إسلاميات

أحاديث عن الرزق من السنة النبوية

أحاديث عن الرزق

إن الرزق من الأمور التي كتبها الله تعالى لعباده قبل أن يُخلقوا ويسر لهم أسبابها، فكل عبد سيأتيه رزقه لا محالة، ومعنى ذلك أن الرزاق هو الله سبحانه وتعالى وليس العباد الذين يتسلطون على رقاب الخلق، بل الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وليس معنى ذلك التواكل والتهاون في طلب الرزق بحجة أن الرزق سيأتي سيأتي، فهذا خلق مذموم، وتهاون خطير لا يرضاه الدين، فعلى المسلم أن يستعين بالله سبحانه وتعالى ويطلب الرزق كما أمره الله تعالى.

ونحن في هذا الموضوع أحاديث عن الرزق من السنة النبوية، نتعرض إلى بعض الأحاديث حول الرزق من السنة المطهرة، وبيان كيف أن الله سبحانه وتعالى تكفَّل بالرزق لعباده وضمنه لهم حتى لن تمون نفس حتى تستكمل زرقها الذي قدره الله تعالى.

أحاديث نبوية عن الرزق :

روى أبو نعيم عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن رُوح القدس (أي جبريل) نفَث (ألقى) في رُوعي (قلبي) أن نفسًا لن تموتَ حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها؛ فأجملوا في الطلبِ، ولا يحملَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصيةٍ؛ فإن اللهَ لا ينال ما عنده إلا بطاعته))؛ (حديث صحيح) (صحيح الجامع للألباني)

روى الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرِّزقَ ليطلُب العبدَ أكثرَ مما يطلبه أجله))؛ (حديث حسن) (صحيح الجامع للألباني)

روى الحاكم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تستبطئوا الرزقَ؛ فإنه لم يكن عبد ليموتَ حتى يبلغه آخرُ رزقٍ هو له؛ فاتقوا الله وأجمِلوا في الطلب: أخذ الحلال، وترك الحرام))؛ (حديث صحيح) (صحيح الجامع للألباني).

روى الطبراني وأبو نعيم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: أضاف النبيُّ صلى الله عليه وسلم ضيفًا، فأرسل إلى أزواجه يبتغي عندهن طعامًا، فلم يجد عند واحدةٍ منهن، فقال: ((اللهم إني أسألك مِن فضلك ورحمتك؛ فإنه لا يملِكُها إلا أنت))، قال: فأُهديَ إليه شاة مَصْليَّة (أي مشوية)، فقال: ((هذه مِن فضل الله، ونحن ننتظر الرحمة))؛ السلسلة الصحيحة للألباني.

أدعية نبوية لجلب الرزق وتيسيره:

صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ بالله تعالى من الكفر والفقر ومن عذاب القبر، حيث كان يقول صلى الله عليه وسلم: اللهم انى أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم، ويأمر بذلك. رواه الإمام أحمد وغيره.

روى الترمذي من حديث عمر -رضي الله عنه- مرفوعًا: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خِمِاصاً وتروح بِطَاناً».

وجاء عنه صلى الله عليه وسلم: اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك. شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر. رواه مسلم.

وقد روى أبو داود عن أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم، فإذا برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، فقال: أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. قال: فقلت ذلك، فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى ديني.

الرزق مكتوب قبل الولادة:

روى الشيخان عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: ((إن أحدَكم يُجمَع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يبعث الله ملَكًا فيؤمر بأربع كلماتٍ، ويقال له: اكتُبْ عمله ورزقه وأجله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار، ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة)). (البخاري ومسلم)

روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنةٍ، قال: وعرشه على الماء))؛ (مسلم حديث 2653).

الرزق بالمال
الرزق بالمال
تكفل الله بالرزق
تكفل الله بالرزق
أدعية للرزق
أدعية للرزق

كان هذا ختام موضوعنا حول أحاديث عن الرزق من السنة النبوية، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأحاديث النبوية الشريفة من كتب السنة والتي تدلنا دلالة قاطعة على أن الرزق مكفول للعبد قبل خلقه، فعلى العبد ألا يأتي بالرزق من حرام، فرزقك آتيك آتيك، فلمَ تطلبه من حرام، فعلى المسلم أن يؤمن بقضاء الله تعالى وقدره وأن يعمل العمل الذي يوصله إلى ما يريد من رزق الله سبحانه وتعالى، ورب العالمين ييسر له الأسباب بإذنه ورحمته، وعلى المسلم أن يجتهد في طلب الرزق الحلال حتى ييسر الله تعالى له أسباب ما يطلب، وكل شيء عند الله بقدر معلوم سبحانه وتعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى