إسلاميات

فضل صيام عاشوراء وعرفة مواسم الخير

فضل صيام عاشوراء

الصيام هو من العبادات العظيمة التي لها آثار بعيدة وجليلة وهي لا تقتصر على صوم رمضان فقط، بل صوم رمضان هو صوم الفريضة، بينما أيام النوافل يستطيع الإنسان صيامها في أوقات كثيرة فمنها المستحب كصوم الإثنين والخميس وصيام ثلاثة أيام من كل شهر هجري، وصوم عرفة وصوم عاشوراء، فيبقى المؤمن على اتصال بربه ومولاه سبحانه وتعالى من خلال هذا الباب الكبير من الصوم، يطمع العبد في رضا مولاه بالتقرب إليه بالنوافل، وقد جاء في الحديث: وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه. رواه البخاري.

ونحن في هذا الموضوع فضل صيام عاشوراء وعرفة مواسم الخير، نتعرض إلى بعض الحديث عن فضائل يومي عاشوراء وعرفة وفضل الصيام في هذين اليومين المباركين، نسأل الله تعالى أن يبلغنا مواسم الخير وأن يعتق رقابنا من النار، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

فضل صيام يوم عاشوراء:

  • صوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم قال: (… صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) رواه مسلم.
  • وقد قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (وظاهر أن صيام عرفة أفضل من صيام عاشوراء، وقد قيل: الحكمة في ذلك أن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى عليه السلام، ويوم عرفة منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلذلك كان أفضل).

مراتب صوم عاشوراء:

  • ثبت في صحيح مسلم عن ابن عباس – رضي الله عنهما- أنه قال: ” حين صام رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا يا رسول الله: إنه يوم تعظمه ‏اليهود والنصارى! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإذا كان العام المقبل إن شاء ‏الله، صمنا اليوم التاسع. قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم ) رواه مسلم.
  • وورد عند الإمام أحمد في ‏المسند، والبيهقي في السنن عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صوموا يوم ‏عاشوراء وخالفوا فيه اليهود: صوموا قبله يوماً، وبعده يوماً).
  • ‏وورد عند الإمام أحمد أيضاً وابن خزيمة: (صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده) كما عزاه ابن القيم ‏في كتابه زاد المعاد.
  • وبذلك تكون مراتب صوم يوم عاشوراء على ثلاث مراتب كما ذكرها ابن القيم رحمه الله: أكمل هذه المراتب هو صوم يوم قبله ويوم بعده، والمرتبة الثانية صوم التاسع والعاشر، وعلى ذلك أكثر الأحاديث، المرتبة الثالثة إفراد اليوم العاشر بالصيام فقط.

حكم صوم عاشوراء إذا وافق يوم الجمعة أو يوم السبت

  • لا حرج في هذا الصوم، وإن وافق الجمعة أو يوم السبت، إذ إن الصيام مستحب شرعًا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه) رواه مسلم. ومن هذا الحديث نعرف أن من اعتاد صومًا ثابتًا، ثم وافق ذلك أحد الأيام المكروهة بالصيام منفردًا، فإنه يصومه بلا حرج.
  • ولا بد من الإكثار من الدعاء في أيام الخير والبركة وهذه المواسم، فإن الدعاء في هذه الأوقات أحرى بالاستجابة، وللعبد أن يدعو بما ورد في السنة من الأحاديث الكثيرة وله أن يدعو بما شاء من الدعاء الطيب المبارك، يدعو ربه ويناجيه سبحانه أن يغفر له ويتوب عليه ويجعله على الجادة لا يخالف الدين ولا يخالف شريعة رب العالمين، وهكذا فإن الدعاء في تلك المواسم دعاء كله خير وبركة ومزيد من قبول الله تعالى لعباده إن شاء الله.

صيام يوم عرفة:

  • وهذا موسم آخر من مواسم الخير العظيمة، الذي امتن الله تعالى فيه على عباده المؤمنين، تزداد الحسنات في ذلك اليوم وتُكفر فيه السيئات، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة بفضل هذا اليوم العظيم ومدى حسنه في سائر الأيام.

فضل يوم عرفة:

  • يوم عرفة هو أحد أيام الأشهر الحرم، وقد قال الله- عز وجل- : {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة:39]. والأشهر الحرم كما يلي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب، ويوم عرفة هو يوم التاسع من أيام ذي الحجة.
  • يوم عرفة هو أحد أيام الحج قال الله – عز وجل- {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}[البقرة:197] وأشهر الحج كما يلي : شوال وذو القعدة وذو الحجة.
  • يوم عرفة هو أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه، وقد قال الله – عز وجل- : {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}[الحج:28]. وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: “الأيام المعلومات: عشر ذي الحجة”.
  • يوم عرفة هو أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها؛ منبهًا على عظم فضلها وعلو قدرها، قال الله – عز وجل- : {والفجر . وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[الفجر:2]. قال ابن عباس – رضي الله عنهما -: “إنها عشر ذي الحجة”، قال ابن كثير: وهو الصحيح.
  • يوم عرفة هو واحد من الأيام العشرة التي فضَّلها الله تعالى في أعمالها على سائر أيام السنة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من عمل أزكى عند الله – عز وجل- ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله – عز وجل- ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله – عز وجل- إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) رواه الدارمي وحسن إسناده الألباني في كتابه إرواء الغليل.
  • يوم عرفة أكمل الله تعالى فيه الملة، وأتم سبحانه به النعمة، قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- : إن رجلا من اليهود قال : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال : أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة:5]. قال عمر – رضي الله عنه- : قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
  • تكفير الذنوب، فقد جاء الفضل في صيام هذا اليوم على أنه أحد أيام تسع ذي الحجة التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها، فعن هنيدة بن خالد -رضي الله عنه- عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر : أول اثنين من الشهر وخميسين) (صحيح أبي داود).
  • وورد فضل خاص ليوم عرفة دون سائر الأيام التسع، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم عرفة : (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) (رواه مسلم).. وذلك لغير الحاج، لأن الحاج لا يسن له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف.
  • يوم عرفة يوم عيد لأهل الموقف، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام)(رواه أبو داود وصححه الألباني).
  • من أهم مواسم الدعاء يوم عرفة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة)(السلسلة الصحيحة).
  • يوم عرفة يوم عتق من النار، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) رواه مسلم.
  • يباهي الله تعالى أهل السماء بأهل عرفة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء) رواه أحمد وصحح إسناده الألباني.

التكبير في أيام العشر ومنها يوم عرفة:

  • التكبير قسمان كما ذكرهما العلماء، تكبير مقيد ويكون في عقب الصلوات المفروضة، ويبدأ هذا التكبير من فجر يوم عرفة، وقد ورد في ذلك عن بعض الصحابة.
  • والقسم الثاني هو تكبير مطلق وذلك يكون في سائر الأوقات، ويبدأ من أول أيام شهر ذي الحجة، حيث “كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما”، والمقصود تذكير الناس ليكبروا.
صوم يوم عرفة
صوم يوم عرفة
أجمل الأيام
أجمل الأيام
فضائل يوم عرفة
فضائل يوم عرفة
يوم عرفة
يوم عرفة
من مواسم الخير
من مواسم الخير

كان هذا ختام موضوعنا حول فضل صيام عاشوراء وعرفة مواسم الخير، تعرضنا خلال هذه المقالة إلى الحديث عن فضل أيام عاشوراء وعرفة، وهي من أفضل الأيام، حيث تُكفر فيها السيئات وتُرفع فيها الحسنات، وتكون من أعظم مواسم الخير، وهي أيام لا بد للعبد أن ينتهزها في الدعاء وكثرة الصلاة والقيام لله تعالى، فلا يهمل العبد في تلك الأيام عباداته المفروضة ولا نوافله، عسى الله تعالى أن ينظر لعبده نظرة رضا فلا يسخط بعدها عليه أبدًا، فاللهم اجعلنا من المرضيين عندك يا رب العالمين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى