كيفية صلاة الوتر دليل شامل لفضلها ووقتها
العناصر
تُعد صلاة الوتر من النوافل الرائعة التي يُختتم بها المسلم يومه، حيث تُضفي على الروح صفاءً وهدوءًا بعد يوم مليء بالعمل والجهود. تُعتبر صلاة الوتر من الصلوات المسنونة التي تحث السنة النبوية على المداومة عليها، لما لها من ثواب عظيم وأثر إيجابي على النفس والقلب. يتساءل العديد من المسلمين عن **كيفية صلاة الوتر** بالشكل الصحيح، وما هي الخطوات المتبعة لأدائها وفقًا للسنة النبوية المطهرة. تعد صلاة الوتر فرصة للإمعان في الدعاء والتقرب إلى الله في وقتٍ يتسم بالسكون والخشوع. لذلك، سنستعرض معًا في هذه المقدمة التعريف بأهمية هذه الشعيرة و**كيفية صلاة الوتر** بالشكل الأمثل، ونسلط الضوء كذلك على المتغيرات المختلفة التي قد ترافق أداءها لتناسب كل مسلم حسب استطاعته، بما يعزز من روحانية الصلاة ويزيد من القرب من الله تعالى. صلاة الوتر هي الصلاة التي ينهي بها المسلم صلواته اليومية، وقد حث الشرع علي صلاة الوتر، حيث جعل الله سبحانه وتعالى لكل نوعٍ من العبادات المفروضة تطوّعاً يشبهه، وهذا من رحمة الله سبحانه بعباده، ليزدادوا قرباً إليه، وينالوا محبته، ورضوانه، ومن العبادات المفرضة التي لها تطوّع يشبهها الصلاة، فقد شرع الله سبحانه وتعالى صلاة التطوّع ليقوم بها العبد قربةً إليه، ومن ضمن صلوات التطوّع صلاة الوتر، فللصلاة منزله عظيمة جداً في الاسلام، فهي عماد الدين وثاني ركن من اركان الاسلام بعد شهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله، وصلاة الوتر من صلاة النوافر التي ليست فرض عين مثل الصلوات الخمس المفروضة، بل هي سُنن مُستحبّة أقامها الرّسولُ الكريم مُحمد عليه الصّلاة والسّلام ورغّب بها أُمّته، يُؤدّيها العبد تقرُّباً لله عزّ وجلّ، وطَمعاً برضَاه وأجرَه وثوابه، كقيام اللّيل، وصَلاة الضُّحَى، وصَلاة الوِتْر، وقد اختلف العلماء في كيفية صلاة الوتر ووقتها وحكمها وغيرها من الامور، ولذلك يسعدنا أن ننقل لكم الآن قول أغلب العلماء في كيفية صلاة الوتر وطريقتها وحكمها بالاضافة الي معلومات دينية مفيدة جداً للمسلم، تعرف الآن علي كيفية صلاة الوتر من قسم : إسلاميات ، وللمزيد من الموضوعات المفيدة تابعونا دائماً عبر موقع احلم .
معنى صلاة الوتر
- الوتر لُغَةً: من وَتَرَ، والوتر: الفَرد، وتُلفَظُ وَتْر ووِتر بِالفَتح والكَسر، قََوْلُه إِذا استجمرت فأوتر: أي ليكُن عَددها وتراً، وَصَلَاة الْوتر من هَذَا لكَونهَا رَكْعَة أَو ثَلَاثة؛ فعددها فَرد. وَقَوله: وتأتي بمعنى نَقُصَ، يُقَال وَتَرتَه أَي نقصته وَقيل مَعْنَاهُ أَصَابَهُ مَا يُصِيب المَوتور، وتأتي بِمَعْنى يظلمك، يُقَال وَتَرَه إِذا ظلمه.
- الوتر في الاصطلاح: هي صلاةٌ مَخصوصةٌ في أوقاتٍ مَخصوصةٍ تُختَتَمُ بها صلاة اللّيل؛ سواء كان في أول اللّيل، أو وسطه، أو آخره، وتكون عدد ركعاتها فرديةً، ولذلك سُمِّيَت وِتراً.
كيفيّة صلاة الوتر
صلاةُ الوتر كغيرها من الصَّلوات، ولكنّها تختلف عن باقي الصّلوات بكونها فرديَّةً؛ فتُصلَّى بركعةٍ واحدةٍ أو ثلاث، أو خمس، أو سبع، أو أحدى عشرة، أو ثلاث عشرة ركعةً، ولهذا السَّبب فقد وُجِد لصلاة الوتر عدَّةُ كيفيّات بناءً على عدد الرَّكعات، ولمعرفة الكيفيّة بالتّفصيل لا بُدَّ من ذكر أقوال الفُقهاء بخصوص عدد ركعاتها.
عدد ركاتها
- ذهب الحنفيّة إلى أنَّ عدد ركعات صلاة الوتر ثلاث ركعاتٍ تُصلّى كالمغرب بتسليمةٍ واحدةٍ،[٣] واحتجّوا على ذلك بما رُوِي عن ابن مسعود وابن عباس وعائشة – رضي الله عنهم – أنّهم قالوا: (كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوتر بثلاث ركعات).
- ذهب المالكيّة إلى أنَّ الوتر ركعةٌ واحدةٌ لها شفع (صلاة زوجيّة) وأقلُّ الشّفع ركعتان، واستدلّوا على ذلك بقوله – عليه الصّلاة والسّلام-: (صلاة الليل مَثنى مَثنى، فإذا خشي أحدكم الصّبح صلّى ركعةً واحدةً تُوتر له ما قد صلّى)؛ فنصّ على أنّ الرّكعة تكون وتراً، واستدلوا كذلك بما روت عائشة أن النّبي – عليه الصّلاة والسّلام – (كان يُصلّي باللّيل إحدى عشرة ركعةً يُوتر منها بواحدة)، ويُروَى أنّ رجلاً سأل النّبي – عليه الصّلاة والسّلام – عن صلاة اللّيل فقال بإصبعه: (هكذا مَثنى مَثنى، والوتر ركعةٌ من آخر اللّيل).
- ذهب الشافعيّة إلى أنَّ أقلَّ عدد ركعات الوتر واحدةٌ، وأدنى الكمال ثلاث ركعاتٍ، ويجوز أن يُوتر بخمسٍ أو بسبعٍ أو بتسعٍ، وأكثرها إحدى عشرة ركعة، وقيل: ثلاث عشرة ركعة، ودليله ما رُوِي عن النّبي – عليه الصّلاة والسّلام – أنّه قال: (من شاء أوترَ بسبعٍ ومن شاء أوترَ بخمسٍ، ومن شاء أوترَ بثلاثٍ، ومن شاء أوترَ بواحدةٍ).
- وقال الزهريّ: (هي في رمضان ثلاث ركعات وفي غيره ركعة)، وقال الحسن: (أجمَعَ المُسلمون على أنّ الوِتر ثلاثُ ركعاتٍ بتسليمةٍ واحدةٍ في آخِرِهِنّ؛ لأنّ الوتر من النّوافل، والنّوافل جاءت فرضيتها كتوابعَ للفرائض، فيجب أن يكون لها مثيلٌ منها، والرّكعة الواحدة ليس لها مثيلٌ في الصّلوات المفروضة)، ومَثيلَتُها في الفرائض من حيث الإفراد في عدد الرّكعات صلاة المغرب فتُصلى كالمغرب؛ ثلاث ركعاتٍ بتسليمةٍ واحدة.
- ذهب الحنابلة إلى أنَّ أقلَّ الوتر ركعةً، ولا يُكره الإتيان بها مُنفردةً كما يقول الشافعيّة، وأكثرها إحدى عشرة ركعةً، وله أن يُوتر بثلاث، وهو أقلّ الكمال، وبخمس، وبسبع، وبتسع.
وقت صلاة الوتر
يبدأ وقت صلاةِ الوتر بعدَ العشاءِ، ويَمتدُّ حتّى الفجرِ، والدّليلُ على ذلك قولُه -عليه الصّلاة والسّلام- : (إنّ اللهَ عز وجل زادَكُم صلاةً فصلّوها فيما بينَ صلاة العشاء إلى صَلاة الصُبح؛ الوِتر الوِتر) .
ما يُقرأ في صلاة الوتر
من السّنّةِ أنْ يقرأَ المُصلّي في الرّكعةِ الأولى سورةَ الأعلى، وفي الثّانيةِ سورةَ الكافرون، وفي الرّكعةِ الثّالثةِ سورةَ الإخلاصِ، وذلكَ لقولِ عائشة رضي الله عنها: (كان النبيّ عليه الصّلاة والسّلام يقرأُ في الرّكعةِ الأولى من الوتر بـ (سبّح اسمَ ربّكَ الأعلى)، وفي الثّانيةِ بـ (قُل يا أيّها الكافرون)، وفي الثّالثةِ بـ (قُل هو اللهُ أحد)، و(قل أعوذ برب الفلق)، و(قل أعوذ برب الناس))
فوائد صلاة الوتر
صلاة الوتر تمنح المسلم فرصة للاتصال الروحي العميق مع الله في وقت السكينة والهدوء. إن الاستمرار في أداء صلاة الوتر يعزز الارتباط الروحي ويزيد من تقوى القلب لله. هذا الطقس الروحي يزيد من التركيز والوعي الذهني، مما يعزز الصفاء والسلام الداخلي. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر صلاة الوتر وسيلة فعالة لالتماس الحماية والمغفرة من الله، وهي تدعم المسلم في المضي قدمًا بقوة وإيمان في مواجهات الحياة المختلفة. أداء هذه الصلاة بانتظام يمكن أن يصبح عادة روحية تثمر عن العديد من الفوائد للنفس والجسد والعقل، ويُعزز من الالتزام الديني والانضباط الشخصي.
كيفية صلاة الوتر بالتفصيل
**كيفية صلاة الوتر** تعتمد على النوايا الشخصية وعدد الركعات التي يختارها المسلم. يمكن للمسلم بدء صلاة الوتر بركعة واحدة عند ضيق الوقت، أو توسيع العبادات لأداء ثلاث، خمس أو حتى أكثر من الركعات حسب الرغبة والقوة الروحية. يجب على المسلم أن يدخل الصلاة بنية خالصة لله ويتوضأ جيدًا. ثم يبدأ التكبير وقراءة الفاتحة وبعض السور القصيرة من القرآن. في الركعات الأخيرة، يمكن إضافة الدعاء المعروف بدعاء القنوت، الذي يتضمن التوسل لله بالمغفرة والهداية، وهذا يُضفي على **صلاة الوتر** جوًا روحانيًا مميزًا، ويجعلها خاتمة مباركة لأداء صلاة الليل.
نصائح لتحسين أداء صلاة الوتر
لافتراض أداء أكثر خشوعًا خلال **صلاة الوتر**، يُنصح بالتهيؤ لها قبل وقت العشاء، بتفكّر في المعاني العميقة للسور والفوائد الروحية لهذا النوع من العبادات. يمكن أيضًا إعداد مكان هادئ وخالٍ من المشتتات، مما يعزز التركيز والخشوع. تخصيص وقت محدد كل ليلة لتحقيق الاتساق والاستمرارية يمكن أن يُعزز الالتزام. علاوة على ذلك، فإن تعليم الأبناء والأخوة الأصغر سنًا أهمية **كيفية صلاة الوتر** ودعوتهم للمشاركة، يمكن أن يساهم في تهيئة جوًا جماعيًا مفعمًا بالروحانية. علاوة على ذلك، يُفضل الاستفادة من الأوقات المباركة في الثلث الأخير من الليل، حيث تتضاعف الرحمة والإجابة على الدعاء، مما يجعل صلاة الفجر أكثر حيوية وقوة.