العناصر
تلعب الغدة النخامية دورًا محوريًا في نظام الغدد الصماء عند البشر، فهي تُعتبر “قائدة الأوركسترا” التي توجه العديد من العمليات الحيوية في الجسم. تقع هذه الغدة الصغيرة ولكن الفعالة في قاعدة الدماغ، وهي مسؤولة عن إفراز هرمونات تتحكم في وظائف الجسم المهمة مثل النمو، وتوازن الماء، وإنتاج الطاقة. يعتبر توازن الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية بالغ الأهمية لصحة الإنسان، حيث أن أي اضطراب فيها يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأمراض مثل اضطرابات النمو وخلل التوازن الهرموني. لذلك، تُعد هذه الغدة مركزًا هامًا للدراسة في مجال الطب والغدد الصماء، ويهتم العلماء والأطباء بفهمها وعلاج أي اضطرابات فيها لضمان صحة الإنسان ورفاهيته. هذه الدورة الهرمونية المتنوعة تجعل من الغدة النخامية مفتاحًا لفهم الكثير من الجوانب المتعلقة بصحة الإنسان وأدائه اليومي. تعد الغذة النخامية من اهم الغدد في جسم الانسان بشكل عام، حيث أنها مسئوله عن تنظيم وظائف الغدد الاخري في باقي انحاء الجسم، ويطلق عليها اسم مايسترو الغدد، وتقع الغدة النخامية داخل تجويف عظمي في جمجمة الشخص أسفل الدماغ في منطقة تسمّى السرج التركي، وتتكون الغدة النخامية بشكل اساسي من ثلاثة اجزاء هي الفص الامامي ويطلق عليها ايضً اسم النخامة الامامية، والقص الخلفي او النخافية الخلمية واخيراً القص الاوسط، ويقوم الفص الامامي والاوسط بإفزاز عدد من الهرمونات المهمة في جسم الانسان في كهرمون النموّ وهرمون الحليب ” البرولاكتين” والهرمون المنبّه للغدة الدرقيّة الي جانب الهرمون الموجّه لقشر الكظر وهرمون منبّه الجريب والهرمون الملوتن، أمّا الفص الخلفي من الغدة النخامية فهو المسئول عن القيام بإفراز الهرمونات المضادة لإدرار البول والأوكستسين ، والغدة النخامية مثلها مثل باقي اجزاء الجسم يمكن أن تتعرض لعدة من الامراض والمشاكل، ومن اهمها ورم الغدة النخامية، هو مرض متعدد الأعراض يشمل على صداع واضطراب في وظائف الهرمونات سابقة الذكر، يتم عادة ازالة الورم بالجراحة وقد يحتاج الطبيب إلى الاستعانة بالأدوية وفي بعض الحالات الأشعة السينية لضمان القضاء على الورم كاملاً وسوف نتناول معكم الآن في هذا المقال عبر موقع احلم معلومات طبية مفيدة ومهمة حول الغدة النخامية ووظيفتها والامراض التي تصيبها .


أعراض فرط الغدّة النخاميّة
- الزيادّة في نمو الشعر لدى النساء.
- ملاحظة حدوث ضخامة في اليدين والوجه والقدمين والجبهة .
- تغيير ملحوظ في لون الجلد .
- مشاكل في اللسان .
- زيادة التعرق وانقطاع النفس وقت النوم .
- ضعف العضلات .
- الم في المفاصل .
- مشاكل في الرؤية . .
- الشعور بالصداع .
- بحة في الصوت .
- خروج الحليب من الثدي عند النساء.
- خدران الجلد وانقطاع الطمث أو اختلال به.
أعراض قصور الغدّة النخاميّة
- العقم وقلة الاثارة الجنسية او البرود .
- الشعور الدائم بالضعف والوهن .
- خسارة الوزن بشكل ملحوظ وبدون مبرر .
- برودة وحساسية مع صعوبة الشعور بالدفئ حتي في الاجواء المعتدلة .
- قصر القامة لدي الاطفال .
- نقص في شعر الوجه والجسم لدي الرجال .
- انقطاع الشهية .
- فقدان شعر العانّة، وغياب الطمث، وعدم انتظامه لدى النساء.


اضطرابات الغدة النخاميّة
من اشهر مشاكل الغدة النخامية هو ظهور ورم حميد في الغدة النخامية، ويمكن أن تظهر هذه الاورام دون اي اعراض لعدة سنوات، ومن الممكن ألا تظهر لها اي اعراض نهائياً، ومن المعروف ان اورام الغدة النخامية ليست اوراماً في الدماغ، ومن اشهر انواع هذه الاورام والتي تشكل حوالي نصف الحالات هي الاورام غير الفعالة، التي لا تفرز اي هرمونات، ولكنها يمكن ان تسبب صداع عند الشخص او مشاكل في الرؤية والنظر، ويمكن ان يتسبب الورم ايضاً في الضّغط على الغدّة النخاميّة ممّا يؤدّي إلى توقف إفرازها للكميّات اللازمة لواحد من الهرمونات أو أكثر، وقد يحدث هذا بعد اخذ علاج للورام ، وتتعدد علاجات الغدة النخامية مثل التدخل الجراحي او العلاج الاشعاعي .
ومن اعراض او اشكال مشاكل الغدة النخامية ايضاً ضخامة الاطراف، (بالإنجليزيّة: Acromegaly) فتحدث هذه المشكلة عند زيادة إفراز الغدة النخاميّة لهرمون النمو خلال مرحلة البلوغ عند الشخص حيث يلاحظ زيادة كبيرة في حجم العظام بشكل عام وخاصة عظام اليدين والوجه والاقدام، ويمكن ان يصيب هذا المرض البالغين في منتصف العمر .
وهناك حالات اخري مثل متلازمة كوشينغ (بالإنجليزيّة: Cushing’s syndrome)؛ حيثُ تحدُث عند تعرّض الجسم لكميّاتٍ كبيرة من هرمون الكورتيزول لفترةٍ طويلة ويمكن ان تؤدي كذلك الي حُدوث حدبة دهنيّة بين الأكتاف، وزيادة دائريّة الوجه، وظهور علامات تشقق وردية اللون أو أرجوانيّة في الجسم، هذا بالإضافة إلى حالات أخرى عديدة قد تُصيب الغدة النخاميّة مثل مرض السكري الكاذب (بالإنجليزيّة: Diabetes insipidus)، والورم البرولاكتيني (بالإنجليزيّة: Prolactinoma)، وغيرها
تأثير الغدة النخامية على الصحة النفسية
تؤثر الغدة النخامية بشكل كبير على الصحة النفسية للإنسان نظرًا لدورها الرئيسي في إفراز الهرمونات التي تنظم مشاعرنا وسلوكياتنا. على سبيل المثال، يرتبط هرمون البرولاكتين، الذي تُفرزه الغدة النخامية، بتخفيف التوتر والشعور بالاسترخاء، بينما يؤثر هرمون النمو على مستويات الطاقة والنشاط. يمكن أن يؤثر الخلل في الغدة النخامية على الحالة المزاجية، مما يؤدي إلى الاكتئاب أو القلق. لذلك، فإن فهم دور الغدة النخامية يمكن أن يكون مفتاحًا لتحسين الصحة النفسية وذلك من خلال الفحوصات الدورية والكشف المبكر عن أي اضطرابات قد تحدث في الغدة. بالاطلاع على الدراسات العلمية، نجد أن العلاجات القائمة على تحسين وظائف الغدة النخامية قد تعزز من الاستقرار النفسي وتساهم في تحسين جودة الحياة.
دور الغدة النخامية في النمو والتطور
تلعب الغدة النخامية دورًا حيويًا في عمليات النمو والتطور، ولا سيما خلال مراحل الطفولة والمراهقة. يتم إفراز هرمون النمو من قبل الفص الأمامي للغدة، وهو المسئول عن نمو العظام والعضلات. نقص أو زيادة مستوى هذا الهرمون يمكن أن يؤدي إلى حالات مرضية مثل قصر القامة أو ضخامة الأطراف. لذلك، يولي الأطباء أهمية بالغة لمراقبة وظائف الغدة النخامية في مراحل النمو المبكرة، حتى يتم التدخل الطبي المناسب عند الحاجة. كما قد تساعد العلاجات الهرمونية في التحكم بعملية النمو، وخصوصًا في الحالات التي يتم فيها اكتشاف الخلل مبكرًا. بذلك تسهم الغدة النخامية بشكل حيوي في ضمان تطور صحي وسليم للجسم.
الغدة النخامية والمناعة الذاتية
إن للجهاز المناعي علاقة وثيقة بوظائف الغدة النخامية، حيث تلعب الغدة دورًا محوريًا في تنظيم استجابات الجسم المناعية. بعض الهرمونات التي تفرزها الغدة، مثل الهرمون الموجه لقشر الكظر، يسهم في تصنيع الكورتيزول الذي يمكنه تهدئة الالتهابات وتعزيز قدرة الجسم على محاربة الأمراض. أي خلل في وظائف الغدة النخامية يمكن أن يضعف استجابة الجسم المناعية ويزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض. الأبحاث في هذا المجال تشير إلى أهمية مراقبة صحة الغدة للحفاظ على مناعة قوية، ومن هنا تأتي أهمية الفحوصات الدورية للتأكد من سلامتها. من خلال تعزيز الوعي بفوائد الغدة النخامية والمحافظة على وظائفها، يمكننا تعزيز النظام المناعي وبالتالي الحفاظ على صحة الجسم بشكل عام.