إسلاميات

ما الفرق بين العفو والمغفرة وتعريفهما

ما الفرق بين العفو والمغفرة

إن الله عز وجل قد اتصف بالعفو والمغفرة ، والصفح عن الزلات وذنوب عباده ، كما أنه أمرنا بتطبيق هذا الخلق الرفع بيننا ، فهناك العديد من المواقف التي تحدث ، يخطئ فيها الشخص بحق أخيه سواء كان بقصد أو من دون قصد ، ثم يهم بالاعتذار لأخيه من أجل أن يسامحه ، وعندها رغب الله تعالى أن يقبل الإنسان اعتذار أخيه ، وأن يسامحه عما بدر منه ، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم : {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير} صدق الله العظيم ، واليوم سوف نتعرف أكثر على الفرق بين العفو والمغفرة ، فتابعوا معنا.

العفو وصية ربانية للمسلمين:

  1. وقد أمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالعفو ، فقال : {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} ، وأيضاً كان العفو وصية النبي صلى الله عليه وسلم ، لنا كمسلمين ، فقد قال النبي وهو يوصي أحد صحابته : (يا عقبة بن عامر صل من قطعك ، وأعط من حرمك ، وأعف عمن ظلمك).
  2. فنستخلص من الآيات الكريمة والحديث الشريف أن العفو من صفات المؤمن التقي ، والصحابة رضوان الله عليه هم أعظم أمثلة يحتذى بها في العفو ، فقد كان الصحابي فيهم إذا أغضبه إنسان أو أساء له ، لا يكتفي بالعفو عنه والمغفرة وحسب ، بل كان هناك بعض الصحابة يطلقه حر لوجه الله تعالى لو كان عبداً.
  3. وللعفو عن العباد فوائد كثيرة وعظيمة ، وأهمها أن تسود الألفة والحب بين الناس ، فلا يحمل أحدهم سوءاً بقلبه تجاه أحد ، العفو يقلب الأعداء أصدقاء ، فقد قال المولى سبحانه وتعالى في العفو بين الناس : {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
  4. فنستنتج من الآية الكريمة أن العفو والصفح يعودان بالخير على صاحبها دوماً ، فقد وعد المولى سبحانه وتعالى من يغفر زلات الأشخاص في حقه أن يغفر الله تعالى ذنبه ، قال الله تعالى في القرآن الكريم : {وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم.

للمزيد يمكنك قراءة : فضل الاستغفار واثره في حياة المسلم

تعريف العفو والمغفرة:

  1. العفو اللغة : مصدر من الفعل عفا ، ويأتي بمعنى الصفح عن الذنب وعن الأخطاء ، ومن الممكن أن يطلق العفو لصاحب المعروف والفضل ، فيقال لمن معروفه كبير عظيم ، عفوه وفضله ، أما بالنسبة للعفو عند المقدرة فيأتي بمعنى ترك العقاب عندما يتمكن منه ، ويقال عفو عام : أي إذا أسقطت العقوبة عن كل المذنبين.
  2. العفو اصطلاحاً : ويتم تعريفه على أنه محو السيئات ، والتجاوز عن جميع المعاصي ، ومن الممكن أن يأتي بمعنى ترك المؤاخذة بالذنب من قبل الله عز وجل لعباده.
  3. المغفرة لغةً : مصدر من الفعل غفر ، ومن الممكن أن يأتي المصدر على وزن غفران أيضاً ، وتعني : المسامحة ، والستر عن الخطيئة والإثم ، فلو قيل : غفر الله له ، كان هذا دعاء بالغفران والمسامحة عما ارتكب العبد من أخطاء.
  4. المغفرة اصطلاحاً : وتأتي بمعنى ستر الذنوب ، والتغاضي عنها ، وقد يلحقها نيل الثواب من الله سبحانه وتعالى أيضاً.

للمزيد يمكنك قراءة : حديث عن الحلم والعفو والتسامح

الفرق بين العفو والمغفرة:

لقد ذهب الفقهاء لرأيين في توضيح الفرق بينهما ، فرأي بعض العلماء بأن العفو أشمل من المغفرة ، وقال آخرون عكس ذلك : أن المغفرة أشمل من العفو ، وفيما يلي توضيح ذلك :

  1. قال الشيخ أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى : أن العفو أشمل من المغفرة ، العفو يمحو السيئات ، ويتجاوز عن المعاصي ، وهو قريب من الغفور ، إلا أنه أبلغ منه ، فالغفران ينبئ عن الستر ، أما العفو فينبئ عن المحو ، والمحو يعد أبلغ من الستر.
  2. وأيضاً قال الشيخ محمد منير الدمشقي رحمه الله تعالى : أن العفو محو للذنوب جميعاً ، كي ينسى الإنسان أنه أذنب الذنب أو أتاه ، وبأن المغفرة هي ستر للذنوب ، وعدم المؤاخذة بها ، على الرغم من تذكرها ، فكان مضمون هذا أن العفو أشمل من المغفرة.
  3. وقد قال الرازي : أن العفو يسقط عنه العقاب ، والمغفرة أن يستر عليه جرمه ، وذلك صوناً له من الفضيحة ، كأن الإنسان يقول : أطلب منك العفو ، ولو قم بالعفو عني فاستره علي.
  4. وأيضاً قال الكفوي رحمه الله تعالى : أن الغفران يقتضي إسقاط العقاب ، ونيل الثواب ، فلا يستحقه إلا العبد المؤمن ، ولا يستعمل إلا في الباري تعالى ، والعفو بحاجة لإسقاط اللوم والذم ، ولا يقتضي نيل الثواب.

للمزيد يمكنك قراءة : احسن الظن بالله

تعريف العفو والمغفرة
تعريف العفو والمغفرة
الفرق بين العفو والمغفرة
الفرق بين العفو والمغفرة
الفرق بين العفو والصفح
الفرق بين العفو والصفح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى