التدخين: اضراره الخطيرة وكيفية الاقلاع عنه نهائيا
العناصر
يُعتبر التدخين من الظواهر القديمة التي شهدها المجتمع البشري منذ سنوات طويلة، ولكنه تطور مع مرور الوقت ليصبح واحدًا من أكبر التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات الحديثة. فـالتدخين لا يُعد فقط مجرد عادة فردية، بل هو مسألة تتعلق بالصحة العامة والاقتصاد والبيئة. في الوقت الذي تجد الإعلانات والحملات التوعوية للحد من هذه الظاهرة، لا يزال الكثير من الأفراد يقع في شباك هذا السلوك المؤذي. يعتبر فهم تأثيرات هذه العادة على الصحة النفسية والجسدية للأفراد، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على المحيطين بهم، بمثابة دعوة للتحرر منها. يحتاج الأفراد إلى التوعية والدعم المستمرين لاتخاذ الخطوات المناسبة للإقلاع عن التدخين، والعمل معًا على بناء مجتمع صحي خالٍ من الأضرار المصاحبة لهذه العادة. التدخين هو عملية حرق مادة التبغ من خلال استنشاقها او التنكة بدخانها ومذاقها، وتعد السجائر من اشهر وسائل التدخين المعروفة علي مستوي العالم، سواء كانت هذه السجائر يتم لفها بطريقة صناعية او يدوية، وهناك العديد من الطرق الاخري ايضاً للتدخين منها اليجار، الغليون (البايب)، أو الغليون المائي (البونج)، والشيشة والأرجيلة، ويقسّم التدخين الى نوعين: وهو التدخين الارادي والذي يقوم فيه المدخن بالتدخين بإرادته وبهدف الترويح عن النفس، والنوع الثاني من التدخين هو التدخين الاارادي او التدخين السلبي وهو استشناق الاشخاص الغير مدخنين للدخان من خلال الاشخاص المدخنين المتواجدين بنفس المكان، قد ظهرت السجائر لأول مرة في عام 1492 م حيث اكتشف البحارة الاسبان القارة الامريكية وهناك تمكنوا من العثور علي شجرة التبغ، وقد ظهرت السجائر في الدول العربية في سنة الالف من الهجرة النبوية، واول من ادخل السجائر الي البلدان الاسلامية هم النصاري، وكان التدخين في هذه الاثناء يشير الي الغنى والرقى .. ويعد التدخين احد الظواهر السلبية التي لها انتشار واسع بين العديد من الافراد من مختلف الفئات العمرية، وأوّل شخص أقبل على التدخين هو الرجل الفرنسيّ الأصل واسمه ” جان نيكوت” وكان اول من ادخل التدخين الي فرنسا، اما في برطانيا فقد ادخل التبع البحارة، ثم انتشر التدخين بعد ذلك الي قارة افريقيا والبلدان العثمانية، ويسعدنا ان نستعرض معكم الآن في هذا المقال عبر موقع احلم معلومات مفيدة حول اضرار التدخين وتأثيره علي صحة الجسم بالاضافة الي نصائح مهمة حول كيفية الاقلاع عنه وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : معلومات طبية .
أسباب التدخين
- الضيق والضغط النفسي بسبب البطالة التي تواجه العديد من الشباب وبالتالي يلجئون الي التدخين للترويه عن النفس .
عدم الاستقرار العائلي . - التقليد الاعمي للوالد او للاصدقاء دون تفكير .
- اعطاء الشباب والمراهقين بعض الاموال دون التعرف علي كيقية صرفهم لهذه النقود، قلة رقابة الوالدين وعدم اهتمامهم بشئون ابنائهم عن قرب .
- البيئة السيئة سواء في الشارع او المدرسة مثل تدخين المعلم امام الطلاب .
وتجدر الاشارة الي ان كل هذه الاسباب ليست مبرراً للتدخين، فيجب علي الفرد ان يحمي نفسه وجسمه من اضرار التدخين وعواقبة السيئة .
أضرار التدخين
- ارتفاع نسبة الاصابة بالسرطان خاصة سرطان الرئة والمعدة والمرئ والبنكرياس .
- الاصابة بامراض الجهاز الهضمي مثل قرحة المعدة وعسر الهضم .
- تعرض المراة الحامل للتدخين السلبي او تدخينها بشكل مباشر يؤدي الي زيادة احتمال الولادة المبكرة، لأن المواد الموجودة بالسجائر تعمل علي فصل المشمية عن جدار الرحم .
- يزيد من ظهور علامات الشيخوخة المبكرة وخاصة ويادة التجاعيد والخطوط علي البشرة .
- رائحة كريهة للفم وتغير لون الشفاة واللثة وضعف الاسنان وتساقطها .
- التقليل من القدرات الجنسية للمدخت كما انه يسبب العقم .
- الإصابة بالصداع المزمن.
طرق الإقلاع عن التدخين
- الانقطاع الفوري : وهو توقف المدخن بشكل مباشر ومفاجئ عن التدخين، ولكن هذا النوع يحتاج الي قوة ارادة وعزيمة لدي الفرد حتي يكون قادراً علي تحمل اعراض الانسحاب للنيكوتين، مثل التوتر والقلق والعصبية والرغبة في التدخين، ويجدر الاشارة الي ان احتمالية الرجوع الي التدخين في هذا النوع تكون كبيرة .
- الانقطاع التدريجي : من خلال تقليل عدد السجائر التي يدخنها الفرد بشكل يومي، حتي يصل المدخن الي الانقطاع تماماً عن التدخين خلال اسبوعين او ثلاثة اسابيع كحد اقصي، وهذا الأمر يخفف اعراض الانسحاب .
- استعمال لصقات وعكة لمادة النيكوتين: وذلك لتعويض معدل النيكوتين داخل الدم، وهذه الطريقة فعالة لأنها تقلل الرغبة في التدخين وتقلل ايضاً من اعراض الانسحاب .
- الادوية والعقاقير : استخدام انواع محددة من العقاقير التي تحتوي علي نسبة عالية من ببروبيون، وهذه المادة تعتبر مضادة للاكتئاب الناتج عن توقف التدخين .
**الآثار النفسية والاجتماعية للتدخين**
التدخين لا يؤثر فقط على الصحة الجسدية بل يمتد ليؤثر على الحالة النفسية والاجتماعية للفرد. حيث يُعتبر التدخين له تأثير مهدئ للمدخن في البداية، إلا أن الاعتماد عليه بشكل مستمر يمكن أن يسبب التوتر والقلق عندما لا يتمكن المدخن من الحصول عليه. هذه التأثيرات تمتد أيضاً للعلاقات الاجتماعية، حيث يمكن أن يؤدي التدخين إلى عزلة الشخص عن مجتمعه بسبب رائحة الدخان أو الحاجة المتكررة للتدخين. المدخنين غالباً ما يواجهون صعوبة في إيجاد شركاء لا يدخنون، ويعتبر التدخين واحدًا من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى النزاعات بين الأصدقاء عندما يختلفون في العادات الصحية.
**البدائل الصحية للتدخين**
على الرغم من أن العديد من الأشخاص يلجؤون إلى التدخين كوسيلة للتخلص من التوتر أو للترفيه عن أنفسهم، إلا أن هناك العديد من البدائل الصحية التي يمكن أن تقدم نفس الفوائد دون الأضرار الجانبية. من بين هذه البدائل ممارسة الرياضة والتي تساعد في تحسين المزاج وزيادة الإحساس بالراحة، كما أن تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق يمكن أن تكون فعالة للغاية في تخفيف القلق والتوتر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأشخاص الذين يفكرون في الإقلاع عن التدخين البحث عن الدعم من مجموعات المساعدة أو المتخصصين في مجال الصحة النفسية للحصول على النصائح والإرشادات.
**التحديات الاقتصادية الناتجة عن التدخين**
التدخين يؤثر بشكل كبير على الحالة الاقتصادية للأفراد وللمجتمع ككل. الفرد المدخن غالباً ما يتحمل عبء التأثيرات المالية المباشرة مثل تكلفة شراء السجائر بشكل يومي، الأمر الذي يمكن أن يشكل ضغطاً على الميزانية الشخصية، خاصة في الدول التي تفرض ضرائب مرتفعة على منتجات التبغ. هناك أيضاً تأثيرات اقتصادية غير مباشرة مثل خسارة الدخل نتيجة الإجازات المرضية بسبب الأمراض المرتبطة بالتدخين. بالإضافة إلى عبء الرعاية الصحية على الدولة نتيجة الأمراض التي يسببها التدخين، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد الصحية والاقتصادية. لذلك، التوعية بمخاطر التدخين ليس فقط من منظور صحي بل وأيضاً من منظور اقتصادي يشكل جزءاً مهماً من الجهود للحد من انتشاره.