العناصر
يُعتبر الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود أحد القادة البارزين الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ المملكة العربية السعودية. تولى الملك فهد الحُكم في فترة شهدت تطورات كبيرة على الصعيدين المحلي والدولي، وبرز من خلال المبادرات الرائدة التي قام بها لتعزيز البنية التحتية للمملكة وتطوير قطاعات التعليم والصحة والنقل. إضافةً إلى ذلك، كان له دور فعّال في توطيد العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم، مما جعل السعودية تحتل مكانة مرموقة على الساحة الدولية. إن رؤية وحنكة الملك فهد القيادية انعكست في تحقيق إنجازات هامة مثل توسيع الحرمين الشريفين وتحديث نظام التعليم ليتماشى مع التطورات العصرية. وختاماً، يُعد إرثه القيادي والإصلاحي مرجعًا هامًا للأجيال القادمة.
ولد الملك فهد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود في عام 1923 م وهو خامس ملوك المملكة العربية السعودية واول من تم تلقيبه بلقب خادم الحرمين الشريفين، وهو الابن التاسع للملك عبد العزيز، امه هيحصة بنت أحمد السديري، تولي الحكم في عام 1982 م خلفاً لأخيه الملك خالد، عندما وافته المنيّة في العام 1995م، نتيجة لإصابته بجلطة، وفي العام 1997م تولى ولي عهده عبد الله بن عبد العزيز، إدارة الغالبية العظمى من الشؤون اليومية لبلاده، وقد نشأ الملك فهد بالقرب من والده الملك عبد العزيز ودرس في مدرسة الامراء بمدينة الرياض، وبعد ذلك درس في معهد العاصمة النموذجي لفترة من الوقت، ثم اخذ دروس خصوصية باللغة الانجليزية، كما واظب علي العديد من الدراسات في موضوعات مختلفة منها الادب والسياسة ورافق والده في العديد من اللقاءات التي عقدت مع رؤساء القبائل المختلفة، ويسعدنا ان نقدم لكم الآن في هذا المقال عبر موقع احلم معلومات عن حياة الملك فهد ونشأته وفترة حكمة حتي وفاته وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : شخصيات وأعلام .
فترة الحكم
كانت الفترة التي حكم فيها الملك فهد المملكة فترة عصيبة، شهدت الكثير من الاحداث الصعبة مثل احتلال العراق لدولة الكويت في عام 1990 م وتهديدها لغزو واحتلال المملكة العربية السعودية، الي جانب الحرب التي نشبت بين العراق وايران، والاحداث التي تبعت هذا، لما كان له تأثير مباشر علي المملكة، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر، التي حصلت في الولايات المتّحدة الأمريكيّة في العام 2001م، وشنّ غزو من قبل الولايات المتّحدة لكلّ من العراق وأفغانستان، والانخفاض الحادّ في أسعار النفط لعدد من السنوات، والذي أدّى إلى حدوث خلل في ميزانية المملكة .
المناصب السياسيّة
شغل الملك فهد العديد من المناصب السياسية المهمة خلال حياته وابرزها :
- وزير المعارف في عام 1953 م .
- وزير الداخلية عام 1962 م .
- نائب ثاني لرئيس مجلس الوزراء في العام 1967م، إلى جانب أدائه للمسؤوليات الواقعة على عاتقه في وزارة الداخليّة.
- تم عيينه ولي العهد خلال حكم الملك خالد عام 1975 م الي جانب تولية منصب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء .
- تولي حكم المملكة العربية السعودية في عام 1982 م بمبايعة من قبل العائلة المالكة، وكافة أفراد الشعب.
اهم إنجازاته
- افتتح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة في عام 1984 م .
- تأسيس وزارة الشئون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد كما تم توكيله بالعديد من المهام اهمها الدعوة لتوحيد الله تعالي داخل وخارج البلاد .
- أسس وزارة الخدمة المدنية .
وفاة الملك فهد
دخل الملك فهد مستشفي الملك فيصل بالرياض في عام 2005 م لإجراء بعض الفحوصات الطبية، وفي يوم السادس والعشرين من جمادى عام 1426هجري حوالي الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل توفي في نفس المستشفي، وتمت الصلاة عليه بعد صلاة العصر في جامع الامام تركي بن عبد الله الواقع في وسط الرياض، وتمّ دفنه في مقبرة العود، ثمّ تولى أخوه عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الحكم بدلاً عنه.
إرث الملك فهد في تطوير البنية التحتية
الملك فهد كان له دور كبير في مشاريع تطوير البنية التحتية في المملكة العربية السعودية. خلال فترة حكمه، أولى اهتمامًا خاصًا لتنمية شبكات النقل والمواصلات، مما ساهم في تحسين الاقتصاد وتسهيل حركة البضائع والركاب داخل البلاد وخارجها. بناء المدن الجديدة والموانئ والمطارات الحديثة كانت من إنجازاته التي دعمت نمو القطاعات المختلفة في المملكة. تحت قيادة الملك فهد، تم تحديث السكك الحديدية وتحسين الطرق السريعة، مما جعل المملكة مركزًا لوجستيًا مهمًا في منطقة الشرق الأوسط.
دور الملك فهد في تعزيز التعليم والتربية
ساهم الملك فهد بشكل كبير في النهوض بالتعليم في المملكة العربية السعودية. تأسست خلال عهده العديد من الجامعات والمؤسسات التعليمية التقنية والمهنية التي أضافت الكثير إلى الساحة التعليمية. كان اهتمام الملك فهد لا يقتصر فقط على التعليم الكمي بزيادة عدد المدارس والجامعات فحسب، بل شمل أيضًا تحسين نوعيته عن طريق إدخال تقنيات التعليم الحديثة وتدريب المعلمين. كانت رؤيته تتمحور حول تزويد الشباب السعودي بأدوات العلم والمعرفة اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل بقوة وثقة.
البعد الدولي والسياسة الخارجية للملك فهد
عُرف الملك فهد بدوره البارز في تعزيز مكانة السعودية على المسرح الدولي. كانت سياسته الخارجية متوازنة واعتبرت جزءًا من الركائز التي أسست علاقات السعودية مع الكثير من الدول. عمل على توطيد العلاقات مع الدول الغربية، وفي نفس الوقت، أولى اهتمامًا خاصًا بتعزيز العلاقات مع العالم الإسلامي. كما كان من المدافعين عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية. تحت قيادة الملك فهد، شاركت السعودية في العديد من المبادرات الدولية التي دعمت السلام والاستقرار الإقليمي، مما جعلها صوتًا مؤثرًا على الساحة السياسية العالمية.
