شعر

شعر عن السعادة .. أبيات شعر قوية عن السعادة

رغم تعدُّد ثقافاتنا وتنوُّع آراءنا، هناك مفهومٌ يجتمع عليه البشر جميعًا، وهو السعادة. تُعَدُّ السعادة هدفًا يسعى إليه البشر منذ أزمنةٍ طويلة، فهي تنبض في أعماقنا كنبضات الحياة الراقصة في أرواحنا. قد تتشكل السعادة في مفاهيمٍ مختلفة لدى الناس، فبينما يجدها البعض في الإنجازات العظيمة والثروة المادية، يجد الآخرون بالحب والعلاقات القوية والتفاعل الاجتماعي. إنها كنزٌ ثمينٌ يُسعد قلوبنا ويشعرنا بروحٍ متجددةٍ لا تهدأ.

وكيف لا يحبُّ الإنسان السعادة ويسعى إليها بكل جهوده؟ فقد تخاطب السعادة الجانب البشري الأعمق وتضعف أي خطوةٍ لها قوة الحزن والألم. إنها لا تُمَتِّعُ فقط بل تتجاوز الإحساس بالسرور إلى طيفٍ واسعٍ من العواطف الإيجابية التي تمنح الحياة معنىً أعمق وجمالًا لا يُضَاهى.

ستكون رحلتنا في هذه المقالة مغامرةً شعريةً في عالمٍ متلألئٍ بالحروف والأبيات، نغوص في أغواره لنستخرج أروع الأحاسيس وأعمق المعاني. سنلمس أشعار السعادة ونتأملها، ونستعيد في كل بيتٍ روح الفرح والتفاؤل التي تعطي الحياة معنىً جديدًا. سنسافر عبر مشاعر الشعراء العظماء وننغمس في عباراتهم الساحرة، لنبحر معهم في محيط البهجة والسرور، حيث تتلون الحياة باللون الأجمل وترقص الأرواح بأنغام السعادة.

شعر عن السعادة

يقول الشاعر إيليا أبو ماضي:

قُلتُ السَعادَةُ في المُنى فَرَدَدتَني

وَزَعِمتَ أَنَّ المَرءَ آفَتُهُ المُنى

وَرَأَيتُ في ظِلِّ الغِنى تِمثالَها

وَرَأَيتَ أَنتَ البُؤسَ في ظِلِّ الغِنى

ما لي أَقولُ بِأَنَّها قَد تُقتَنى

فَتَقولُ أَنتَ بِأَنَّها لا تُفتَنى

وَأَقولُ إِن خُلِقَت فَقَد خُلِقَت لَنا

فَتَقولُ إِن خُلِقَت فَلِم تُخلَق لَنا

وَأَقولُ إِنّي مُؤمِنٌ بِوُجودِها

فَتَقولُ ما أَحراكَ أَن لا تُؤمِنا

وَأَقولُ سِرٌّ سَوفَ يُعلَنُ في غَدٍ

فَتَقولُ لا سِرُّ هُناكَ وَلا هُنا

يا صاحِبي هَذا حِوارٌ باطِلٌ

لا أَنتَ أَدرَكتَ الصَوابَ وَلا أَنا

قد يهمك ايضاً : شعر قوي

قصيدة عن السعادة

قصيدة البحث عن السعادة  :

قد بحثنا عن السعادة لكن

ما عثرنا بكوخها المسحور

أبدا نسأل الليالي عنها

وهي سرّ الدنيا ولغز الدهور

طالما حدّثوا فؤادي عنها

في ليالي طفولتي وصبايا

طالما صوّروا لعينيّ لقيا

ها وألقوا أنباءها في رؤايا

فهي آنا ليست سوى العطر والأل

وان والأغنيات والأضواء

ليس تحيا إلا على باب قصر

شيّدته أيدي الغنى والرخاء

وهي آنا في الصوم عن متع الدن

يا وعند الزّهاد والرهبان

ليس تحيا إلا على صخر المع

بد بين الدعاء والإيمان

وهي حينا في الإثم والمتع الدن

يا وفي الشرّ والأذى والخصام

ليس تصفو إلا لقلب دنيء

لآئذ بالشرور والآثام

وهي في شرع بعضهم عند راع

يصرف العمر في سفوح الجبال

يتغنى مع القطيع إذا شا

ء تحت الشذى والظلال

وهي في شرع آخرين ابنة العز

لة والفنّ والجمال الرفيع

ليس تحيا إلا على فم غرّي

د يغني أو شاعر مطبوع

وهي حينا في الحبّ يلهمها سه

م كيوبيد قلب كلّ محبّ

ليس تحيا إلا على شفة العا

شق يشدو حياته لحن حبّ

حدّثوني عنها كثيرا ولكن

لم أجدها وقد بحثت طويلا

لم أزل أصرف الليالي بحثا

وأغّني بها الوجود الجميلا

مرّ عمري سدى وما زلت أمشي

فوق هذي الشواطىء المحزونة

لم أجد في الرمال إلا بقايا ال شوك! يا للأمنية المغبونة

أين أصدافك اللوامع يا شطّ

إذن أين كنزك الموعود؟

هاته رحمة بنا ,هات كنزاً

هو ما يرتجيه هذا الوجود

هاته حسب رملك البارد القا

سي خداعا لنا وحسبك هزءاً

يا لحلم نريد منه اقترابا

وهو ما زال أيّها الشطّ ينأى

لم تعد قصّة السعادة تغر

يني فدعني على شاطىء الآهات

قد يهمك ايضاً : شعر المتنبي في العتاب

أبيات شعر عن السعادة

يقول ابو القاسم الشابي : 

تَرجُو السَّعادة َ يا قلبي ولو وُجِدَتْ

في الكون لم يشتعلْ حُزنٌ ولا أَلَمُ

ولا استحالت حياة ُ الناس أجمعها

وزُلزلتْ هاتِهِ الأكوانُ والنُّظمُ

فما السَّعادة في الدُّنيا سوى حُلُمٍ

ناءٍ تُضَحِّي له أيَّامَهَا الأُمَمُ

ناجت به النّاسَ أوهامٌ معربدة ٌ

لمَّا تغَشَّتْهُمُ الأَحْلاَمُ والظُّلَمُ

فَهَبَّ كلٌ يُناديهِ وينْشُدُهُ

كأنّما النَّاسُ ما ناموا ولا حلُمُوا

خُذِ الحياة َ كما جاءتكَ مبتسماً

في كفِّها الغارُ، أو في كفِّها العدمُ

وارقصْ على الوَرِد والأشواكِ متَّئِداً

غنَّتْ لكَ الطَّيرُ، أو غنَّت لكَ الرُّجُمُ

واعملْ كما تأمرُ الدُّنيا بلا مضضٍ

والجم شعورك فيها، إنها صنمُ

فمن تآلّم لم ترحم مضاضتهُ

وَمَنْ تجلّدَ لم تَهْزأ به القمَمُ

هذي سعادة ُ دنيانا، فكن رجلاً

_إن شئْتَها_ أَبَدَ الآباد يَبْتَسِمُ!

وإن أردت قضاء العيشِ في دعَة ٍ

شعريّة ٍ لا يغشّي صفوها ندمُ

فاتركْ إلى النّاس دنياهمْ وضجَّتهُمْ

وما بنوا لِنِظامِ العيشِ أو رَسَموا

واجعلْ حياتكَ دوحاً مُزْهراً نَضِراً

في عُزْلَة ِ الغابِ ينمو ثُمّ ينعدمُ

واجعل لياليك أحلاماً مُغَرِّدة ً

إنَّ الحياة َ وما تدوي به حُلُمُ

في ختام رحلتنا الشعرية في عالم السعادة، ندرك أن الشعر هو لغة الروح والمفتاح السحري الذي يفتح باب الفرح والسرور. إنه الشاهد الدائم على أجمل اللحظات وأعمق المشاعر، والصديق الذي يُشارِكنا الابتسامة والحب والتفاؤل.

في كل قصيدةٍ نصادفها، نجد بصمة السعادة تتراقص بين الأبيات، ترتسم على أوراق الورود وتلتقط أشعة الشمس المشرقة. تنادينا الكلمات الشاعرية بأن نكون سعداء ونبحر في عالمٍ مليءٍ بالإيجابية والأمل.

في زمنٍ يعتريه الكثير من الضغوط والتحديات، يعيش الشعر بين صفحاته البهجة والنشوة. إنه يترجم مشاعرنا إلى حروفٍ ترتقي للسماء، ويذوب الحزن والتعاسة بصوته العذب. فالشعر يعلمنا أن السعادة ليست وعدًا بعيد المنال، بل هي لحظاتٌ تستحق أن نعيشها بكل مشاعرنا وأفكارنا.

لذا، دعونا نستمر في احتضان الشعر وندفع بأنفسنا نحو السعادة والفرح. لنتذوق قطرات البهجة التي يسقينا بها الشعر، ونرتشف من كأس الأبيات الشاعرية طعم السعادة والانبهار.

فلنسمح للشعر أن يكون وسيلةً لنا لاكتشاف طبائعنا السعيدة، وليذكِّرنا بأن الحياة تحمل في طياتها جمالًا لا يُضَاهَى. فالسعادة ليست هدفًا نهائيًا، بل رحلةً مستمرة نسعى للوصول إليها، والشعر يكون طريقنا المبهج في هذه الرحلة.

قد يهمك ايضاً : بيت شعر قوي

عبد العاطي سيد

تخرجت من كلية التجارة جامعة عين شمس عام وأعمل ككاتب مقالات مهتم بالكتابة في العديد من المجالات مثل الاقتصاد والترفيه والتكنولوجيا والصحة. لقد نشرت لي العديد من المقالات عبر المنصات الإلكترونية المختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى