شعر الامام علي: 5 قصائد دينية تبكي على الدنيا

يمثل شعر الامام علي تجسيدًا لأحد الأقمشة الثقافية الفريدة والمتنوعة التي تميزت بها الحضارة الإسلامية في العصر الذهبي. ينسب إلى الإمام علي بن أبي طالب، الذي يعرف ببلاغته وفصاحته، مجموعة من القصائد والنصوص الشعرية التي تحمل في طياتها قيمة فكرية وأخلاقية عالية. يشتهر شعر الامام علي بعمق معانيه وجمال تراكيبه، حيث يعكس من خلاله حكمته الواسعة وتجربته الحياتية الغنية بالتحديات والانتصارات. يعتبر هذا الشعر مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين في دراسة الأدب العربي القديم، ولا يزال يحتفظ بجاذبيته وتأثيره في القلوب حتى يومنا هذا. يعبر عن مفاهيم العدل والشجاعة والزهد، مبثوثة في أبيات تنضح بالعاطفة الصادقة والإيمان العميق. في عالم الأدب والشعر، يبقى الإمام علي أيقونة لا تُنسى تذكرنا بأهمية الكلمة وعمق التأمل.

الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه هو ابن عم رسولنا الكريم صلي الله علهي وسلم وكافله حتي توفي والده وجده ، وهو من آل البيت، ورابع الخلفاء الراشدين واحد العشرة المبشرين بالجنة ، امتد حكمة لمدة 5 سنوات وثلاثة أشهر، وقد تزوج علي بن ابي طالب رضي الله عنه من السيدة فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وقد شارك علي في جميع غزوات الرسول فيما عدا غزوة تبوك، وهو من كتاب الوحي واشتهر بالكرم والحكمة والفصاحة ولديه العديد من الاشعار الرائعة والحكم المميزة وهو أول من اسلم من الصبيان، آخاة الرسول صلي الله عليه وسلم مع نفسه حين آخي بين المسلمين بعد الهجرة من مكة الي المدينة، وقد نسبت العديد من الاقوال والقصائد المميزة للإمام علي، ولكن اشهرها قصيدة والنفس تبكي علي الدنيا وقد علمت ان السلامة فيما ترك ما فيها ويسعدنا ان نستعرض معكم الآن في هذا المقال عبر موقع احلم هذه القصيدة المميزة بالاضافة الي مقتطفات رائعة من شعر الامام علي ، استمتعوا الآن بقراءته وتعلم ما فيه من حكم ومواعظ مميزة وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : شعر .

قصيدة النفس تبكي على الدنيا وقد علمت لعلي بن أبي طالب

النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائن في الافاق قد بنيت أمست خرابا وأفنى الموت أهليها
لا تركنن إلى الدنيا وما فيها فالموت لا شك يفنينا ويفنيها
لكل نفس وان كانت على وجل من المنية امال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضها والنفس تنشرها والموت يطويها
إنما المكارم أخلاق مطهرة الدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أنى لا أصادقها ولست ارشد إلا حين اعصيها
واعمل لدار غدا رضوان خازنها والجار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبن محض ومن عسل والخمر يجري رحيقا في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفة تسبح الله جهرا في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها بركعة في ظلام الليل يحييه

اعمل لدار البقاء رضوان خازنها ….. الجار احمد والرحمن بانيها

ارض لها ذهب والمسك طينتها ….. والزعفران حشيش نابت فيها

انهارها لبن محض ومن عسل ….. والخمر يجري رحيقا في مجاريها

والطير تجري على الاغصان عاكفة ….. تسبح الله جهرا في مغانيها

من يشتري الدار بالفردوس يعمرها ….. بركعة في ظلام الليل يخفيها

او سد جوعة مسكين بشبعته ….. في يوم مسغبة عم الغلا فيها

النفس تطمع في الدنيا وقد علمت ….. ان السلامة منها ترك ما فيها

اموالنا لذوي الميراث نجمعها ….. ودارنا لخراب البوم نبنيها

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ….. الا التي كان قبل الموت يبنيها

فمن بناها بخير طاب مسكنه ….. ومن بناها بشر خاب بانيها

والناس كالحب والدنيا رحى نصبت ….. للعالمين وكف الموت يلهيها

فلا الاقامة تنجي النفس من تلف ….. ولا الفرار من الاحداث ينجيها

تلك المنازل في الافاق خاوية ….. اضحت خرابا وذاق الموت بانيها

اين الملوك التي عن حظها غفلت …. حتى سقاها بكاس الموت ساقيها

افنى القرون وافنى كل ذي عمر ….. كذلك الموت يفني كل ما فيها

نلهو ونامل امالا نسر بها ….. شريعة الموت تطوينا وتطويها

فاغرس اصول التقى ما دمت مقتدرا … واعلم بانك بعد الموت لاقيها

تجني الثمار غدا في دار مكرمة ….. لا من فيها ولا التكدير ياتيها

الاذن والعين لم تسمع ولم تره ….. ولم يجر في قلوب الخلق ما فيها

فيالها من كرامات اذا حصلت ….. وياله من نفوس سوف تحويها

في رحاب **شعر الامام علي**، نجد الحكمة والموعظة متجسدة في أبيات خالدة تعبر عن الزهد والفناء. يتميز **شعر الامام علي** بالبلاغة والعمق في التفكير، مما يجعله مرآة تعكس القيم الإسلامية والتجارب الحياتية. يعتبر **شعر الامام علي** مدرسة في التقوى والبصيرة، حيث يدعو الإنسان للتفكر في واقع الدنيا وما بعد الموت.

بالإضافة إلى ذلك، فإن **شعر الامام علي** يستمد قوته من الإيجاز والجمال الصوتي، مما يضفي عليه سحراً خاصاً يجعل القارئ ينجذب للتأمل في معانيه. ولعل من أعظم أقواله تلك التي تتعلق بأهمية الأخلاق والقيم الإنسانية، حيث يجسدها بطرق تجعلها تتردد في الأذهان على الدوام، مثل تلك الأبيات التي تحدث فيها عن الكرم والصبر والتواضع.

ملامح الحكمة في شعر الامام علي

يرتبط اسم **شعر الامام علي** بالعديد من المواعظ والحكم التي لا تزال تجد صداها في العالم المعاصر. امتاز شعره بالتعبير عن المعاني العميقة بأسلوب سلس واستشهد بالنصوص الدينية والقصص القرآني ليثبت معانيه. كانت أشعاره تعكس فكره وعمق نظرته للحياة، فنجد فيها ما يحث على الوحدة والعلم والتقوى وتجنب الغرورالدنيوي. “المرء يُعرف بجليسه”، “رأس الحكمة مخافة الله”، تلك بعض من كنوزه الأدبية التي لا يمكن نسيانها.

التعبير عن القيم الروحية في شعر الامام علي

نال **شعر الامام علي** إعجاب الكثيرين ليس فقط لجمالياته البلاغية، لكن لما يحمله من قيم روحية مستمدة من تعاليم الإسلام التي تجد منفذاً للقلوب والعقول. في شعره نجد النصح والإرشاد حيث يوجه الإنسان للبحث عن السعادة والسلام الداخلي من خلال الابتعاد عن المادة والانغماس في الطاعة. لم يكن الإمام علي ينظر للشعر فقط كوسيلة جمالية، بل كوسيلة تربوية تهدف لتوجيه الناس نحو الطريق السليم.

البلاغة والبيان في شعر الامام علي

تعتبر البلاغة إحدى الجوانب المميزة في **شعر الامام علي**، حيث يوظف الأكلفظ في مكانه الصحيح ليوصل الرسالة بأبلغ وأجمل طريقة ممكنة. يتسم شعره بالقوة والإيجاز والتكثيف في المعنى، مما يجعله شديد التأثير على المستمعين والقراء. استعمل الإمام علي مرادفات اللغة بصورة متفردة لإيصال تجارب الحياة وتوجيه النصائح بطريقة بسيطة وغنية في ذات الوقت. من مقتطفاته الشهيرة تأتي فكرة أن “المعرفة نور”، وهو تعبير يكشف عمق فلسفته وتقديره العميق للعلم.