تعليم

التربية والتعليم في الإسلام ومنزلة العلم والمعلم

التربية والتعليم

تعتبر التربية والتعليم من أهم الأسس والمبادئ الإسلامية التي حظيت باهتمام كبير في الإسلام، وقد دعا الإسلام إلى العلم مع التربية والأدب، حتى ينشأ الشاب على علم رفيع ومستوى خلقي وأدبي عال، فكلا الأمرين مطلوبين بشدة وبصورة ملحة.

ومن خلال التربية والتعليم من الممكن بناء أمة قوية راسخة وتاريخ عظيم رائع كما فعلت ذلك أمة الإسلام وأقامت لنفسها اسما عظيما في تاريخ الأمم.

ونحن في هذا الموضوع التربية والتعليم في الإسلام؛ سنتعرض إلى بعض مظاهر التربية والتعليم في الإسلام، وقيمة ما يمكن أن يقدمه الإنسان تجاه دينه وأمته.

أهمية التربية والتعليم:

التعليم هو باختصار نقل للمعلومات وللأفكار للأفراد بشكل منظم وواضح ومحدد الأهداف.

أما عملية التربية فهي تلك العملية التي هدفها أن تساعد الشخص المتعلم على أن يكتسب أنماط السلوك الذي ينبغي عليه أن يسلكه في مواقفه المختلفة في الحياة، وهي لها مساهمة في العمل على تنمية الأفراد، والعمل على تطوير مهاراتهم العملية والعلمية، وربما اعتمدها المجتمع لكي ينشئ أجيالا جديدة، حيث إن التربية والتعليم أساس في بناء الأمم وتطوير الحضارات وترقية الأفراد والوصول إلى سوامق المجد والعلا.

ولا تستقيم تربية من غير تعليم ولا تعليم من غير تربية، بل لا بد للدارس من الأمرين معا حتى يستطيع أن يفيد دينه ومجتمعه إفادة حقيقية لا تزييف ولا زور ولا ادعاء فيها.

إن العناية بعمليتي التربية والتعليم من أجلّ الأمور التي لاقت اهتماما إسلاميا كبيرا، وقد أكد القرآن الكريم على الأهمية القصوى لهذه المبادئ، وقد نزلت أولى الآيات القرآنية من سورة العلق لتؤكد على هذا المعنى، أهمية القراءة، فنحن أمة اقرأ، ويُقسم رب العالمين سبحانه بالقلم في سورة القلم، في قوله تعالى: (ن والقلمِ وما يسطرون).

فالإسلام هو دين العلم ودين الأدب والأخلاق الفاضلة، وفي آيات القرآن الكثيرة وفي السنة النبوية ما يؤكد على هذا المعنى تأكيدا دامغا.

منزلة المعلم في الإسلام:

للمعلم والمربي منزلة كبرى في الإسلام، والله تعالى هو الذي علَّم الإنسان كل شيء، علَّم الإنسان ما لا لم يعلم، يقول الله تعالى: {وعلَّم آدم الأسماء كلها}، وفي حق يوسف عليه السلام، جاء في القرآن: {وعلَّمتني من تأويل الأحاديث}، وفي حق سليمان عليه السلام، جاء في القرآن الكريم: {يأيها الناس عُلِّمنا منطق الطير}، وفي حق داود عليه السلام وقد تعلم صنعة الدروع، قال تعالى: {وعلَّمناه صنعة لبوس لكم}.

وقد تعلم الخضر أشياء من علم الغيب أخبره الله تعالى بها، قال سبحانه وتعالى: {وعلَّمناه من لدُنَّا علمًا}، وقد علَّم رب العالمين سبحانه الملائكة، وقد حكى عنهم القرآن الكريم في قوله تعالى: {سبحانك لا علم لنا إلا ما علَّمتنا}، وقد علَّم الله تعالى الإنسان البيان والنطق وقد قال تعالى: {علَّمه البيان}، وقد علَّم الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم العديد من العلوم والمعارف المختلفة، فقال سبحانه: {وعلَّمك ما لم تكن تعلم}.

والأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم نبراس العالم وأساتذة البشرية كلها، هؤلاء الذين أرسلهم الله سبحانه لتربية الخلق وتعليمهم أقوم سبل الهداية، فلم يترك سبحانه عباده عبثًا ولا أهملهم حاشاه سبحانه، بل بعث فيهم من أنفسهم رسلًا يدعونهم إلى كل خير وينهونهم عن الشرور والآثام، ويعلمونهم من كل ما يجعلهم يعيشون في حياتهم عيشة مرضية كريمة.

وقد جاء في القرآن الكريم التعظيم الشديد للعلماء؛ لأن العلماء هم ورثة الأنبياء، وهم المسؤولون عن نشر العلوم المختلفة بين مجتمعاتهم وأممهم، وتوجد الكثير من آيات القرآن التي نزلت وقد نوَّهت بفضل هؤلاء العلماء ومكانهم الرفيع ومنزلتهم السامية في الأمة، فقد قال الله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}.

العلم في الإسلام:

العلم في الإسلام يتضمن الكثير من العلوم ولا يقتصر على معارف معينة، فالعلوم إما دينية أو دنيوية، وكلاهما مطلوب ولا بد من الحرص على تعلم الاثنين، العلوم الدينية والعلوم الدنيوية، فالدين هو الذي يمد الإنسان بالطاقة في هذه الحياة، ولا بد من العلم به حتى لا يعبد الإنسان ربه على جهل، فلا بد من معرفة الضروري من العقيدة والفقه وغيرها من علوم الإسلام التي لا يسع جهلها، وكذلك لا بد من الإحاطة بالعلوم الدنيوية التي لا بد منها، والتي لو تركناها لتخلَّفنا عن الأمم وتركنا أنفسنا نهبًا للغزو الثقافي الوافد.

فالإسلام جاء يشمل كل النشاط الإنساني برمته ومن تلك الأنشطة البحث الكوني، وقد مهَّد الله تعالى للإنسان طريق العلم ووفَّر له سبله وهيأ له أسبابه، وذلك من رحمته سبحانه بعباده وخلقه، وقد قال رب العالمين سبحانه وتعالى: {وسخَّر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون}.

وهذا التوجيه القرآني هو يؤكد على روح المنهج العلمي الصحيح الذي يعمل على دفع الإنسان إلى محاولة اكتشاف ما هو مجهول من الكون وظواهره على أساس الثقة بقوة الإنسان وقدرته وعلمه بالدرجة التي تؤهله للانسجام مع الطبيعة ومعرفة ما فيها من أمور يستعين بها الإنسان على قضاء حاجاته العلمية، وتنبهه على ما لم يكن يتنبه له من قبل.

منزلة العلماء في القرآن الكريم:

قال تعالى: {إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ}. فأكثر الناس خشية لله هم العلماء؛ لأنهم أكثر من يشاهدون آثار قدرة الله تعالى وعظمته ورفعته وجلالته سبحانه وتعالى.

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}. فالعلم يرفع الله به أقوامًا من الناس لم يكن لهم وزن ما رفعهم إلا العلم وتعلُّم القرآن.

وقال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ}.

وقال أيضًا: {وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ}

منزلة العلماء في السنة النبوية:

روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: وَمَن سَلَكَ طَرِيـقـَاً يَلتَمِسُ فيهِ عِلمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ طَرِيقاً بِهِ إلى الجَنَّةِ.

وفي الحديث عن أبي هريرة أيضًا: إذَا مَاتَ ابنُ آدَمَ انقَطَعَ عمَلُهُ إلاَّ من ثَلاثٍ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أو عِلمٍ يُنتَفَعُ بِهِ أو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدعُو لَهُ.

وفي سنن الترمذي: مَن خَرَجَ في طَلَبِ العِلمِ فهو في سَبِيلِ اللهِ حتى يَرجِعَ  .

وهذا يؤكد على أن الشريعة احتفت بمنزلة المعلمين احتفاءً بالغًا ويؤكد على مقام المعلم تأكيدًا شديدًا، وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر يصلُّون على معلِّم الناس الخير.

حلقات التعليم
حلقات التعليم
القراءة حياة
القراءة حياة
الورقة والقلم
الورقة والقلم
دواة وقرطاس
دواة وقرطاس
أول ما نزل من القرآن: اقرأ
أول ما نزل من القرآن: اقرأ

كان هذا ختام موضوعنا حول التربية والتعليم في الإسلام، قدمنا خلال هذه المقالة بعض المعلومات وبعض الأمور الخاصة بالعلم ومنزلة العلماء في الإسلام، حيث إن الإسلام احتفى بالعلم احتفاءً كبيرًا، وحث عليه في العديد والعديد من المواضع، سواء في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، منها ما ذكره الله تعالى بخصوص أن أكثر من يخشونه هم العلماء، وسواء في السنة النبوية حيث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث النبوية الدالة على أهمية العلم والتعلم.

والإسلام جاء ليحث على تعلُّم العلم والعمل بهذا العلم، فكثير من الناس قد يعلمون ولكن لا يعملون بما يعلمون، وهذه آفة كبرى عالجها الإسلام في الكثير من المواضع، فلا بد من العمل لا بد من العمل لا بد من العمل، فهذا هو الذي يؤكد على أن العلم نافع، فنفع العلم هو أن يعود على صاحبه ومن حوله بالنفع في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى