إسلاميات

الهجرة النبوية هجرة الرسول خير البشر من مكة الي المدينة

الهجرة النبوية هي واحدة من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي. هاجر النبي محمد صل الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة في عام 622 م، بعد أن تعرض وأتباعه للاضطهاد والتعذيب من قبل قريش. كانت هذه الهجرة بمثابة نقطة تحول في مسيرة الدعوة الإسلامية.

قبل الهجرة، كانت الأوضاع في مكة تزداد سوءًا للمسلمين. تعرّضوا للاضطهاد والتعذيب والتهميش من قبل قريش. في هذه الأثناء، عرض أهل المدينة (يثرب) على النبي محمد صل الله عليه وسلم أن يهاجر إليهم ويقيم بينهم ويكون قائدهم.

استجاب النبي للدعوة وبدأت الهجرة. خرج النبي صل الله عليه وسلم من مكة سرًا بصحبة صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه. كانت رحلتهم محفوفة بالمخاطر، إذ كانوا يخشون ملاحقة قريش لهم. اتخذوا كل الاحتياطات الممكنة للحفاظ على سرية رحلتهم، واختبأوا في غار ثور لثلاثة أيام حتى تهدأ مطاردة قريش لهم.
بعد وصوله إلى المدينة، استُقبل النبي وأتباعه استقبالًا حارًا من قبل أهل المدينة. بدأ النبي صل الله عليه وسلم ببناء مجتمع جديد قائم على أسس الإسلام. أقام أول مسجد في الإسلام، مسجد قباء، وعمل على توحيد المهاجرين والأنصار وبناء مجتمع متماسك يعتمد على العدل والمساواة.

كانت الهجرة النبوية بمثابة نقطة تحول في تاريخ الإسلام. أسست لدولة إسلامية قوية وموحدة، وأظهرت قوة الإرادة والتصميم على نشر رسالة الإسلام رغم الصعاب. تعلمنا الهجرة قيمة الإيمان، الصبر، والتضحية في سبيل الله.

أولا: معني الهجرة في اللغة والشرع

الهجرة في اللغة معناها: الترك
وفي الشرع: الخروج من أرض الكفر إلى أرض الإسلام
والمراد بها الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة والتي كانت في عهد النبي صلي الله عليه وسلم

ثانيا : أنواع الهجرة

للهجرة أنواعا أربع ورد ذلك في الجامع لأحكام القرآن في تفسير قول الله عز وجل:
” ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا “
كما قال تعالى: ” مالكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا ”

قال والهجرة أنواع :
1. منها: ـ الهجرة إلى المدينة لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت هذه واجبة أول الإسلام حتى قال لا هجرة بعد الفتح.
2. ومنها: ـ هجرة من أسلم في دار الحرب فإنها واجبة ويلحق بهذا من كان مقيما في دار الكفر ولم يتمكن من العبادة لزمه الهجرة من تلك البلاد وذلك لقوله تعالي:
” الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيه فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ”
3. ومنها: ـ هجرة أهل المعاصي حتى يرجعوا تأديبا لهم فلا يكلموا ولا يخالطوا حتى يتوبوا كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع كعب وصاحبيه مرارة بن ربيعة العامري وهلال بن أمية الواقفي وقد ذكر الله قصتهم في سورة التوبة
4. ومنها: ـ هجرة المسلم ما حرم الله عليه كما في الحديث : “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ”
وحديث :”ألا أخبركم بالمؤمن؟
المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب”.
وفي قول النبي لرجل سأله يا رسول الله فأي الهجرة أفضل؟ قال :أن تهجر ما كره ربك
وفي رواية والمهاجر من هجر السوء والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه ”
وفي ختام هذا المقال المبارك ندرك أن الهجرة لم تكن مجرّد انتقال مكاني بل كانت نقلةً روحيّة عظيمة من الظلمات إلى النور.. ومن الخوف إلى اليقين..
ومن الفتنة إلى الثبات.

الهجرة النبوية هي مدرسة كاملة في:
*القيادة والتخطيط.
*التضحية والصبر.
*بناء المجتمع.
دروس يجب ان نتعلم منها جميعًا..

إن الهجرة النبوية الشريفة تمثل حدثًا تاريخيًّا فارقًا في تاريخ الإسلام، ونقلة مهمة انتقل بها المسلمون من حالٍ إلى حالٍ، وانطلقت بموجبها الدعوة إلى رحاب واسعة يذكر فيها اسم الله تعالى.
فالهجرة باقية بمعناها..حاضرة برسالتها.. يسلكها كل من يهجر ما يغضب الله إلى ما يُرضيه وكل من يُقدّم الدين على الدنيا والحق على الهوى.. فلنجعل من ذكرى الهجرة محطة تجديد للنية وتصحيح للمسار وهجرةً دائمة من الغفلة إلى الصحوة ومن التقصير إلى المجاهدة… فاللهم اجعلنا من المهاجرين إليك واجعل هجرتنا في سبيلك خالصة لا نبتغي بها إلا وجهك الكريم.

radwa adel

تخرجت من كلية الألسن، ولدي خبرة 8 سنوات في كتابة وانشاء المحتوي العربي، عملت في أكثر من 20 موقع مختلف علي مدار السنين الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى