قصص قصيرة

قصص للقراءة لجميع الأعمار قصة جديدة مسلية بعنوان الحمل المغرور

اعزائي زوار موقعنا احلم استمتعوا معنا الآن بقراءة قصة جديدة مسلية وجميلة بعنوان الحمل المغرور من موضوع قصص للقراءة ممتعة لجميع الاعمار وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص قصيرة .

الحمل المغرور

في هدوء مطلع الليل اختلت كبرى لشباة بوحيدها في ركن من اركان الحظيرة وبصوت خافت راحت تحدثه وهو يسمع في اهتمام : احببت يا عزيزي أن اتحدث اليك في أمر يخصك، فأرجو منك ذا ان تنصت الي جيداً، لأنني ارغب في أن انصحك نصائح انت في حاجة اليها فيما ياني من الأيام، فاعلم پاوحيدي أنك غدوت حملا في كامل قواك، مما يعني أنك أوشكت على الانضمام إلى قطيع الخرفان التي يذهب بها الراعي الشاب إلى المراعي الواقعة عند سفوح الجبال العالية، أما نحن الشياة وباقي الحملان الصغيرة، قسيظل يرعانا الشيخ الذي تعرف، ولن يتجاوز بنا الحقول المجاورة للمنزل الكبير فإذا انضممت إلى القطيع إن آجلا أم عاجلا، فالزمه حتى تعرف من باقي زملائك الطرق المؤدية إلى المراعي، وتتعرف على الأماكن ذات العشب، وإياك أن تقبل على النهر في غياب أعضاء القطيع، فمياهه تتدفق بقوة ليس كما هو الحال مع الساقية التي اعتدت الارتواء منها، فسر على نفس النهج الذي يسير عليه باقي زملائك إبان الإقبال على ذلك المورد، واسلك دائما الطرق التي يسلكها زعيم القطيع حتی تخلل منضما إلى الجماعة، وإياك ثم إياك والجري في كل اتجاه اثناء الذهاب الى المراعي أو الاياب منها، فإن الجميع يتحدث عن قساوة الراعي الشاب.

قبل أن تكمل الشاة حديثها إلى وحيدها، علا ثغاء باقي الشياه وهن يفتربن من العلف الذي قدم لهن في الركن الا خر من الحظيرة فالتحقت بدورها باعضاء القطيع اما الحمل فقد ملأت البهجة نفسه، ولاحت امام عينيه المراعي الخضراء والمياة المتدفقة فبات خياله الليل كله يجوب السهول والروابي والوديان .. لم تمض الا اربعة ايام حتي اصبح الحلم واقعاً اذ وجد نفسه في صباح يوم من الايام في معية القطيع الذي يرعاه الراعي الشاب .

معظم ذلك اليوم ظل مستحضراً نصائح امه فلا يخطو خطوة دون أن يرن صوتها في اذنيه، في المساء و فور وصوله الي الحظيرة شعر بنوع من الغبطة والفرح يملأ قلبه، وسرعان ما صارت تلك الغبطة وذاك الفرح اعتزازاً وفخراً خصوصا حينما رأي الحملان الصغيرة واقفة الي جوار أماتها .

وقتها اكتشف ان عيشه مع الشياة قد ولي الي غير رجعة وفي اعماقه احس لأول مرة انه كبر حقاً والا لماذا ضموه الي قطيع الخرفان القوية التي يذهب بها راع شاب الي المراعي النائية، في الصباح تفاقم احساسه بالكبر ذاك وفي الحال غير مشيته بحيث غدا يمشي متبختراً لا يعبأ بتلويح الراعي بعصاه، ولا بصفيره .

اثناء الوصول الي الحقول الخضراء اوشك صوت أمه أن يملأ عليه سمعه لكنه ما لبت ان طرده بصفه نهائيه قائلاً في قرارة نفسه : لا داعي الي القلق يا أمي، وبإمكاني الاعتماد علي نفسي من الآن وفوق هذا فكل شئ هنا سهل ولا شئ اخاف منه مطلقاً، فليرتح بالك، وليفر قرارك فوحيدك لم يعد حملاً صغيراً يحتاج الي رعايتك .. صاحب القطيع طيلة الصباح بعد الارتواء والاستراحة في ظل الاشجار استأنف الجميع الأكل حينها لم يدر الحمل كيف قفزت الي ذهنه هذه الرغية : لماذا لا اتخلي عن القطيع حتي يتسني لي الاستفراد بالعشب الوفير ؟ اهم بالتقدم لكنه توقف متسائلاً إن هذا سيقلق ويغضب الراعي !! لا خوف منه، إنه يلعب مع زملائه، انظر اليه إنه منشغل عنا ! وماذا عن زعيم القطيع ؟ لالا اريدهم أن يتبعوني هكذا، فأنا احب ان يكون العشب الطري من نصيبي فأنا أحق به منهم فلأحسن الخطي ؟! لا بل فلأغيرن الطريق، فأنا لا ارغب في سماعهم ولا رؤيتهم، فاذا حان موعد العودة فألتحق بهم في الوقت المناسب .

سلك مسلكاً آخر .. اقبل علي العشب الطري بنهم شعر بالفخر والاعتزاز يكبر ويكبر في اعماق نفسه فواصل مسيره، مضى زمان ليس بالقصير لما اكتشف أن القطيع لم يعد يري، ثغا بصوت عال فرددت الجبال ثغاءه، عاود الثغاء دار في مكانه وما لبس أن عاد الهدوء الي نفسه : ما هذا الست قادراً علي العودة الي الحظيرة بمفردي .. نعم نعم انا قادر علي ذلك، اذاً فلتقفل راجعاً من حيث اتيت سار خطوات ثم توقف وقد اختلطت المسالك امامه، بعد تردد قصير شرع يركض علي طول إحدي الطرق .

ركض وركض ولكنه وهو يرفع بصره وجد نفسه يتقدم في اتجاه الجبال الشاهقة .. التفت الي الوراء فاذا بالشمس تسعي الي المغيب دار في مكانه بسرعة .. ثغا ثغاء ممزوجاً بخوف عارم .. جري في كل اتجاة .. تجمدت حركاته وشملته رعشة متواصلة في ذلك الوقت بالذات، رن في اذنه صوت امه وهي تنصحه الا ان ذلك الصوت لم يعمر طويلاً فقد طغي فوقه عواء حاد، أجل عواء ذئاب جائعة بدأت تعد العدة للاصطياد طيلة الليلة التي أعلن غروب الشمس عن مقدمها .

radwa adel

تخرجت من كلية الألسن، ولدي خبرة 8 سنوات في كتابة وانشاء المحتوي العربي، عملت في أكثر من 20 موقع مختلف علي مدار السنين الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى