شعر حزين

قصيدة رثاء الخنساء في أخيها صخر كاملة

فقدان الاخ فاجعة عظيمة كأنك فقدت جزء من جسدك ، الخنساء بنت عمرو بن الحارث فقدت اخيها صخر بعد فترة من معاناته مع المرض ، وظلت تكتب فيه القصائد والابيات الشعرية الحزينة الي ان فقدت عيناها من كثرة الحزن والبكاء .

الخنساء

  • لقب الخنساء يطلق علي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن شريد وهي من قبيلة مضر.
  • عُرفت الخنساء بهذا الاسم لأنها تميزت بأنفها المختلف ، حيث كان أنفها قصيرًا ومرتفعًا قليلًا أمامها ليشبه أنف الظباء.
  • مات أشقاؤها وكانت حزينة جدًا عليهم خاصة على شقيقها صخر الذي لطالما امتدحته في قصائده ، ورغم أنها تزوجت وأنجبت 4 أطفال ، إلا أن حبها لصخر وحزنها على وفاته لم ينته.
  • كانت الخنساء ممتازة في شعر الرثاء وكان معظم شعرها في العصر الجاهلي في مرثية شقيقها صخر الذي أراد الانتقام لأخيه من الشخص الذي قتله فتم طعنه وتوفي بعد فترة من معاناته مع المرض نتيجة هذه الطعنة.
  • ثم أسلمت الخنساء مع قبيلتها وزارت الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة ، حيث قد سمع عنها الرسول وعرف قصائدها التي رثت فيها أخيها صخر.
  • كان إسلام الخنساء مثالاً رائعًا للتحول من عصر ما قبل الإسلام إلى الإسلام، فـ بعد أن حزنت على أخيها بدأت تحث أبنائها الأربعة على الانضمام إلى الغزوات والحروب مع رسول الله حتى يستشهدوا ، ولقد تحققت أمنيتها واستشهد أبناؤها الأربعة.

قد يهمك ايضاً : الشعر الحديث

قصيدة رثاء الخنساء في أخيها صخر

“قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عـوَّارُ  — أمْ ذرَّفتْ إذْ خلتْ منْ أهلهَا الدَّارُ

كانَّ عيني لذكـراهُ إذَا خطرتْ — فيضٌ يسـيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ

تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ — وَدونـهُ منْ جديدِ التُّربِ أستارُ

وتبكي خناسٌ فما تنـفكُّ مَا عمرتْ — لَها عليهِ رنـينٌ وَهيَ مفتـارُ

تبكي خناسٌ علَى صـخرٍ وحقَّ لهَا — إذْ رابـهَا الدَّهـرُ إنَّ الدَّهـرَ ضـرَّارُ

لاَ بدَّ منْ ميـتةٍ في صرفهَا عبرٌ — وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَأطوارُ

قدْ كانَ فيكمْ أبـو عمـرٍو يسودكمُ — نعمَ المعمَّمُ للدَّاعـينَ نصَّـارُ

صـلبُ النَّـحـيزةِ وَهَّـابٌ إذَا منـعُوا — وَفي الحـروبِ جريءُ الصَّدرِ مهصارُ

يا صخرُ ورَّادَ مــاءٍ قدْ تـنـاذرهُ — أهلُ المواردِ مَا في وردهِ عارُ

مشَي السَّبنـتى إلى هيـجاءِ معضلةٍ — لهُ سلاحانِ أنيابٌ وَأظـفارُ

وَما عجولٌ علَى بوٍ تطـيـفُ بـهِ — لهَا حنـيـننانِ إعلانٌ وَإسرارُ

ترتـعُ مَا رتعـتْ حتَّى إذا ادّكرتْ — فإنَّـنما هيَ إقـبالٌ وَإدبـارُ

لاَ تسمنُ الدَّهرَ في أرضٍ وَإنْ رتـعتْ — فإنَّـما هيَ تـحـنانٌ وَتسجارُ

يوماً بأوجدَ منّي يـومَ فارقني — صخـرٌ وَللـدَّهرِ إحلاءٌ وَإمرارُ

وإنَّ صخراً لواليـنَا وَسيّـدنَا — وإنَّ صخراً إذَا نـشتُـو لنحَّـارُ

إنَّ صخراً لـمقدامٌ إذَا ركبـوا — وإنَّ صـخراً إذَا جاعُـوا لعقّارُ

وإنَّ صخراً لتأتـمُّ الهـداةُ بـهِ — كأنَّـهُ علمٌ في رأسـهِ نـارُ

جلـدٌ جميـلُ المحـيَّا كاملٌ ورعٌ — وَللحروبِ غـداةََ الـرَّوعِ مسعـارُ

حمَّالُ ألويةٍ هـبّــَاطُ أوديـةٍ — شهَّادُ أنـديـةٍ للجـيشِ جرَّارُ

فقلتُ لمَّا رأيـتُ الدَّهرَ ليسَ لهُ — معاتـبٌ وحدهُ يسدي وَنيَّـارُ

لقدْ نعى ابنُ نهيكٍ لي أخاَ ثـقـةٍ — كانتْ ترجَّـمُ عـنهُ قبلُ أخبارُ

فبـتُّ ساهـرةً للنَّجمِ أرقـبهُ — حتَّى أتَى دونَ غورِ النَّجمِ أستارُ

لمْ ترهُ جارةٌ يمـشِي بساحتهَا — لريبةٍ حـينَ يخـلِي بيـتهُ الجارُ

ولا تراهُ وما في البيـتِ يأكلهُ — لكنَّهُ بارزٌ بالصَّحنِ مهمـارُ

ومطعمُ القومِ شحماً عندَ مسغبهمْ — وَفي الجدوبِ كريمُ الجدِّ ميسارُ

قدْ كانَ خالصتي منْ كلِّ ذي نسبٍ — فقدْ أصيبَ فما للعـيشِ أوطارُ

مثلَ الرُّدينيِّ لمْ تنـفـدْ شبيـبتهُ — كأنَّهُ تـحتَ طيِّ البـردِ أسوارُ

جهمُ المحيَّا تضيءُ اللَّيل صورتهُ — آباؤهُ منْ طوالِ السَّـمكِ أحرارُ

مورَّثُ المجـدِ ميمـونٌ نقيبتهُ — ضخمُ الدَّسيـعـةِ في العـزَّاءِ مغوارُ

فـرعٌ لفرعٍ كريمٍ غيـرِ مؤتشبٍ — جلدُ المريرةِ عندَ الجمعِ فخَّـارُ

في جوفِ لحـدٍ مقيمٌ قدْ تضمَّـنهُ — في رمسهِ مقمطرَّاتٌ وَأحجارُ

طلقُ اليدينِ لفعلِ الخـيـرِ ذو فجـرٍ — ضخمُ الدَّسيـعةِ بالـخيراتِ أمَّـارُ

ليبكهِ مقتـرٌ أفنى حريبـتهُ — دهرٌ وَحالفهُ بؤسٌ وَإقتـارُ

ورفقةٌ حارَ حاديهـمْ بمهلكةٍ — كأنَّ ظلمتَها في الطّـخيةِ القارُ

لا يمنعُ القومَ إنْ سألوهُ خلعـتهُ — وَلاَ يـجاوزهُ باللَّـيـلِ مـرَّارُ”

قد يهمك ايضاً : مفهوم الشعر

شرح قصيدة رثاء الخنساء في اخيها

قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عـوَّارُ  — أمْ ذرَّفتْ إذْ خلتْ منْ أهلهَا الدَّارُ

  • الخنساء في هذا البيت الشعري تسأل عينيها المتعبة من البكاء كثيرا وتتساءل أن عيناها توقفت عن البكاء في بداية البيت وتتساءل إذا توقفت خجلا أو شيء آخر كـ مرض يمنع عيونها من البكاء.
  • لكن في نهاية البيت توصلت إلى سبب توقف عينيها عن البكاء ، وهو أن جفاف عينيها لا يعود إلا إلى بكاءها الكثير على أخيها صخر.

كانَّ عيني لذكـراهُ إذَا خطرتْ — فيضٌ يسـيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ

  • شبهت الخنساء في ذلك البيت الدموع الكثيرة التي سقطت على خديها بسبب حزنها الشديد والألم الذي شعرت به بعد وفاة شقيقها صخر بالسيول.

تبكي خناسٌ فما تنـفكُّ مَا عمرتْ — لَها عليهِ رنـينٌ وَهيَ مفتـارُ

  • قدمت لنا الخنساء في هذا البيت توضيحاً للمشاعر الحزينة التي مائتها بعد وفاة اخيها صخر واكدت انها سـ تستمر في البكاء على موت صخر حتى الموت، رغم ذلك ، فإنها تعتبر نفسها قد قصرت في حقوق أخيها ، والدموع التي تذرفها لا تكفي لشقيقها صخر لتؤدي حقه في الحزن والأسى على انفصاله.

تبكي خناسٌ علَى صـخرٍ وحقَّ لهَا — إذْ رابـهَا الدَّهـرُ إنَّ الدَّهـرَ ضـرَّارُ

  • وترى الخنساء في هذا البيت أنه من حقها أن تبكي وتحزن كثيرا وأن تندب فراق شقيقها صخر ، فهي في رأيها أن الزمن لم يترك أي نوع من المعاناة دون أن تذوقها ، وأنه لا مفر منها.

وإنَّ صخراً لواليـنَا وَسيّـدنَا — وإنَّ صخراً إذَا نـشتُـو لنحَّـارُ

  • من خلال تمجيد أخيها في هذا البيت وتذكير الناس بأنه سيدهم وأعظمهم ، وليس ذلك فحسب ، بل إنه كان كريمًا أيضًا ، لذلك لم يكن بخيلًا مع المحتاجين ولم يرد المتسولين.

قد يهمك ايضاً : شعر على الام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى