شخصيات وأعلام

شارلوك هولمز وملامح من شخصيته وحياته

شارلوك هولمز

شارلوك هولمز هو أحد الشخصيات الخيالية للمحقق الأسكتلندي كونان دويل، ويقوم هولمز بالتعريف بنفسه بأنه محقق استشاري، وهو يتخذ من لندن مقر له، ويقوم بمساعدة الشرطة والمحققين حين لا يستطيعون إيجاد الحلول للجرائم التي تواجههم في أعمالهم، وقد اشتهر هولمز بأن لديه مهارة في استعمال التفكير المنطقي، وفي استطاعته وقدرته على التمويه والتنكر، بالإضافة إلى استعمال معلومات في مجال الطب الشرعي ليقوم بحل أعْوَص القضايا، وتُعتبر شخصية شارلوك هولمز أشهر شخصية لمحققين خياليين على الإطلاق.

وقد ظهر شارلوك هولمز للمرة الأولى في العام 1887، ومنذ ذلك الوقت كتب كونان دويل 4 روايات و56 قصة قصيرة وكان دور البطولة فيها لشارلوك هولمز، وقد ابتدأها كونان برواية عنوانها دراسة في اللون القرمزي، ثم أعقب ذلك رواية بعنوان علامة الأربعة، أما قصصه القصيرة فقد شرع في إصدارها في سنة 1891، في قصة بعنوان: فضيحة في بوهيميا، ثم تتابع نشر تلك القصص القصيرة والروايا حتى سنة 1914.

ونحن في هذا الموضوع شارلوك هولمز وملامح من شخصيته، نتعرض إلى بعض المعلومات حول هذه الشخصية الخيالية العجيبة التي حازت شهرة واسعة النطاق والأرجاء، ولا زالت أصداؤها إلى يومنا هذا.

تمهيد:

قد تمت رواية كل روايات هولمز وكل قصصه القصيرة من خلال زميله الحميم وكاتب سيرته وهو الدكتور جون واطسون، ما عدا قصتين قام هولمز بروايتهما بنفسه وهما: مغامرة عرف الأسد، ومغامرة الجندي الشاحب، وكذلك اثنتان أخريان تمت روايتهما بضمير الغائب وهما قوسه الأخير ومغامرة حجر مازارين.

وفي قصتين أخريين وهما مغامرة جلوريا سكوت ومغامرة طقوس موسجريف، يقوم هولمز برواية أكثر أحداث القصة من ذاكرته للطبيب واطسون، بينما يقوم واطسون بأجزاء هامشية في هذه القصة، وهناك روايتين هما وادي الخوف ودراسة في اللون القرمزي تمت كتابتهما بطريقة السرد، حيث لا تستطيع أن تميز الأحداث بين هولمز وواطسون.

استلهام شخصية شارلوك هولمز:

قام الكاتب كونان دويل باستيحاء شخصية هولمز من الدكتور جوزيف بيل، حيث كان دويل يعمل عنده في المستشفى الملكي في أسكتلندا، ومثلما كانت شخصية هولمز، كذلك كانت شخصية الطبيب جوزيف بيل حيث كان يصل إلى استنباطات مذهلة بناء على ملاحظات قليلة وبسيطة، ورغم ذلك فقد كتب الدكتور بيل إلى دويل قائلًا له: أنت شارلوك هولمز، ومن الجيد أن تعلم ذلك.

مضافًا إلى الدكتور بيل، فيُعد الدكتور هنري ليتلجون الذي يعمل كمحاضر بقسم الطب الشرعي في كلية الطب جامعة أدنبر، يُعتبر أحد مصادر الإلهام للكاتب دويل خلال ابتكاره لشخصية شارلوك هولمز، فالطبيب ليتلجون يعمل جراحًا في مستشفى الشرطة، ويعمل كإداري في مكتب الصحة العامة، وقد وفر لكونان مدخلًا ليربط بين التحقيقات الطبية وبين استنتاجات الجرائم.

وهناك مصدر إلهام آخر لشخصية شارلوك هولمز تتمثل في الشرطي فرانسيس سميث، وهو واحد من الشرطيين الخبراء في أساليب التمويه وأساليب التخفي، وقد صار في اللاحق المحقق الخاص الأول بمدينة لستر.

حياة شارلوك المبكرة:

التفاصيل الدقيقة لتلك الحياة التي كان يعيشها شارلوك هولمز في خارج إطار المغامرات والتحقيقات التي قام الطبيب واطسون بتدوينها، تُعتبر قليلة ومبعثرة في تلك الروايات والقصص، الأمر الذي أدى بنا إلى سيرة ذاتية شائهة وليست مكتملة حول حياته الشخصية والخاصة.

والتقديرات التقريبية لعمر شارلوك هولمز في القصة المعروف قوسه الأخير؛ توضح لنا أنه مولود في حوالي عام 1854، حيث إن تلك القصة تم نشرها في عام 1914، وقد كان عمر هولمز في ذلك الوقت ستين عامًا، ويعتقد بعض الدارسين أن يوم مولده هو يوم 6 من شهر يناير.

وأولى المحالات التي قام بها هولمز لكي يطور من مهاراته على الاستنتاج كانت قبيل أن يتخرج في الجامعة، وأولى تلك القضايا التي قام بحلها حين كان لا يزال في طور الهواية كانت من واحد من زملائه في الجامعة، وتبعًا لشارلوك هولمز فإنه قد حدث لقاء فير متوقع بوالد أحد أصدقائه الأمر الذي دفعه إلى أن يتخذ قرارًا باحتراف التحقيق، وقد قام بقضاء الست أعوام التي أعقبت تخرجه في الجامعة، حيث عمل كمحقق استشاري، قبل أن تعمل ظروفه المادية على اضطراره إلى قبول الدكتور واطسون كشريك في السكن، وهي تلك النقطة التي تبدأ عندها الروايات والقصص المتعلقة بشارلوك هولمز.

حياة هولمز مع الطبيب واطسون:

قام شارلوك هولمز بقضاء أكثر سنوات عمله كمحقق استشاري مع صديقه الصدوق وكاتب سيرته الطبيب واطسون، حيث عاش مع شارلوك لمدة زمنية كبيرة قبل زواجه في سنة 1887 من السيدة ماري مورستان، ثم رجع ليقيم معه مرة أخرى بعد أن ماتت زوجته، والبيت الذي كانا يقيمان فيه هو في شارع بيكر، وقد كان ملكًا لأرملة تُسمى السيدة هدسن والتي كانت مسؤولة كذلك عن صيانته.

وقد كان للطبيب واطسون مهمتين أساسيتين في حياة شارلوك، أولى تلك المهمتين أنه كان بمنزلة يده اليمنى، فإضافة إلى تقديمه العون لشارلوك في الجانب الطبي من تحقيقاته بحكم أنه طبيب، فقد كان واطسون كذلك يقوم بالعديد من المهمات الأخرى ويقوم بالكثير من عناصر المساعدة مثل التنكر والبحث والمراسلة بالنيابة عن شارلوك.

والمهمة الثانية هي أنه كان يقوم بكتابة سيرة شارلوك هولمز ويذكر التفاصيل الخاصة بقضاياه التي يقوم بحلها، وأكثر القضايا التي قام شارلوك بحلها تم تدوينها من جهة واطسون على صورة قصة تقوم بتلخيص مراحل سير الأمور والقضايا، وكان شارلوك يقوم بانتقاد الأسلوب التي يجري واطسون عليها في الكتابة، وكان يصفه بالشعبوي والعاطفي، إضافة إلى ذلك أن أسلوب واطسون كان يفتقر إلى الموضوعية وإلى الدقة في توثيق الجوانب العلمية من القضايا.

وكانت علاقة الصداقة بين واطسون وهولمز أهم علاقة في كل قصص ورايات الكاتب كونان دويل، ففي الكثير من القصص ورغم تبلد الإحساس الواضح عند هولمز إلا أن احترامه للطبيب واطسون سرعان ما يتكشف بصورة واضحة، فحين تمت إصابة الطبيب واطسون بطلق ناري، أبدى هولمز التعاطف الكبير مع صديقه، رغم أن تلك الإصابة كانت إصابة سطحية، وقد كتب الطبيب واطسون عن أحاسيس هولمز معبرًا على أن الأمر يستحق أن يصاب من أجل أن يشعر بتلك الأحاسيس التي أظهرها شارلوك في هذا الموقف.

حياة شارلوك بعد تقدمه في العمر:

حُكِي في قصة قوسه الأخير أن شارلوك قد تقاعد ثم انتقل ليعيش في مزرعة صغيرة في ساسكس داونز، إلا أن تاريخ ذلك الانتقال غير معين بالتحديد، غير أنه يُفترض أن يكون حوالي سنة 1904، وقد اتخذ هولمز هوايته في تربية النحل كواحدة من الوظائف الرئيسية التي التهمت أكثر وقته، وقد كتب مرجعًا حول ثقافة النحل، وقد صاحبه بملاحظاته حول سلوك الملكة، كما أن القصة تظهر أن شارلوك وواطسون قد قطعا مدة تقاعدهما في المزرعة مرتين: المرة الأولى لكي يشاركوا في المجهود الحربي خلال الحرب العالمية الأولى، والمرة الثانية خلال مغامرة عرف الأسد، والتي تمت روايتها من خلال هولمز نفسه، وقد وقعت أحداث تلك الرواية خلال مدة تقاعد، وتفاصيل وفاة شارلوك غير معروفة.

صور شارلوك هولمز :

شارلوك في الإعلام
شارلوك في الإعلام
قصة شارلوك
قصة شارلوك
شارلوك المحقق
شارلوك المحقق
شارلوك وهو يقرأ
شارلوك وهو يقرأ
صورة متخيلة لشخصية شارلوك
صورة متخيلة لشخصية شارلوك

كان هذا ختام موضوعنا حول شارلوك هولمز وملامح من شخصيته، قدمنا خلال هذه المقالة بعض المعلومات حول الشخصية الخيالة الشهيرة شارلوك هولمز، وهذه الشخصية قد حازت شهرة لم تحزها شخصية خيالية أخرى على الإطلاق، وقد تتابعت الصحف تكتب عن روايات وقصص شارلوك هولمز وصديقه واطسون، وقد حققت رواياته وقصصه نجاحًا كبيرًا وشهرة واسعة النطاق امتدت إلى سنوات طويلة وحتى يومنا هذا لا زلنا نسمع بهذه الشخصية التي تقوم بأعمال التحقيق والتحري والتقصي والتنكر والتمويه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى