زواج المتعة: آراء العلماء وأسرار الفتاوى 2025
العناصر
في عالم العلاقات الإنسانية والروابط الاجتماعية، يُعتبر الزواج من المؤسسات الأساسية التي تعزز من التماسك والاستقرار الاجتماعي. من بين أشكال الزواج المتعددة التي عرفتها الثقافات المختلفة، يبرز زواج المتعة كموضوع مثير للجدل والنقاش. يُنظر إلى زواج المتعة كصيغة زواج مؤقتة تُعرف بكونها تتسم بمدة محددة يتفق عليها الطرفان، مما يسمح بالمرونة لبعض الأفراد الذين يبحثون عن علاقات لا ترتبط بالالتزامات التقليدية الدائمة. وبالرغم من أن هذا النوع من الزواج له جذور تاريخية في بعض الثقافات والتقاليد، إلا أنه يثير تساؤلات أخلاقية واجتماعية في المجتمعات الحديثة. يعبر البعض عن مخاوفهم من الأثر الاجتماعي والنفسي الذي قد ينجم عن مثل هذه العلاقات المؤقتة، بينما يراه آخرون كوسيلة لتلبية الاحتياجات الشخصية دون تعقيدات الزواج التقليدي. تبقى مناقشة زواج المتعة ساحة مفتوحة للرأي والتفسير والبحث الدائم. تعريف زواج المتعة هو أن يقوم الرجل بالزواج من امرأة الي أجل محدد بقدر معلوم من المال ، وهو عقد يتم بين الرجل والمرأة ويتفقان في هذا العقد علي مدة الزواج التي ينتهي بعدها، مثل أن يتفقا الزوجين علي الزواج لمدة شهرين مثلاً أو اقل من ذلك أو اكثر، مقابل أن يدفع الرجل الي المرأة مبلغ محدد من المال، لإستمتاعه بها اثناء مدة زواجهما زواج المتعة في هذه الفترة التي تم الاتفاق عليها، ويسعدنا ان نتناول معكم الآن في هذا المقال عبر موقع احلم معلومات حول زواج المتعة وتعريفة وحكمة في الشريعة الاسلامية واقوال العلماء وادلتهم علي ذلك ، وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : مجتمع .
الزواج من النعم التي أنعم بها الله عز وجل علي عبادة، فهو طريق الاستقرار والمودة والتراحم والسعادة والسكن والطمأنينة، وقد عبر الله سبحانه وتعالي عن الزواج بألطف عبار وأدق تصوير، قال تعالي في كتابه العزيز : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) صدق الله العظيم .
أقوال العلماء في زواج المُتعة
القول الأول : ذكر الشافعية والحنابلة والمالكية ان زواج المتعة محرم وهو عقد باطل، واتخذوا بعض الادلة علي ذلك منها قول الله عز وجل في كتابه العزيز : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)، وعلي ذلك فإن من يستمتع بها ليست زوجه وليست ملك يمين، إنها هي تعد امرأة اجنبية عنه عقد عليها بغرض التمتع بها فقط، وهو ينوي طلاقها حين انتهاء الغاية التي تم لأجلها هذا العقد ، بالاضافة الي قول رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الشريف : (يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله، ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا)، ومن خلال هذا الحديث ذكر العلماء أن نكاح المتعة كان مباحاً ثم جاء الأمر بتحريمه .
ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (حرم – أو هدم – المُتعة النكاح والطلاق والعدة والميراث)، وقد استدل العلماء علي حرمانية زواج المتعة من خلال هذا الحديث لأن المتعة ترتفع بغير طلاق ولا يحدث توارث، فهذا دليل علي أن ذلك ليس زواجاً وان المرأة ليست زوجة الرجل في هذه الحالة، فليس عليها عدة وليس لها مهر مؤخل وليس لها ميراث إن مات وهي عنده، وبالتالي فهذا زواج محرم وليس بزواج من الاساس .
القول الثاني :حُكِيَ عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّها جائزة، وعليه أكثر أصحابه عطاء وطاووس، وبه قال ابن جريج، وحكى ذلك عن أبي سعيد الخدريّ وجابر رضي الله عنهما، وبهذا القول أخذ الشيعة وخاصة الامامية علي قولهما بما يلي : ظاهر قوله عزَّ وجلَّ: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهنّ فريضة) ووجه الاستدلال هنا أن الله سبحانه وتعالي ذكر لفظ الاستمتاع فقط ولم يذكر لفظ النكاح، وأنه أمر بإيتاء الاجر علي أن المتعة عقد ايجار علي منفعة البضع .
ما ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (كنا نستمتع بالقبضة من التّمر والدّقيق الأيام على عهد رسول الله عليه الصّلاة والسّلام وأبي بكر حتّى نَهى عنه عمر)، ووجه الاستدلال هنا أن المتعة كانت موجودة ايضاً في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم وفي خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنها حتي نهي عنها عمر بن الخطاب في خلافته .
**تأثير زواج المتعة على المجتمع**
**زواج المتعة** هو مفهوم قد يثير الجدل خاصة فيما يتعلق بآثاره الاجتماعية. قد يرى البعض أن **زواج المتعة** يؤدي إلى تفكك البنية العائلية وزعزعة استقرار المجتمع، حيث أنه يكون محملاً بالنوايا المؤقتة ولا يحمل الديمومة اللازمة لبناء عائلة مستقرة. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي انتشار **زواج المتعة** إلى تقليل أهمية الزواج التقليدي القائم على المسؤولية والالتزام. يمكن أن يعزز **زواج المتعة** الفهم السطحي للعلاقات ويجعل من الصعب على الأفراد تطوير علاقات مستدامة وهادفة على المدى الطويل. كما قد يؤدي إلى استغلال بعض الأفراد، خاصة النساء، بشكل غير أخلاقي، حيث يتم اتخاذ القرارات بخصوص هذا النوع من الزواج تحت تأثير الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية الضاغطة.
**زواج المتعة عبر التاريخ والثقافات**
كان **زواج المتعة** موضوعًا شائعًا في العديد من الثقافات على مر العصور، ومع ذلك فقد تمت مراجعته وحظره من قبل الكثيرين. في الحضارات القديمة مثل الفرس والرومان، كانت أشكال الزواج المؤقت موجودة ولكن بتنظيم مجتمعي مختلف. في بعض الثقافات، كان **زواج المتعة** يُنظر إليه كوسيلة لحماية حقوق النساء في عصر كان فيه الزواج الدائم مقيدًا. أما في السياق الإسلامي التاريخي، فقد تم تحرير النقاش حول **زواج المتعة** وتطور فهمه بمرور الوقت من خلال الدراسات الفقهية والمراجعات الشرعية. ومع تباين الآراء الدينية حوله، تطورت القوانين المنظمة أو المانعة له في دول متعددة، مما يعكس تباين الثقافات وتطور المفاهيم عبر الزمان والمكان.
**أسباب الجدل حول زواج المتعة في العصر الحديث**
في العصر الحديث، يبقى **زواج المتعة** موضوعًا حساسًا ومثيرًا للجدل بسبب الطبيعة المؤقتة لهذا النوع من الزواج وتأثيراته المحتملة على الأفراد والمجتمع. أحد الأسباب الرئيسية للجدل هو التناقض بين مفهوم **زواج المتعة** والمؤسسة التقليدية للزواج التي تقوم على الاستدامة والالتزام. يؤثر **زواج المتعة** أيضًا على النساء، حيث يمكن أن يتعرضن للاستغلال أو يعانين من فقدان حقوقهن المالية والاجتماعية بعد انتهاء العقد، مما يثير قضايا حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين. كما يضاف إلى الجدل المخاوف المتعلقة بالصحة العامة، مثل معدلات انتشار الأمراض المنقولة جنسيًا وعدم تتبع النسب. ومع تعالي الأصوات المطالبة بإعادة النظر في القوانين المتعلقة ب**زواج المتعة** والسياسات الأسرية، يبقى النقاش العام مثيرًا للاهتمام ومستمرًا حول مستقبل هذه الممارسة في المجتمعات الحديثة.