إسلاميات

علامات الساعة بالتفصيل: ما تحقق وما لم يتحقق

في عالمنا المعاصر، تتعدد الظواهر والأحداث التي تثير في نفوس الكثيرين تساؤلات حول المستقبل وما يخبئه القدر. من بين هذه التساؤلات تأتي فكرة **علامات الساعة**، التي تُعد من المفاهيم الراسخة في الأديان والمعتقدات المختلفة. **علامات الساعة** تشير إلى الأحداث والإشارات التي يُعتقد أنها تسبق نهاية العالم أو التحول الكبير الذي سيطرأ على الحياة. تتناول هذه العلامات مجموعة متنوعة من الظواهر التي تثير الفضول، بدءًا من الكوارث الطبيعية وحتى التغيرات الاجتماعية والدينية. تتناقش المجتمعات على مر العصور حول حقيقة هذه العلامات ومعانيها، مما يجعل من هذا الموضوع محوراً للعديد من الأبحاث والحوارات الجادة. إن التفكير في **علامات الساعة** لا يقتصر فقط على المعتقد الديني، بل يمتد ليشمل الأبعاد الفلسفية والإنسانية التي تسعى لفهم مصير البشرية والطبيعة. نظرًا لتنوع التفسيرات واختلافها، يبقى الموضوع مفتوحًا للنقاش، مما يضفي عليه طابع الجاذبية والإثارة لكل من يرغب في استكشاف أسرار الكون. جعل الله عز وجل للساعات علامات كثيرة تدل علي قرب موعدها، وهي قسمين علامات صغري حدثت بالفعل، واخري لم تحدث حتي الآن، وعلامات كبري لم يحدث منها شئ ، وقد تكلّم عنها الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في مناسباتٍ كثيرةٍ، ونبَّه المسلمين إليها؛ حيث ورد عنه -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (بُعِثْتُ أنا والسَّاعةُ هكذا، وأشار بإِصبَعَيْهِ، قال: وكان قتادةُ يقولُ: كفَضْلِ إحداهُما على الأُخْرى)،ويدلُّ ذلك على قُرب السّاعة وسرعة قدومها، وأنّ مبعث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إحدى علامات السّاعة الصُّغرى، وقد أشار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الكثير من علامات السّاعة الكبرى، تتبعها مباشرة احدث يوم القيامة والحساب ، ويسعدنا أن نتناول معكم الآن في هذا الموضوع عبر موقع احلم شرح وافي لعلامات الساعة الصغري والكبري بشكل دقيق ومفصل ، حيث نذكر لكم علامات الساعة كما وردت في القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة، لان هذا الموضوع مشوق ويبحث عن العديد من الناس، كل هذا واكثر نقدمه لكم عبر قسم : إسلاميات .

 

علامات الساعة الصغرى التي وقعت

  • بعثة الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – ووفاته: حيث قال المصطفى – عليه الصّلاة والسّلام – في الصحيح بهذا الخصوص: (بعثتُ أنا والساعةُ كهاتينِ قال شعبةُ وسمعتُ قتادةَ يقولُ في قصَصِه كفضلِ إحداهُما على الأخرى) .
  •  انشقاق القمر في زمن النبي: حيث عاين أهل مكة وما يجاورها حادثةً فرديّةً جاءت للتدليل على صدقِ نُبوّةِ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهي حادثة انشقاق القمر الذي رأوه قد انفلق إلى شطرين، وظهر كل شطرٍ منهما على جبل. قال تعالى في سورة القمر: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ* وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ).
  • نار في الحجاز تُضاء لها أعناق الإبل ببُصرى الشام: مِن علامات الساعة الصغرى التي حدثت والتي أخبر عنها النبيّ – صلى الله عليه وسلم – خروج نارٍ في الحجاز تُضيء لها أعناق الإبل بالشام، وفي الحديث: (لا تقومُ الساعةُ حتى تخرجَ نارٌ من أرضِ الحجازِ، تُضيءُ أعناقَ الإبلِ ببُصْرَى).
  • توقّف الجزيَة والخراج: حيث إنّ منع الجزية وعدم أخذها من قبل الحُكّام يكون دَليلاً على اقتراب الساعة.

العَلامَات الصغرى التي وقعت وحدوثها مستمر

  •  الفتوحَات والحروب: فقد حدث بالفعل أن فُتحت الكثير من البلاد التي أخبر النبي – عليه الصلاة والسلام – أنها ستُفتَح، وَوَقعت الكثير من المَعارك وتقع بين فترةٍ وأخرى كان النبيّ صلى الله عليه وسلم قد أشار إليها؛ فهذه الفتوحات هي من علاماتِ الساعة التي تحدُثُ باستمرار بين فترةٍ وأخرى، ومثال ذلك فتح فارس، والروم، وزوال ملك كسرى وقيصر، وغزوِ الهند، وفتح القسطنطينيّة، وفي الحديث قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (ليبلُغنَّ هذا الأمرُ مبلغَ اللَّيلِ والنَّهارِ، ولا يترُكُ اللَّهُ بيتَ مدرٍ ولا وبرٍ إلَّا أدخلَهُ هذا الدِّينَ بعزِّ عزيزٍ أو بذُلِّ ذليلٍ، يعزُّ بعزِّ اللَّهِ في الإسلامِ، ويذلّ بِهِ في الكفر، وَكانَ تميمٌ الدَّاريُّ رضيَ اللَّهُ عنهُ، يقولُ: قد عَرفتُ ذلِكَ في أَهْلِ بيتي لقد أصابَ مَن أسلمَ منهمُ الخيرَ والشَّرفَ والعِزَّ، ولقد أصابَ مَن كانَ كافرًا الذُّلَّ والصَّغارَ والجِزيةَ).
  • إسناد الأمر إلى غيَر أهله: فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: (بينما النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مجلسٍ يُحدِّثُ القومَ، جاءه أعرابيٌّ فقال : متى الساعةُ؟ فمضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحدِّثُ، فقال بعضُ القومِ: سمِع ما قال فكَرِه ما قال، وقال بعضُهم: بل لم يَسمَعْ، حتى إذ قضى حديثَه قال: أينَ – أراه – السائلُ عن الساعةِ، قال: ها أنا يا رسولَ اللهِ، قال: فإذا ضُيِّعَتِ الأمانةُ فانتظِرِ الساعةَ، قال: كيف إضاعتُها؟ قال: إذا وُسِّد الأمرُ إلى غيرِ أهلِه فانتظِرِ الساعةَ).
  • أن تلد الأمّة لربتها، وأن يَتطاوَل الحفَاة العراة العالة في البنيان: من عَلامات الساعة أن تَلدَ الأمة ربتها؛ أي أن تلد الأمّ المملوكة سيّدتها من مالكها صاحب الملك، وأن يَتطاوَل أهلُ البادية في البنيان فتزدهر الصحراء وتعمر بعد أن كانت قِفاراً، فعن أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه وأرضاه- قال: (بينما نحن عند رسول الله عليه الصّلاة والسّلام ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثّياب شديد سواد الشّعر، لا يُرَى عليه أثر السّفر، ولا يعرفه منّا أحد، حتى جلس إلى النبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفّيه على فخذيه، وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام، فقال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، وتُقيم الصّلاة، وتُؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت إن استطعت إليه سبيلاً. قال: صدقت. قال: فعجبنا له، يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتُؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لَم تَكُن تراه فإنّه يراك. قال: فأخبرني عن السّاعة، قال: ما المسؤول عَنها بأعلمَ من السّائل. قال: فأخبرني عن أمارَتها، قال: أن تلِدَ الأَمَة رَبَّتها، وأن تَرَى الحُفاة العُراة العالة رعاء الشاء يَتطاوَلون في البنيان. قال: ثم انطلق، فلبثت مليّاً، ثم قال لي: يا عمر: أتدري من السّائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنّه جبريل أتاكم يُعلّمُكم دينكم).تداعي
  • الأمم عَلى الأمَّة الإسلاميَّة: قال صلى الله عليه وسلم: (يُوشكُ أن تَدَاعى عليكمُ الأممُ كما تَدَاعى الأكلَةُ إلى قصعتِها)، الخسف والقذف وَالمسخ.
  • استفاضة المَال وكثرته.
  • تسليم الخاصَّة: حيث إنّ الناس لا يُسلّمون إلا على من يَعرفون فقط. فشو التجَارة حتى تساعد الزوجة زوجها فيها وهو ما يَحصل الآن. قطع الأرحَام. اختلال المقاييس. ظهور شرطة يجلدون الناس بلا وجهِ حق.

العلامَات الصغرى التي لم تقع بَعدُ

  • أن تعود جزيرة العَرب جنَّاتٍ وَأنهاراً: وذلك يرجع لعدة أسباب هي: أن يحفِرَ سكّان جَزيرةِ العربِ الآبارَ ممّا يؤدّي إلى استِصلاحِها وظهور الأنهار فيها وجعلها خَضراءَ مُزدهرة، أو أن السبب يَرجع إلى تَغيّر المُناخ في تلك المنطقة وهو الراجح؛ حيث إنّ تغيًّر المناخ أيضاً علامةٌ من علَامات الساعة الصغرى؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) .
  •  أن يفيض المال ويكثر حتى لا يجد من يقبل زكاة المال: وذلك لكثرة الغِنى وانتشار المال والزهد فيه، حيث ورد من قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم في الصحيح ما رواه أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا)
  • انتفَاخ الأهلّة وكِبَر حجمها: من علامات الساعة التي لم تحدث بعد، والتي جاء ذكرها فيما صحَّ نقله عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يُرى الهلال بحجم أكبر من حجمه الطبيعي عند أول خروجه، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مِن اقْتِرابِ السَّاعَةِ انتِفَاخُ الأهِلَّةِ)،
  • تكليم السّبَاع والجمَاد الإنسَ، وتكليم الرجل لشراك نعله وسوطه وفخذه: وذلك لما روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: (بينما راعٍ يرعى بالحَرَّة، إذا عرَضَ ذئبٌ لشاة من شياهِه، فحال الرَّاعي بين الذِّئب ِوالشاة، فأقعى الذئبُ على ذَنَبه، ثم قال للراعي: ألا تتَّقي الله، تحولُ بيني وبين رزقٍ ساقه الله إليَّ، فقال الراعي: العجَبُ من ذئبٍ مُقْعٍ على ذَنَبِه يتكلَّمُ بكلام الإنسِ، فقال الذئب: ألا أحَدِّثُك بأعجَبَ مني؛ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بين الحرَّتَينِ يحَدِّث الناسَ بأنباءِ ما قد سبق، فساق الراعي شاءَه حتى أتى المدينةَ، فزوى إلى زاويةٍ من زواياها، ثم دخل على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحَدَّثَه بحديث الذئب، فخرج رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى النَّاس، فقال للراعي: قُم فأخبِرْهم، قال: فأخبَرَ الناس بما قال الذئب، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: صدَقَ الراعي، ألَا إنَّه من أشراط الساعة كلامُ السِّباعِ للإنسِ، والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعةُ حتى تكَلِّمَ السِّباعُ الإنسَ، ويكَلِّمَ الرَّجلَ شِراكُ نَعْلِه، وعَذَبةُ سَوطِه، ويُخبِرُه فَخِذُه بما أحدَثَ أهلُه بَعْدَه).
  • انحسَار الفرات عَن جَبل من ذهَب: فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هُريرةَ رَضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا)، ومعنى انحسار الفرات: أن ينفد ماءه وينضب، وتظهر من جوفه الكنوز والجَواهر الثّمينة، وربّما يَكون انحسارُهُ يعني تحوّل مجراهُ إلى موضعٍ آخر، فيكشف نهر الفرات أثناء تحوّله جبلاً من الذهب في طريقه؛ وذلك إمّا لكونه موجوداً تحته، أو لأنه يُزيحُ ما في طريقه من علاماتٍ يَظهر بزوالها جبلٌ من ذهب.
  • أن تخرج الأرضِ كنوزَهَا المخبوءة: روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَتَلْتُ وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي، وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا)، فإنَّ من علامات الساعة أن تظهر الأرض الكنوز المدفونة فيها فيَكثر المال ويَظهر الغنى، فيَزهَد الناس في تلك الكنوز حتى إنّهم يَمرّون عليها ولا يَلمسون منها شيئاً.

علامات الساعة الكبرى

  • خروج الدخان.
  • خروج أعور الدجال الذي يدعّي الألوهية ويأمر الناس باتباعه. خروج الدابة التي تحدث الناس؛ حيث إنّها تسم المؤمن بعلامة على جبينه فيضيء، وتسم الكافر بعلامة على أنفه فيظلم، وقد ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم بقوله: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ) [النمل: 82].
  • طلوع الشمس من مغربها وعند ظهور هذه العلامة يغلق الله باب التوبة فلا ينفع الإيمان بعدها.
  • نزول سيدنا عيسى بن مريم -عليه السلام- من السماء ودعوته لدين محمد.
  • خروج قوم يأجوج ومأجوج وهم قوم انتشر فسادهم وأذاهم في الأرض، فطلب الناس من ذي القرنين أن يبني عليهم سداً منيعاً ليحميهم خلفهم، فأقام ردماناً منيعاً من الحديد وسط جبلين وأذاب عليه من النحاس ما زاده صلابة وقوة، ومن الجدير ذكره أنّ هذا الحصار سيزول في وقت لا يعلمه غير الله تعالى.
  • حدوث خسف في المشرق والمغرب وجزيرة العرب.
  • خروج نار عظيمة تطرد الناس إلى أرض المحشر.

أهمية فهم **علامات الساعة**

فهم **علامات الساعة** يساعد المسلمين على البقاء واعين لحقيقة أن هذه الحياة الدنيا ليست إلا محطة مؤقتة في رحلتهم الأبدية. إن العلامات التي تدل على قرب يوم القيامة تذكرنا بأهمية الاستعداد ليوم القيامة بإصلاح أنفسنا وأفعالنا. من خلال دراسة الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تتحدث عن علامات الساعة، يمكن للمسلم أن يدرك أهمية التحلي بالأخلاق الحسنة والابتعاد عن المحرمات، وبالتالي إعداد نفسه للقاء الله يوم القيامة.

التعمق في دراسة **علامات الساعة** يُمكن أن يحفز الفرد على زيادة العمل الصالح والتقرب أكثر من الله بالدعاء والصلاة. إنه يذكرنا بأن الوقت ليس دائماً في صالحنا وأن كل فرد في النهاية سيقف أمام الله ليحاسب على أفعاله. لذلك، تجعلنا هذه العلامات نفكر بعمق في أفعالنا ونيتنا بشكل يومي، وتجعلنا نعيد تقييم أولوياتنا في الحياة.

التعامل مع **علامات الساعة** الكبرى والصغرى

التمييز بين **علامات الساعة** الصغرى والكبرى يعتبر مهماً لفهم تسلسل الأحداث التي تؤدي إلى يوم القيامة. العلامات الصغرى بدأت بالفعل بالظهور وهي علامات قد تكون طالت أمدها وقد لا تثير الانتباه كمثل العلامات الكبرى. العلامات الكبرى، من جهة أخرى، تعتبر أحداثاً ضخمة تغير موازين الدنيا ولا يمكن إنكارها أو التغاضي عنها.

عندما تظهر **علامات الساعة** الكبرى، ستكون دليلاً قوياً على أن يوم القيامة بات قريباً جداً. هذه الأحداث تبرز بأهمية كبرى لأنها تؤثر في كل البشر بشكل لا يمكن إنكاره. لذلك، عند ظهور هذه العلامات، ستكون فترة صعبة تتطلب من الأفراد الثبات والإيمان القوي، وأن يبذلوا ما في وسعهم في سبيل الحفاظ على دينهم وأخلاقهم في مواجهة الفتن والاختبارات.

لماذا يجب أن نهتم بتحقيق فهم أعمق لعلامات الساعة؟

فهم **علامات الساعة** بشكل أعمق يتيح لنا الاستعداد الروحي والعقلي للآخرة. إنه ليس فقط لتحري الفضول أو إشباع القلق، بل الهدف هو تعزيز الإيمان الداخلي واليقين في قلوب المؤمنين بأن الله أعدل الحكماء وأن دين الإسلام هو الحق. حثنا الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) على الدوام في التفكر في الآخرة والاستعداد لها دون الانغماس في الدنيا ونسيان الهدف الأسمى.

كذلك، يساعد الاطلاع على **علامات الساعة** في تعزيز شعور الوحدة بين المسلمين عبر الأجيال. فالأحاديث التي تصف هذه العلامات توحد المسلمين في أهتماماتهم الدينية وتدعوهم للجماعة والتكاتف في أوقات الشدة. هذه المعرفة ليست فقط وسيلة للتعزية بل هي دافع قوي للبقاء على الصراط المستقيم.

العبرة من **علامات الساعة** وتأثيرها على حياتنا اليومية

أن تدرك **علامات الساعة** يعني أن تعي الهدف الرئيسي من وجودك في هذه الحياة. هذه العلامات ليست مجرد أحداث عابرة بل هي إشارات ربانية للعودة إلى الطريق المستقيم والعمل الصالح. فإذا كنا ندرك علامات الساعة الصغرى التي حدثت ونترقب الكبرى، سنكون أكثر استعدادًا ويقظة للتغيرات في حياتنا.

تؤثر **علامات الساعة** على كل نواحي الحياة اليومية؛ فهي تدفع المسلمين للعيش بإصلاح النفس وتجنب الغرور بالمال أو السلطة. من يدرك أن الساعة قد تكون أقرب مما يتخيل، سيعيش حياته بوعي أكبر وأهداف نبيلة، مستغلاً كل يوم من أيامه كفرصة فريدة للعمل الصالح والزكاة والعبادة. إن هذه العلامات تدعونا جميعًا للإلحاح في الدعاء والعمل لتحقيق السلام الداخلي مع النفس ومع الآخرين.

radwa adel

تخرجت من كلية الألسن، ولدي خبرة 8 سنوات في كتابة وانشاء المحتوي العربي، عملت في أكثر من 20 موقع مختلف علي مدار السنين الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى