البراكين: أسرار تكونها وأهم الجبال البركانية
العناصر
تُعتبر البراكين من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة وجمالًا، فهي جغرافيًا تلعب دورًا مهمًا في تشكيل سطح الأرض وتنوعه. يُعبر بها عن القوى الهائلة التي تخبئها الطبيعة في أعماقها، وتجسد قدرة الأرض على التغيير والتجدد. عندما تثور البراكين، تُطلق مجموعة مذهلة من الغازات والأبخرة والحمم البركانية التي تبهر وتؤثر في حياة البيئة والمجتمعات المحيطة بها. من المهم دراسة هذه الظواهر لفهم تاريخ الكوكب وكيفية تأثير تغيرات الطبيعة على البشر والنظم البيئية المختلفة. تُعتبر زيارة المناطق البركانية تجربة فريدة تمنح الإنسان فرصة لمشاهدة الجمال الخام للطبيعة، وتُعزّز من إدراكه لقوة وكبرياء هذا الكوكب الذي يعيش عليه. بالإضافة إلى أننا نجد أن للبراكين أدوارًا هامة في إثراء التربة وتكوّن المعادن المختلفة، مما يجعلها ذات قيمة جيولوجية وزراعية كبيرة. يسعدنا ان نستعرض معكم الآن في هذا المقال عبر موقع احلم معلومات ثقافية مفيدة ومشوقة عن البراكين والجبال البركانية استمتعوا معنا الآن بالتعرف عليها عبر قسم : ظواهر بيئية ..تعتبر الجبال البركانية والرسوبية مصدراً للمعادن مثل خامات النحاس والحديد والذهب والفضة ومصدراً للصخور التي نستخدمها في البناء والنحت مثل صخور الجرانيت والبازلت والحجر الجيري والزلط والرمل، كما تعتبر ايضاً الصخور المعرضة علي سطح الارض والتي نستطيع الوصول اليها بالحفر مصدراً لأكثر معلوماتنا عن تاريخ الأرض، ويستطيع الجيولوجي المتخصص بفحص الشكل الخارجي لصخرة عادية وتحليل مكوناتها بالوسائل الكيميائية والقياسات الذرية ان يستخلص معلومات مفيدة جداً عن تاريخ موقع الصخرة والاحياء التي عاشت فيه، وكذلك إمكانيات استغلال الموقع كمنجم او محجر لاستخراج احجار البناء، وتنقسم الصخور الي ثلاث مجموعات حسب ظروف نشأتها وهي الصخور النارية والرسوبية والمتحولة .
الصخور النارية، يرجع اصلها الي الصهير البركاني الملتهب الذي يخرج من باطن الارض ويبرد ويتبلور فوق السطح او تحت السطح، فإذا برد ببطئ وهو لا يزال في الطبقات العليا من القشرة الارضية فإنه يتصلب علي هيئة بلورات كبيرة نوعاً مكوناً الجرانيت، اما اذا صعد الصهير البركاني علي السطح او بالقرب منه وبرد بسرعة فإنه يتبلور بأحجام دقيقة تكون فرشات البازلت .وقد يصحب خروج الصغير البركاني تصاعد كميات كبيرة من الغازات والأبخرة يختلط بعضها بالجو او يتكثف علي السطح مثل الكبريت .
الجبال البركانية
تتعرض الأرض لبراكين فتخرج اثقالاً مما في بطنها وتختلط صخور الاساس وصخور الجرانيت والمعادن المنصهرة، وترتفع علي السطح في صورة جبال بركانية تتداخل فيها صخور نارية مختلفة مثل الجابرو والجرانيت والبازلت والديوريت وغيرها مع عروق من معادن : الذهب والفضة والنحاس والزنك والحديد والنيكل والرصاص، واحجار كريمة ترجع الي اصل بركاني ايضاً مثل الفيروز والزيرجد والزمرد، كما تخرج من باطن الارض ابخرة الكبريت التي تتصلب علي هيئة كبريت خالص او تتحد مع فلزات اخري لتكون معادن كبريتية .
وتمثل الجبال البركانية المطلة علي واحة فيران في جنوب سيناء وفي منطقة حفافيت في الصحراء الشرقية اقدم هذه الجبال، ثم تبعتها جبال جنوب سيناء والبحر الاحمر المواجهة لأسوان، وكانت هذه الجبال البركانية في ذلك الوقت متصلة ببعضها وتكون تجمعاً جبلياً واحداً، قبل أن يحدث الفالق الافريقي العظيم ويكون البحر الاحمر بعد ذلك بعصور جيولوجية طويلة . اذا لا يتجاوز عمر البحر الاحمر نحو 30 مليون سنة وهذه فترة زمنية قصيرة بالقياسات الجيوليوجية وبالنسبة لعمر الجبال البركانية في المنطقة .
نشأة بحيرة فيكتوريا
حدث في أعقاب عصر الأوليجوسين ان اخذت الهضبة الافريقية الاستوائية ترتفع مع انحاء الي اعلي جعلها تصبح قبة ضخمة، ثم تعرضت لبركنة ضخمة دفعت صهير الارض ليرتفع عالياً ويكون جبال كليمنجارو وكينيا والإلجون، واخذت القبة الاستوائية الضخمة تتشقق شقوقاً امتدت في اتجاة الشمال والجنوب .
ثم حدث انخنفاض للقشرة الأرضية كون بحيرة فيكتوريا التي تغير اسمها مؤخراً واصبحت تسمي بحيرة ناروبالي واصبحت بحيرة ناروبالي او فيكتوريا من اهم روافد النيل الاستوائية، كذلك اتصلت بعض الشقوق الاخري التي تعرضت لها الهضبة الافريقية الاستوائية المقببة بالأخدود الافريقي العظيم الذي سبق ذكره في اعقاب زلازل اخري تعرضت لها المنطقة فيما بعد .
أهمية البراكين للبيئة
البراكين تلعب دوراً مهماً في تشكيل سطح الأرض وتنوعه البيئي. تتميز المناطق البركانية بتربتها الخصبة التي تتكون من المواد الملتهبة والتي توفر مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية للنباتات. هذه الخصوبة تجعل المناطق البركانية مكانًا ملائمًا للزراعة وتزيد من إنتاجية المحاصيل. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر البراكين مصدرًا للعديد من المعادن والمواد الخام المستخدمة في الصناعة والبناء. علاوة على ذلك، تعد الأنشطة البركانية مصدرًا هامًا للطاقة الحرارية الجوفية، والتي يمكن استخدامها في توليد الكهرباء وتوفير الطاقة للمناطق المحيطة بها. كما تساهم البراكين في تشكيل المناطق السياحية نظرًا لجمالها الطبيعي وتأثيرها المذهل على المناظر الطبيعية.
تأثير البراكين على المناخ العالمي
الانفجارات البركانية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على المناخ العالمي. عند ثوران البركان، يتم إطلاق كميات هائلة من الرماد والغازات مثل ثاني أكسيد الكبريت إلى الغلاف الجوي. يمكن لهذا الرماد العالق أن يقلل من كمية الضوء الشمسي الذي يصل إلى سطح الأرض، مما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة العالمية. وذلك يُعرف بـ”الشتاء البركاني” ويمكن أن يسهم في تغيرات مناخية مؤقتة مثل انخفاض حصاد المحاصيل أو تقلبات في أنماط الطقس. على الرغم من أن هذه التأثيرات قد تكون مؤقتة، إلا أنها قد تكون شديدة ومؤثرة بشكل كبير على النظم البيئية والزراعية حول العالم.
براكين شهيرة حول العالم
يوجد العديد من البراكين الشهيرة حول العالم التي تختلف في نشاطها وشكلها وتأثيرها. على سبيل المثال، بركان فيزوف في إيطاليا والذي دفن مدينتي بومبي وهيركولانيوم في ثوران شهير عام 79 ميلاديًا. بركان كيلاويا في هاواي يُعتبر واحدًا من أكثر البراكين نشاطاً في العالم، حيث يستمر في الثوران بشكل دوري ويشكل تهديداً للسكان المحليين. أيضًا، بركان فوجي في اليابان يُعتبر رمزاً ثقافياً وجمالياً وهو مقصد شهير للسياح والمتسلقين. براكين أخرى شهيرة مثل إتنا في صقلية وتونجاراوا في الإكوادور تضيف إلى الفهم العالمي للبراكين وأهميتها الجغرافية والثقافية.
البراكين تُظهر لنا القوة الهائلة التي يمكن للطبيعة أن تمتلكها والطريقة التي يمكن أن تشكل بها كوكبنا في مراحل زمنية مختلفة. من خلال دراسة البراكين، يمكن للعلماء تعلم الكثير عن تاريخ الأرض وتطوراتها البيئية. إن فهم هذه الظاهرة الطبيعية يساعد في التنبؤ بالنشاط البركاني المستقبلي وتقليل المخاطر المرتبطة بها. البراكين لا تساهم فقط في تشكيل سطح الأرض، بل تلهم الخيال الفني والثقافي لدى البشر وتدفعهم لاستكشاف حدود المعرفة والعلوم.