شخصيات وأعلام

جمال عبد الناصر: 10 لحظات فارقة في مسيرته القيادية

جمال عبد الناصر هو أحد الشخصيات البارزة التي ساهمت في تشكيل وجه التاريخ المصري والعربي خلال منتصف القرن العشرين. يعتبر جمال عبد الناصر أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952 التي أنهت الحكم الملكي في مصر وأطلقت شرارة التحولات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها البلاد. بفضل رؤية ناصر التقدمية، شهدت مصر فترة من الإصلاحات الزراعية والصناعية، ما أدى إلى تحسين مستويات المعيشة وتحقيق نوع من العدالة الاجتماعية. كما لعب دوراً مهماً في تعزيز الوحدة العربية والتحرر من الاستعمار حيث كان من أبرز المدافعين عن القضايا العربية والداعمين لحركات التحرر. لا تزال أفكار ناصر تلقى تقديراً واسعاً وتستمر في التأثير على الأجيال الجديدة بمبادئ المساواة والحرية والاستقلال.

يسعدنا أن نقدم لكم الان في هذا المقال عبر موقع احلم معلومات قيمة ومفيدة عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، مقتطفات من حياته ونشاته ورئاسته للدولة وقيادته العسكرية، كل هذا واكثر عبر قسم : شخصيات وأعلام .. تابعونا يومياً لقراءة السير الذاتية لاشهر الشخصيات التاريخية علي مر العصور .

نشأته وتعليمه

ولد الزعيم الراحل “جمال عبد الناصر” فى “قرية بنى مر ” محافظة “أسيوط” وكانت نشأته نشأة عادية مثل سائر أبناء الطبقة الوسطى فى مصر حيث تعلم بالمدارس الابتدائية ثم الثانوية والتحق بعد ذلكبمدرسة الحقوق ثم تركها إلى الكلية الحربية.

كان والد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر موظفا فى الدولة يتنقل بحكم الوظيفة من بلد إلى آخر، لذلك انتقل جمال عبد الناصر مع أسرته إلى مدينة الإسكندرية عقب مولده بأشهر قليلة، ثم  انتقل مرة أخرى إلى مدينة القاهرة ثم عاد إلى الإسكندرية حيث التحق بمدرسة العطارين الابتدائية، وحصل جمال على الشهادة الابتدائية عام ١٩٢١، وتوفيت والدته بعد ذلك بقليل فكان لحادث وفاتها أعظم الأثر فى نفسه.

ومرة أخرى انتقل جمال مع الأسرة إلى القاهرة حيث التحق . بالقسم الداخلى بمدرسة حلوان الثانوية التى لم يمكث بها كثيرا حيث انتقلت الأسرة من جديد إلى الإسكندرية والتحق جمال بمدرسة رأس التين الثانوية، لكنه لم يتم بهذه المدرسة دراسة الثانوية إذ انتقلت الأسرة من جديد إلى القاهرة، وأتم جمال دراسته الثانوية بمدرسة النهضة حيث نال البكالوريا عام ١٩٢٦.

دراسته العسكرية

قدم طلب للالتحاق بالمدرسة الحربية ولكن قوبل طلبه بالرفض لأنه لم يكن من الأسر الثرية ذات النفوذ، وكان والده موظفا بسيطا فى الحكومة، والتحق جمال -على مضض– بكلية الحقوق، ودرس بها خمسة أشهر إلى أن أعلنت الكلية الحربية عن حاجتها إلى طلاب جدد فتقدم جمال إليها بطلب جديد على أمل قبوله، وبالفعل تم قبوله هذه المرة والتحق بالکلیة الحرییة فی مارس ۱۹۳۷ وکان عمره وقتها 19 عامًا. وتخرج جمال من الكلية الحربية فى أول يوليو١٩٢٨. ك وبعد التخرج من الكلية الحربية ألتحق جمال عبد الناصر بالكتيبة الخامسة مشاة الملحقة بمعسكر منقباد فى أسيوط، وظل بها إلى أن نقل إلى الكتيبة الثالثة مشاة ورقى إلى رتبة ملازم أول فى مايو سنة ۱۹۶۰ ئم الی رتبة یوزباشی فی سبتمبر ۱۹۶۲ وأسند الیه منصب أركان حرب الكتيبة بسبب ما أثبته من الكفاءة رغم صغر رتبته العسكرية التى لا تؤهل صاحبها إلى منصب أركان حرب.

والتحق جمال عبد الناصر بعد ذلك بكلية أركان الحرب فی بالبلاء الحسن فيها، وتدرج جمال بعد ذلك فحصل على وسام النجمة العسكرية عام ١٩٤٩ وعين مدرسا بمدرسة الشئون الإدارية فى يولية سنة 1949 ، ثم حصل علي رتبة البکباشی فی مایو ۱۹۵۱ و عین مدرسا فی مدرسة آرکان الحرب فی نوفمبر ۱۹۵۱. يقول فتحى رضوان فى مقدمة كتابه “قال الرئيس” : فى داخل صفوف القوات المسلحة لم تخمد الثورة فى نفس جمال عبد الناصر على الرغم من أنه بدأ صفحة جديدة فى سجل حياته، كان الضباط فى ذلك الوقت يكونون شبه أحزاب داخل كل کتیبة، وکان کل حزب یحاول ان یستمیل اکبر عدد من الضباط ليتغلب على باقى الأحزاب، وقام جمال عبد الناصر يبشر بمذهب جديد يقوم على المحبة ويريط بها القلوب ويحل الصداقة والتفاهم محل التطاحن الحزبى بين الأحزاب الموجودة، ويبدأ يغرس فى النفوس الصفاء والمحبة والسلام، وبعد فترة وجيزة وجد أصحاب الأحزاب أنفسهم وقد انفض الجميع عنهم”، ويبدأ كبار الضباط الذين وضعهم الإستعمار فى مناصبهم ليقتلوا الروح المعنوية فى صفوف الجيش ينظرون إلى جمال كمنافس خطير جاء ليحطم الأصنام ويبشر بدعوة جديدة، فشنوا عليه حربًا لا هوادة فیها، وحاکوا الدسائس والمؤامرات حوله ولکنه استمر فی دعوته.

وأحس جمال بأن الطريق شاق وأن الضباط الكبار الذين عاشوا على الدس والوقيعة لن يتركوه ، فلما حان وقت الترشيح للنقل إلى السودان وضعوا اسمه ورحب هو بذلك ، وألحق بالكتيبة الثالثة مشاة فی دیسمبر سنة ۱۹۳۹. وکان جمال قد تعرف ابان فترة اقامته وعمله فی منقباد بزکریا محیی الدین وأنور السادات فتالفت أرواحهم وتعاهدوا على تخليص وطنهم مما يكرهون.

حرب فلسطين

وحينما دخلت مصر حرب فلسطين كانت كتيبة جمال عبد الناصر أول كتيبة دخلت الأراضى المقدسة وأسهمت فى الحرب، وكشف دوره فوق ثراها عن مآس كثيرة لمسها وجعلت أفكاره تتبلور ضد المسئولين وبخاصة ما كان يلمسه من احتياجات الجيش إلى ذخيرة وعتاد وإمكانيات غير متوافرة.

وكذلك كشفت حرب فلسطين عن بطولات، وأمجاد لمسها كل من کان له دور فی هذه العرکة، خصوصا فی الجدل وأشدود، وکان جمال عبد الناصر وقتئذ أركان حرب الكتيبة السادسة مشاة المعسكرة فى عراف المنشية والتى هزمت العدو هزيمة منكرة.

إرث جمال عبد الناصر السياسي

جمال عبد الناصر خلد اسمه في التاريخ كأحد أعظم السياسيين في القرن العشرين، حيث كان له تأثير كبير ليس فقط في مصر بل على مستوى الدول العربية والعالم الثالث ككل. كرئيس لمصر من 1956 حتى 1970، جمال عبد الناصر قاد البلاد خلال فترات تحولات كبيرة، مثل التأميم الشهير لقناة السويس في 1956، الذي جعل منه رمزًا للسيادة الوطنية والاستقلال الاقتصادي. كما أسس عبد الناصر حركة عدم الانحياز، متحالفًا مع القادة العالميين مثل تيتو ونهرو، لتعزيز فكرة الاستقلال عن الاستقطاب الثنائي في الحرب الباردة. لم يتوقف إرثه عند ذلك، بل استمر تأثيره في السياسة الإقليمية والدولية من خلال دعم القضايا القومية العربية والمواقف المناهضة للإمبريالية.

الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية

جمال عبد الناصر كان رائدًا في إجراء إصلاحات اجتماعية واقتصادية جذرية في مصر، هدفها تحسين حياة المواطنين وتضييق الفجوة الاقتصادية بين الطبقات. قام ببرنامج للإصلاح الزراعي في خمسينيات القرن الماضي الذي قام بتوزيع الأرض الزراعية على الفلاحين وحاول إنهاء سيطرة كبار الملاك على القطاع الزراعي. بالإضافة إلى ذلك، سعى إلى تحديث الاقتصاد المصري من خلال تأميم الصناعات الكبرى وقطاع الخدمات البنكي. هذه الإصلاحات كانت تهدف إلى تعزيز الاستقلال الاقتصادي وتقديم فرص أكبر لملايين المصريين للوصول إلى حياة معيشية أفضل. لم تكن هذه التحولات خالية من التحديات، لكنها فتحت الطريق لتحولات اجتماعية كانت تهدف إلى بناء مجتمع متوازن وأكثر عدالة.

الأثر الثقافي والفني لحكم جمال عبد الناصر

فترته حكم جمال عبد الناصر كانت موطنًا لنهضة ثقافية وفنية في مصر أثرت في المنطقة العربية بشكل عام. كانت الستينيات عهدًا من الإبداع الفني، حيث نشط الفنانون والكتاب في التعبير عن القضايا الاجتماعية والوطنية الجديدة. السينما المصرية، على سبيل المثال، شهدت طفرة إنتاجية وإبداعية، حيث تناولت العديد من الأفلام قضايا الاستقلال والعدالة الاجتماعية التي عكسها حكم عبد الناصر. كذلك، شهدت الفنون التشكيلية والموسيقى مراحل ازدهار، إذ دعمت الدولة الثقافة والفن كوسيلة لتعزيز الوعي الوطني والاجتماعي. كل هذه المبادرات الثقافية عززت من الهوية الثقافية للمجتمع المصري والعربي وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من إرث جمال عبد الناصر.

radwa adel

تخرجت من كلية الألسن، ولدي خبرة 8 سنوات في كتابة وانشاء المحتوي العربي، عملت في أكثر من 20 موقع مختلف علي مدار السنين الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى