إسلاميات

بحث عن بر الوالدين شامل وقصص عن بر الوالدين

من أعظم القربات التى يتقرب بها الإنسان إلى ربه هى أن يكون بارا بوالديه، فقد قرن الله سبحانه وتعالى عبادته ببر الوالدين قال تعالى ” وأعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاّ وبالوالدين إحسانا” وقال تعالى في موضوع أخر ” وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا”، فالواجب على المسلم الإحسان إلى والديه ولو كانوا على غير ملة الإسلام بل ولو كانوا يدعونه إلى ترك ملته والدليل قوله تعالى” وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا”,

وقد ورد في السنه المطهره أن رسول الله صل الله عليه وسلم يأمر السيدة أسماء بنت أبى بكر أن تحسن لأمها المشركة فقد روي أن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت ” قدمت أمي على وهي مشركة في عهد رسول الله -صل الله عليه وسلم- فاستفتيت رسول الله -صل الله عليه وسلم- قلت وهي راغبة: أفأصل أمي يا رسول الله؟ قال نعم صل أمك”، وهذا إن دل فيدل على سماحة الدين الإسلامي ورفقه باتباعه.

ايه قرانية تحث المسلم على بر والديه

 

صور من بر الصحابه والتابعين والصالحين لوالديهم:

 

·       سنتحدث أولا عن الصحابي الجليل أبو هريرة وبره بأمه قبل إسلامها وبعد لإسلامها ، فقد كان أو هريرة رضي الله عنه شديد الحب لأمه ولكنها كانت لا تزال مشركة بل وكانت تسب رسول الله صل الله عليه وسلم، وكان أبو هريرة رضي الله عنه شديد الحزن على حالها يخشي عليها أن تموت على غير ملة الإسلام فتخلد في نار جهنم،  حيث روي أن أبو هريرة، قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يومًا فأسمعتني في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أكره، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أبكي، قلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم ” اللهم اهد أم إبى هريرة” فخرجتُ مستبشرًا بدعوة نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما جئت فصرت إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعت أمي خشف قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، فسمعت خضخة الماء قال: فاغتسلتْ ولبستْ درعها وعجلتْ عن خمارها، ففتحت الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. قال: فرجعت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتيته وأنا أبكي من الفرح، قال: قلت: يا رسول الله، أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة. فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرًا، قال: قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا. قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم حبب عبيدك هذا يعني أبو هريرة وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين». فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني.

هذا كان حاله رضي الله عنه قبل إسلامه وبره بها أما بعد الإسلام فحدث ولا حرج،  فقد روي أن أبو هريرة رضي الله تعالى عنه “كان إذا دخل البيت قال لأمه: “رحمك الله كما ربيتني صغيرا”، فتقول أمه له: “وأنت رحمك الله كما بررتني كبيرًا”، وكان يحمل أمه إلى بيت الخلاء وينزلها عنه، وكانت مكفوفة.
  • وروي في أحد القصص أن أمية الكناني كان  رجلاً من سادات قومه وكان له ابناً يسمى كلابا، ,هاجر كلاب إلى المدينة في خلافة عمر رضي الله عنه, فأقام بها مدة ثم لقي ذات يوم بعض الصحابة فسألهم أي الأعمال أفضل في الإسلام, فقالوا: ‘الجهاد’، فذهب كلاب إلى عمر رضي الله عنه يطلب منه أن يرسله في الجهاد, فأرسله عمر رضي الله عنه إلى جيش فتح بلاد الفرس فلما علم أبوه بذلك تعلق به وقال له: ‘لا تدع أباك وأمك الشيخين الضعيفين, ربياك صغيراً، حتى إذا احتاجا إليك تركتهما؟’ فقال: “أترككما لما هو خير لي” ، ثم خرج غازياً بعد أن أرضى أباه، فأبطأ في الغزو وتأخر.

وكان والديه يجلسان يوماً ما في ظل نخل لهم وإذا حمامة تدعوا فرخها الصغير وتلهو معه وتروح وتجئ، فرآها الشيخ فبكى فرأته العجوز يبكي فبكت ثم أصاب الشيخ ضعف في بصره، فلما تأخر ولده كثيراً ذهب إلى عمر رضي الله عنه ودخل عليه المسجد وقال: “والله يا ابن الخطاب لئن لم ترد علي ولدي لأدعون عليك في عرفات”، فأمر عمر رضي الله عنه بارجاع ولده إليه، فلما قدم ودخل عليه  قال له عمر: ما بلغ برك بأبيك؟’
قال كلاب: “كنت أُفضله وأكفيه أمره, وكنت إن أردت أن أحلب له لبناً أجيء إلى أغزر ناقة في أبله فأريحها وأتركها حتى تستقر ثم أغسل أخلافها -أي ضروعها- حتى تبرد ثم أحلب له فأسقي”، ‘ فبعث عمر إلى أبيه فجاء الرجل فدخل على عمر رضي الله عنه وهو يتهاوى وقد ضعف بصره وانحنى ظهره وقال له عمر رضي الله عنه: “كيف أنت يا أبا كلاب؟” قال: “كما ترى يا أمير المؤمنين “فقال: “ما أحب الأشياء إليك اليوم” ، قال: “ما أحب اليوم شيئاً، ما أفرح بخير ولا يسوءني ش” ،’ فقال عمر: “فلا شيء آخر” قال: “بلى, أحب أن كلاباً ولدي عندي فأشمه شمة وأضمه ضمة قبل أن أموت “فبكى رضي الله عنه وقال: “ستبلغ ما تحب إن شاء الله”

ثم أمر كلاباً أن يخرج ويحلب لأبيه ناقة كما كان يفعل ويبعث بلبنها إليه فقام ففعلما أمر بهى أمير المؤمنين ثم جاء وناول الإناء إلى عمر فأخذه رضي الله عنه وقال أشرب يا أبا كلاب فلما تناول الإناء ليشرب وقربه من فمه
قال: “والله يا أمير المؤمنين إني لأشم رائحة يدي كلاب” ،  فبكى عمر رضي الله عنه وقال: ‘هذا كلاب عندك وقد جئناك به’ فوثب إلى ابنه وهو يضمه ويعانقه وهو يبكي فجعل عمر رضي الله عنه والحاضرون يبكون
ثم قال عمر: ” يا بني الزم أبويك فجاهد فيهما ما بقيا ثم اعتنى بشأن نفسك بعدهما”

  • يقول الإمام الذهبي أردت الخروج في طلب العلم فمنعتني أمي فأستجبت لها، فلما توفاها الله خرجت لطلب العلم فبورك لى في ذلك.
  • وفي قصة الثلاثة الذين وقعت عليهم صخرة حبستهم في إحدي الكهوف وقام كل واحد منهم يتقرب إلى ربه بعمل صالح له، قال أحدهم: “اللهم إني كان لي أبوان شيخان كبيران ، فكنت أخرج فأرعى ، ثم أجيء فأحلب فأجيء بالحليب ، فآتي أبواي فيشربان ، ثم أسقي الصبية وأهلي وامرأتي ، فاحتبست ليلة ، فجئت فإذا هما نائمان ، قال : فكرهت أن أوقظهما ، والصبية يتضاغون عند رجلي ، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما ، حتى طلع الفجر ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ، فافرج عنا فرجة نرى منها السماء ، قال : ففرج عنهم “

من هذه القصص ومثيلاتها نري أن بر الوالدين يقرب المرء من ربه ويكون سبب في نزول الفرج، وأن الصحابه والتابعين وصالحي هذه الأمة لم يتركوا بر الوالدين وعرفوا قيمته، فاللهم اجعلنا بارين بوالدينا وأرحم من مات منهم وبارك في عمر من بقي له رزق في هذه الدنيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى