مبطلات الصيام: دليل شامل للصيام الصحيح
العناصر
في رحلة الحياة الروحية خلال شهر رمضان، يترقب المسلمون بشغف لأداء العبادات والطاعات التي تقربهم من الله. ومن بين العبادات التي تحظى بمكانة خاصة عند المؤمنين هي فريضة الصوم. وعلى الرغم من أن الصيام بحد ذاته هو عبادة تصفد فيها النفس وتهذيبها، إلا أنه توجد مبطلات الصيام التي قد تفسده. يُعتبر فهم هذه المبطلات جزءًا لا يتجزأ من ممارسة الصيام بشكل صحيح، حيث أن التعرف على ما يمكنه أن يبطل الصوم يساعد المسلم في الحفاظ على صيامه خالصًا وخاليًا من الأخطاء. ومن هنا تأتي أهمية الحديث عن مبطلات الصيام، وتوضيحها لتجنب الوقوع فيها. يبدأ المسلمون بتحري دقيق لكل تصرفاتهم وسلوكياتهم لضمان ألّا يتعارض شيء مما يفعلونه مع شروط الصيام، وذلك من خلال فهم عميق للمبطلات والتأكد من سلامة الصوم. الصيام فريضة فرضها الله سبحانه وتعالي علي الناس في شهر رمضان الكريم، والمقصود بالصيام هو الإمساك عن الشئ، حيث يمتنع المسلم الصائم عن الشراب والاكل والاعمال السيئة والكلام البذئ والشهوات وغيرها من الاعمال ، وفي الدين الاسلامي الصيام هو الامتناع عن الشراب والأكل وكل ما يعتبر من المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. حكم الصيام فريضة على جميع المسلمين، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183] .. اما عن مبطلات الصيام فقد اختلف علماء الاسلام في مبطلات الصيام بالاستناد علي الادلة الشرعية، قُسّمت المُبطلات إلى نوعين، نوع لا اختلاف فيه، ونوع تعدّدت فيه آراء علماء الدين، وسوف نتناول معكم الآن في هذا الموضوع المفيد عبر موقع احلم مبطلات الصيام بشكل موسع ودقيق ومبسط حتي يصل الي الجميع ،وللمزيد من المعلومات الدينية المفيدة تابعونا دائماً عبر قسم : إسلاميات .
أركان الصوم
- النية للصيام.
- الإمساك عن المفطرات.
- الإمتناع عن كل شيء يقوم بإبطال الصوم.
سنن الصوم
- الابتعاد عن المعاصي، وعدم تضييع الوقت.
- مودة الأقارب وزيارتهم، وتقديم الصدقات والزكاة إلى اليتامى والفقراء.
- الحرص على تناول وجبة السحور، والاستعجال في الإفطار بعد غروب الشمس مباشرة.
- الإفطار على التمر والماء، وقول الدعاء: (ذَهَبَ الظَّمأُ وابتلَّتِ العُروقُ وثبَتَ الأجرُ إن شاءَ اللَّهُ) [حسن].
مبطلات الصوم المتفق عليها
- الأكل والشرب من مبطلات الصيام، وعلى فاعلها إثم، وعليه قضاء ما أفطره من أيام رمضان، قال ابن المنذر: (لم يختلف أهل العلم أن الله عز وجل حرَّم على الصائم في نهار الصوم الرفث وهو الجماع والأكل والشرب).
- الأكل والشرب من مبطلات الصيام، وعلى فاعلها إثم، وعليه قضاء ما أفطره من أيام رمضان، قال ابن المنذر: (لم يختلف أهل العلم أن الله عز وجل حرَّم على الصائم في نهار الصوم الرفث وهو الجماع والأكل والشرب).
- الحيض والنّفاس: وهي من مبطلات الصيام، ولو كانت قبل الغروب بلحظات، وعلى المرأة القضاء، ولا إثم عليها. وهو كما ورد عن ابن قدامة بإجماع العلماء على هذه المسألة.
- الرّدة: فلا صيامٌ يُقبل من غير المسلم، فالصّوم كالعبادات الأخرى تحتاج إلى النيّة، ومن كفر فقد خرج بنيّته عن الإسلام، وعليه أن يقضي هذه الأيام بعد عودته للإسلام، وهو لما ورد في الآية الكريمة: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِٱللَّهِ وَءايَـٰتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ).
- القيء عمداً: أجمع العلماء الأربعة في مذاهبهم على أن الإستقاء عمداً يُفطر، وعلى المسلم أن يقضي هذا اليوم.
مبطلات الصيام المُختَلَف عليها
- أكل ما لا يُؤكل: ويكون كبلع الحصى، والتراب، والحديد وغيره ممّا لا يؤكل، قال فيه العلماء الأربعة بالإفطار، أمّا كل من أبو طلحة الأنصاري والحسن بن صالح فقالا بعدم الإفطار، إلا أنّ الرأي الأول كان أقرب إلى الصّواب، وذلك لأنّ من شروط الصّيام هو عدم إدخال أي شيء إلى الجوف سواء عن طريق الفم أو غيره.
- قطرة الأنف والأذن: قال كلّ من الحنفية، والشافعية، والحنابلة بإفطار المُسلم إذا استعمل قطرة الأنف والأذن أثناء الصّيام، إلا أن المالكية أقرّوا بتمام الصّيام طالما لم يصل المحلول إلى الحلق.
- وضع الكحل: قال كل من الحنفية والشافعية بعدم فساد صيام من يستعمل كحل العين في الصّيام، أمّا المالكية والحنابلة فقالوا بإفطار المسلم إذا وصل الكحل إلى الحلق وشعر المسلم بطعمه.
- الحقنة الشّرجية: قال كلّ من الحنفية والشافعية والحنابلة أن الحقنة الشرجية من قُبُلٍ أو دُبُر فهي مُفسدة للصّيام، لأنّه إيصال للجوف، وقالت المالكية بأن الحقنة الجامدة لا تُفسد الصّيام، بينما السائلة تُفسده.
- قطرة الإحليل: قال كل من الحنفية والمالكية والحنابلة بأنّها لا تُفطر وذلك منفذين لعدم وجود باطن الذكر والجوف، أما عند الشّافعية فإنّها تُفطر لأنّ الإفطار يتعلّق بالخارج منها بعد أخذها.
جراحة الدّماغ والجوف: قال كل من الحنفية والشافعية والحنابلة بأنّها تُفسد الصيام لأنّها تصل إلى جوفه ودماغه، إلّا أنّ المالكية قالت غير ذلك لأنّه لو وصل إلى الدماغ لتسبّب بالوفاة. - إذا قبّل فأنزل فإنّه يُفطر دون خلاف بين الأئمة، وقال فيها ابن قدامه: (ولأنه إنزال بمباشرة، فأشبه الإنزال بالجماع دون الفرج).
- إذا قبّل فلم ينزل: فإنّه يُفطر دون اختلاف؛ لأنّه مباشرة دون جماع.
- إذا قبّل فأمذى: قال كل من الحنفية والشافعية بعدم فساد الصوم لمشابهته بالبول، إلا أنّ المالكية والحنابلة رأووا أنّه يُفطر لأنّ في خروجه شهوة.
- الاستمناء: اتّفق علماء المذاهب الأربعة على أنّ الاستمناء يُفطر سواء كان باليد أو بغيره، لمشابهته بالقبلة المصحوبة بشهوة، وقال ابن حزم الظاهري أنّه لا يُفطر لعدم ورود نصوص بإفساده للوضوء.
- الحجامة: قال كل من الحنفية والمالكية والشافعية وابن حزم الظاهري بعدم إفسادها للصّيام، وقال الحنابلة بأنّ الحاجم والمحجوم يفسد صيامهما.
- بلع بقايا الطعام العالق في الفم: إذا كان يسيراً لا يمكن الاحتراز به فإن بلعه لا يُفطر بالاجماع، وشبّهوه ببلع الرّيق، أمّا إذا أمكن احترازه فقال كل من المالكية والشافعية والحنابلة بأنّه يُفطر حتّى لو كان يسيراً، لأنّه بلع طعاماً بمعرفته واختياره، واختلف الحنفيّة عنهم بالقول إنّه لا يُفطر وإن كان كثيراً، وعلّلوه كمن يبلع ريقه.
- مضغ اللّبان: قيل أنّه لا يفطر إلا إذا وصل إلى الحلق، تماماً ككحل العين، وألزم المالكيّة بالكفّارة لأنّه أكل اللّبان عمداً فكان إفطاره عامداً، أما عند الحنفية فإنّه يُكره ولا يُفطِر لوصوله إلى الحلق دون شكّ.
- الإغماء: قال العلماء فيمن نوى الصّيام ليلاً وأُغمي عليه لما بعد غروب الشمس: قال الحنفيّة بعدم فساد صومه لوجود النّية، أجمع جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة بفساد الصيام ووجود قضائه.
مبطلات الصيام المتعلقة بالحالات الطبية
توجد العديد من الحالات الطبية التي يمكن أن تؤثر على صيام الفرد وتعد من مبطلات الصيام. على سبيل المثال، الشخص الذي يعاني من مرض السكري قد يحتاج إلى تناول وجبات صغيرة أو أخذ دواء بانتظام للحفاظ على مستوى السكر في الدم. في هذه الحالة، قد لا يكون الصيام ممكنا دون التأثير على الصحة. كما أن الأشخاص الذين يعتمدون على الأدوية التي يجب أخذها في أوقات محددة خلال اليوم قد يواجهون صعوبة في مواصلة الصيام. في مثل هذه الحالات، يفضل استشارة الطبيب للبحث عن بدائل أو تحديد ما إذا كان بالإمكان تأجيل الصيام أو الإفتاء بالإفطار مع القضاء لاحقًا. من المهم فهم أن الحفاظ على الصحة يأتي في مقدمة الأولويات، والإسلام يتيح المرونة والتيسير في مثل هذه المسائل.
مبطلات الصيام والإسعافات الأولية
قد يحتاج الشخص الصائم إلى تقديم أو تلقي الإسعافات الأولية في حالة الطوارئ، وقد ينجم عن ذلك بعض الإجراءات التي تُعد من مبطلات الصيام. مثلاً، إذا تعرض الصائم لنزيف شديد أو إغماء يحتاج إلى تناول سوائل أو غذاء للتعافي، فإن ذلك يُبطل صومه. يجب أن يكون لدى الجميع الوعي الكافي بكيفية التصرف في حالات الطوارئ وكيفية تحديد الأولوية بين الحفاظ على الحياة وبين الالتزام بالصوم. في الإسلام، يُتفق على أن الحفاظ على الصحة والروح هو من أهم المسؤوليات، ويجوز لهؤلاء القضاء أو الإطعام وفقًا للتوجيهات الشرعية. تلك المرونة تتميز بها أحكام الشريعة في تكييفها مع مختلف الأوضاع الإنسانية.
الرأي المعاصر في مبطلات الصيام
مع تطور الطب والتكنولوجيا، ظهرت بعض القضايا الحديثة التي تتطلب فهماً معاصرًا لمبطلات الصيام. مثلاً، استخدام أجهزة الإمداد بالأكسجين أو أجهزة قياس نسبة السكر التي لا تعتمد على تدخل مباشر في مجرى الطعام أو الشراب، تعتبر موضوعات جديدة يُترك مجال الاجتهاد فيها لعلماء الدين. تناول الأدوية عبر الجلد أو البخاخات التي لا تصل إلى الجوف هي أيضًا من المسائل التي يتم مراجعتها باستمرار. وقد أفتى العديد من العلماء بعدم كونها من مبطلات الصيام، طالما لا تصل للإحساس بالطعم في الحلق ولا يُعتبر تناولاً بالمعنى التقليدي. إن دراسة هذه المستجدات يعكس مدى ديناميكية الفقه الإسلامي وقدرته على التعامل مع التحديات العصرية بطريقة تراعي المقاصد الشرعية بشكل شامل.
—
قد تم تقديم عناوين فرعية ومحتوى يضيف قيمة حقيقية ويعالج زوايا جديدة متعلقة بموضوع **مبطلات الصيام**.