أنا خصمهم يومَ القيامةِ: رجلٌ أعطى بي ثم غدرَ، ورجلٌ باع حرًّا فأكل ثمنَه، ورجلٌ استأجرَ أجيرًا فاستوفى منهُ ولم يُعْطِه أجرَه).
رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: ( أتدرون ما المفلِسُ؟ قالوا: المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ فقال: إنَّ المفلسَ من أمَّتي، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دمَ هذا، وضرب هذا فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه، فإن فَنِيَتْ حسناتُه قبل أن يقضيَ ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه ثمَّ طُرِح في النَّارِ)

-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الإمامُ العادلُ، والصَّائمُ حينَ يُفطِرُ، ودعوةُ المظلومِ تُحمَلُ على الغَمامِ، وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّمواتِ، ويقولُ الرَّبُّ: وعِزَّتي لَأنصُرَنَّكِ ولو بعدَ حينٍ”.

-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ”.

-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظّالِمِ حتَّى إذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ قالَ: ثُمَّ قَرَأَ: ” وَكَذلكَ أخْذُ رَبِّكَ إذا أخَذَ القُرَى وهي ظالِمَةٌ إنَّ أخْذَهُ ألِيمٌ شَدِيد”.

عاقبة الظلم

س/شخص تعرض للظلم في حياة عينه ..
وهذا الظلم قد آلمه نفسيا وعضويا ولا زال الظالم يمرع ويمرح ولا زال المظلوم يتألم وينتظر عدل الله في ان يقتص من هذا الظالم يصلي ويدعي بحرقة لأن يقتص الله له ومع ذلك الشخص الاخر يمارس حياته طبيعي جدا والمتضرر المظلوم لانه لا زال يكابد نفسيا………حتي كاد المظلوم ان يفقد الامل
ج/ 🔸كتير من الناس يعتقد أن عقوبةالله للظالم تكون بعد ظلمه مباشرة وهذا خطأ فالظالم يمر بأربع مراحل وضحها القرآن افهمها وأعرف معناها
🔸 *المرحلة الأولى*
الإمهال والإملاء { وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } وفيها يمهل الله الظالم علي ظلمه فيمكن أن يتوب ويرجع عن ظلمهٍ !!
لانه وقتها يكون مازال في أول طريق ظلمه !!
🔸 *المرحلة الثانية*
الاستدراج :
{سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ } وهذا ليس معناه ان تضيق الدنياعلي الظالم بل بالعكس تفتح عليه من
وسع وترتفع به الدرجات وتُبسَط عليه اللذات ويعطيه الله ما يطلب ويرجو بل وفوق مايتمني لأن لفظ الدَرج يدل علي
الإرتفاع اما الدَرك يدل على النزول والهبوط !!
🔸 *المرحلة الثالثة*
التزيين { وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } وفيهايموت قلب الظالم فيبدأ يري ظلمه علي أنه هو الصح بل هو الواجب
المفروض ان يعمله !!
وتقريباً لان النفس الأماره بالسوء طغت علي النفس اللوامه وبشكل مستبد !!
🔸 *المرحلة الرابعة*
الأخذ{وَكَذَلِكَ أَخْذُرَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيد} وفيها العقوبة تنزّل من المولي عزوجل علي الظالم
وتكون شديدةجداً ووقتها يري المظلوم عدل الله
في الدنيا واخذهُ للحقوق
🔸ولكل شخص اتظلم راقب الذي ظلمك في أي مرحله هو الآن وانتظر لتري قصاص الله منه
🔹ولكل شخص ظلم انت ادري بنفسك ومرحلتك الحالية فحاول ان ترجع وترد المظالم لاهلها لعل الله ان يعفو عنك ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم
🌸وصل اللهم وسلم على من حكم بين الناس بالعدل ولم يظلم احداً وعلى اله واصحابه اجمعين يوم العدل والرحمه
بين العباد ليرضي عنناالله ويرفع البلاء ويكشف الغمه ولنرد المظالم لاهلها

جزاء الظالم في الدنيا

قضى الله -سبحانه وتعالى- أن يُمهل الناس الظالم ولا يعجّلوا لهم العقوبة؛ لحِكَم كثيرة، منها:
– – استدراج الظالم ليأخذه الله -تعالى- على أقبح حالٍ وأشنع صورةٍ، وفي ذلك قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ) ، وقد يكون الإمهال فرصةً للتّوبة والرجوع إلى الحق – سبحانه وتعالى-؛ فمن صفاته أنّه حليم، أو أنّ المظلوم قد سبق له ظلم أحد في حياته، فيكون الظلم الواقع عليه عقوبةً له على ظُلمه السابق.
– -إنّ الله -سبحانه وتعالى- توعّد للظالمين بتعجيل العقوبة لهم في الدنيا؛ لسوء الظلم، وكثرة أضراره على المجتمع، حيث قال الرّسول – صلّى الله عليه وسلّم-: (ليس شيءٌ أُطِيعَ اللهُ -تعالى- فيه أعجلَ ثوابًا من صلَةِ الرحِمِ، وليس شيءٌ أعجلَ عقابًا من البغْيِ وقطيعةِ الرَّحم)؛ ولذلك فإنّ عقوبة الظالم في الدنيا قد تظهر في خاتمته، فتكون نهايته أليمةً شديدةً؛ انتقامًا للمظلوم، حيث قال الرّسول – صلّى الله عليه وسلّم-: (إن اللهَ ليُملي للظالمِ، حتّى إذا أخذه لم يفلتْهُ، قال: ثمّ قرأ: (وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).
– ومن مظاهر العقوبة الدنيويّة للظالم الحرمان من البركة وزوال النِّعم، فقد قال الله -تعالى- في سورة القلم، عن أصحاب الجنّة الذين عزموا على عدم إعطاء الفقراء حقّهم منها: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ*وَلَا يَسْتَثْنُونَ*فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ*فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ*فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ*أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ*فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ*أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ*وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ*فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ*بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ).
– – ومن صور العقوبة التي تحلّ بالظالم في الحياة الدنيا القِصاص، فقد جعل الله – تعالى- القِصاص وسيلةً لأخذ الحقّ من الظالم، حيث قال الله – تعالى-: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).

صوَر من جزاء الظالمين في الدنيا

أخبر الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم عن جزاء العديد من الظالمين في الدنيا، وكيف أخذهم وأهلكهم بظلمهم وسوء عملهم، ومن ذلك:
– جزاء فرعون مصر الذي عاث في الأرض فسادًا، وظلم أهل مصر ظلمًا شديدًا، في زمن موسى عليه السّلام، حيث قال الله – تعالى-: (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ*وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ*وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُم مِّنَ المَقْبُوحِينَ).
– جزاء قوم ثمود الذين استكبروا على الإيمان بالله تعالى، ورفضوا اتّباع صالح عليه السّلام، حيث كانت عاقبتهم الصّيحة التي أخبر عنها الله سبحانه وتعالى، حيث قال: (وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ*كَأَن لَم يَغنَوا فيها أَلا إِنَّ ثَمودَ كَفَروا رَبَّهُم أَلا بُعدًا لِثَمودَ).

دعاء المظلوم

تعهّد الله -سبحانه وتعالى- باستجابة دعاء المظلوم ولو كان كافرًا، حيث ورد عن الرّسول – صلّى الله عليه وسلّم-: (اتّقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافرًا، فإنّه ليس دونها حِجاب)؛ وبذلك فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- الدّعاء سلاحًا للمظلوم؛ ليرفع به الظلم عن نفسه، فينصره الله تعالى، وينتقم له مِمّن ظلمه.
وقد جُعِل لدعاء المظلوم شأن عظيم في السماء، وفي ذلك قال الرّسول – صلّى الله عليه وسلّم-: (دعوةُ المظلومِ تُحمَلُ على الغَمامِ، وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّمواتِ، ويقولُ الرَّبُّ تبارَك وتعالى: وعِزَّتي لَأنصُرَنَّكِ ولو بعدَ حِينٍ)؛والسّبب في ذلك أنّ المظلوم يكون منكسرًا، ومحتاجًا، وملحًّا، ومتذللًا لله -تعالى- في دعائه، كما يكون ضعيفًا لا يملك نصرة نفسه، ولا الاستنصار بغيره من النّاس لدفع الظلم عن نفسه.
للشيخ ابو عمرو الأنصاري ..

radwa adel

تخرجت من كلية الألسن، ولدي خبرة 8 سنوات في كتابة وانشاء المحتوي العربي، عملت في أكثر من 20 موقع مختلف علي مدار السنين الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى