قصص واقعية

قصص رائعة ومفيدة بعنوان أبو هريرة يبكي مرتين قصة دينية جميلة

لم يحزن ابو هريرة كثيراً حين هرب منه خادمه وهو في طريقه لملاقاة النبي صلي الله عليه وسلم فإن فرحته بهذا اللقاء لا يعادلها شئ من متاع الدنيا، فقد أنجاه الله تعالي من الكفر واصبح مؤمنا بالله ورسوله ولم يكد أبو هريرة ينتهي من مبايعة النبي الكريم وينطلق بالشهادتين حتي ظهر الخادم مرة اخري وعاد اليه فأطلقه وقال : هو حر لوجه الله !

ولزم أبو هريرة النبي صلي الله عليه وسلم حتي لا يكاد يفارقه، يستمع الي حديثه ويستن بسنته ويتأدب بآداب الاسلام وقد دعا له الرسول صلي الله عليه وسلم حتي صار لا ينسي شيئا سمعه منه .

عاش أبو هريرة فقيرة، وقد كانت تمر به أيام لايذوق بها طعاما فيشد على بطنه حجرة من شدة الجوع. وفي أحد الأيام مر به النبي صلى الله عليه وسلم فعرف مابه، فدعاه أن يتبعه إلى منزله، فتبعه فوجد النبي صلى الله عليه وسلم قدح فيه لبن، أهداه له بعض المسلمين فأمر أبا هريرة ان يخرج ويدعو له الفقراء، فعاد أبو هريرة ومعه عدد منهم، فأمره النبي أن يعطيهم ليشربوا فكان الواحد منهم يشرب حتى يرتوي ثم يعطيه لرجل آخر حتى شبعوا جميعا، وأبو هريرة لايزال جائعا، يقول في نفسه: هل سيبقى لي شيء، فقد أضر بي الجوع؟ فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم مبتسمة وقال: بقيت أنا وانت اقعد فاشرب .

فقعد أبو هريرة ليشرب والرسول صلى الله عليه وسلم، يقول له: اشرب، حتى لم يجد مكان للبن، فقد شبع وروي، فأخذ الرسول عليه الصلاة والسلام القدح، وشرب، وأبوهريرة يعجب من إكرام الله تعالى لنبيه ومباركته له فيما أعطاه.. واستمر أبو هريرة في ملازمة الرسول الكريم يحفظ عنه ويسأل عن أشياء لايسأله غيره عنها، وهو هانیء النفس، قرير العین، راض بهذه الصحبة الكريمة إلا أن هناك امرأ ظل يزعج أبا هريرة كلما عاد إلى منزله، فإن أمه كانت مشركة وكان هو حريصا عليها، يدعوها في كل مرة للدخول في الإسلام وهي تأبي، وتمتنع وحار أبو هريرة في أمره کیف تحرم أمه نفسها من نعمة الإسلام، وكيف تمتنع عن الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم لقد كان يخشى عليها أن تموت على هذه الحال من الشرك فتكون من اصحاب النار .

إنه يحب أمه، وكذلك يحب دينه، ويحب النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لا يمكن أن يغلب حب أمه على حب الله ورسوله، كما لايمكنه أن يستمر في الصبر على بقائها مشركة. لقد صمم في هذه المرة أن يلح عليها في الدعوة لتدخل في الإسلام فدعاها وهو يرجو استجابتها إلا أنها لم ترفض فحسب، ولكنها أسمعته كلاما يكرهه بحق النبي صلى الله عليه وسلم فلم يطق سماعه، فخرج ولم يرد عليها بشيء، وانطلق إلى مجلس النبی، ودموعه تسيل على خديه من شدة الحزن فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم وقد راه حزينا: ما يبكيك  يا أبا هريرة؟ فقال أبو هريرة: یارسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام، فتابی علي، فدعوتها اليوم، فأسمعتني فيك ما أكره؟! وتوقف أبو هريرة عن الكلام ولكن دمعه لم يتوقف فهو لايحتمل أن يسمع شيئا يكرهه في حق الرسول صلى الله عليه وسلم!! فكيف تقول أمه ذلك فلو لم تكن أمه لكان له معها شأن أخر.. وأطرق رأسه حزينة، ثم قال في رجاء: ادع الله أن يهدي أمي يارسول الله!

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : اللهم اهد أم أبي هريرة واستأذن أبو هريرة ، وانطلق إلى منزله، وقد خففت دعوة الرسول الكريم كثيرا من حزنه، فالرسول لم يحقد على أمه، ولم يدع عليها مع أنها قالت فيه ماقالت .. وعندما وصل أبو هريرة الي المنزل وجد الباب مغلقاً وسمع صوت ماء من داخله وحين هم بالرجوع نادته أمه من الداخل وفتحت الباب له ولم يكن الماء قد جف عن رأسها بعد، استقبلته امه بابتسامة عريضه وهي تنطق الشهادتين، لم تسع الفرحة ابو هريرة فانطلق الي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يبكي من شدة الفرح لإسلام امه كما بكي من قبل حزناً علي عدم اسلامها، ووقف بين يدي رسول الله والدموع تتلألأ في عينيه وقال : ابشر يا رسول الله فقد استجاب الل دعاءك وقد هدي ام ابي هريرة الي الاسلام، فملأت الفرحة حياة ابي هريرة وعاش باراً بأمه ومحباً لها .

radwa adel

تخرجت من كلية الألسن، ولدي خبرة 8 سنوات في كتابة وانشاء المحتوي العربي، عملت في أكثر من 20 موقع مختلف علي مدار السنين الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى